-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
الزوجة
-
أسماء الأولاد
-
عدد الأولاد
-
السيرة الذاتية
في خضم الثورة الصناعية التي اجتاحت بريطانيا في القرن التاسع عشر، برز اسم جورج ستيفنسون كأحد أهم روادها ومغير مجرى التاريخ، حيث كان له الفضل في اختراع أول قطار في العالم، والذي ساهم بشكل واسع في تنمية التجارة والصناعة حول العالم، تعرف أكثر على مسيرته وقصة نجاحه في هذا المقال.
من هو جورج ستيفنسون؟
هو مهندس وفيزيائي إنجليزي ولد أثناء الثورة الصناعية في عام 181، ويعد من أهم العباقرة والمخترعين، واشتهر بأنه "أبو السكك الحديدية" بسبب اختراعه لأول قاطرة بخارية، والذي يعد أحد أهم الاختراعات التكنولوجية في القرن التاسع عشر، وعنصرًا أساسيًا في الثورة الصناعية.
ولد ستيفنسون عام 1781 في عائلة فقيرة من عمال المناجم، لكنه لم يستسلم للظروف الصعبة، بل آمن بقدراته، وسعى لتحقيق أحلامه.
بفضل ذكائه وإبداعه، نجح ستيفنسون في تطوير القاطرة البخارية، مما أحدث ثورة في مجال النقل وغير وجه العالم. لم يقتصر تأثير اختراعات ستيفنسون على بريطانيا فقط، بل انتشر إلى مختلف أنحاء العالم، مساهما في تنمية التجارة والصناعة وتحسين حياة الناس.
لم يكن ستيفنسون مخترعا عبقريا فقط، بل كان أيضا رجل أعمال ناجحا ورجلا ذا رؤية ثاقبة. فقد أسس شبكة واسعة من السكك الحديدية في بريطانيا، ربطت المدن ببعضها البعض، وساهمت في نمو الاقتصاد الوطني.
لم يقتصر تأثير ستيفنسون على المجال العلمي والاقتصادي فقط، بل كان له دور بارز في مجال التعليم والابتكار. فقد دعم إنشاء المدارس والمعاهد العلمية، وساهم في تشجيع البحث العلمي والاختراعات.
توفي ستيفنسون عام 1848، تاركا وراءه إرثا عظيما يخلد اسمه في التاريخ. يعتبر ستيفنسون رمزا للتقدم العلمي والتقني، وملهما للأجيال القادمة التي تسعى لتحقيق أحلامها وتغيير العالم نحو الأفضل.
نشأة فقيرة وصعبة
ولد جورج ستيفنسون في نورثمبرلاند غرب نيوكاسل أبون تاين في بريطانيا، وهو الطفل الثاني لعائلة فقيرة لم تكن تعرف القراءة والكتابة، ولم تكن تهتم بالتعليم بسبب ظروفها المادية الصعبة.
والده كان يعمل كرجل إطفاء، ويتقاضى أجرًا ضعيفًا جدًا، لذلك لم تملك العائلة المال الكافي من أجل التعليم، وقد ظل جورج لا يتعلم حتى سن السابعة عشرة من عمره، حيث بدأ بالعمل في قرية قريبة منه.
حينها أدرك جورج قيمة التعليم، وقرر أن ينفق الأموال من أجل أن يتعلم في المدارس الليلية، والتي تعلم فيها القراءة والكتابة والحساب، وخرج من جهله وعدم قدرته على القراءة والكتابة في سن 18 عامًا.
بداية مسيرته المهنية
في عام 1801 بدأ جورج العمل منجم جنوب بونتلاند، وكانت مهمته هو التحكم في معدات اللف في المنجم، وفي العام التالي تزوج من سيدة اسمها فرانسيس هندرسون، وانتقل إلى شرق نيوكاسل، وهناك استمر في نفس المهنة، وعاش مع زوجته في غرفة واحدة في منزل ريفي صغير.
عمل جورج في مهن أخرى للإنفاق على أسرته الصغيرة، فعمل بجانب مهنته في المنجم في إصلاح الساعات وصنع الأحذية. رزق جورج بطفله الأول روبرت عام 1803، وفي العام التالي انتقل إلى كيلينورث، واستمر في نفس المهنة في المنجم، وقد رزق بطفلته الثانية عام 1805، وسميت فرانسيس على اسم والدتها، ولقد توفيت بعد 3 أسابيع فقط.
في عام 1806 توفيت زوجته بسبب مرض السل، ودفنت في باحة الكنيسة بجانب ابنتها، وبعد وفاة زوجته قرر الانتقال إلى اسكتلندا للبحث عن عمل، وترك ابنه روبرت مع امرأة محلية تربيه، ثم عاد مرة أخرى بعد بضعة أشهر بعد إصابة والده بالعمى في المنجم.
انتقل ابنه روبرت تحت رعاية أخته غير المتزوجة، وفي عام 1811 ترقى جورج، وأصبح كبير كاتب محركات منجم الفحم، بعدما تمكن من تحسين عمله بنجاح، وأصبح مسؤولًا عن صيانة وإصلاح جميع محركات المنجم، وأصبح خبيرًا فيما بعد في الآلات التي تعمل بالبخار.
زوجات جورج ستيفينسون وحياته الشخصية
واجه جورج ستيفينسون رفضًا من عدد من النساء في بداية حياته؛ بسبب مكانته المتواضعة كعامل منجم، حيث كان مهتمًا بفتاة اسمها آن هندرسون، وأقام مع عائلتها لفترة، لكنها رفضته، لذا اهتم بشقيقتها فرانسيس، والتي كانت تكبره ب9 سنوات.
وبالفعل تزوج وجورج وفرانسيس عام 1802، ورزق منها بابنه روبرت، وابنته فرانسيس، والتي توفيت بعد أشهر من ولادتها، ثم توفيت زوجة جورج فرانسيس بسبب مرض السل.
في عام 1820 تزوج جورج للمرة الثانية من بيتي هندمارش، وكان وقتها أصبح أكثر ثراءً، ولكنه لم ينجب منها أطفالًا، وكان زواجًا سعيدًا، إلا أن زوجته توفيت في عام 1845.
في عام 1848 تزوج جورج للمرة الثالثة من إلين جريجوري، وهي ابنة مزارع، وكانت تعمل مدبرة منزله، ولكنه توفي بعد 7 أشهر من زواجه، ودفن بالقرب من زوجته الثانية.
اتهم بالسرقة لأنه اخترع مصباح!
على الرغم من أن جورج ستيفنسون لم يتلقَ التعليم الكافي، إلا أنه كان يملك قدرًا كبيرًا من الذكاء والحكمة ساعدته في تطوير عمل المناجم، وتقليل المشكلات والمخاطر التي تحدث فيها، والتي تسبب هدرًا في الأموال والممتلكات.
إلا أن بعض اكتشافاته لم يتم النظر إليها بعين الاعتبار، بل اتهم بالسرقة أحيانًا، كونه لم يُنظر إليه على أنه عالم مناسب في هذا الوقت.
ومن أبرز المواقف التي واجهها هو اختراع مصباح لا يتأثر بالجو العام داخل المناجم، ويؤدي إلى الانفجار، حيث تؤدي النيران المكشوفة أحيانًا إلى انفجارات كبيرة في المناجم؛ بسبب الجو الغازي المتواجد داخله.
وعن طريق التجربة والخطأ اكتشف ستيفنسون طريقة تصنيع مصباح يدخل إليه الهواء عبر فتحات صغيرة، ولكن لا يمكن أن يمر لهب المصباح من خلالها، وبالتالي لا تسبب الانفجارات.
كان ستيفينسون يعمل على هذا المصباح في نفس الوقت الذي كان العالم الإنجليزي كورنيشمان همفري ديفي يبحث عن حل لنفس المشكلة، وقد تمكن جورج ستيفنسون من تقديم تصميمه إلى الجمعية الملكية قبل شهر من تقديم ديفي لتصميمه.
اختلف التصميمان تمامًا، فمصباح ديفي كان محاطًا بحاجز من الشاش، بينما النموذج الأولي لستيفنسون كان يحتوي على أسطوانة زجاجية مثقوبة، ورغم الاختلاف اتهم ستيفنسون بالسرقة، بينما حصل ديفي على ألفي جنيه إسترليني بسبب اختراعه.
بعد هذا الاتهام تم عمل لجنة تحقيق محلية لدعم ستيفنسون وبرأته من تهمة السرقة، ومنحته ألف جنيه إسترليني، إلا أن ديفي وأنصاره واصلوا اتهاماتهم ضد ستيفينسون، ولم يصدقوا كيف يمكن لرجل غير متعلم أن يصل إلى مثل هذا الحل.
بسبب هذه الحادثة فقد ستيفينسون ثقته في كل العلماء في لندن، واتضح فيما بعد أن اختراعه أكثر أمانًا من اختراع ديفي، حيث تم استخدام المصباحين في نفس المنجم، وعندما تدفق الغاز بشكل قوي ومفاجئ داخل المنجم أصبح مصباح ديفي ساخنًا، وتحول لونه إلى الأحمر، بينما انطفأت جميع مصابيح ستيفنسون ببساطة.
كان ستيفنسون في هذا الوقت يتحدث بلكنة نورثمبرلاند، وليس اللهجة الإنجليزية القياسية، لذا كان يُنظر إليه بتواضع شديد، وإدراكًا لهذا الأمر حرص على تعليم ابنه روبرت في مدرسة خاصة، حيث تعلم التحدث باللغة الإنجليزية القياسية، ولهذا السبب كان البرلمان الإنجليزي يفضّل روبرت على والده.
ما هي مراحل تطور القطار؟
يرجع الفضل إلى العالم الإنجليزي جورج ستيفنسون في اختراع أول تصميم واقعي للقاطرة البخارية، في عام 1801، بنى محركًا للقاطرات داخل المناجم، واستلهم العديد من ملاك المناجم الآخرين هذه الفكرة، وقاموا بتصميم محركاتهم الخاصة.
صمم ستيفنسون فيما بعد قاطرته الأولى عام 1814، وكان عبارة عن محرك متنقل مصمم لنقل الفحم داخل المنجم، وقد كانت القاطرة قادرة على نقل 30 طنا من الفحم إلى أعلى التل بسرعة 4 ميل في الساعة، وكانت أول قاطرة ناجحة ذات عجلات ذات حواف، حيث يعتمد مشيها على الاتصال بين عجلات القاطرة ذات الحواف والسكك الحديدية التي تمشي عليها. وخلال عمله في المناجم في كيلينجورث أنتج ستيفنسون 16 قاطرة.
أدرك ستيفنسون بعدها أن حديد الزهر المستخدم في تصنيع السكك الحديدية به هشاشة ومفرطة، لذا عمله على تصميم قضبان مصنوع من الحديد المطاوع، وقد حصل تصميمه على براءة اختراع، ولكن لم يتم استخدامه، وتعرض لخسارة مالية شديدة بسبب ذلك.
جورج ستيفنسون مخترع القطار
في عام 1821 تم الموافقة على مشروع قانون يسمح ببناء سكة حديدية يربط بين مناجم الفخم، وكانت الخطة الأصلية استخدام الخيول لسحب عربات الفحم على قضبان معدنية.
تغيرت الخطة تمامًا حينما التقى مدير الشركة المصنعة للسكك الحديدية بجورج ستيفينسون، حيث وافق على تولي مهمة تصنيع السكة الحديدة، وذلك بمساعدة ابنه روبرت البالغ من العمر 18 عامًا آنذاك.
أسس جورج ستيفينسون وصديقه بيز شركة لتوفير القاطرات للسكة الحديد، وبحلول عام 1825 تم افتتاح خط ستوكتون ودارلينجتون للسكك الحديدية، ونقلت حمولة 80 طنًا من الفحم والدقيق لمسافة 14 كم في ساعتين، ووصلت سرعتها 24 ميلًا في الساعة.
بالإضافة إلى ذلك، تم إرفاق سيارة ركاب للقطار لمتابعة هذا الحدث، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تشغيل حركة الركاب على قاطرة بخارية للسكك الحديدية.
استخدم ستيفينسون الحديد المطاوع في القضبان، حيث كانت أقل عرضة للتشقق تحت القاطرات الثقيلة، كما أنه يمكن إنتاجها بأطوال أطول من الحديد الزهر، وقد اعتمدت بريطانيا والعالم أجمع المقياس الذي وضعه ستيفينسون للخط الحديد وهو 1435 ملم.
إنشاء أول سكة حديد للركاب
من خلال التجارب التي أجريت على سكك الحديد في كيلينجورث، قرر جورج ستيفينسون إنشاء سكك حديد لنقل الركاب، وفي عام 1830 تم افتتاح السكة الحديد، وحضر حفل الافتتاح شخصيات بارز منها رئيس الوزراء.
حققت السكك الحديدية نجاحا باهراً. أصبح ستيفنسون مشهورًا، وعُرض عليه منصب كبير المهندسين لمجموعة واسعة من خطوط السكك الحديدية الأخرى.
بعد هذا الإنجاز انتقل ستيفينسون لإنشاء سكك حديد في مناطق ومقاطعات أخرى في بريطانيا، وإدراكًا لإمكانيات خط السكك الحديدية والحاجة إليه، استثمر ستيفنسون بنفسه 2500 جنيه إسترليني وقام بجمع رأس المال المتبقي من خلال شبكة اتصالاته في ليفربول، كما تم تعيين ابنه روبرت كبير المهندسين مع افتتاح الجزء الأول من الخط في عام 1832.
خلال السنوات العشر التالية، كانت حياة ستيفينسون أكثر ازدحامًا، حيث تلقى طلبات كثيرة لإنشاء سكك حديد، وعلى الرغم من خسارة ستيفنسون لبعض الطرق أمام المنافسين بسبب حذره، إلا أنه عُرض عليه عمل أكثر مما يستطيع تحمله، ولم يتمكن من قبول كل ما عُرض عليه.
في عام 1847 أصبح جورج ستيفينسون أول رئيس لمعهد المهندسين الميكانيكيين، كما كان يشرف على مصالح التعدين الخاصة به.
متى توفي جورج ستيفنسون؟
توفي جورج ستيفنسون في عام 1848 بعد 7 أشهر فقط من زواجه الثالث؛ بسبب مرض ذات الجنب، وتوفي عن عمر 67 عامًا، ودفن ف يكنيسة الثالوث المقدس في تشيسترفيلد بجانب زوجته الثانية.
تكريمه
بعد وفاته تم تكريم جورج ستيفينسون بشكل واسع، حيث تحول منزله إلى متحف تاريخي يعود إلى القرن الثامن عشر، ويديره الصندوق الوطني.
أيضًا هناك الكثير من المعارض في بريطانيا التي تحمل بعض ممتلكات ستيفينسون، منها متحف تشيسترفيلد، والذي يحوي الاختراع الأول للمصباح.
في عام 2001 تم تأسيس كلية على اسمه في جامعة دورهام، كما سميت عدة مدارس على اسمه في بريطانيا، كما أصبح منزله الأخير في تشيسترفيلد جزءًا من كلية تشيسترفيلد.
تم صنع تمثال برونزي له في محطة سكة حديد تشيسترفيلد، وهي المدينة التي قضى فيها السنوات الأخيرة من حياته، وقد تم الكشف عن التمثال عام 2005.
خلال التسعينات ظهرت صورته على الأوراق النقدية من فئة 5 جنيهات، وقد ظهر وجهه جنبًا إلى جنب مع صورة للمحرك البخاري الذي اخترعه، كما تم نحت صورته في واجهة محطة السكة الحديد الفيكتورية في لشبونة، وهناك شارع باسمه في شمال غرب ميلانو. تم تقديم شخصية جورج ستيفينسون في عمل تلفزيوني عام 1985 في مسلسل The Mark of the Rani.