-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
اللقب
-
الفئة
-
اللغة
-
مكان وتاريخ الميلاد
-
الوفاة
-
التعليم
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
سنوات النشاط
-
-
معلومات خفيفة
-
البرج الفلكي
-
السيرة الذاتية
رفض الاستعمار الفرنسي للجزائر وعرف بفلسفته الوجودية إنه الفيلسوف والأديب الفرنسي جان بول سارتر الذي اشتهر بغزارة إنتاجه الفكري الغني بموضوعات فلسفية ونالت أعماله الأدبية والفلسفية شعبية كبيرة، في السطور التالية تعرف على مسيرته الأدبية وفلسفته.
من هو جان بول سارتر وما هي فلسفته؟
جان-بول شارل ايمارد سارتر هو فيلسوف وروائي وأديب وكاتب فرنسي وناشط سياسي ولد في 21 يونيو عام 1905 في العاصمة الفرنسية باريس، ويعد من أشهر المفكرين والفلاسفة الفرنسيين.
عرف سارتر بغزارة إنتاجه الأدبي وكتب عن موضوع فلسفية متنوعة، وقد اشتهر بفلسفته الوجودية. التحق سارتر باليسار المتطرف وخلال حياته انضم إلى المقاومة الفرنسية ضد ألمانيا النازية.
كتب سارتر العديد من الروايات والقصص القصيرة والنصوص الأدبية كما أن له إسهامات في المسرح كذلك، ورغم نجاح أعماله إلا أنه كان يرفض التكريم من أي مؤسسة منها رفض جائزة نوبل في الأدب.
كان سارتر مناضلًا طوال حياته، فقد ناضل ضد الاحتلال النازي في فرنسا، ثم ناضل من أجل العدالة وعارض بلاده في استعمار الجزائر.
نشأته وطفولته
ولد جان بول سارتر في عائلة بسيطة من الطبقة البرجوازية، والده كان يعمل في الجيش، بينما والدته نشأت في عائلة من المثقفين والمدرسين والمفكرين، فمن أقارب والدته الفيلسوف الألماني ألبرت سوايتزر.
تربى سارتر في كنف والدته، فقد توفي والده بعد 15 شهرًا فقط من ولادته، وقد رعاه جده أيضًا الذي كان صاحب شخصية قوية. التحق سارتر بمدرسة عامة في سن العاشرة وكان يُطلق عليه لقب "بولو" في طفولته.
عاش سارتر طفولة سعيدة مع والدته لمدة 10 سنوات، إلا أن هذا السعادة انتهت، حسب وصفه، بعد زواج والدته من المهندس البحري جوزيف مانسي، الذي كان يكرهه، فقد عاش مع والدته وزوجها لمدة 3 سنوات كانت سنوات بغيضة بالنسبة له.
في طفولته كان سارتر قارئًا نهمًا فقد كان يقرأ أكثر من 300 كتاب في العام الواحد بجانب الأشعار والقصص القصيرة والروايات أيضًا
دراسته
درس الفيلسوف جان بول سارتر في مدرسة عامة في سن العاشرة، وفي سن السادسة عشر التحق بمدرسة "هنري الرابع" الثانوية وتعرف فيها على الكاتب بول نيزان الذي ظل صديقه حتى وفاته عام 1940، وقد ساهمت هذه الصداقة في تشكيل شخصيته.
في المدرسة برغ سارتر في الفكاهة، وقد بدأ كتابة أولى أعماله الأدبية في المدرسة، حيث شارك في مسابقة مدرسية وكتب قصة عن مدرسين في قريته، وظهر في كتاباته أسلوبه الساخر وغضبه من المجتمع المصطنع من حوله.
عُرف سارتر بأعمال الشغب في المدرسة، كما كان يشارك في مسرحيات ضد الحكم العسكري، التي أدت فيما بعد على استقالة مدير المدرسة، فقد كان سارتر يميل دائمًا إلى معارضة السلطة والأنظمة.
في عام 1928 كان قدّم سارتر على مسابقة شهادة الأستاذية في الفلسفة ولكنه رسب فيها، ثم التحق بالمسابقة مرة أخرى وحصل على المركز الأول فيها، وبعدها بدأ مسيرته في التدريس.
مسيرته المهنية كمدرس
بدأ جان بول سارتر مسيرته المهنية كمدرس عام 1931 في مدرسة هارف الثانوية، وقد عرف ببساطته وأسلوبه الصادم للأهالي أحيانًا، فقد كان مرحًا وصديقًا مقربًا للطلاب.
خلال سنوات التدريس في الكتابة، ورغم أن كتاباته رفضت في البداية إلا أنه تمكن من نشر أول كتاب له بعنوان "الغثيان" عام 1938 وهي رواية فلسفية وسيرة ذاتية تحكي آلام المؤرخ أنطوان روكيتان.
نُقل سارتر بعدها إلى التدريس في المدرسة العامة في منطقة بيكاردي، ثم نقل مجددًا إلى التدريس في مدرسي نويي سور سين، ولكن وقتها كان قد اكتسب سمعة سيئة بسبب روايته الأولى، وانتهت مرحلة التدريس بالنسبة له في مدينة نانسي.
فلسفة جان بول سارتر
فلسفة سارتر هي الوجودية، وتعتمد هذه الفلسفة على مبادئ أساسية ومنها أن الوجود يسبق الجوهر، فإن الإنسان موجود أولًا وبعدها يحدد ماهيته وجوهره وخياراته في الحياة بعد ذلك.
تركز فلسفته الوجودية كذلك على مبدأ الحرية والمسؤولية، فالإنسان حر في كل اختياراته، ثم هو مسؤول عن نتائج هذه الخيارات التي اختياراته، ومن ثم تبدأ مشكلة أخرى وهو القلق والخوف من نتائج خياراته، فهو لا يعرف أفضل خيار له.
دافعت الفلسفة الوجودية لسارتر أيضًا عن الحرية بشكل كبير، ودعت إلى الحرية فمن وجهة نظره "الإنسان محكوم عليه أن يكون حرًا" حتى لو كانت الحرية عبئًا ثقيًلا عليه.
يرى سارتر في فلسفته الوجودية أن الإنسان عبارة عن مشروع دائم للتغيير، فهو ليس ثابتًا طول حياته، وإنما تتغير أفكاره وماهيته وتصرفاته باستمرار، كما يرى أن الإنسان وحيد في هذا العالم ولا يجب عليه أن يعتمد على الآخرين ليحدد ماهيته.
تعرضت فلسفة سارتر الوجودية إلى بعض الانتقادات، منها التشاؤم والفردية، كما يرى المنتقدون أن فلسفته من الصعب تطبيقها في الحياة العملية، فهي تؤكد على حرية الفرد ولكن لم تقدم إرشادات عن كيفية استخدام هذه الحرية.
ما هو مذهب جان بول سارتر؟
كان جان بول سارتر ماركسيًا وظل يحتفظ بمعتقداته الماركسية والاشتراكية المناهضة للبرجوازية والرأسمالية طوال حياته.
وقد دخل في معارك سياسية شديدة بسبب فكره الماركسي، فرفض حرب الجزائر وحرب فيتنام ودعم الثورة الكوبية وتضامن مع القضية الفلسطينية كما أنه ساند المنشقين السوفيات، وشارك في إضرابات 1968 في فرنسا التي كادت أن تتحول إلى حرب أهلية.
جان بول سارتر وفلسفته الجمالية
برز الفكر الجمالي في فلسفة الوجوديين وأبرزهم جان بول سارتر، فيرى سارتر أن الجمال لا ينتمي إلى الأشياء وليست صفة في الشيء بل شعور وإحساس ناتج عن تفاعلات الفرد مع هذا الشيء.
ومن هذا المنطلق فإن الجمال من وجهة نظر سارتر ناتج عن التجربة الذاتية، فما يعتبره شخص ما جميلًا ليس بالضرورة أن يكون جميلًا في عين شخص آخر، وهذا ناتج عن تجربة كل إنسان وتفاعله مع الشيء.
وإيمانًا ودفاعًا عن الحرية يرى أن الجمال أيضًا مرتبط بالحرية وربط بين المفهومين، فالفرد يختار بحرية ما يراه ويعتبره جميلًا كما أنه يخلق الجمال من تجاربه الخاصة والفريدة.
أيضًا يرى سارتر أن الجمال فعل تخيلي ناتج عن تجاوز الإنسان للواقع وخلق عالم جديد متخيل من خلال تجربته الجمالية.
ولكن كانت هناك بعض النقاط النقدية في فلسفة سارتر الجمالية، منها أنه لغى نسبية الجمال والذي قد يؤدي إلى إلغاء معايير الجمال بشكل عام، كما أنه انتقد بسبب صعوبة تعريف لمفهوم الجمال في فلسفته.
جان بول سارتر من الدفاع عن فرنسا إلى معارضتها
عُرف الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر بحبه لفرنسا، فقد كان من المناضلين ضد الاحتلال النازي لفرنسا وكان أسير حرب في ألمانيا ولكنه تحول فيما بعد ليصبح من أشد المنتقدين للسياسة الفرنسية وأبرز معارضيها.
انتقد سارتر بشدة استعمار بلاده للجزائر والكاميرون والهند الصينية، وقد شبه المقاومة الفرنسية في الهند الصينية مثل الجنود الألمان يقاتلون من أجل الفاشية، فقد انتقد الجرائم التي قامت بها بلاده في الجزائر، انتقد قمع بلاده للحركات المناهضة للاستعمار هناك.
في عام 1958 نشر سارتر مقالًا بعنوان "جميعنا قتلة" لانتقاد سياسات بلاده الاستعمارية، وهو الشهير بجملته "على فرنسا أن تخلص نفسها من فرنسا"، وقد دفع ثمن موقفه هذا بمحاولة قصف منزله مرتين من قبل منظمة الجيش السري.
قصة حب جان بول سارتر سيمون دي بوفوار
التقى جان بول سارتر بزميلته وحبيبته سيمون دي بوفوار، وهي مثقفة ومعروفة بلقب "أم النسوية"، عام 1929 حيث كانا يدرسان معًا في نفس برنامج الدراسات العليا في الفلسفة، حيث كانا يتنافسا على الحصول على درجة الأستاذية في الفلسفة، ورغم أن سارتر تفوق عليها في الدرجات إلا أنها كانت أصغر شخص ينجح في الاختبار وكان عمرها 21 عامًا فقط.
بدأت علاقة الحب بينهما في عام 1929، ورغم علاقة الحب بينهما إلا أنها رفضت عرض سارتر للزواج فقد تخلت عن إيمانها الكاثوليكي، فكانا في علاقة مفتوحة حيث يمكنهما أن يدخلا في علاقات مع أشخاص آخرين في الوقت نفسه.
لم يتزوج سارتر وبوفوار مطلقًا ولم يتشاركا منزلًا واحدًا ولكنهما كانا يجتمعان في المقاهي الباريسية للتحدث والكتابة وتبادل تفاصيل يومهم، واستمرت العلاقة بينهما لمدة 15 عامًا.
كان سارتر يشير إلى حبيبته دي بوفوار بلقب "القندس"، فكانت مصفاة لأعماله الأدبية، وقيل البعض أنها كتبت له بعضًا من أعماله.
مؤلفات جان بول سارتر
عُرف الفليسوف الفرنسي جان بول سارتر بغزارة إنتاجه الأدبي وقد كتب روايات ومسرحيات وقصص قصيرة. من مسرحياته "الذباب"، و"المنتصرون"، و"اللا مخرج"، و"نيكرازوف"، و"سجناء التونا".
تناول سارتر موضوعات فلسفية عدة في أعماله ومؤلفاته الأدبية،وتميزت هذه الموضوعات بالتركيز على الورطة والمأزق. من مؤلفاته البارزة أيضًا كتاب "الغثيان"، "الجدار" فضلًا عن مؤلفاته الفلسفية منها "الوجود والعدم"، و"خلق الأبواب الموصدة"، و"الشك"، و"جلسة سرية"، و"موتى بلا قبور"، و"نظرية الانفعال"، و"أسرى ألتونا"، و"أبله العائلة".
من مؤلفاته الأخرى "الوجودية مذهب إنساني"، و"نقد العقل الجدلي"، و"طرق الحرية"، و"الأيادي المتسخة"، كما كتب أغنية Dans la rue des Blancs Manteaux التي غنتها المغنية الفرنسية جولييت غريكو.
لماذا رفض جان بول سارتر جائزة نوبل؟
كتب سارتر عن سيرته الذاتية في كتاب "الكلمات" في عام 1964 وقد حصل على جائزة نوبل للأدب عن هذا الكتاب إلا أنه رفض الحصول على الجائزة.
وقد أوضح سارتر سبب رفضه في تصريحات صحفية قال فيها: "رفضت الجائزة لأني أرفض أن يتم تتويجي قبل موتي، ليس هناك فنان ولا كاتب ولا إنسان يستحق أن يتوج وهو على قيد الحياة فهو يملك القدرة والحرية على أن يغير كل شيء".
وصرح سارتر أيضًا أن قبوله بجائزة نوبل يمكن أن ينهي مسيرته الإبداعية وسيجعله يشعر بأن أي عمل أو إنجاز يحققه فيما بعد سيكون بلا معنى، وقال: "جائزة نوبل سترفعني إلى منصة التتويج رغم أني لم أكمل مشاريع بعد، كانت ستحد من حريتي وقدرتي على الإنجاز والالتزام".
أجمل ما قال جان بول سارتر
من أقوال جان بول سارتر عن الوجودية "أنا لا أحاول الحفاظ على حياتي من خلال فلسفتي فهذا شيء حقير، ولا أحاول إخضاع حياتي لفلسفتي فهذا شيء متحذلق، لكن في الحقيقة الحياة والفلسفة شيء واحد".
"الإنسان محكوم عليه بالحرية محكوم عليه لأنه ليس هو من خلق نفسه، في حين أنه مع ذلك يكون حرا، لأنه بمجرد ما يلقى به في العالم يكون مسؤولا عن كل ما يفعل". من كتاب "الوجودية".
من اقتباسات جان بول سارتر من كتاب الوجودية: "من غير الممكن ألا اختار، يمكن اختار دائماً لكن علي أن أعرف أني إن لم أختر، أكون قد اخترت أيضاً.. عدم الاختيار هو اختيار بحد ذاته".
"فهكذا، فإن مسؤوليتنا أكبر بكثير مما نستطيع تقديره، إذ تلزم الإنسانية كلها. فإذا كنت عاملاً وفضلت الانخراط في نقابة مسيحية على أن أكون شيوعياً، وكنت أريد من خلال هذا الانخراط أن أبين أن الحل الملائم للإنسان في الواقع هو الخضوع، وأن مملكة الإنسان ليست على الأرض، فإنني لا ألزم نفسي فحسب، بل أريد أن يكون خضوعي قدوة للجميع، فيكون مسلكي بالنتيجة، قد ألزم الإنسانية بأسرها".
كنت وحيدًا ولكني كنت أسير كفرقة تهبط إلى مدينة لا حاجة بي إلى صنع العبارات. إنني أكتب لأوضح بعض الملابسات. يجب الاحتراز من الأدب. ينبغي للكاتب أن يكتب كما يقوده قلمه، من غير أن يبحث عن الكلمات". من كتاب "الغثيان".
وفاة جان بول سارتر
توفي سارتر في 15 أبريل عام 1980 عن عمر 75 عامًا في مستشفى بروسية في باريس بعد معاناة مع المرض إذا عانى من وذمة الرئة، وقبل وفاته بأعوام أصيب بأزمة قلبية وعائية حينما كان عمره 66 عامًا.
أثار خبر وفاة سارتر ضجة كبيرة، فبعد وفاته شارك 50 شخصًا للسير في موكب الدفن وإعطائه التكريم. دفن سارتر في مقبرة مونبارناس في باريس ودفنت حبيبته سيمون دي بوفوار لاحقًا في القبر نفسه.
وقد كتب على شاهد قبره "جان بول سارتر (1905-1980) وسيمون دي بوفار (1908- 1986".