-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
السيرة الذاتية
يعتبر جون كيتس أحد أبرز شعراء الحركة الرومانسية في إنجلترا. اشتهر بقصائده التي تتميز بجمال لغوي رفيع وحساسية مفرطة، وعلى الرغم من حياته القصيرة التي انتهت وهو في الخامسة والعشرين من عمره، إلا أن إرثه الشعري ترك بصمة عميقة في الأدب الإنجليزي والعالمي، تعرف على مسيرته الأدبية وحياته.
من هو جون كيتس؟
هو شاعر إنجليزي من أبرز رواد الشعر الغنائي والرومانسي، ولد في 31 أكتوبر عام 1795، ورغم حياته القصيرة التي لم تتجاوز 25 عامًا، ترك بصمة عميقة في الأدب الإنجليزي من خلال شعره الذي تميز بجمال اللغة وعمق المشاعر.
يعتبر كيتس أحد أعظم شعراء اللغة الإنجليزية، ورغم أن أعماله الشعرية لم تقدر خلال حياته، إلا أنها نالت شهرة واسعة بعد وفاته، وأثرت أعماله الشعرية على العديد من الشعراء من بعده، وتم اعتباره واحد من أبرز الشعراء الإنجليزيين.
اعتمد كيتس على أسلوب مثقل بالمشاعر والأحاسيس، وخاصة في القصائد الغنائية، وقد استخدم الصور الطبيعية بشكل مكثف في أشعاره، ولا تزال قصائده ورسائله من بين الأكثر شعبية ودراسة في الأدب الإنجليزي.
نشأته وتعليمه
ولد جون كيتس في لندن، وهو الطفل الأكبر بين أربعة أطفال، وإخوته هم جورج، وهو رجل أعمال بارز، وتوماس، وفرانسيس ماري، وهي زوجة الكاتب الإسباني فالنتين يانوس جوتيريز. كان والده يعمل كحراس في الإسطبلات.
درس كيتس في البداية في مدرسة محلية للسيدات، ثم تم إرساله إلى مدرسة جون كلارك في أنفيلد، وقد كانت مدرسة صغيرة وليبرالية، وتعتمد على منهج أكثر حداثة من المدارس الشهيرة في ذلك الوقت.
خلال دراسته في تلك المدرسة، طور كيتس اهتمامًا بالكلاسيكيات والتاريخ والأدب، وهو اهتمام سيلازمه طوال سنوات حياته القصيرة، وخلال تواجده في المدرسة فاز بجائزته الأكاديمية الأولى عام 1809، كما ركز طاقته على القراءة والدراسة.
في عام 1804، توفي والد كيتس بسبب كسر في الجمجمة بعد سقوطه من فوق الحصان، وكان كيتس حينها يبلغ من العمر 8 سنوات، وبعد وفاة والده تزوجت والدته مرة أخرى، لذا انتقل كيتس وإخوته للعيش مع جدتهم في قرية إدمونتون.
في عام 1810 توفيت والدته بمرض السل، لذا أصبحت حضانة الأطفال على الجدة، وفي ذلك العام ترك كيتس المدرسة، ليعمل كمتدرب لدى الجراح والصيدلي توماس هاموند، وعاش في عيادة الطبيب.
خلال حياته عانى كيتس من ظرف مادية صعبة، وكانت الأموال مصدر قلق كبير عليه، حيث كافح للبقاء بعيدًا عن الديون، وشق طريقه في الحياة بشكل مستقل.
ترك الطب من أجل الشعر
في عام 1815 أنهى جون كيتس تدريبه المهني مع هاموند بعد 5 سنوات، وبدأ الدراسة كطالب في مستشفى جاي، وفي غضون شهر تم قبوله كمساعد في المستشفى للجراحين خلال العمليات، وكانت ترقية كبيرة بالنسبة له، إلا أنها جلبت له مسؤولية أكبر.
وبسبب ساعات العمل الطويلة في المستشفى، اعتقدت الأسرة أنه سيواصل عمله ليصبح طبيبًا، وخلال هذه الفترة واجه كيتس خيارًا صعبًا بسبب الاختيار بين مهنة الطب أو كتابة الشعر، خاصة أنه كان يستغرق الكثير من الوقت في العمل، وهو ما صرفه عن الكتابة.
في عام 1816 حصل كيتس على ترخيص الصيدلة، وهو ما جعله مؤهلًا لممارسة مهنة الصيدلة والجراحة، إلا أنه في ذلك الوقت قرر أن يكون شاعرًا وليس جراحًا، وركز على مهنة الشعر.
كان كيتس خائفًا جدًا ألا يكون شاعرًا أبدًا، وقد ذكر شقيقه جورج أنه عانى من فترات اكتئاب شديدة بسبب ذلك الأمر، بجانب أنه كان محاصرًا بالأزمات المالية للعائلة، وهو ما زاد من صعوبة حياته.
مسيرته الأدبية
بدأ جون كيتس كتابة الشعر منذ سنوات دراسته، وقد كان أول قصيدة تنشر له عام 1816 في مجلة O Solitude، والتي كانت مجلة ليبرالية رائدة في ذلك الوقت، وقد تأثر كيتس بالشعراء الرومانسيين مثل إدموند سبنسر، وشكسبير وجون ميلتون.
في عام 1817 نشر أول مجموعة شعرية له بعنوان "قصائد" التي لم تلق نجاحًا كبيرًا، وفي العام التالي كتب قصيدته الطويلة "إنديميون" وهي قصيدة رومانسية مستوحاة من الأساطير اليونانية، إلا أنها تلقت انتقادات حادة، ورغم ذلك واصل كيتس كتابة الشعر، ولم يضعف ذلك من عزيمته.
كان عام 1818 بمثابة العام الأكثر إنتاجية في حياة كيتس الأدبية، ففي هذا العام كتب بعضًا من أشهر قصائده، منها قصيدة لجرة إغريقية، وقصيدة الليلية، وأغنية الخريف، والتي تعتبر من أعظم القصائد في الأدب الإنجليزي.
بداية من عام 1819 بدأت صحية كيتس تتدهور، وعانى بشكل كبير بسبب مرض السل، وقد كان انتقل إلى روما حتى يعيش في جو أكثر دفئًا من جو لندن، إلا أنه توفي فيها في النهاية.
خلال حياته لم تلقَ أعمال جون كيتس وقصائده استقبالًا جيدًا، ورغم غزارته الأدبية خلال حياته الأدبية القصيرة، التي لم تتجاوز 6 سنوات تقريبًا، إلا أنه لم يحصل على الشهرة الكافية خلال حياته.
امتلك كيتس حساسية شعرية فطرية، وبحلول وفاته أصبحت أعماله أكثر شهرة، بل أصبحت قصائده ضمن قائمة أعظم الأعمال في الأدب الإنجليزي، وجارى الكثير من شعراء بعضًا من قصائده مثل إيزابيلا والجمسبة السيدة بلا رحمة.
خلال القرن العشرين، أصبح كيتس ملهمًا للعديد من الشعراء منهم ويلفريد أوين، وقد حفظت معظم أعمال ورسائل ومخطوطات كيتس وأوراقه في جامعة هارفارد، كما توجد مجموعة أخرى من أعماله في المكتبة البريطانية وعدة مكاتب أخرى.
قصائد جون كيتس
كتب جون كيتس العديد من القصائد الشهيرة التي حققت نجاحًا كبيرًا بعد وفاته بشكل خاص، ومنها قصيدة "قصيدة على جرة يونانية، والتي نشرها في البداية بشكل مجهول، وكانت هذه القصيدة بداية لتأليفه 6 قصائد غنائية هي الأشهر والأكثر احترامًا حتى الآن.
ومن قصائده الأخرى "قصيدة عن الكسل"، و"قصيدة عن الكآبة"، و"قصيدة إلى العندليب"، و"قصيدة إلى النفس"، كما ألف أيضًا "قصدية إلى الخريف"، وتمثل هذه القصائد الغنائية محاولته لخلق نوع جديد من القصيدة الغنائية القصيرة، التي أثرت على الأجيال اللاحقة.
كتب كيتس أيضًا قصائد أخرى شهيرة منها "ليلة القديسة أغنيس"، والتي تعد واحدة من أفضل قصائده، وأثرت في أدب القرن التاسع عشر. كتب كذلك قصيدة "السيدة الجميلة بلا رحمة"، وقصيدة "هايبريون" وهي قصيدة ملحمية شهيرة، وقصيدة "لاميا" وهي قصيدة سردية عن الكآبة والكسل.
علاقاته العاطفية
تعرف جون كيتس على إيزابيلا جون عام 1817 خلال عطلته في إحدى القرى الإنجليزية، وقد أعجب بها لذكائها وجمالها وثقافتها. كانت إيزابيلا فتاة غنية وشخصية غامضة، وقد كانت صداقتهما بها الكثير من الانجذاب، إلا أنهما لم يبادرا في الالتزام بعلاقة واضحة.
كانت جونز مصدر إلهام لكيتس في العديد من القائد التي ألفها، منها "ليلة القديسة أغنيس"، وليلة القديس مرقس"، وربما كانت بعض القصائد التي ألفها مثل "النجم الساطع" مكتوبة من أجلها.
من علاقاته العاطفية أيضًا علاقته بفاني براون، والتي تعرف عليها في عام 1818، وكانت حينها تبلغ من العمر 18 عامًا، وقد كانت مقربة منه خلال فترة مرض شقيقه توم كيتس بمرض السل.
في عام 1819 توطدت علاقتهما أكثر، وشاركا اهتمامًا واحدًا بالفن والأدب، وقد نشرت لهما الكثير من الرسائل، التي تعتبر حاليًا من أعظم الرسائل الأدبية في الأدب الإنجليزي.
في عام 1820، وبعد إصابته بمرض السل، انفصل كيتس عن حبيبته فاني، وهو يعلم أنه ربما لن يراها مرة أخرى، وبعد مغادرته إلى روما شعر أنه غير قادر على الكتابة إليها، وكان يتراسل مع والدتها، وقد توفي بعد سفره ب5 أشهر.
استغرق خبر وصول وفاته إلى لندن شهرًا تقريبًا، وقد ظلت حبيبته فاني في حالة حداد عليه لمدة 6 سنوات، وبعد أكثر من 12 عامًا على وفاته، تزوجت وأنجبت ثلاثة أطفال، وعاشت لمدة 40 عامًا بعد وفاته.
ومن ضمن رسائل الحب الشهيرة التي كتبها كيتس لحبيبته فاني رسالة بعنوان "أنت لف حورية"، والتي كتبها خلال فترة مرضه وابتعاده عن حبيبته في لندن خوفًا من انتقال المرض المعدي إليها.
وخلال علاقتهما كتب كيتس حوالي 39 رسالة إلى حبيبته فاني براون، وكانت هذه الرسالة التي ظلت في حالة جيدة، وفي جزء من رسالته يقول:
"إن قوة مباركتك ليست ضعيفة في طبيعتها لكي تمر إلى الخاتم من أربع ساعات إلى أربع وعشرين ساعةــ إنها تشبه الكأس المقدسة التي عندما تمتلئ مرة واحدة، تمتلئ إلى الأبد. سأقبّل اسمك واسمي حيث تتواجد هناك الشفاه ــ الشفاه! لماذا يتحدث سجين مسكين مثلي عن هذه الأمور- الحمد لله، رغم أنني أمتلك أعز المباهج في الكون، فإن عزائي أنني مستقل عنها في يقين حبك وعاطفتك".
سنوات المرض والوفاة
بداية من عام 1820 بدأت أعراض المرض الخطيرة تتزايد على جون كيتس، فقد أصيب بالعدوى من شقيقه الذي توفي بسبب مرض السل، وهو المرض الذي قضى على العديد من أفراد الأسرة، بما فيهم والدته، ولم يكن مرضاً له علاج في ذلك الوقت.
عانى كيتس من أعراض خطيرة مثل نزيف حاد في الرئة والسعال الدموي، وفقد كميات كبيرة من الدم، لذا قرر الانتقال إلى إيطاليا ليعيش في جو أكثر دفئًا من جو روما، واستقر في روما.
وفي روما شخصه طبيبه بمرض السل، ووضع له نظامًا غذائيًا صارمًا بهدف تقليل تدفق الدم إلى معدته، إلا أن النظام الغذائي أصابه بسوء التغذية. في الأشهر الأولى من عام 1821 ساءت حالته بشكل متزايد، وأصبح في المراحل الأخيرة من حياته، حيث كان يسعل دمًا باستمرار.
توفي جون كيتس في روما في 23 فبراير عام 1821، ودفن في المقبرة البروتستانتية في المدينة، وقد طلب ألا يحمل شاهد قبره اسمًا أو تاريخًا، بل طلب أن يُكتب عليه "هنا يرقد من كتب اسمه على الماء".
وقد كتب على قبره أيضًا: هذا القبر يحتوي على كل ما هو بشري، لشاعر إنجليزي شاب، الذي على فراش موته، في مرارة قلبه، في مواجهة القوة الخبيثة لأعدائه، رغب في نقش هذه الكلمات على حجر قبره: "هنا يرقد من كتب اسمه على الماء".