-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
الزوجة
-
السيرة الذاتية
يعتبر الفيلسوف والاقتصادي والسياسي الإنجليزي جون ستيوارت ميل من أهم وأعظم الفلاسفة في عصره، فقد كان له تأثير كبير على الفلسفة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولا تزال أفكاره حول الحرية والنفعية والعدالة الاجتماعية تدرس وتناقش حتى وقتنا هذا، تعرف أكثر على إنجازاته ومسيرته في هذا المقال.
من هو جون ستيوارت ميل؟
فيلسوف واقتصادي بريطاني، ويُعد من أبرز المفكرين في القرن التاسع عشر. ولد في لندن، وكان ابناً لجيمس ميل، الفيلسوف والمؤرخ المعروف. تلقى ميل تعليماً صارماً ومكثفاً من والده منذ صغره، مما جعله يظهر كمفكر ناضج في سن مبكرة.
يعد ميل واحد من أكثر المفكرين تأثيرًا في تاريخ الليبرالية، فقد ساهم بشكل كبير في تقديم نظريات سياسية واقتصادية وسياسية بارزة، لذا يعد على نطاق واسع الفيلسوف الأكثر تأثيرًا في القرن التاسع عشر.
اشتهر ميل بتأييده لمذهب النفعية، وهي نظرية أخلاقية طورها الفيلسوف جيريمي بينثام، وهي نظرية تقيم الأفعال بناء على مدى تحقيقها لأكبر قدر من السعادة للناس، وقد اشتهر بأفكاره حول الحرية، والعدالة الاجتماعية، والاقتصاد السياسي. وقد أثرت أفكار ميل بشكل عميق على الفكر الإنساني العميق.
توفي ميل في عام 1873 تاركًا خلفه إرثًا فكريًا خالدًا، ويعتبر رمزًا للتفكير المستقل والنقدي المدافع عن الحرية والعدالة.
طفل عبقري ومفكر نابغ
ولد جون ستيوارت ميل في 20 مايو عام 1806 في ميدلسكس بإنجلترا، وهو الابن الأكبر للفيلسوف والمؤرخ الاقتصادي الاسكتلندي جيمس ميل، والذي كان له تأثير كبير عليه، فقد تلقى تعليمه الأولي على يد والده، بمساعدة جيريمي بينثام، وفرانسيس بليس.
تلقى ميل تعليمًا صارمًا من والده، وقد أبعده والده عمدًا عن بقية الأطفال في نفسه عمره بخلاف لإخوته، وهو ما جعل منه طفلا عبقرياً منذ صغره، لديه أفكار وفلسفة خاصة به.
كان ميل أيضًا طالبًا ذكيًا للغاية، فقد تعلم اللغة اليونانية في سن الثالثة فقط، وفي سن الثامنة كان قد قرأ العديد منا لكتب الفلسفية، منها خرافات أيسوب، وكان على دراية كبيرة بفلسفة سقراط، وأفلاطون، وقرأ قدرًا كبيرًا من التاريخ باللغة الإنجليزية، كما تعلم الفيزياء والحساب وعلم الفلك.
في سن الثامنة أيضًا بدأ بدراسة اللغة اللاتينية، وتعلم الجبر وأعمال إقليدس، واطلع على كتب المؤلفين اليونانيين واللاتينيين، وبحلول سن العاشرة كان بإمكانه قراءة كتب أفلاطون وديموسثينيس بسهولة.
اهتم والده أيضًا بتعليمه الشعر، كما قرأ العلوم الطبيعية والروايات الشعبية، كما تعلم الاقتصاد السياسي، ودرس أعمال آدم سميث، وديفيد ريكاردو مع والده. في سن الرابعة عشرة سافر ميل إلى فرنسا، وهناك حصل على دورات في الكيمياء، وعلم الحيوان والمنطق في كلية العلوم، كما حصل على دورة في الرياضيات العليا. وفي فرنسا التقى بالعديد من قادة الحزب الليبرالي، كما التقى بشخصيات باريسية بارزة.
زوجة جون ستيوارت ميل
وقع جون ستيوارت ميل في عشق الفيلسوفة الإنجليزية والمدافعة عن حقوق النساء هارييت تايلور، وقد استمر حبه لها لمدة 21 عامًا، حيث كانت متزوجة عندما التقى بها لأول مرة، واستمرت علاقتهما الوثيقة لسنوات.
توفي زوجها الأول عام 1849، وانتظرا لمدة عامين حتى تزوجا في عام 1851، وقد أثرت زوجته بشكل كبير حول أفكاره عن الزواج والصداقة، وقد أصبح مناصرًا لحقوق المرأة بسبب علاقته بها، كما كان رافضًا للعنف المنزلي.
وقد قال ميل إن دفاعه عن حقوق المرأة كان في المقام الأول بسبب زوجته، حيث وصف عقلها بأنه "أداة مثالية"، وكما وصفها بأنها السيدة الأكثر تأهيلًا من بين كل عرفهم من المؤلفين طوال حياته، واستشهد بتأثيرها الكبير في كتابه عن "الحرية"، وهو الكتاب الذي نشر بعد وفاتها بفترة قصيرة.
لم يستمر زواجهما لفترة طويلة، حيث توفيت زوجته تايلور بعد 7 سنوات فقط من الزواج في عام 1858 بعد إصابته باحتقان رئوي حاد، وبعد وفاتها أصبح وحيدًا، وابتعد عن الناس، واعتكف في منزل صغير في إحدى ضواحي آفينيون في فرنسا.
نظريات جون ستيوارت ميل في الاقتصاد
قدم الفيلسوف جون ستيوارت ميل إسهامات هامة في مجال الاقتصاد السياسي، ويعتبر واحد من أهم وأبرز الاقتصاديين الكلاسيكيين. كان ميل اقتصاديًا معتدلاً يجمع بين مبادئ الاقتصاد الكلاسيكي والتوجهات الاجتماعية الحديثة، مما جعله يقدم نظريات وسياسات اقتصادية تهدف إلى تحقيق التوازن بين الكفاءة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.
ومن أهم نظرياته في الاقتصاد نظرية "التوزيع"، حيث اعتقد أن توزيع الثروة في المجتمع يعتمد على المؤسسات الاجتماعية والسياسية، وليس على القوانين الطبيعية.
أكد ميل أيضًا أن المجتمع يمكن أن يختار كيفية توزيع الثروة بطريقة عادلة وأكثر إنسانية. هذا كان اختلافاً رئيسياً عن النظريات الاقتصادية الكلاسيكية الأخرى التي اعتبرت أن توزيع الثروة يعتمد على القوانين الطبيعية.
وقد ميز ميل في نظريته بين قوانين الإنتاج والتوزيع، حيث أكد أن قوانين الإنتاج طبيعية وغير قابلة للتغيير؛ لأنها تعتمد على القوانين الفيزيائية والطبيعية، بينما قوانين التوزيع تعتمد على المؤسسات والعادات الاجتماعية، ويمكن تغييرها وتطويرها لتحقيق العدالة.
دافع ميل أيضًا عن نظرية إعانات الأجور، والتي تفترض أن الأجور تعتمد على الصندوق المخصص للأجور الذي يتحدد بحجم رأس المال المخصص للدفع للعمال. ومع ذلك، تخلى لاحقًا عن هذه النظرية، وبدأ يعتقد أن الأجور تعتمد أكثر على الطلب والعرض في سوق العمل.
ومن نظريات جون ستيوارت ميل في الاقتصاد السياسات الاقتصادية والرفاه الاجتماعي، فقد كان مؤيدًا لتدخل الدولة في الاقتصاد لضمان العدالة الاجتماعية، وتقليل الفقر، وذلك من خلال دعم سياسات مثل التعليم الإلزامي، وتوفير الرعاية الصحية، والتأمين ضد البطالة، والحد الأدنى للأجور، وذلك لتحقيق التوزيع العادل للثروة وضمان الرفاه الاجتماعي.
دافع ميل كذلك عن الملكية الخاصة، ولكنه كان أيضاً مؤيداً للمشاريع التعاونية حيث يتم توزيع الأرباح بشكل عادل بين العمال والمساهمين. اعتقد أن هذه المشاريع يمكن أن تساهم في تحقيق توزيع أفضل للثروة وتقليل الفقر وعدم المساواة.
كان ميل مؤيداً للتجارة الحرة، واعتقد أن تحرير التجارة سيؤدي إلى تحسين رفاهية الشعوب وزيادة الكفاءة الاقتصادية. ومع ذلك، كان يؤمن بضرورة وجود بعض القيود لحماية الصناعات الناشئة في الدول النامية.
كان أيضًا مؤيدا لنظرية القيمة القائمة على العمل، التي تقول إن قيمة السلعة تُحدد بمقدار العمل المبذول في إنتاجها، وهذه النظرية كانت متأثرة بآراء آدم سميث وريكاردو.
ومن مبادئ الاقتصاد السياسي لجون ستيوارت ميل أن النمو الاقتصادي يجب أن يُستخدم كوسيلة لتحقيق رفاهية الإنسان، وليس هدفاً بحد ذاته، ورأى أن النمو الاقتصادي يجب أن يكون مصحوباً بتوزيع عادل للثروة وتحسين الظروف الاجتماعية للمجتمع.
دعم كذلك استخدام الضرائب التصاعدية كوسيلة لتحقيق التوزيع العادل للثروة وتقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء. كما أيد فرض الضرائب على الأراضي لزيادة الإيرادات الحكومية.
ما هي النظرية النفعية وفقًا لجون ستيوارت ميل؟
يعد الفيلسوف الإنجليزي جون ستيوارت ميل من أشهر الفلاسفة الذين دافعوا وأيدوا نظرية النفعية، وقد نشر العديد من المقالات للحديث حول هذه النظرية، وتم جمعها فيما بعد في كتاب بعنوان "النفعية"، والذي يعد أحد المؤلفات الأساسية في فلسفة الأخلاق.
عرض ميل في كتابه الحجج المؤيدة للنفعية، حيث أخذ على عاتقه مهمة الدفاع عنها والترويج لها أيضًا، والنفعية وفقًا لتعريفه هي فلسفة أخلاقية تركز على نتائج الأفعال باعتبارها المعيار الأساسي لتحديد ما إذا كانت الأفعال صحيحة أو خاطئة، ووفقًا لهذه النظرية الفعل الصحيح هو الذي ينتج أكبر قدر من السعادة.
ويرى ميل أن المنفعة هي اللذة مع التحرر من الألم، وبالتالي يرى أن المنفعية هي المعيار الواقعي لتقييم أي فعل أخلاقي، ومن أقوال جون ستيوارت ميل حول هذا الأمر: "الأفعال تكون عادلة بمقدار ما تزيد من السعادة، وتكون ظالمة عندما تنتج ما هو عكس السعادة. والمقصود بالسعادة اللذة وغياب الألم، وبعدم السعادة الألم والحرمان من اللذة".
وقد ميّز ميل بين نوعين من اللذات، الأولى هي اللذات العليا، وهي اللذات العقلية والفكرية، مثل القراءة، والتعلم، والفنون، والثانية هي اللذات الدنيا، وهي اللذات الجسدية والحسية، مثل الأكل والشرب والراحة.
وقد أكد ميل أن اللذات العليا هي أفضل وأكثر قيمة من اللذات الدنيا، وأن الأشخاص الذين جربوا كلا النوعين من اللذات يفضلون اللذات العقلية على الحسية.
ميّز كذلك بين النفعية الكمية والنوعية، فالأولى هي التي تقيس السعادة بناءً على كميتها، وتركز على زيادة مجموعة السعادة بغض النظر عن نوع اللذات، أما الثانية تهتم بنوع اللذات وليس كميتها، وهذا يجعل بعض أنواع السعادة أكثر قيمة من غيرها.
اعتقد ميل أن النفعية يمكن أن تكون أساسًا للتشريع والقوانين الاجتماعية، حيث إن القوانين يجب أن تهدف إلى تحقيق أكبر قدر من السعادة لأكبر عدد من الناس. كما أشار إلى أن الأخلاق يجب أن تستند إلى المبادئ النفعية.
وقد واجهت نظرية النفعية انتقادات عديدة، منها صعوبة قياس السعادة، وإهمال الحقوق الفردية، فقد تبرر النفعية التضحية بحقوق الأفراد إذا كان ذلك يزيد من السعادة الكلية.
وقد رد ميل على هذه الانتقادات، وأوضح أن النفعية لا تتعارض مع الحقوق الفردية، بل تحترمها، وقد يؤدي ذلك إلى تعظيم السعادة على المدى الطويل.
الديمقراطية عند جون ستيوارت ميل
كان الفيلسوف الإنجليزي جون ستيوارت ميل من أبرز المدافعين عن الديمقراطية، وقد قدم مساهمات هامة في هذا المجال من خلال المقالات والكتب التي قدمها.
رأى ميل في الديمقراطية أفضل وسيلة لتحقيق الحرية الفردية والمساواة والمشاركة الفعالة في الحياة السياسية. دعمه القوي للتعليم، والتمثيل النسبي، وحماية حقوق الأقليات، وحقوق المرأة، يعكس فهمه العميق والشامل للديمقراطية كوسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية والرفاهية العامة.
وقد رأى ميل أن الديمقراطية هي أفضل أشكال الحكم؛ وذلك لأنها تعزز الحرية الفردية والمشاركة العامة في العملية السياسية، واعتقد أنها تساهم في تنمية الفضائل المدنية، وتحقق المساواة بين المواطنين.
وقد رأى ميل أن الحرية الفردية هي أهم أسس الديمقراطية، فقد رأى أن حرية الفرد مقدسة ما لم تؤدي إلى إلحاق الضرر بالآخرين، وهذا يعرف باسم "مبدأ الضرر"، كما أكد على أهمية مشاركة المواطنين في العملية السياسية؛ لأنها تساعد على تنمية الشخصية وتعليم المواطنين المسؤولية، والقدرة على الحكم الذاتي.
شدد ميل كذلك على أهمية التعليم كعامل أساسي لإنجاح الديمقراطية؛ لأن المواطن المتعلم يكون أكثر قدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة، والمشاركة بفعالية في الشؤون العامة، لذا دعم التعليم العام لجميع أفراد المجتمع.
كان ميل من دعاة التمثيل النسبي، حيث رأى أن هذا النظام يضمن تمثيل كل الآراء والمصالح المختلفة في المجتمع بشكل عادل. اعتقد أن التمثيل النسبي يعزز العدالة الاجتماعية، ويمنع سيطرة الأغلبية على الأقليات.
دافع أيضًا عن حقوق الأقليات، واعتقد أن الديمقراطية يجب أن تحمي حقوق الأفراد والمجموعات الأقلية من استبداد الأغلبية. دعم وجود مؤسسات وآليات قانونية لضمان هذه الحماية.
وفي كتابه "عن الحكومة التمثيلية بحث ميل في طبيعة وأهمية الحكومة التمثيلية. جادل بأن الحكومة التمثيلية هي الشكل الأمثل للحكم؛ لأنها تسمح بالمشاركة الشعبية، وتضمن المحاسبة والشفافية.
اقترح ميل فكرة "التصويت المتعدد، حيث يكون للأفراد الأكثر تعليماً أو معرفةً عدد أكبر من الأصوات. هذه الفكرة كانت تهدف إلى ضمان أن القرارات السياسية تتخذ بناءً على آراء الأفراد الأكثر دراية وكفاءة.
كان ميل أيضًا من أوائل المدافعين عن حقوق المرأة ودورها في الديمقراطية. في كتابه "إخضاع المرأة، دافع عن المساواة بين الجنسين وحق المرأة في التصويت والمشاركة في الحياة السياسية.
اعتقد ميل أن الديمقراطية يجب أن تضمن الحرية المدنية والسياسية لجميع المواطنين، بما في ذلك حرية التعبير، وحرية الصحافة، وحرية التجمع، والحق في التظاهر.
وفاة جون ستيوارت ميل
توفي جون ستيوارت ميل في عام 1873 عن عمر 66 عامًا؛ بسبب مرض الحمرة في أفينيون في فرنسا، وهو المنزل الذي استقر فيه لسنوات بعد وفاة زوجته، وقد دفنت جثته إلى جانب جثمان زوجته.