-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
اللغة
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
السيرة الذاتية
حققت الكاتبة الإنجليزية جاين أوستن شهرة واسعة بفضل رواياتها الست الرئيسية وأشهرهم رواية "كبرياء وتحامل" ورغم أنها لم تجني شهرة ولا أموال من رواياتها خلال حياتها إلا أنها بعد وفاتها باثنين وخمسين عامًا حققت هذه الروايات شهرة عالمية بعدما نشر ابن أختها سيرتها الذاتية لتصبح واحدة من أشهر الروائيات في الأدب الإنجليزي الكلاسيكي.
ألهمت كتابات أوستن النقاد والكتاب من بعدها وقد تحولت رواياتها إلى أفلام شهيرة منذ بداية الأربعينيات، بل تم إنتاج أكثر من نسخة عن كل رواية اشتهرت بها، تعرف أكثر على مسيرتها الأدبية وأهم رواياتها .
من هي جاين أوستن؟
هي أديبة وروائية إنجليزية ولدت في 16 ديسمبر عام 1775 في أوستن في إنجلترا وتعد من أشهر الروائيات والكاتبات في الأدب الإنجليزي، حيث اشتهرت بكتابة روايات عن الطبقة الثرية وملاك الأراضي البريطانيين في نهاية القرن الثامن عشر.
اعتمدت أوستن في معظم رواياتها على قصص النساء اللاتي يكافحن سعيًا للزواج من رجل ثري من أجل الحصول على المركز الاجتماعي والثروة ولا تزال رواياتها تنشر حتى الآن كما تحولت معظمها إلى أفلام سينمائية حققت نجاحًا كبيرًا.
اعتمدت أوستن في رواياتها على توجيه النقد اللاذع والسخرية من المجتمع، وقد كانت أعمالها تصنف واقعية أدبية. لم تحقق أوستن شهرة بسبب رواياتها خلال حياتها حيث حققت لها تلك الروايات دخلت متواضعًا إلا أن شهرتها الحقيقية والواسعة في العالم كلها جاءت بعد وفاتها بسنوات بعدما أعيد نشر ورايتها ومذكراتها الشخصية على يد ابن أخيها بعد 52 عامصا من وفاتها.
حياة الكاتبة جاين أوستن وتعليمها
لا توجد الكثير من المعلومات عن حياة أوستن وسيرتها الذاتية، ومعظم المعلومات التي تم الحصول عليها مستقاة من رسائل أرسلتها إلى أفراد عائلتها أو كتبت من أفراد عائلتها عنها والتي بلغت حوالي 3 آلاف رسالة ولم يتم الحصول على 160 رسالة منها فقط.
ويعود سبب المعلومات القليلة عن أوستن هو تدمير شقيقتها رسائلها بسبب نقدها اللاذع للجيران أو أفراد الأسرة، حيث خافت على سمعة الأسرة بسبب حب أوستن للصدق والصراحة.
نشأت أوستن في عائلة كبيرة حيث كان لديها 6 أشقاء وشقيقة واحدة اسمها كاسندرا، وقد سافرت للدراسة في مدينة أكسوفرد حسب تقليد العائلة مع شقيقتها إلا أنها مرض بمرض التيفوس وكادت أن تموت لذا استمرت بالدراسة في المنزل لفترة وبعدها ذهبت إلى مدرسة داخلية درست فيها الفرنسية والرقص والموسيقى والمسرح والخياطة.
عاد أوستن وشقيقتها كاسندرا إلى المنزل مرة أخرى بسبب عدم قدرة عائلتهما على تحمل مصاريف المدرسة، وقد أكملت أويتن دراستها في البيت من قراءة الكتب بإرشاد من والدها وشقيقيها جيمس وهنري.
كانت عائلة أوستن تملك مكتبة ضخمة تضم مجموعة واسعة ومتنوعة من الكتب، كما أن والدها كان يزودها بالأوراق وأدوات الكتابة والرسم وكانت هذه البيئة أثرًا في اتجاهها للكتابة فيما بعد.
تأثرت أوستن أيضًا بالمسرحيات المدرسة والتي شكلت جزءًا مهمًا من ثقافتها وتفكيرها، وقد نظمت أيضًا سلسلة من المسرحيات مع أصدقائها وعائلتها، وكانت معظم هذه المسرحيات فكاهية وساخرة ولعل هذا أحد أسببها اعتمادها على السخرية والفكاههة في رواياتها.
هل تزوجت جين أوستن؟
لا، لم تتزوج الكاتبة الإنجليزية جاين أوستن أبدًا، بل عاشت حياة هادئة نسبيًا شاركت خلالها في الأنشطة الاجتماعية داخل وخارج عائلتها وكانت تحرص على الحضور إلى الكنيسة والقيام بالأنشطة مع نساء عائلتها ورفضت كل عروض الزواج التي تلقتها، كما أن شقيقتها كاسندرا لم تتزوج أيضًا.
لا يوجد هناك سبب واضح لعدم زواج أوستن، وقد اختلفت النظريات حول هذا الأمر، فقيل أنها فضلت الكتابة على الزواج حيث خافت أن يعيق قدرتها على الإبداع، وقيل أن سبب عدم زواجها هي معاناتها الصحية، وقيل أنها خافت من التخلي عن استقلاليها بعد الزواج.
بدايتها مع الكتابة
كانت بداية جاين أوستن مع الكتابة بكتابة القصص والقصائد والمسرحيات بغرض إمتاع العائلة، وقد نسخت هذه الأعمال الأولية في 3 مفكرات عرفت باسم "الصبا" والتي كتبتها في الفترة ما بين 1787 و1793، كما أنها مزجت بين الكتابة والرسوم التوضيحية التي رسمتها بنفسها أو بيد شقيقتها كاسندرا.
حاكت أوستن كتابات تاريخية شهيرة في إنجلترا منها كتاب اسمه "التاريخ" التي حاكت فيه الكاتب أوليفر جولد سميث، ولكن كانت أعمالها الأولى فوضوية وغير منظمة.
ظلت أوستن تعيش في بيت عائلتها وتشارك في الأنشطة التقليدية للنساء في المجتمع خلال هذا العصر، وكانت تحرص على إرسال الكتابات القصيرة إلى بنات إخوتها واستمرت في كتابة المسرحيات، وكانت روايتها الأولى مقدمة في هيئة رسائل ثم تم جمعها في كتاب واحد.
واجهت جاين أوستن إخفاقات شديدة في بداية مسيرتها ككاتبة، فقد شرعت في كتابة الروايات والمسرحيات منذ أن كان عمرها 12 عامًا إلا أنها لم تتمكن من نشر أول رواية لها إلا بعد أن تجاوزت سن 35 عامًا.
رفضت روايتها الأولى "كبرياء وهوى" من قبل الكثير من دار النشر، بينما وافقت دار نشر اسماه "كروسبي أند كو" من نشر روايتها "سوزان" مقابل 10 جنيها إسترليني ولكنها لم تنشرها رغم ذلك. شعرت أوستن بإحباط شديد بسبب عدم قدرتها على نشر رواياتها.
روايات جاين أوستن
كتبت جاين أوستن 6 روايات رئيسية حققت نجاحًا كبيرًا وقد تميزت رواياتها بالواقعية وروح الدعابة وفهمها لعمق النفس الشرية، كما ركزت على الطبقة الثرية وملاك الأراضي في بريطانيا خلال القرن الثامن عشر.
رواية جاين أوستن الأشهر هي رواية "كبرياء وتحامل" والتي تروي قصة إليزابيث بينيت وهي شابة وذكية ومستقلة تتزوج من رجل ثري ومتكبر اسمه السيد دارسي وناقشت الرواية مواضيع الحب والزواج والطبقات الاجتماعية.
تم اعتبار هذه الرواية واحدة من أولى الروايات الكوميدية والرومانسية في تاريخ الرواية الإنجليزية، وقد تحولت إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية كثيرة.
من رواياتها الناجحة أيضصا رواية "العقل والعاطفة" وهي أول رواية تنشرها أوستن وقد نشرتها تحت اسم مستعار "سيدة" وتقارن هذه الرواية بين نهجين مختلفين في الحب وهما العقل والعاطفة وتروي قصة الأخوات داشوود حيث تمثل الأخت إلينور العقل بينما تمثل ماريان العاطفة وتناقش الرواية التحديات التي تواجهها كل أخت في سعيها للحب والسعادة.
ألفت أوستن كذلك رواية إيما والتي تحكة قصة فتاة ثرية اسمها إيما تحاول تزوجي أصدقائها وتتعلم من خلال تجاربها معنى لمسؤولية والحب كما أن الرواية تناقش موضوعات مثل النضج الاجتماعي والطبقية.
روايتها الشهيرة "مانسفيلد بارك" تروي قصة فتاة فقيرة اسماه فاني برايس يربيها عمها الثري وتواجه تحديات بسبب وضعها الاجتماعي. صدر لها رواية "دير نورثانجر" والتي تحكي عن فتاة اسمها كاثرين هي شابة شغوفة بروايات الغموض والرعب تسافر إلى دير نورثانجر على أمل أن تكتشف أسرارًا مثيرة.
أما روايتها الأخيرة "إقناع" هي آخر رواية حققت شهرة لها وتحكي قصة سيدة اسمها آن إليوت لا تتمكن من الزواج من حبيبها بسبب غضوط عائلية ولكن بعد 8 سنوات يتاح لها فرصة العودة إلى حبيبها من جديد وتناقش الرواية موضوعات الندم والتغيير.
الشخصيات في روايات جاين أوستن
في روايات جين أوستن، البطلات يتحملن الصدمات بكبريائهن ويختبئن وراء الابتسامات رغم الألم الذي يعتريهن.
المؤلفة جين أوستن كانت تجسد من خلال بطلاتها الاحتفاظ بالأمل رغم تعرضهن لصعوبات الحياة العاطفية. يظن البعض أن شخصياتها تفقد الأمل في الفوز بقلوب من يحبن، حتى وإن كان القارئ يرى العكس. إنهن يتقبلن النهايات غير السعيدة دون حسرة أو شفقة على أنفسهن.
تجلى النضوح العاطفي في شخصيات البطلات في روايات أوستن، حيث حملن جميعن قناعة بأن الحياة عبارة عن مجموعة من التحديات يجب التكيف عليها وتقبلها.
عبرت أوستن بدقة عن آلام بطلات رواياتها أثناء مراحل تطورهن العاطفي، كما استخدمت براعة في السرد لتحيلنا إلى أفكار شخصياتها وتكشف لنا عن افتقادهن للتصوّر الصحيح، وأسلوبها الثوري في الكتابة ألهم القرّاء في العصر الحديث، كما أنها اتقنت السرد الحر وغير المباشر، حيث تعيش الرواية من خلال أعين شخصياتها، وهذا الأسلوب جديد لم يستخدمه أحد من قبلها.
روايتها التي تحولت إلى أفلام
تحولت العديد من الورايات أوستن إلى أفلام سينمائية أو مسلسلات تلفزيونية وحققت هذه الأفلام شهرة كبيرة حول العالم. من أوائل وأشهر رواياتها التي تحولت إلى أفلام رواية "كبرياء وتحامل" والتي تحولت إلى فيلم يحمل الاسم نفسه وقد تم إنتاج العديد من الإصدارات السينمائية لهذا الفيلم.
تم إنتاج الإصدار الأول للفيلم عام 1940 من إخراج ليو ماكاري وشارك في بطولته غرير غرسون ولورانس أوليفييه وحصل الفيلم على جائزتي أوسكار أفضل ممثل وأفضل ممثلة مساعدة.
تم إنتاج الفيلم مرة أخرى عام 1995 من بطولة كولين فيرث وجينيفر إيلي وحصل على جائزة بافتا أفضل ممثل، ثم تم إنتاجه للمرة الثالثة عام 2005 من بطولة كيرا نايتلي ومايتو ماكفادين وحاز الفيلم على 4 جوائز بافتا.
من رواياتها التي تحولت إلى أفلام رواية "العقل والعاطفة" مرة عام 1995 وحصل على جائزة أوسكار أفضل سيناريو مقتبس ومرة عام 2007 وشارك في بطولته هاتي موريسون وفرانشيس أونيل.
تم تحويل روايتها "إيما" إلى فيلم عام 1996 وحاز على جائزة جولدن جلوب أفضل ممثلة وعام 2020 شارك في بطولته أنيا تايلور جوي وجوني فلوري. أما رواياتها مانسفيلد بارك تحولت إلى فيلم عام 1999، وروايتها دير نورثتانجر تحول إلى فيلم تلفزيوني عام 2004. في عام 2007 تم تحويل روايتها "غقناع" إلى فيلم من بطولة سالي هوكنز وروهان نث.
متى توفيت جين أوستن؟
توفيت جين أوستن في 18 يوليو عام 1817 عن عمر 41 عامًا. قبل وفاتها عانت من التعب ولكنها تجاهلت المرض في البداية واستمرت في المشاركة في الأنشطة العائلية ولكن تدهورت حالتها الصحية فيما بعد.
احتار الأطباء في تشخيص مرض أوستن، فقيل أنها أصيبت بمرض أديسون، وهو اطضارب نادر في الغدد الصماء، وقيل أنها عانت من سرطان الغدد الليمفاوية، بينما يرجع الكثيرون أنها توفيت بسبب مرض اسمه "السل البقري" الذي يكون ناتجًا عن شرب اللبن غير المبستر.
رغم مرضها استمرت أوستن في الكتابة والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وقد كانت تستخف بمرضها أمام الآخرين وتصفه بأنه الصفراء أو الروماتيزم ولكن بمرور الوقت عانت من صعوبة في الحركة ثم أصبحت طريحة الفراش حتى وفاتها في سن مكبرة.
دفنت أوستن في كاتدرائية وينشستر وكتب شقيقها جيمس على شاهد قبرها "مواهبة العقلية الخارقة". بعد وفاتها تم نشر روايتين لها ثم نشر ابن أخيها عن سيرتها الذاتية بعنوان "مديح محب ومنسق" وبداية من عام 1833 استمرت روايتها في الطبع باستمرار حتى وقتنا هذا.
شهرة أعمالها بعد وفاتها
استقبلت أعمال وروايات جاين أوستن بشكل متواضع خلال حياتها وقد علق بعض النقاد والشخصيات الهامة على روايتتها منها الأميرةتشارلوت أوجوستا ابنة جورج الرابع.
إلا أن شهرتها الحقيقية حصلت عليها بعد وفاتها بسنوات عدة، ويعود ذلك لعدة أسباب منها التقدير المتأخر لأعمالها، وخاصة أنها كان ينظر إليها على أنها كاتبة رومانسية ولكن بعدها تم النظر إلى أعمالها على محمل الجد من قبل النقاد الأكاديميين.
بالإضافة إلى ذلك لعبت أسرتها دور هام في شهرتها بعد وفاتها، وخاصة شقيقها هنري وشقيقتها كاسندرا حيث عملا على نشر ورايتين لها بعد وفاتها وهم "إقناع" و"دير نورثانجر" وقد جذبت هاتين الروايتين انتباه الجمهور ودور النشر لهما.
إلا أن الشهرة الحقيقية لها كانت بفضل أبن أخيها الذي كتب عن سيرتها الذاتية في عام 1869 ولفت الأنظار إلى حياة كاتبة ناجحة لم تحقق النجاح الذي تستحقه في وفاتها، ومنذ هذا الوقت وأعمال أوستن تطبع باستمرار حتى يومنا هذا.