جي كي رولينغ.. الكاتبة مبدعة سلسلة هاري بوتر الشهيرة

من منا لم يسمع عن هاري بوتر؟ هي شخصية خلقتها الكاتبة البريطانية العبقرية جي كي رولينغ، واستطاعت بقلمها أن تنقلنا إلى عالم سحري مليء بالكثير من المغامرات، ولم تكن تعرف رولينغ، التي بدأت حياتها كمعلمة، أن هذا الكتاب سيحولها إلى واحدة من أغنى الكاتبات في العالم، وسيتحول عملها إلى سلسلة أفلام هي الأشهر على الإطلاق، تعرف على مسيرتها وحياتها في هذا المقال.

من هي جي كي رولينغ؟

جونا رولينغ، هي كاتبة مؤلفة بريطانية، ولدت في 31 يوليو عام 1965 في ييت في مقاطعة جلوسيسترشاير في إنجلترا، وتعد واحدة من أشهر الكاتبات في العالم، حيث حققت شهرة عالمية بفضل سلسلة كتب "هاري بوتر" الشهيرة، وأصبحت ظاهرة ثقافية في جميع أنحاء العالم.

أصبحت رولينغ معروفة باسم "جي كي رولينغ"، حيث اختارت الحرفي جي وكي بناءً على اسم جدتها كاثلين. بدأ رولينغ كتابة هاري بوتر في أوائل التسعينات، حيث كانت تمر بظروف حياتية صعبة بما فيها الفقر والاكتئاب، إلا أنها استمرت في تطوير فكرة القصة، واستغرق الأمر منها عدة سنوات، حتى أكملت كتابها الأول الذي نشر عام 1997.

رفض الكتاب في البداية من العديد من دور النشر، إلا أنها تمكنت من نشره، وكتبت 7 أجزاء أخرى، وقد بيع أكثر من 500 مليون نسخة من السلسلة حول العالم، وتم ترجمته إلى عشرات اللغات، وأصبحت واحدة من سلاسل الكتب الأكثر مبيعًا في التاريخ.

زادت شهرة رولينغ عندما تم تحويل سلسلة الكتب إلى سلسلة أفلام ناجحة، بالإضافة إلى مسرحيات وألعاب فيديو وسلسلة أفلام فرعية، وحققت السلسلة ناجحًا هائلًا جعلتها واحدة من أغنى النساء في العالم.

قصة جي كي رولينغ

ولدت جي كي رولينغ في إنجلترا لعائلة من الطبقة المتوسطة، فقد عاشت في منزل ريفي صغير مع والديها، حيث كان والدها يعمل كعامل إنتاج على خط تجميع في أحد المصانع، أما والدتها عملت كفنية علمية. رولينج هي الأخت الكبرى، ولديها شقيقة واحدة اسمها ديان.

في سن الرابعة، انتقلت العائلة إلى وينتربورن، وهناك درست رولينغ في مدرسة تابعة للكنيسة، وقد عاشت العائلة بالقرب من عائلة أخرى اسمها بوتر، وهو الاسم الذي أحبته رولينغ دائمًا.

أحبت رولينغ القراءة كثيرًا بفضل والدتها التي ملئت المنزل بعشرات الكتب، وقد قرأت الكثير من الكتب في طفولتها، وظهرت موهبتها في الكتابة والتأليف والخيال في سن مبكرة.

في المدرسة، كانت رولينغ تخلق عالمًا خاصًا بها، بعيدًا عن معلمتها الصارمة والحازمة، وفي سن الحادية عشر كتبت قصتها القصيرة الأولى، والتي تحدثت فيها عن حياة خيالية مليئة بالجنيات والساحرات، وقد كانت رولينغ في ذلك الوقت نموذجا للطفلة المثقفة التي تعيش في عالم من أحلام اليقظة الكاملة.

التحقت رولينغ بمدرسة وايديان الثانوية، وفيها تعرضت للتنمر، إلا أنها واجهت التنمر بالقراءة والكتابة، وقد كانت طالبة ذكية، ولكنها خجولة وتمتع بخيال خصب، وقد حصلت على دعم من والديها الذين تبنيا موهبتها في الكتابة.

رغم ذلك كانت سنوات مراهقتها غير سعيدة، حيث أصيبت والدتها بمرض التصلب المتعدد، واضطرت إلى البقاء في المنزل لرعاية والدتها، كما كانت علاقتها بوالدتها متوترة، حيث كان والدها يعاني من الوسواس القهري، وكان يفضل أن يكون له ابن.

واجهت رولينغ الصعوبات في فترة المراهقة بالتركيز على المذاكرة، وحصلت على درجات جيدة في المدرسة، والتحقت بجامعة إكستر لدراسة اللغة الفرنسية والكلاسيكيات، وحصلت على درجة البكالوريوس في اللغة الفرنسية عام 1987، ثم سافرت إلى باريس بعد عام من التخرج.

بداية مهنية متقلبة وغير مستقرة

بعد الجامعة، عملت جي كي رولينغ في وظائف مؤقتة في لندن، ثم عملت مع منظمة العفو الدولية في توثيق قضايا حقوق الإنسان في الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية، وخلال ذلك الوقت بدأت في كتابة روايات، لكنها لم تنشرها.

في عام 1990، فكرت في الانتقال إلى مانشستر، وكانت تسافر بالقطار لمسافات طويلة من أجل الزيارة، وخلال رحلاتها في القطار، فكرت في شخصيات هاري بوتر، ورون ويزلي، وهيرميون جرينجر بوضوح، وبدأت في كتابة رواية هاري بوتر.

انتقلت رولينج إلى مانشستر، وهناك عملت في غرفة التجارة، وفي جامعة مانشستر في وظائف مؤقتة، وكانت تعاني من ظروف مادية صعبة، كما عانت من الاكتئاب، وازدادت أزمتها بوفاة والدتها بسبب المرض في ديسمبر من عام 1990، وقد أثرت وفاة والدتها على كتاباتها.

في هذا العام، عانت رولينج من أزمات عدة، بداية من وفاة والدتها، وصولها إلى فصلها من وظيفتها المكتبية في مانشستر، كما أنها أنهت علاقتها بصديقها، لذا قررت في عام 1991، الانتقال إلى البرتغال لتدريس اللغة الإنجليزية، وعملت ككاتبة في النهار.

بعد انفصالها، عملت ككاتبة في المقاهي في اسكتلندا، كما التحقت بدورة تدريب المعلمين في عام 1995، وبدأت التدريس في أكاديمية ليث، وكانت في ذلك الوقت أنهت كتابها الأول من هاري بوتر.

حياتها الشخصية وعلاقاتها

تزوجت جي كي رولينغ للمرة الأولى في عام 1992 من الصحفي البرتغالي خورخي أرانتيس، التي قابلته في البرتغال في إحدى الحانات، بعد انتقالها إلى البرتغال بخمسة أشهر.

كانت علاقتهما مضطربة، ولكنهما قررا الزواج، وأنجبت منها ابنة اسمها جيسيكا إيزابيل رولينج أرانتيس. كانت علاقتها بزوجية سيئة، وتعرضت للعنف الأسري، وقد وصفت زواجها بأنه "قصير وكارثي".

انفصلت رولينغ عن زوجها عام 1993، حيث طردها زوجها من المنزل، واختبأت لمدة أسبوعين عنه، وعادت إلى اسكتلندا، بعدما تمكنت من الحصول على مسودة هاري بوتر من منزلها.

عاشت رولينغ ظروفًا مادية صعبة بعد الانفصال، حيث حصلت على إعانة من الحكومة، حتى لا تثقل كاهل أختها، حيث انتقلت للعيش معها بعد الانفصال، وواصلت في الوقت نفسه كتابة روايتها.

تزوجت رولينغ للمرة الثانية من نيل موراي عام 2001، وهو طبيب إنجليزي، وقد رزقت منه بابن اسمه ديفيد جوردون عام 2003، وابنة اسمها ماكنزي جين عام 2005، وتعيش مع أسرتها في منزل في كنسينغتون في إدنبرة.

قصة تأليف هاري بوتر

بدأت جي كي رولينغ تأليف قصة هاري بوتر عام 1990، حيث كانت في طريقها من لندن إلى مانشستر بالقطار، وجاءت لها فكرة شخصيات هاري بوتر الرئيسية، وبدأت في كتابتها.

بحلول عام 1995، أنهت رولينغ الجزء الأول من الكتاب، وقد حاولت نشر الكتاب، ولكن رفض من عدة دور نشر، ونشر الكتاب في النهاية بطبعة أولية بلغت أكثر من 5 آلاف نسخة.

كتبت رولينج ستة أجزاء تالية تحكي مغامرات هاري في جوهوورتس مع أصدقائه هيرمايوني جرينجر، ورون ويزلي، وقد حقق الكتاب نجاحًا كبيرًا، وبفضل المبيعات اشترت شقة في إدنبرة

حصلت رولينج بيع حقوق الكتاب في الولايات المتحدة، وكانت المراجعات الإيجابية هناك جيدة. صدرت الكتب الثلاثة الأولى بين عامي 1998، و2000، وبيعت ملايين النسخ منها، وانتهت سلسلة هاري بوتر في عام 2007.

في عام 1999، اشترت شركة وارنر براذرز حقوق الفيلم لأول روايتين من سلسلة هاري بوتر مقابل مليون دولار، وقد تم إصدار سلسلة هاري بوتر بداية من عام 2001، وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا.

ثروة جي كي رولينغ

بحلول عام 1998، تم تصوير جي كي رولينغ بأنها "كاتبة مطلقة ومفلسة تفوز بجائزة كبرى" بسبب نجاح كتابها هاري بوتر. في عام 2004، حصلت على لقب أول مؤلفة تبلغ ثروتها مليار دولار، إلا أنها نفت أنها مليارديرة في حوار صحفي عام 2005.

في عام 2012، أوضحت مجلة فوربس أنها لم تصبح ملياديرة بسبب تبرعاتها الخيرية والضرائب المرتفعة في المملكة المتحدة، ولكنها لا تزال الكاتبة الأعلى أجرًا في العالم في سنوات 2008، و2017، و2019.

تجاوز إجمالي مبيعات كتب جي كي رولينغ 238 مليون جنيه إسترليني في المملكة المتحدة فقط، وهو ما يجعلها المؤلفة الأكثر مبيعًا في بريطانيا، وقد قدرت مجلة صنداي تايمز ثروتها بحوالي 820 مليون جنيه إسترليني في عام 2021.

جي كي رولينغ عن إيمان خليف

تصدر اسم جيكي رولينغ التريند خلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، حيث انتقدت اللاعبة المغربية إيمان خليف، ووصفت مشاركتها في الدورة بالظلم القاسي للاعبة الإيطالية.

بعد فوز خليف بالميدالية الذهبية، قررت إيمان رفع دعاوى قضائية على شخصيات مشهورة انتقدتها، منها جي كي رولينغ، إلا أن الأخيرة واصلت انتقاداتها لإيمان، ووصفت بأن محاولات نشر صور لها بمظهر أنثوي ما هي إلا حملات إعلانية من أجل الإلهاء.