تميز رجل الأعمال السعودي جماز السحيمي بالقدرة على مواجهة التحديات وحل الأزمات، واتصف بسداد الرؤية، واستمرت مسيرته المهنية أكثر من 45 عامًا شغل خلالها العديد من المناصب في مؤسسات عامة وخاصة، ولعل أهمها العمل في هيئة السوق المالية السعودي، تعرف على مسيرته المهنية في السطور التالية.
حياة جماز السحيمي ونشأته
جماز عبد الله السحيمي هو رجل أعمال سعودي ولد في عام 1945 في القويعية بغرب الرياض في المملكة العربية السعودية، وشغل عدة مناصب طوال مسيرته المهنية التي امتدت إلى أكثر من 45 عامًا.
تضمنت خبرته المهنية من خلال شغل العديد من المناصب الهامة في مؤسسات خاصة وحكومية، فقد عمل في القطاع الحكومي في وزارة المالية، ومؤسسة النقد العربي السعودي، وصندوق التنمية الصناعية، وهيئة السوق المالية السعودي.
أما في القطاع الخاص فقد شغل عدة مناصب منهم رئيس مجلس إدارة بنك الخليج الدولي، وعضو مجلس إدارة البنك السعودي العالمي، ونائب رئيس مجلس إدارة شركة سنابل للاستثمار.
درس السحيمي الهندسة الكهربائية في جامعة الملك سعود وحصل على البكالوريوس فيها، ثم أكمل دراسته العليا في جامعة واشنطن وحصل على الماجستير في الهندسة الكهربائية في مدينة سياتل الأمريكية.
على الرغم من دراسته الأكاديمية في الهندسة ولكنه عمل في القطاع المالي والمصرفي بعد حصوله على دورة تدريبية لمدة 8 أشهر في الأعمال المالية والمصرفية في مانهاتن بنيويورك.
ابنته هي سيدة الأعمال السعودية سارة السحيمي التي تعد أول سيدة أعمال واقتصادية سعودية، وأول امرأة تعمل في إدارة شركة السوق المالية السعودية.
وفاته
توفي جمال السحيمي يوم الثلاثاء الموافق 28 نوفمبر 2017 عن عمر يناهز 72 عامًا، وتم الصلاة عليها في مدينة الرياض ودفن فيها.
مشواره المهني
من النادر أن تظهر شخصيات قيادية قادرة على مواجهة الصعوبات وحل الأزمات، وتتميز بالقدرة على تحقيق الرؤية وتجاوز العقبات وتغيير كل شيء بالجدارة والموهبة.
كان معالي الأستاذ جماز السحيمي -رحمه الله- من الشخصيات في هذه الفئة، كان يتمتع بالحدس والموهبة لجعلها حقيقة واقعة. تمتع جماز بصفات القائد المثالي مع القدرة على تغيير البيئة المحيطة وتحويله إلى عوامل نجاح لمستقبل مشرق في المنطقة بأكملها.
كما نجح في اختيار الأشخاص المناسبين وتمكينهم من تحقيق رؤيته في الحياة، فضلًا عن أخلاقه العالية، وطبيعته المتواضعة.
كان السحيمي باحثًا متميزًا وسيظل نموذجًا يحتذى به في وعيه الواسع وخبرته الكبيرة وشبكة العلاقات على المستويين الإقليمي والدولي.
على الرغم من أنه كان يستمتع بالتحديات، إلا أنه كان كريمًا جدًا مع منافسيه، الذين وصفهم بـ "الأصدقاء"، كما كان من أوائل المدافعين عن تعزيز دور المرأة في التطوير المهني، فضلًا عن تبني أفضل الممارسات في حوكمة الشركات وإدارة المخاطر.
مناصبه وإنجازاته
حقق جماز العديد من النجاحات التي تركت بصمة فاعلة في القطاع المصرفي المالي، وأهمها تعزيز الأطر الرقابية ومعايير الحوكمة والبنية التحتية الفنية للنظام المصرفي السعودي خلال فترة عمله في مؤسسة النقد العربي السعودي.
في بداية حياته المهنية، شغل منصب العضو المنتدب للرقابة المصرفية، ثم نائب الرئيس للشؤون الفنية في عام 1989، حيث ساهم في إنشاء المعهد المصرفي للمؤسسة.
طور خلال عمله نظام الدفع السعودي ورفع كفاءة المدفوعات عبر الشبكة السعودية، وقد خلق ذلك بيئة خصبة للبنوك في المملكة لتقديم خدمات متقدمة تقنيًا لعملائها.
كما شغل منصب أول رئيس لمجلس إدارة أسواق المال السعودية في عام 2004 م، وكان رائدًا في تطوير السوق المالية في المملكة العربية السعودية، وقد مهد ذلك الطريق لتأسيس شركة "تداول" في عام 2007.
كما وافق على ترتيبات حوكمة الشركات في المملكة، وكان يعتقد أن الاستثمار الأجنبي سيتجسد في نهاية المطاف في السوق السعودية، وهو ما حدث بالفعل في عام 2015 عندما فتح باب البورصة لرأس المال الأجنبي في المملكة.
اعتمد جماز السحيمي حينما كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة بنك الخليج الدولي عام 2008، منهجًا ماليًا شجاعًا لكي يتغلب على الآثار الاقتصادية العالمية التي لها أثر كبير على القطاع المالي في المملكة.
وساهم نهجه المالي في استقرار البنك من ناحية الميزانية العمومية وبيان الدخل، وقد ترافق ذلك أيضًا مع إعادة هيكلة بنك الخليج الدولي، بما في ذلك هيكل الحوكمة والبنية التحتية وتكاليف التشغيل، وتعزيز أطر وسياسة إدارة المخاطر في البنك.
سيتذكر الجميع أن جماز طور نموذج عمل واستراتيجية لبنك الخليج الدولي، والذي نجح في جعله بنكًا دوليًا رائدًا في دول مجلس التعاون الخليجي.
على سبيل المثال، تم إطلاق الخدمات المصرفية الرقمية للأفراد في المملكة لدعم مصادر تمويل مستقرة وفعالة من حيث التكلفة للبنك.
كما استثمر في تطوير أنظمة تنمية القوى العاملة وتكنولوجيا المعلومات في البنك، وكذلك افتتاح فرع خدمات مصرفية في أبوظبي.
إلى جانب مساهماته الأخيرة في الحصول على ترخيص بنك محلي في المملكة العربية السعودية ورخصة مصرفية رقمية بالتجزئة في مملكة البحرين.
قالوا عنه
قال عنه يحيى اليحيى الذي شغل منصب الرئيس التنفيذي لبنك الخليج الدولي من يناير 2009 إلى يناير 2016 وكان عضوًا في مجلس الإدارة منذ عام 2015:
"اختارني جماز السحيمي للعمل في معهد مصرفي جديد وغيرت هذه التجربة حياتي المهنية بأكملها حيث انتقلت من الأوساط الأكاديمية إلى الصناعة المالية. كما ساعدني ذلك على فهم الفرق الحقيقي بين التعليم والتعلم، فهو شغوف بالتعلم ولا يخشى الاعتراف بأنه ليس لديه جميع الإجابات."
وأضاف اليحيى: "لقد كان بارعًا وأصر على استكشاف ومعرفة الوضع الحالي وأفضل الممارسات والتوجهات المستقبلية المحتملة".
قال عنه أيضًا عبد العزيز الحليسي الذي أصبح الرئيس التنفيذي لبنك الخليج الدولي عام 2016، والتقي بالسحيمي لأول مرة عندما كان عضوًا في السلطة الإشرافية:
"لقد كان رجلاً ذي رؤية ثاقبة، وقد تميز بالفعل كقائد ومبتكر ومفكر استراتيجي، ولديه رؤية واضحة جدًا للخطوة التالية في استراتيجية الخليج الدولية، وكان داعمًا جدًا ومنصفًا للجميع، بغض النظر عن رتبته أو مكانته."