-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
اللغة
-
مكان وتاريخ الميلاد
-
الوفاة
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
الزوجة
-
سنوات النشاط
-
يعد النحات والرسام العراقي جواد سليم من أشهر النحاتين والرسامين العرب فهو صاحب أشهر وأهم نصب في بغداد والشرق الأوسط وهو نصب الحرية الذي ارتبط بالعديد من الأحداث التاريخية في العراق، تعرف أكثر على مسيرته الفنية وحياته في هذا المقال.
جواد محمد سليم علي عبد القادر الخالدي هو فنان ونحات ورسام عراقي ولد في عام 1921 في أنقرة لأبوين عراقيين اشتهروا بحبهم للرسم والفنون.
برزت موهبة جواد الفنية منذ سن صغير، فبرعاية من والده طور موهبته في الرسم والنحت وحاز على أول جائزة في مسيرته عن عمر 11 عامًا.
شغل سليم العديد من الناصب خلال مسيرته الفنية، فقد عمل رئيسًا لقسم النحت في معهد الفنون الجميلة وظل يشغل هذا المنصب حتى وفاته. خلال مسيرته أقام العديد من المعارض الفردية كما ساعد علماء الآثار في أعمال الترميم.
حقق سليم شهرة محلية وعالمية أيضًا، فقد لفت أنظار الجمهور العالمي والدولي بسبب مشاركاته في المسابقات والعروض العالمية، وكانت أول مرة في عام 1952 حينما شارك في مسابقة نظمها معرض تيت لندن وكان الفنان العربي الوحيد الذي تم اختياره لوحته في المعرض.
أسس سليم مجموعة بغداد للفن الحديث وهي مجموعة جمعت في أعمالها الفنية بين التراث العربي والفنون الحديثة وكان سليم أحد أهم روادها.
نشأ الفنان العراقي جواد سليم في أسرة فنية، فقد كان والده الحاج سليم فنانًا تشكيليًا ورساما كما أن إخوته سعاد ونزار ونزيهة سليم جميعم أصبحوا فنانين تشكيليين.
كانت البيئة الفنية التي نشأ فيها الفنان جواد لها دور بارز في تشكيل شخصيته الفنية وميوله للفن، فقد بدأ منذ طفولته النحت والرسم وكانت أول أعماله النحتية مصنوعة من الطين حيث صنع تماثيل حاكى فيها ألعاب الأطفال.
عادت أسرته من أنقرة إلى بغداد وفيها استكمل جواد دراسته حتى المرحلة الثانوية. في عام 1938 سافر سليم إلى فرنسا في بعثة دراسة لدراسة فن النحت ولكنه لم يتمكن من إكمال دراسته بسبب اندلاع الحرب العالم عام 1939.
انتقل بعدها إلى روما مكث فيها سنة واحدة ولكنه لم يتمكن من إكمال دراسته مرة أخرى بسبب الحرب لذا اضطر إلى العودة إلى بغداد مرة أخرى، وبعد انتهاء الحرب التحق بمدرسة سليم للفنون الجميلة في الفترة ما بين 1946 إلى 1948. خلال دراسته في لندن تأثر سليم بالعديد من الفنانين الغربيين ومنهم هنري مور وبابلو بيكاسو.
نشأ الفنان جواد سليم في أسرة فنية فجيمع أشقاؤه كانوا فنانين تشكيليين. شقيقه الأكبر ساعد سليم اشتهر بتصميمه شعار نبالة الجمهورية العراقية وتصميمه وسام نوط الشجاعة، وقد كان له الفضل في إدخال الألوان في الرسوم الكاريوكاتورية في الصحف العراقية.
شقيقته الأخرى نزيهة سليم تعد واحدة من أهم الفنانات التشكيليات في العراق والوطن العربي، وينظر إليها على نطاق واسع بأنه أول امرأة عراقية ترسخ ركائز الفن العراقي المعاصر، وقد شاركت مع شقيقها جواد في تشكيل جماعة بغداد للفن الحديث واشتهرت بأعمالها ولوحاتها المميزة.
عندما كان الفنان العراقي جواد سليم يدرس في إنجلترا تعرف على الفنانة الإنجليزية لورنا سليم والتي كانت معلمة فن وهي من مواليد شيفيلد وقد تم تتويج علاقة الحب تلك بالزواج في عام 1950.
انتقلت لورانا مع زوجها جواد إلى بغداد وعاشت هناك وسط المجتمع العراقي وواصلت مشوارها الفني بتنظيم العديد من المعارض الفنية ومشاركتها الفعالة بلوحاتها.
بعد وفاة زوجها عام 1961 استمرت لورانا مع عدد من المسؤولين في نشر أعمال زوجها، وقد كان لها الفضل في إكمال عمله الأهم على الإطلاق "نصب الحرية" الذي ارتبط باسمه حتى بعد وفاته.
خلال توقف الفنان جواد سليم عن الدراسة خلال سنوات الحرب اتجه إلى العمل في المتحق العراقي ما بين 1940 إلى 1945 حيث عمل في قسم صيانة الآثار. شغل بعدها جواد منصب رئيس قسم النحت في معهد الفنون الجميلة في بغداد وقد ظل يشغل هذا المنصب حتى وفاته عام 1961.
خلال مسيرته الأكاديمية سعى جواد إلى الجمع بين الزخارف القديمة والفن التجريدي الحديث الذي لاحظه خلال سنوات دراسته في أوروبا، وقد تعرف بعمق على تقاليد الفن العراقي القديمة.
كان جواد مفتونًا بفن النحت في العراق، لذا هدف من خلال منحوتاته أن يخلق لغة فنية فريدة لبلد العراق تمتد جذورها وأصولها إلى حضارات بلاده القديمة مثل الحضارة الآشورية والسومرية وحضارة بابل مرورًا بالفنون الإسلامية ولكنه أراد أن يقدمها بلغة العصر الحالي.
كان الفنان جواد له الفضل في تقديم أول منحوتة تعتمد على تراث العراق، وقد كان له الفضل في أن يوجه الفنانين العراقيين في ذلك الوقت إلى هذا الأسلوب المتميز، وقد أقام أول معرض فني له في منزل المهندس المعماري العراقي محمد مكية.
كما أنه يعد أحد مؤسسي جماعة بغداد للفن الحديث وأحد أهم رواداها بجانب فنانين آخرين منهم محمد غني حكمت، وشاكر حسن آل سعيد.
سعت هذه الجماعة إلى الجمع بين تقاليد الفنون العراقية المتنوعة مع التقنيات الفنية الأوروبية الحديثة، وقد اتخذت جملة "استلهام التراث"شعارًا لها، حيث استلهموا من الفنون العراقية القديمة التي تعود إلى القرن الثالث عشر وأعمال الخطاطين والرسامين القدامى من أجل صنع لوحاتهم ومنحوتاتهم.
هدفت الجماعة أيضًا إلى استعادة التقاليد الفنية العراقية المفقودة بسبب الهجوم المغولي على بغداد عام 1258 والتي اعترتها كسرًا لسلسة الفن العراقي. ساهمت المجموعة في إنجازا العديد من المعارض وكان لها الفضل في الترويج للفن الحديث.
حقق الفنان العراقي جواد سليم شهرته في المجتمع الدولي حينما شارك في مسابقة فنية من تنظيم معرض تيت في لندن عام 1952، حيث شارك بلوحة حملت اسم "السجين السياسي المجهول" وقد كان أحد المشاركين من بين 3500 مشاركة من حول العالم.
تم اختيار لوحة جواد مع 80 عمل فني آخر وكان الفنان العراقي والعربي الوحيد الذي يضم المعرض أحد لوحاته. بعد هذه اللوحة قام سليم بعملة جولة في الولايات المتحدة وتم عرض أعماله في عدد من المعارض هناك ولقي استقبال جيد.
الفنان العراقي جواد سليم هو صاحب نصب الحرية في بغداد، وهو نصب بدأ في تنفيذه عام 1959 بعد فترة وجيزة من حصول العراق على استقلالها، وبدأ في العمل عليه بطلب من رئيس الجمهورية الجديدة آنذا العميد عبد الكريم قاسم.
طلب عبد الكريم قاسم من الفنان سليم أن يصمم نصب تذكاري يوضع وسط العاصمة بغداد يعبر عن الاحتفال بحصول العراق على استقلالها، فبدأ في تصميم نصب الحرية الذي لم يتكمن من إكماله حيث توفي قبل إتمامه، حيث توفي قبل شهور من افتتاحه لذا أكمل زوجته البريطانية لورنا العمل.
يحكي نصب الحرية قصة العمال في العراق ودورهم المهم في تغيير نظام البلاد، وقد أراد عبد الكريم قاسم بأن يكون هذا النصب يعبر عن كل أطياف المجتمع من عمال وفلاحين وموظفين ويعبر عن إرادة الشعب.
يعتبر نصب الحربة أكبر وأهم النصب التي شيدت في العراق والشرق الأوسط وقد تم افتتاحه عام 1961 وظل خالدًا رغم تعاقب الأنظمة في العراق. تم تصميم النصب على شكل لافتة عريضة عرضها 50 مترًا وعلى ارتفاع 8 أمتار.
وقد استوحى الفنان العراقي رفعت الجادرجي فكرة اللافتة من المظاهرات والحركات المناهضة لثورة عام 1958، حيث أراد أن يعبر النصب عن كل فئات الشعب ويرمز بأن الشعب هو بطل الثورة ووقودها مبتعدًا عن أي فئات أو ميول سياسية.
أرسل الجادرجي فكرة النصب إلى الرئيس قاسم، والذي كلف بدوره الفنان العراق جواد سليم لنحت النصب، فصمم النصب في البداية على مخططات ورقية فيها تماثيل مترابطة.
أراد قاسم أن يتم وضع صورته داخل النصب، رغم أنه لم يقلها بشكل حرفي، ولكنه أشار إلى هذا الأمر من بعيد، إلا أن سليم رفض الأمر رفضًا تامًا وصنع النصب في روما دون الالتفات إلى تدخلات السفارة العراقية هناك.
كان جواد في البداية يرغب بأن يكون النصب على لأرض، إلا أن الفنان الجادرجي أراد أن يكون النصب معلقًا بعيدًا عن الأرض حتى يتم قرائته كملحمة تصويرية لمراحل العراق قبل الثورة وخلالها وبعدها.
النصب مكون من 14 منحوته يتم قرائتها من اليمين إلى اليسار فنجد منحوتات الحصان والكف المتظاهر والمرأة الحانية على لطفل ومشهد خروج السجناء السياسيين من سجنهم ثم تمثال المرأة الممثلة للخصوبة وبعدها موضوع الفلاحة والعمل فنجد لوحة لعامل حامل مطرقة وفلاح يحصد.
حاول بعض السياسيين هدم نصب ساحة التحرير ولكن قوبلت تلك المواجهات برفض صارم من الرموز الوطنية والمثقفين والفنانين في العراق، كما تجددت هذه الدعوات مرة أخرى بعد الغزو الأمريكي للعراق ولكنها لم تنجح في هدمه.
توفي الفنان العراقي جواد سليم في 23 يناير عام 1961 عن عمر 42 عامًا فقط، وذلك بعد أن أصيب بنوبة قلبية مفاجأة وتوفي في المستشفى الجمهوري.
تم تشييع جثان الفقيد في موكب كبير ودفن في مقبرة الخيزران وشارك في جنازته العديد من الفنانين التشكيليين ومنهم زوجته لورنا. شارك في دفنه الفنانون سعيد شاكر وإسماعيل الشيخلي، وحافظ الدروبي ومحمد عبد الوهاب.
حضر جنازته أيضًا العدي من زملائه وتلاميذه في المعهد، وقد كان زميله النحات الكبير خالد الرحال أكثر المتأثرين بوفاته، حيث حضر يوم تشييعه بحقيبة سوداء كانت بداخلها عجينة من الجبس صنع منها قناع لأستاذه، وقد كان يبكي بصوت عالِ خلال الجنازة