-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
التعليم
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
الزوجة
-
أسماء الأولاد
-
عدد الأولاد
-
السيرة الذاتية
اشتهر الفيلسوف الأيرلندي جورج بيركلي بفلسفته المثالية التي عرفت باسم "اللامادية"، ويعد من أشهر الفلاسفة في القرن الثامن عشر، وقد كانت لفلسفته تأثير كبير على فكر الفلاسفة من بعده، خاصة في فلسفة العقل والمجالات المثالية، وألهمت أفكاره العديد من الكتاب والشعراء، كما أثرت أفكاره على بعض التطورات في علم النفس التجريبي، تعرف أكثر على مسيرته وفلسفته في هذا المقال.
من هو جورج باركلي؟
هو فيلسوف أيرلندي ولد في مارس عام 1985 في مقاطعة كيلكيني في أيرلندا، يعد من أبرز الفلاسفة في القرن الثامن عشر، وقد عرف بتطويره لنظرية المثالية الفلسفية. تُعد أفكار بيركلي حجر الزاوية في تاريخ الفلسفة المثالية، وأثرت بشكل كبير على الفلاسفة الذين جاؤوا بعده.
تُعتبر نظرية بيركلي المثالية واحدة من أهم إسهاماته الفلسفية، وهي تنص على أن الوجود يعتمد على الإدراك. بعبارة أخرى، الأشياء موجودة فقط عندما تُدرك؛ فلا وجود للمواد المستقلة عن العقول التي تدركها. لخص بيركلي هذا المبدأ بشعار "الوجود هو أن يُدرَك".
خلال مسيرته المهنية كتب العديد من الأعمال الفلسفية منها "محاورات بين هيلاس وفيلونوس"، و"مقالة نحو نظرية جديدة للرؤية"، و"مبادئ المعرفة الإنسانية".
بالإضافة إلى فلسفته، كان بيركلي أيضًا رجل دين في الكنيسة الأنجليكانية، واهتم بتعزيز التعليم وتنمية المستعمرات البريطانية في أمريكا الشمالية، وقد أسس مدينة بيركلي في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة سميت باسمه تكريمًا له.
نشأته وتعليمه
ولد جورج بيركلي في مقاطعة كيلكيني في أيرلندا، وقد نشأ لعائلة نبيلة من أصول إنجليزية، حيث كانت عائلة من اللوردات الإقطاعيين وملاك الأرضي في إنجلترا، وتحديدًا في منطقة غلوستر.
تلقى بيركلي تعليمه في كلية كيلكيني، ثم التحق بكلية ترينيتي في دبلن، وهناك تم انتخابه باحثًا في عام 1702، وفي عام 1704 حصل على درجة البكالوريوس، ثم حصل على الماجستير والزمالة في عام 1707.
خلال دراسته نشر رسالتين صغيرتين عن الحساب والآخر عن أبحاث رياضية مختلفة، وقد تم تعيينه مدرسا لليونانية والعبرية واللاهوت في الجامعة، وبعدها صار قسيسًا.
نشر بيركلي أبحاثًا متنوعة، منها أبحاث عن البصريات، والتي أصبحت فيما بعد جزءًا ثابتًا من نظرية البصريات، كما نشر بحثًا بعنوان "دراسة حول مبادئ المعرفة الإنسانية" والتي حققت له شهرة واسعة وسمعة جيدة.
تبع هذه الأبحاث بحثًا آخر عن الفلسفة بعنوان "ثلاثة حوارات بين هيلاس وفيلونوس" والتي أكد فيها أن العالم يعتمد في وجود على الإدراك، وقد كان هذا الكتب بوادر محاربة المادية السائدة في عصره خلال ذلك الوقت، ورغم أن نظريته تم استقبالها بالكثير من السخرية، إلا أنها بمرور الوقت أصبحت مقبولة مجتمعيا.
رحلاته في أوروبا
بعد التدريس في الجامعة لفترة زار جورج باركلي إنجلترا، ثم زار عدة دول أوروبية، وقدم فيها أفكاره وعروضه.
اتجه بيركلي إلى لندن لنشر أفكاره والدعوة إلى مذهبه الفلسفي، حيث التقى بأبرز الكتاب والمفكرين في المدينة، خلال فترة إقامته هناك، نشر عمله الشهير "ثلاث محاورات بين هيلاس وفيلونوس".
انتقل بعدها إلى فرنسا، وقضى 10 أشهر بين فرنسا وإيطاليا، ثم عاد إلى إنجلترا، ثم سافر إلى إيطاليا، وعاش فيها لمدة 5 سنوات، وهناك وجه اهتمامه بالجيولوجيا والآثار والجغرافيا، ليعود مجددًا إلى ليون، ويكتب كتاب "علة الحركة" التي هاجم فيها أفكار نيوتن، وقد نشر الكتاب لدى عودته إلى لندن.
حصل بيركلي على الكهنوت المقدس في كنيسة أيرلندا، ثم حصل على الدكتوراه في اللاهوت، وعاد مجددًا إلى أيرلندا للعمل في كلية ترينيتي في دبلن، حيث ألقى محاضرات في اللاهوت والعبرية.
زوجته وأطفاله
تزوج جورج بيركلي في عام 1728 من آن فورستر، ابنة رئيس قضاة المحكمة العليا الأيرلندي جون فورستر، ورزق منها ب6 أطفال توفي اثنان منهم، وأبناؤه هم هنري وجورج وويليام وجوليا، وقد توفي ابنه ويليام عندما كبر وسببت وفاته حزنًا كبيرًا لجورج.
الهجرة إلى أمريكا
في عام 1723 حصل جورج بيركلي على إرث كبير قرر إنفاقه في السفر، حيث قرر السفر إلى أمريكا لنشر المسيحية في الممتلكات الإنجليزية هناك، ونشر فلسفته اللامادية هناك أيضًا، وقرر أن يؤسس جامعة في جزر برمودا لتخريج مبشرين يستمرون في مهمة نشر أفكاره، وقد حصل على دعم مالي من رئيس الوزراء في ذلك الوقت.
تزوج بيركلي، وسافر إلى الولايات المتحدة قاصدً رود آيلاند، ومكث فيها لمدة سنتين في انتظار المعونة المالية، وخلال هذه الفترة قدم دراسة دقيقة حول أفلاطون، وأفلوطين، وأبروقلوس، وبعض شخصيات الفيثاغورية الجديدة.
قام بيركلي بتحرير كتاب "ألسيفرون أو الفيلسوف الصغير"، حيث يواصل حملته ضد "أحرار الفكرة"، ونشر هذا العمل عند عودته إلى إنجلترا. يُعتبر هذا الكتاب بمثابة المقالة الثالثة من كتاب المبادئ.
أعاد المؤلف أيضًا طباعة كتبه السابقة، واستغل هذه الفرصة للرد على الانتقادات التي وُجهت له، في عام 1733، نشر "دفاع عن نظرية الرؤية وشرح لها"، وفي العام التالي أصدر "التحليل"، وهو خطاب موجه إلى رياضي ملحد، ينتقد فيه مبادئ الرياضيات من منظور اسمي.
تجسد هذه الأعمال التزام المؤلف بتطوير ونشر فلسفته، وردوده القوية على منتقديه، مما يعكس عمق تفكيره وقوة حججه الفلسفية، وفي عام 1732 غادر أمريكا، وعاد إلى لندن.
عمله في الكنيسة في أيرلندا ووفاته
في عام 1734، تم تعيين المؤلف أسقفًا على كلوين في جنوب إيرلندا، حيث كانت الغالبية من السكان من الكاثوليك، وقد أبدى تسامحًا كبيرًا وتعاطفًا مع محنتهم، فأنشأ جمعيات خيرية ومدارس، وفكر في إنشاء "مصرف وطني إيرلندي" ونشر رسالة حول هذا الموضوع في عام 1737، كما ركز على الإصلاح الأخلاقي، وكتب رسائل في هذا الشأن.
واجهت إيرلندا مجاعة تلاها وباء في عام 1740، واستخدم المؤلف علاجًا تعلمه من هنود رود آيلاند، وهو ماء القطران، وحقق نتائج مذهلة، مما دفعه للاعتقاد بأنه اكتشف الدواء الشافي.
بدأ في تأليف كتابه الأخير "سيريس" عام 1744، والذي يعني "سلسلة" باليونانية، ويصف فيه سلسلة من الاعتبارات والبحوث الفلسفية حول مفاعيل ماء القطران ومواضيع أخرى مترابطة.
في عام 1751، فقد ابنه وتأثر بشكل كبير، ومع تدهور صحته، قرر الانعزال في مدينة أكسفورد، وبعد بضعة أشهر من وصوله، أصيب بشلل كلي، وتوفي بسبب ذلك عن عمر 67 عامًا.
اللامادية عند باركلي
اللامادية عند باركلي تمثل واحدة من أبرز النظريات الفلسفية التي طورها جورج بيركلي، الفيلسوف الإيرلندي في القرن الثامن عشر. وتُعرف نظرية بيركلي بأنها "المثالية"، حيث ينفي وجود المادة المستقلة بذاتها، ويؤكد على أن الوجود يعتمد بالكامل على الإدراك.
بيركلي يقترح أن الأشياء المادية ليست سوى مجرد أفكار أو أحاسيس يتم إدراكها من قبل العقل، بمعنى آخر، لا يمكن أن تكون هناك أشياء مادية تنفصل عن العقل الذي يدركها.
يبرز بيركلي أن الأشياء المادية تتوقف على الوجود عندما يتوقف الإدراك عنها، وهذا ما يعني أنها غير موجودة بمعنى حقيقي دون وجود عقل يدركها.
لذا فإن نظرية المعرفة عن جورج باركلي هي العالم هو عبارة عن مجموعة من الأفكار أو الأحاسيس التي توجد في العقل الإلهي، وهو الذي يدركها ويحافظ على وجودها، وهذه الفلسفة تعزز فكرة وجود إله يدرك كل الأشياء، ويحفظها بوجوده الإلهي.
بهذا الشكل، يمثل اللامادية عند بيركلي رفضًا للمادية كما تفهمها الفلسفات الأخرى التي تقدم وجود المادة كشيء مستقل عن العقل.
ومن أقوال الفيلسوف باركلي حول هذه النظرية: "هناك رأي ينتشر بشدة بين الناس، ويقول إن المنازل والجبال والأنهار، وباختصار، كل الأشياء الملموسة، لها وجود طبيعي أو حقيقي يتميز عن وجودها المدرك بالفهم. ومع ذلك، فإن هذا المبدأ يثير شكوك من يشعرون بالحاجة إلى استجوابه، لأنه يبدو أنه يتضمن تناقضًا واضحًا. فالأشياء التي ذكرناها هي فقط ما ندركه بوساطة حواسنا، فهل هناك شيء آخر غير الأفكار والإحساسات الخاصة بنا التي ندركها؟ هل يمكن لأيٍ منها أو لأي مجموعة منها أن تكون موجودة، دون أن تكون مدركة بواسطة الحواس؟".
نظرية جورج بيركلي عن الإله
كان جورج بيركلي من الفلاسفة الذين آمنوا بوجود الله، كما أنه كان من المسيحيين المخلصين، حيث عمل في الكنيسة لسنوات، وسافر إلى أوروبا وأمريكا لنشر أفكاره، كما أسس جامعة دينية لتخريج جيل من المسيحيين لنشر أفكاره الدينية.
آمن بيركل بأن الله حاضر كسبب مباشر لكل تجاربنا الإنسانية، ببساطة، سعى بيركلي إلى إثبات أن الأسباب التي تحفز حواسنا لا يمكن أن تكون أشياء مستقلة، بل هي بنية كاملة من الأحاسيس ذاتها.
وبناءً على ذلك فإنه يجب أن يكون هناك مصدر خارجي آخر لهذا التنوع الذي لا ينضب من الأحاسيس، ووصل بيركلي إلى استنتاج أن مصدر هذه الأحاسيس لا يمكن أن يكون إلا الله، الذي منحها للإنسان، والذي ينبغي له أن يراها علامات ورموز تحمل كلمة الله.
ومن مقولات جورج بيركلي على وجود الله:
"مهما كانت القوة التي أمتلكها على أفكاري الخاصة، أجد أن الأفكار التي يدركها الحواس بالفعل لا تعتمد بنفس القدر على إرادتي. عندما أفتح عيني في وضح النهار، ليس في وسعي أن أختار ما إذا كنت سأرى أم لا، أو أي الأشياء المحددة التي ستظهر أمام عيني؛ وكذلك السمع وسائر الحواس؛ الأفكار المطبوعة عليها ليست مخلوقات بإرادتي. لذا هناك إرادة أو روح أخرى تنتجها."
هذا الرأي يعكس اعتقاد بيركلي بوجود كيان إلهي يسهم في خلق وصيانة هذه الأحاسيس، ما يعزز فلسفته الرائدة حول الوجود والإدراك.
وقد وصف كانط أفكار بيركلي عن الله بأنها "مثالية صوفية"، وقد ادعى بيركلي بأن الإنسان لا يوجد شيء يفصله عن الله، لأن الطبيعة لم تكن مستقلة عن الوعي، وبالتالي فإن الطبيعة هي إعلان مباشر بوجود الله.
الفلسفة الطبيعية عند بيركلي
أظهر جورج بيركلي اهتمامًا شديدًا بالفلسفة الطبيعية، وقد ظهر هذا الاهتمام منذ مؤلفاته الأولى "الحساب" إلى آخر مؤلفاته أيضًا.
جادل بيركلي بأن القوى والجاذبية، كما وصفها نيوتن، تمثل "صفات غامضة" لا توضح بوضوح أي معنى محدد.
كان يرى بيركلي أن الذين ينادون بوجود "شيء مجهول في الجسم لا يعرفون عنه شيئًا، ويسمونه مبدأ الحركة، في الواقع، يقولون ببساطة إن مبدأ الحركة هو غير معروف". بالتالي، كان يرى بيركلي أن الأشخاص الذين يؤكدون على وجود القوى الفعالة والجاذبية ومبدأ الحركة في الأجسام، لا يستندون إلى تجربة واقعية.
استنتج بيركلي بأن القوى الظاهرة تكمن وراء أي ملاحظة تجريبية، ولا يمكن أن تُعتبر جزءًا من العلم الصحيح، وبالنهاية اقترح بيركلي نظريته عن العلامات كوسيلة لشرح الحركة والمادة دون الحاجة إلى اللجوء إلى "الصفات الخفية" للقوى والجاذبية.
كتب جورج بيركلي
ألف جورج بيركلي العديد من الكتب التي قدم فيها أفكاره وفلسفته عن المادية واللامادية والمثالية عن وجود الإله، وكان كتابه الأول بعنوان "بحوث رياضية متفرقة"، ثم أخرج كتابا آخر بعنوان "مبادئ المعرفة الإنسانية" والتي يتحدث فيها عن أسباب الخطأ في العلوم وأهم أسباب الشك والكفر والإلحاد، وكانت بداية أفكار مذهبه اللامادي.
كتاب جورج بيركلي المشهور كتاب "المبادئ" والذي انتقد فيه إنكار وجود الأجسام، وقد شكك البعض في قدراته العقلية بسبب هذا الكتاب، ثم نشر كتابه الأنجح وهو "ثلاث محاورات بين هيلاس وفيلونوس".
هذا الكتاب هو عرض أدبي لمذهبه في اللامادية. يمثل هيلاس في الحوار الفيلسوف المادي، كما يتضح من اسمه المستمد من كلمة هيولي، التي تعني المادة.
أما فيلونوس، فهو "صديق العقل" والمتحدث بلسان المؤلف، حيث يقود النقاش بإقناع هيلاس بصحة اللامادية، لينتهي الحوار بانتصار الفكرة الفلسفية التي يدعو إليها المؤلف.
من كتبه أيضًا كتاب "ألسيفرون" أو "الفيلسوف الصغير" وانتقد في هذا الكتاب أفكار "أحرار الفكرة". كتابه الأخير "سيريس"، والتي تعني سلسلة باللغة اليونانية، وهي سلسلة من الأفكار والبحوث الفلسفة في موضوعات متنوعة مرتبطة ببعضها البعض، ويعتبر هذا الكتاب خلاصة دراسته لأفكار أفلاطون وفيثاغورث التي درسها خلال إقامته في الولايات المتحدة.