جمال مطر.. الإعلامي الإماراتي الذي برز في أكثر من مجال

برز اسم الإعلامي الإماراتي جمال مطر في مجالات إبداعية عدة، فعُرف كاتبًا وشاعرًا روائيًا وإعلاميًا ومسرحيًا كذلك لذا فإن مسيرته المهنية عامرة بالكثير من الأعمال الأدبية التي مكنته من أن يصبح من أهم الأسماء البارزة في عالم الثقافة والفنون في الإمارات، تعرف أكثر على مسيرته المهنية وحياته.

من هو جمال مطر؟

هو إعلامي وكاتب وروائي ومسرحي وممثل إماراتي ولد في عام 1963 ويعد من أبرز المبدعين الإماراتيين الذين برزوا في أكثر من مجال وحقق نجاحات كبيرة في المجالات التي عمل بها.

قدم مطر عددًا من البرامج التلفزيونية وشارك فيها معدًا ومقدمًا، كما أنه عمل كمحرر صفي في عدد من الصحف، وقد شارك في العديد من الأعمال المسرحية البارزة ولعل أهماه "قبرى الولي"، وفضلًا عن مؤلفاته التي حققت نجاحًا كبيرًا.

وفي كل الأعمال والمجالات التي برز فيها اسمه نجده يهتم بشكل كبير بالتراث الإماراتي من دون الوقوف عنده وإنما يهتم به ليأخذ منه ما يضيء له الحاضر ويبصر من خلاله المستقبل.

ورغم إبداعه في العديد من المجالات الإبداعية إلا أنه يجد نفسه في الرواية ويراها "عالمه الجمالي" فيشعر أنه سيد نفسه ولا يتحكم أحد في رؤيته الإبداعية، وذلك على حد قوله.

نشأته وتعليمه

ولد الإعلامي جمال مطر عام 1963، وقد أحب المسرح منذ طفولته فقد شارك في المسرح المدرسي خلال المرحلة الثانوية، ولأن المسرح كان من ضمن هواياته فقرر أن يدرسه بشكل أكاديمي في الجامعة في الكويت.

برز اسم مطر في عالم المسرح بشكل أكبر بعد التخرج فعمل في العديد من المسرحيات مخرجًا وممثلًا ومؤلفًا كذلك.

وأشار مطر إلى أنه كان هناك شخصيات مؤثرة في تشكيل مساره الفني، حيث قدّموا له الإرشاد والخبرة، ومن بينهم: محسن محمد، المخرج المصري، ويوسف خليل من السودان، موضحًا أنه استفاد كثيرًا من تعليماتهما رغم اختلافهما في كافة الجوانب.

تبرع لكبده لابنه

في أغسطس عام 2016 خضع الإعلامي جمال مطر لعملية جراحية خارج الإمارات للتبرع بجزء من كبده لابنه، وقد أبدى الجمهور تعاطفهم الواسع مع الإعلامي وأطلقوا وسم بباسم بمتابعة حالته وحالة ابنه.

إبداعه في مجال المسرح

كان المسرح من أهم المجالات التي بدأ جمال مطر الإبداع فيها وأولها كذلك، فقد بدأ في العمل المسرح عقب تخرجه في الجامعة وقدم العديد من المسرحيات ومنها مسرحية "جميلة".

أما عن أول مسرحياته كانت بعنوان "خفيف الروح" والتي كتبها بعد عودته من الدراسة ف يالكويت عام 1987 وأخرج المسرحية بنفسه رغم صغر سنه، حيث كان يبلغ حينها من العمر 23 عامًا فقط.

وقد وصف مطر عمله الأول بأنه عمل طليعي يستشرف المستقبل، ولا يتأثر بالزمن لأنه يتعلق بقضايا إنسانية، وقد عرضت المسرحية مرة أخرى عام 2017 في مهرجان أيام الشارقة المسرحية.

من مسرحياته المهمة أيضًا مسرحية "قبر الولي" والتي تحدث فيها عن العادات والتقاليد والموروثات والأوهام، بجانب عدد من المسرحيات الأخرى منها "غاب القطو"، و"راعي البوم عبرني"، و"حلم السعادة" وهي مسرحية للأطفال، ومسرحية "قدري غاب عني ورحل"، و"بياض الثلج" وغيرها من المسرحيات.

وقد نال مطر عن أعماله المسرحية عددًا من الجوائز الهامة، منها جائزة أفضل إخراج عن مسرحية "جميلة" من مهرجان المسرح المحلي عام 1993 في دورته الثانية، حصل أيضًا على جائزة أفضل عرضي مسرحي متكامل عن مسرحية "جميلة" من المهرجان نفسه.

في عام 1994 حصلت مسرحيته "قبر الولي" جائزة لجنة التحكيم الخاصة" من مهرجان الشارقة المسرحية في دورته السادسة.

وعن المسرح يقول مطر بأنه "كل عالمه وحياته"، ويرى أن الحركة المسرحية في الإمارات أصبت أكثر ازدهارًا رغم أنه فن آخذ بالتراجع في هذه الفترة، وعلل سبب هذا التراجع هو غياب الهم المسرحي، حيث انشغل الفنانون بالتنافس من أجل الجوائز في المهرجانات.

وفي عام 2023 حصل على جائزة شخصية العام المسرحية" من مهرجان دبي لمسرح الشباب في دورته 14 واتلي أقيمت في شهر أكتوبر

جمال مطر شاعرًا

لم يكتفِ مطر بالإبداع في المسرح فقط، بل عشق الشعر منذ نعومة أظافره، وعكف على قراءة أشعار العرب القدامى في طفولته وصباه وخاصة الشاعر أبا الطيب المتنبي الذي حفظ ديوانه في الصف الثالث الإعدادي.

لذا قرر جمال مطر أن يوثق حبه للشعر بإصدار أول ديوان له عام 2002 حمل عنوان "نحب الملح أكثر" والذي ضم نصوصًا في مدح البحر والديوان مكون من 49 قصيدة.

إسهاماته في عالم الرواية

تأثر جمال مطر بالعديد من الروائيين العرب والعالميين ومنهم نجيب محفوظ الذي أكد أن النصوص السردية له تعتبر مثالية لتعلم كتابة الرواية من قبل الشباب.

وأشار أيضًا إلى تقديره للأدباء العرب الآخرين الذين أبدعوا في هذا المجال الإبداعي، كما تأثر بالروائيين الروس مثل أنطوان تشيخوف ودوستويفسكي، والكاتب البريطاني جورج أورويل خاصة بروايته "مزرعة الحيوان"، كما أحب أيضًا أعمال جوزيه ساراماجو وباتريك زوسكيند.

كان هذا التأثر سببًا في دفعه لدخول عالم الرواية فقد أصدر أول رواية له عام 2017 بعنوان "كلب" وكان دخوله عالم الرواية من باب خلفيته الشعرية والمسرحية كذلك، ونجد هذا جليًا في روايته الأولى التي تصور المشاهد الحياتية اليومية.

وعن سبب اختيار "كلب" اسمًا لروايته أوضح مطر أن الشخصية الأساسية في روايته لا تستحق الألف واللام، فالكلب حيوان أليف ومخلص ولكن بطل روايته تصرفاته تنم عن جهل وعصبية.

من رواياته الأخرى كتاب "ربيع الغابة" عام 2021 وقد صدرت ترجمة إنجليزية عن الرواية عام 2023 عن دار ترافورد للنشر في كندا والولايات المتحدة الأمريكية، وتوفرت النسخة الإنجليزية أيضًا في منصات بيع الكتب الشهيرة منها جوجل بوكس وأمازون وسيصدر ترجمة فرنسية للرواية قريبًا.

 وكتاب "رب واحد لا يكفي" والذي يحكي فيه عن الشاعر أبو الطيب المتنبي وإعجازه اللغوي وقدرته على السبك، وفي الكتاب وصف حوارات خيالية تدور بينه وبين المتنبي في أسلوب شيق واستفزازي أيضًا.

جمال مطر إعلاميًا

برز اسم جمال مطر في الإعلام كذلك ومن أبرز برامجه في التلفزيون برنامج "أبعاد ثقافية" على قناة سما دبي، وهو برنامج حواري يستضيف فيه شخصيات خليجية وعربية رائدة. من برامجه الناجحة أيضًا برنامج "سيرة ذاتية" الذي يستضيف فيه شخصيات بارزة من مجالات مختلفة.