جدري القرود.. ما هو وما هي أسباب تفشيه وهل هو خطير

يواصل مرض جدري القرود انتشاره في أنحاء مختلفة من العالم، تم تأكيد أول حالة إصابة في أوروبا في السابع من مايو لشخص عاد إلى إنجلترا من نيجيريا حيث يتوطن مرض جدري القرود. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على مرض جدري القرود.

ما هو جدري القرود؟

مرض جدري القرود هو مرض فيروسي تشمل أعراضه الحمى والصداع والطفح الجلدي. هناك سلالتان رئيسيتان تُسببان هذا المرض الأولى سلالة الكونغو، وهي أكثر خطورة إذ تصل نسبة الوفيات بها إلى 10 %. والأخرى هي سلالة غرب أفريقيا ويبلغ معدل الوفيات بها حوالي 1%.

كانت الإصابة بمرض جدري القرود في بدايتها تحدث عند الاحتكاك بالحيوان المصاب، إلا أنها تنتقل الآن بين الأشخاص. انتشر المرض في عدد من الدول غير الإفريقية، مثل إسبانيا واليونان والولايات المتحدة وكندا، ووصل إلى الشرق الأوسط، مع تسجيل إسرائيل لأول إصابة بالمرض.

على عكس فيروس كورونا المُستجد، تنتقل عدوى جدري القرود من خلال الاحتكاك المباشر مع المصاب، لذا، يمكن احتواء هذا العدوى بسهولة من خلال تدابير مثل العزل الذاتي والنظافة فور تشخيص أي إصابة جديدة.

من الأعراض التي يُعاني منها الأشخاص المُصابين بجدري القرود في البداية: الحمى، قبل ظهور الطفح الجلدي على الوجه والجسم. تشمل الأعراض أيضاً الصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والقشعريرة والإرهاق.

يُشير الخبراء إلى أن المصاب بالعدوى يظل قادراً على نقل المرض لمدة تصل إلى 4 أسابيع بعد ظهور الأعراض. تتراوح فترة حضانة جدري القردة، وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها، بين 6 أيام و16 يوماً، وفي حالات أخرى، يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوماً.

يُشفى المصابون بجدري القردة بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الإصابة. يوضح الخبراء السبب وراء طول المدة، في أن الآفات الجلدية قد تستغرق بضعة أسابيع حتى تختفي، مُضيفين أن الناس المُصابين بهذا المرض يكونون معديون حتى تختفي هذه الآفات الجلدية. يتراوح عدد الآفات بين بضع آفات وعدة آلاف منها، وهي، خلال أغلب الحالات، تُصيب أغشية الفم المخاطية، يليها أغشية الأعضاء التناسلية، ثم ملتحمة العين. يُصاب بعض المرضى بتضخّم وخيم في العقد اللمفاوية قبل ظهور الطفح، وهي سمة تميّز جدري القردة عن سائر الأمراض المماثلة.

ما هي أسباب تفشي جدري القرود؟

بشكل أساسي، يمكن أن ينتقل جدري القرود من خلال لمس المناطق المصابة، أو عن طريق الرذاذ المتطاير أثناء السعال والعطس. تنجم العدوى بالمرض من الحالات الدالة عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية.

من المُحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيداً من الحيوانات المصابة بعدوى المرض عامل خطر يرتبط بالإصابة به.

على المستوى الثانوي، يمكن أن ينجم انتقال المرض من إنسان إلى آخر عن المخالطة الحميمة لإفرازات شخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو عن ملامسة أشياء لُوثت مؤخراً بسوائل المريض أو بمواد تسبب الآفات.

ينتقل المرض، بشكل أساسي، عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات، وهو ما يستدعي فترات طويلة من التواصل وجهاً لوجه لحدوث العدوى، كما يمكن أن ينتقل المرض عن طريق التلقيح أو عبر المشيمة.

خلال تصريحات صحفية، يوضح عالم الأوبئة باول هونتر من جامعة إيست أنغيلا إن العدوى تحدث عندما تنتقل بثور المرضى إلى جروح أو أعين أشخاص آخرين، وقد تحدث أيضا من خلال استنشاق رذاذ به جسميات من الشخص المريض.

وتعتبر العلاقات الحميمية أيضا من بين أسباب انتشار جدري القرود بين البشر، لذلك يحذر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض الأشخاص الذين يغيرون باستمرار شركائهم الجنسيين من خطر الإصابة. ويُشار إلى أن غالبية الحالات التي تم تسجيلها حتى الآن هي لرجال مارسوا الجنس مع رجال آخرين.

ما هي درجة خطورة جدري القرود؟

وفقاً لمكتب الصحة التابع للحكومة البريطانية فإن جدري القرود عادة ما تكون أعراضه خفيفة لكن أيضاً قد تكون له مضاعفات خطيرة. يستبعد الخبراء أن تُسبب الإصابات المنتشرة في أوروبا حاليا وفيات.

حسب معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية فإن الذكر والأنثى معرضين للإصابة بمرض جدري القرود بنفس الدرجة، لكن تبقى الإحصائيات تؤكد أن أغلب الوفيات في أفريقيا بسبب جدري القرود تحدث للأطفال.

انتشار جدري القرود حتى الآن 2022

يواصل مرض جدري القرود انتشاره في أنحاء مختلفة من العالم، وتم تأكيد أول حالة إصابة في أوروبا في السابع من مايو لشخص عاد إلى إنجلترا من نيجيريا حيث يتوطن مرض جدري القرود.

منذ هذا الوقت، سجلت البرتغال 14 حالة، وأكدت إسبانيا إصابة سبع حالات. كما أبلغت الولايات المتحدة والسويد عن حالة واحدة لكل منهما. وسجلت السلطات الإيطالية حالة مؤكدة واحدة وتشتبه في حالتين أخريين. كما أكدت بلجيكا وفرنسا على ظهور حالات للإصابة بالمرض

من ناحية أخرى، سارعت السلطات في بريطانيا بتطعيم بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم من المعرضين لخطر الإصابة بمرض جدري القرود بلقاح الجدري. وأوضح المتحدث باسم وكالة الأمن الصحي البريطانية إنه لا يوجد لقاح محدد لجدري القرود، لكن لقاح الجدري يوفر بعض الحماية. حيث تُشير البيانات إلى أن اللقاحات التي يتم استخدامها للقضاء على الجدري فعالة بنسبة تصل إلى 85 % ضد جدري القرود.