جاستن ترودو

تمكن رئيس وزراء كندا جاستن ترودو من أن يحقق شعبية كبيرة في العالم أجمع، فعلى عكس سياسيين آخرين يملك ترودو شعبية وجماهيرية كبيرة خصوصًا لدى الشباب بفضل الكاريزما التي يتمتع بها وأسلوبه المميز في الحديث وإلقاء الخطب والتعبير عن مشاعره، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته السياسية.

من هو جاستن ترودو؟

جاستن بيير جيمس ترودو هو رئيس وزراء كندا الثالث والعشرين ويشغل هذا المنصب منذ عام 2015، وزعيم الحزب الليبرالي منذ عام 2013، ولد في 25 ديسمبر عام 1971 وهو ثاني أصغر رئيس وزراء في كندا بعد جو كلارك ووالده هو رئيس وزراء كندا السابق بيير ترودو.

ولد ترودو في أوتاو ودرس في جامعة ماكجيل في عام 1994 وحصل على درجة البكالوريوس في الآداب، وفي عام 1998 حصل على درجة البكالوريوس في التربية من جامعة كولومبيا البريطانية وعمل في التدريس بعد التخرج ثم انتقل إلى مونتريال عام 2002.

بدأ ترودو الحياة السياسية عام 2002 حيث تم تعيينه رئيسًا لفريق عمل الحزب الليبرالي، وفي عام 2008 تم انتخابه لتمثيل دائرة بابينو في مونتريال بكندا، وقد شغل عدة مناصب في الحزب حتى تولى قيادته في عام 2013.

في عام 2015 تولى ترودو منصب رئيس وزراء كندا وأصبح بعدها ثاني أصغر رئيس وزراء في كندا بعد جو كلارك، وأول ابنًا يشغل هذا المنصب، حيث كان والده رئيس وزراء كندا الأسبق بيير ترودو.

ما هو أصل جاستن ترودو؟

يعود أصل جاستن ترودو إلى اسكتلندا وفرنسا، فأجداد هم رجل الأعمال تشارلز إميل ترودو والاسكتلندي جيمس سيتكلير الذي كان وزيرًا في حكومة رئيس الوزراء الكندي لويس سانت لوران.

ولد الجد الأكبر لترودو توماس برنارد في إندونسيا، ثم انتقل إلى كولومبيا البريطانية عام 1906. يعد ترودو هو خامس أحفاد اللواء ويليام فاركوهار الذي كان مسؤولًا استعماريًا اسكتلنديا وأول من أقام في سنغافورة. لدى ترودو أصول عرقية نائية من مالاكان وهي مجموعة عرقية تقع في دول ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة وتايلاند.

والدة جاستن ترودو

والدة جاستن ترودو هي مارجريت ترودو، وقد انفصل والداه عام 1977 عندما كان عمره 5 سنوات وحصل والده على الحضانة الأولية، ثم اتفقا على الحضانة المشتركة فيما بعد.

وعن انفصال والديه قال ترودو أن فارق السن الكبير بينهما، وهو 30 عامًا، هو ما شكل عائقًا كبيرًا بينهما. لدى ترودو 3 إخوة غير أشقاء من زواج والدته ووالده، فلديه شقيقان وهما كايل وأليسيا من أمه وشقيقة اسمها سارة من علاقة والده بالمحامية الكندية ديبورا كوين.

زوجة جاستن ترودو

التقى جاستن ترودو بزوجته صوفي غريغوار لأول مرة عندما كانا طفلين في مونتريال، وبعد سنوات تقابلا من جديد عام 2003 في إحدى الحفلات الخيرية في كيبيك، وبدأت علاقتهما بعدها.

قرر الاثنان الزواج في 28 مايو عام 2005 في حفل أقيم في كنيسة سانت مادلين في مونتريال، وقد رزق جاستن من زوجته صوفي بثلاثة أبناء، وهم كزافييه الذي ولد عام 2007، وإيلا جريس التي ولدت عام 2009، وهادريان الذي ولد عام 2014.

في عام 2013 بعدما تولى ترودو زعامة الحزب الليبرالي باع منزله في مونتريال وعاشا في منزل مستأجر في أوتاوا. في عام 2014 تعرضت العائلة إلى تهديد حينما اقتحم أحدهم المنزل وترك رسالة تهديد بها، ولكن لم يتعرض أحد للضرر.

بعد فوز ترودو بالانتخابات عام 2015 وتوليه منصب رئيس الوزراء انتقلت العائلة للعيش في ريدو كوتيدج، وقد ظهرت زوجته صوفي في أكثر من مناسبة معه واكتسب الزوجين شعبية كبيرة.

في 2 أغسطس 2023 أعلن ترودو انفصاله عن زوجته بعد زواج دام 18 عامًا من خلال صفحته على إنستغرام، وقد أوضح مكتب رئيس الوزراء إن الطرفين وقعا على اتفاقية انفصال وليس طلاقاً، ويتوقع أن تظهر الأسرة كاملة معًا في أكثر من مناسبة.

حياته السياسية

كونه الابن الأكبر لرئيس وزراء الكندي السابق بيير ترودو جذب جاستن اهتمام الإعلام والصحافة العالمية، وخاصة عندما ألقى خطابًا في جنازة والده الرسمية، حيث وصفته هيئة الإذاعة الكندية بأنه أول مظهر من مظاهر السلالة وتنبأت له بحياة سياسية ناجحة.

وبالفعل بدأ ترودو حياته السياسية بداية من عام 2002 حيث ترأس برنامج كاتيفمايك للشباب وذلك حتى عام 2006، وفي عام 2003 كان عضوًا في برنامج "كندا تقرأ"، كما افتتح مع شقيقه ألكسندر مركز ترودو لدراسات السلام والصراع في جامعة تورنتو.

في عام 2007 بدأ جاستن ترودو حياته السياسية الحقيقية حينما فاز بترشح الحزب الليبرالي، وأصبح عضوًا في مجلس مدينة مونتريال، وفي عام 2008 دخل البرلمان كعضو المعارضة الرسمية، وشارك في رئاسة المؤتمر الوطني للحزب الليبرالي عام 2009. في عام 2010 تم تعيينه كمتحدث للشباب والمواطنة والهجرة، وقد أعيد انتخابه عام 2011.

وفي عام 2013 تم انتخابه قائدًا للحزب الليبرالي حيث حصل على 80% من الأصوات بينما احتل منافسه المركز الثاني بنسبة 10% من الأصوات فقط، وخلال ذلك أعلن بالتبرع بجميع أملاكه باستثناء الممتلكات العقارية، هو أمر غير معتاد بالنسبة لنواب المعارضة.

الرئيس الكندي جاستن ترودو

في عام 2015 تمكن جاستن ترودو من قيادة الحزب الليبرالي إلى نصر حاسم في الانتخابات الفيدرالية، حيث فاز الحزب ب184 مقدًا من 338 مقعدًا، وكان هذا أفضل أداء في تاريخ الحزب.

أدى ترودو وبقية أعضاء مجلس الوزراء اليمين في نوفمبر 2015، وصرح أن أولويته هو خفض الضرائب على الكنديين متوسطي الدخل ورفع الضراء على أصحاب الدخل العالي، كما قال إن من أهدافه إعادة بناء العلاقات مع السكان الأصليين في كندا.

كانت حكومة مكونة من 17 امرأة و18 رجلًا وأصبحت أول وزارة متوازنة بين الجنسين في تاريخ كندا، كما اختار وزراؤه من أصول وجنسيات مختلفة، وقد تلقى إشادة عالمية بسبب تشكيله الوزاري المميز.

في عام 2019 أعيد انتخاب جاستن ترودو رئيسًا للحكومة ولكن خسر حزبه 20 مقعدًا في مجلس العموم. وفي عام 2021 طالب ترودو من الحاكم العام ماري سايمون بحل البرلمان وبدأت الانتخابات الفيدرالية التي حصل فيها ترودو على ثالث ولاية له وحكومة أقلية ثانية بعد فوزه ب160 مقعدًا.

إنجازات رئيس كندا جاستن ترودو

اعتمدت السياسة الاقتصادية لجاستن ترودو على زيادة عائدات الضرائب لدفع الإنفاق الحكومي المتزايد، وخلال ولايته الأولى حدد أهدافًا لكندا تتعلق بالترحيب المتزايد من المهاجرين واللاجئين.

في عام 2021 أعلن جاستن ترودو عن إنشاء خطة وطنية لرعاية الأطفال وذلك لتقليل رسوم الرعاية النهارية، وقد تضمن سياسته البيئية تقديم التزامات بتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 30% عام 2030 وتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

أما فيما يتعلق بسياساته الخارجية فقد تمتع ترودو بعلاقات جيدة مع رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، ولكن تدهورت علاقته مع أمريكا بعد تولي دونالد ترامب الحكم. تدهورت علاقة كندا مع الصين أيضًا.

في عام 2020 خسرت كندا محاولتها الانضمام إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهي المرة الثانية التي تفشل فيها كندا للانضمام إلى المجلس، وكانت المرة الأولى عام 2009 في عهد رئيس الوزراء ستيفن هاربر.

تمكن ترودو من تحقيق شعبية كبيرة لأكثر من سبب بداية باستقبال اللاجئين، وحكومته شديدة التنوع ووصولًا إلى شخصيته الجذابة وطريقته الرائعة في التعبير عن مشاعره، فقد بكى في أكثر من مناسبة أبرزها عندما قابل أسرة سورية لاجئة.

أيضًا حقق شعبية كبيرة بسبب الجوارب التي كان يرتديها في المناسبات الرسمية والتي كان يوجه رسائل من خلالها، فمثلًا ارتدي جوارب عليها ألوان الفخر خلال مشاركته في مسيرات الفخر في تورنتو.

زادت شعبية ترودو أيضًا بسبب ممارسته الألعاب الرياضة المختلفة وشخصيته المرحة والقريبة من الشباب، حيث أعجب الملايين بروحه الشابة ونشاطه الرياضي، وكان ممثلًا جذابًا للحزب الليبرالي في أي مناسبة.

تراجع شعبية جاستن ترودو

رغم تمتع رئيس وزراء كندا بشعبية شبيه بشعبية المشاهير إلا أنه وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية أوضحت أن شعبيته قد تضاءلت في الفترة الأخيرة، حيث تراجع الدعم لحكومته بعد فوزه في الانتخابات عام 2021 وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الحزب سيخسر المزيد من المقاعد في البرلمان إذا أجريت انتخابات أخرى.

ويعتقد المراقبون أن سبب تراجع شعبية ترودو في السنوات الأخيرة بسبب تداعيات ملف اللاجئين، حيث تقدم الحكومة إعانات لعشرات الآلاف من اللاجئين والوافدين وهو ما يشكل صعوبة مالية عليها، حيث يحتاج مجلس اللاجئين والمهاجرين إلى 140 مليون دولار للتعامل مع متطلبات اللاجئين.

أيضًا واجهت حكومة ترودو أزمة موازنة عام 2019، حيث أوضح وزير المالية الكندي صعبة تحقيق موازنة دون  عجز، ووصل العجز الفيدرالي إلى 18.1 مليار دولار في عام 2019. أيضًا تعرض ترودو لانتقادات حادة بسبب بيعه أسلحة إلى المملكة العربية السعودية.