يعد عالم الاقتصاد الأمريكي جيمس روبنسون من الأسماء البارزة في مجال الاقتصاد السياسية، فقد عرف بأبحاثه حول دور المؤسسات السياسية والاقتصادية في تحديد مسار التنمية الاقتصادية في الدول، وقد شارك في كتابة العديد من المؤلفات المهمة التي ركزت بشكل أساسي على فهم أسباب ونجاح الفشل الاقتصادي للدول، وهو العمل الذي حصل عليه جائزة نوبل في الاقتصاد بجانب علماء آخرين، في السطور التالية تعرف على مسيرته وأهم إنجازاته.
من هو جيمس روبنسون؟
جيمس آلان روبنسون هو عالم اقتصاد وعالم سياسي أمريكي من أصول بريطانية، ولد في عام 1960، وهو واحد من أبرز علماء الاقتصاد في العالم، ويشغل حاليًا منصب أستاذ ريتشارد إل بيرسون لدراسات الصراعات العالمية، وأستاذ جامعي في كلية هاريس للسياسة العامة في جامعة شيكاغو.
بدأ روبنسون مسيرته الأكاديمية من خلال دراسة الاقتصاد والعلوم السياسية، وقد شغل العديد من المناصب الأكاديمية المرموقة، وتركزت أبحاثه على دراسة الأسباب وراء الفقر والتفاوت الاقتصادي بين دول العالم، وتأثير المؤسسات الاقتصادية والسياسية على النمو والتنمية.
ألف روبنسون العديد من الكتب، وتعاون بشكل خاص مع عالم الاقتصاد الأمريكي من أصول تركية دارون عجم أوغلو على تأليف مجموعة من الكتب الاقتصادية، وقدما فيه تحليلهم حول تأثير المؤسسات على الاقتصاد، ومن أهم هذه الكتب كتاب "لماذا تفشل الأمم" الذي لاقى إشادة كبيرة.
في الكتاب، قدم روبنسون رؤيته لتفسير أسباب النجاح والفشل الاقتصادي للدول، مؤكدًا على دور المؤسسات الأساسي في تحديد مدى قدرة الدول على تحقيق التنمية.
وبجانب المؤلفات، شارك روبنسون في العديد من المشاريع والبحثية الميدانية التي هدفت إلى دراسة الديناميات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في دول العالم الثالث، وخاصة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
دراسته
درس جيمس روبنسون على درجة البكالوريوس في العلوم الاقتصادية من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية عام 1982، ثم حصل على درجة الماجستير عام 1986 من جامعة واريوك في إنجلترا.
اتجه جونسون بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك حصل على درجة الدكتوراه في النظرية الاقتصادية وعلاقات العمل من جامعة ييل في ولاية كونيتيكت عام 1993.
مسيرته الأكاديمية
بدأ جيمس روبنسون مسيرته الأكاديمية بالعمل كأستاذ للاقتصاد في جامعة ملبورن، وبعدها انتقل للتدريس في جامعة جنوب كاليفورنيا، ثم جامعة كاليفورنيا في بيركلي.
في عام 2004، شغل روبنسون منصب أستاذ مشارك للحكومة في جامعة هارفارد، وبعدها شغل عدة مناصب في الجامعة نفسها، منها أستاذ ديفيد فلورنس للحكومة من عام 2009 حتى عام 2014، ثم أستاذ ويلبر أ. كويت للحكومة من عام 2014 حتى عام 2015.
في شهر يوليو عام 2015، شغل روبنسون منصب أستاذ جامعي في كلية هاريس لدراسات السياسات العامة في جامعة شيكاغو، وقد حمل لقب "القس الدكتور ريتشارد إل بيرسون" في الجامعة.
حصل روبنسون على درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الوطنية في منغوليا عام 2016، وخلال مسيرته الأكاديمية تركزت أبحاثه بشكل أساسي على الاقتصاد السياسي والتنمية الاقتصادية والسياسية.
زار روبنسون العديد من الدول حول العالم، وألقى محاضرات في جامعات في بوتسوانا، وتشيلي، والكونغو، والفلبين، وجنوب أفريقيا، كما أنه درّس في جامعة الأنديز في بوغوتا كل صيف.
شارك روبنسون في مؤتمرات وندوات اقتصادية حول العالم، وقد التقى برجال أعمال وقادة وعلماء وممثلي دوائر مالية واقتصادية في عدة دول، منها دولة أوزباكستان.
مؤلفات جيمس روبنسون
تعاون عالم الاقتصاد جيمس روبنسون مع العالم دارون عجم أوغلو في تأليف العديد من الكتب وتقديم أبحاث مشتركة، وقد تعرف روبنسون على عجم أوغلوا خلال دراسته في كلية لندن للاقتصاد.
من المؤلفات المهمة التي أصدرها العالمان كتاب "الأصول الاقتصادية للدكتاتورية والديمقراطية" وفيه حلل روبنسون عملية إنشاء المجتمعات الديمقراطية وكيفية تعزيزها.
يزعم العالمان بأن الديمقراطية في أي بلد تتعزز عندما لا يكون لدى النخب الاقتصادية والسياسية في البلد قوى راغبة في الإطاحة بها، ويعتمد ذلك على عدة عوامل، منها شكل العولمة في الدولة، والأزمات الاقتصادية والسياسية والتفاوت الاقتصادي، وقوة المجتمع المدني، فضلًا عن بنية المؤسسات السياسية والاقتصاد.
في عام 2012، أصدر روبنسون وعجم أوغلو كتاب "لماذا تفشل الأمم: أصول القوة والازدهار والفقر"، وهو من أهم الكتب وأكثرها مناقشة في الأوساط الاقتصادية. في هذا الكتب يزعم روبنسون، وعجم أوغلو أن أي نمو اقتصادي يتطلب استقراراً سياسياً، ولا يحدث الاستقرار السياسي دون قيود مؤسسية، وضربا مثال على الثورة الصناعية في بريطانيا، وذكرا بأنه لم تتحقق تلك الثورة بدون قانون الحقوق الإنجليزي الذي خلق مثل هذه القيود.
ركز روبنسون في هذا الكتاب أن الاختلافات في التنمية بين البلدان يرجع سببها إلى الاختلافات في المؤسسات الاقتصادية والسياسية، ورفضا تمامًا النظرية التي تقول بأن بعض الاختلافات الثقافية أو الجغرافية قد تكون سببًا في التأخر الاقتصادي، وضربا مثالًا على روسيا السوفيتية، التي كانت قادرة على مواكبة التقنيات العالمية، رغم أنها كانت قد بدأت تفقد قوتها بحلول السبعينات.
في عام 2019، أصدرا كتاب "الممر الضيف: الدول والمجتمعات ومصير الحرية"، وفيه يزعمان بأنه يمكن تحقيق مجتمع حر في حالة تطورت قوة الدولة وقوة المجتمع المدني في آن واحد.
ألف كذلك كتاب "الدخل والديمقراطية" تحدثا فيه عن العلاقة بين الدخل والديمقراطية، وزعما فيه أنه لا يوجد تأثير سببي للدخل على الديمقراطية، وذلك عندما يتم التحكم في التأثيرات الثابتة للبلد، وإزالة الارتباط بين دخل الفرد ومقايس الديمقراطية المختلفة.
وفي كتابهما "عدم التحديث" زعم روبنسون وجونسون بأن "نظرية التحديث" لا يمكنها تفسير المسارات المختلفة للتنمية السياسية.
أصدر روبنسون أيضًا مؤلفات أخرى بالتعاون مع علماء اقتصاد آخرين، ومنها كتاب "تنمية أفريقيا من منظور تاريخي، وتعاون فيه مع إيمانويل أكياموبنج، وروبرت إتش بيتس. ألف كذلك كتاب "دور النخب في التنمية" بالتعاون مع أليس إتش أمسدن، وأليسا دي كابريو".
جائزة نوبل في الاقتصاد
في شهر أكتوبر عام 2024، حصل جيمس روبنسون ودارون عجم أوغلو، وسيمون جونسون على جائزة نوبل في الاقتصاد، وذلك بفضل دراساته حول تأثير المؤسسات الاقتصادية والسياسية على التنمية الاقتصادية.