جاريد كوشنر.. من العقارات إلى دهاليز السياسة

ارتبط اسم رجل الأعمال الأمريكي جاريد كوشنر بالسياسة الأمريكية والعالمية خلال السنوات الماضية، وخاصة بعد تولي دونالد ترامب الرئاسة لأول مرة عام 2016، ليس فقط لأنه صهره، بل لحضوره المؤثر في ملفات حساسة أبرزها الشرق الأوسط وصفقة القرن وغيرها، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته.

من هو جاريد كوشنر؟

جاريد كوردي كوشنر، هو رجل أعمال ومستثمر وسياسي أمريكي، ولد في 10 يناير عام 1981 في نيوجيرسي في الولايات المتحدة، وهو مدير شركة كوشنر العقارية التي أسسها والده، كما كان سابقًا كبير مستشاري دونالد  ترامب ومدير مكتب الابتكار الأمريكي.

ولد كوشنر في عائلة عقارية معروفة، فوالده هو العقاري الشهير تشارلز كوشنر، وهو ما جعله يخوض غمار عالم الأعمال في سن مبكرة. بعد سجن والده عام 2005 بسبب قضايا قانونية، تولى جاريد إدارة أعمال العائلة، وهو لا يزال في أوائل العشرينات.

بعد توليه أعمال الشركة، عزز من أعمال العائلة، ونفذ صفقات ضخمة أبرزها شراء مبنى 666 فيف أفنيو في نيويورك، وهي الصفقة التي أثارت الكثير من الجد في ذلك الوقت.

في عام 2006، وسع كوشنر استثماراته عندما اشترى صحيفة نيويورك أوبزرفر، وطورها لتصبح مؤسسة إعلامية محافظة، وهو ما زاد من نفوذه. في عام 2016، دخل البيت الأبيض بعد تولي دونالد ترامب، حيث عين مستشارًا كبيرًا في البيت الأبيض، وأصبح اليد الخفية في العديد من الملفات الكبرى.

بعد انتهاء ولاية ترامب عام 2021، عاد جاريد كوشنر إلى عالم الأعمال مرة أخرى، حيث أسس شركة استثمارية جديدة في ميامي، وجمع فيها تمويلَا كبيرًا من صناديق سيادية، منها السعودية.

ما هي أصول جاريد كوشنر؟

ولد جاريد كوشنر في نيو جيرسي لعائلة يهودية تعود أصولها إلى بيلاروسيا.

كم عمر جاريد كوشنر؟

ولد عام 1981، ويبلغ من العمر 44 عامًا.

نشأته وتعليمه

ولد جاريد كوشنر في نيوجيرسي في عائلة ثرية، والده هو المطور العقاري تشارلز كوشنر، الذي يقبع في السجن حاليًا. نشأ كوشنر في عائلة يهودية أرثوذكسية، ودرس في مدرسة فريش، وهي مدرسة ثانوية دينية أرثوذكسية.

في عام 1999، التحق بجامعة هارفارد، وحصل على درجة البكالوريس في الحكومة عام 2003. التحق فيما بعد ببرنامج الدرجة المزدوجة في جامعة نيويورك، حيث درس في كلية الحقوق وكلية ستيرن لإدارة الأعمال، وتخرج بكلتا الدرجتين في عام 2007.

أين يعيش جاريد كوشنر وإيفانكا؟

تزوج جاريد كوشنر من إيفانكا ترامب، ابنة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، عام 2009، وذلك بعد علاقة بدأت عام 2005. تحولت إيفانكا إلى الديانة اليهودية عام 2009 قبل زواجها من كوشنر، ويعيشان معًا في  في قصر في فلوريدا.

لدى جاريد من إيفانكا بثلاثة أطفال، وهم ابنة ولدت عام 2011، وولدان ولدا في 2013، و2016.

استثماراته في قطاع العقارات

في عام 2005، وبعد إدانة والده بالسجن بسبب قضايا فساد، اضطر جاريد كوشنر إلى تولي أعمال العقارات العائلية، وكان حينها لا يزال في العشرينات من عمره، ومنذ توليه الإدارة، عمل على توسيع الأعمال، واستحوذ على أكثر من 7 مليارات دولار من العقارات على مدار 10 سنوات، غالبيتها في مدينة نيويورك.

قبل تولي أعمال العائلة، كان كوشنر نشطًا في مجال العقارات، وساهم في تعزيز حضور شركات كوشنر في سوق العقارات في نيويورك، وبعد توليه إدارة الشركة، استمر على هذا النحو، وقاد الشركة نحو تحقيق نجاحات أكبر.

كانت من أبرز استثماراته شراء مبنى المكاتب في 666 فيفي أفينيو عام 2007، في صفقة بلغت قيمتها 1.8 مليار دولار، معظمها من أموال اقترضها، وفي عام 2008، تولى منصب الرئيس التنفيذي للشركة.

في عام 2008 بعد انهيار سوق العقارات في ذلك العالم، واجه كوشنر أزمة في تغطية تكاليف الدوين، لذا اضطر إلى بيع حصة في مجموعة كارلايل، وتخلى عن 50% من ملكية المبنى لشركة فورنادو ريالتي تراست، وخسرت شركات كوشنر أكثر من 90 مليون دولار على استثمارها.

في عام 2011، خاض جاريد كوشنر ثاني أكبر استثماراته، حينما اشترى برجًا مكتبيًا مساحته 130 ألف قدم مربع في مانهاتن مقابل 50 مليون دولار، وباعه بعد عامين مقاب ل150 مليون دوار. في عام 2013، اشترى المقر الرئيسي لشهود يهوه في بروكلين هايتس.

خلال الفترة من 2013 إلى 2014، استحوذت شركة كوشنر على أكثر من 11 ألف وحدة في جميع أنحاء نيويورك ونيوجيرسي، وفي عام 2014، استحوذ على 3 مبا في ولاية ماريلاند، وباعها لاحقًا مقاب 68 مليون دولار. واصل جاريد كوشنار استثماراته بالاستحواذ على العديد من المباني والشركات.

استثماراته في الإعلام

بدأ جاريد كوشنر اهتمامه بالاستثمار في الإعلام منذ عام 2006، ففي ذلك العام، اشترى صحيفة نيويورك أوبزرفر مقابل 10 ملايين دوار، وحولها إلى صحيفة شعبية محافظة، وتوسعت فيما بعد لتصبح مجموعة أوبزرفر الإعلامية.

بعدما اشترى كوشنر الصحيفة، فقدت تقريباً كل قيمتها الثقافية بين نخبة نيويورك، لكنها أصبحت مربحة أكثر، وخاصة بعدما شاركت بشكل كبير في تأييد دونالد ترامب في الانتخابات. في عام 2017، تنحى كوشنر منصبه الإداري في الصحفة، وحل محله صهر جوزيف ماير.

دخوله مجال السياسة

عرف عن جاريد كوشنر أنه كان ديمقراطيًا طوال حياته قبل دخول حماه، دونالد ترامب، غمار السياسة، وقد قدم دعمًا ماليًا لباراك أوباما وهيلاري كيلنتون.

في عام 2015، وبعد إعلان دونالد ترامب ترشحه لرئاسة أمريكا، انضم كوشنر إلى الحملة الرئيسية لوالد زوجته، ليعلن تأييده إلى الجمهوريين. خلال حملة ترامب الرئاسية، كان كوشنر حاضرًا دائمًا في حملاته ترامب الرقمية والإلكترونية.

قدم كوشنر دعمًا كبيرًا لترامب في الانتخابات، وساعده في أ، يكسب ود العديد من رجال الأعمال، كما أنه استغل صحيفته "نيويورك أوزبرفر" لدعم ترامب.

في عام 2017، وبعد فوز ترامب في الانتخابات، أصبح كوشنر مستشارًا أول للرئيس، وقد رافق ترامب في العديد من الرحلات الدولية، كما أنه شارك في ملفات سياسية حرجة، منها ملفات الشرق الأوسط.

في عام 2017، وحتى نهاية إدارة ترامب عام 2021، أدار كوشنر مكتب الابتكار الأمريكي، وهو مكتب هدفه الاستفادة من القطاع الخاص لحل المشكلات الحكومية المختلفة.

ما هو مشروع كوشنر في الشرق الأوسط؟

برز اسم رجل الأعمال جاريد كوشنر بشكل كبير في قضايا الشرق الأوسط، حيث عيّنه ترامب مسؤولًا عن التوسط في السلام في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على الرغم من افتقاره لأي خبرة في الشرق الأوسط.

التقى كوشنر برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما التقى بمحمود عباس لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط. ساهم كوشنر بشكل كبير في إعلان اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، والتي عرفت باسم "اتفاقية سلام إبراهيمية".

واصل كوشنر جهوده لمواصلة عملية السلام بين الشرق الأوسط وإسرائيل، وكان حاضرًا في مفاوضات بين إسرائيل والمملكة المغربية والمملكة العربية السعودية، والسودان. كان كوشنر صاحب فكرة نقل المدنيين من غزة إلى صحراء النقب في جنوب إسرائيل.

مسيرته المهنية بعد إدارة ترامب

بعد انتهاء فترة حكم ترامب، عاد جاريد كوشنر مجددًا إلى عالم الأعمال، وقد تمكن خلال فترة عمله في الإدارة الأمريكية، تمكن من اكتساب علاقات في الشرق الأوسط، حيث نجح في الحصول على استثمارات من صندوق الاستثمار السعودي.

أسس كوشنر شركة استثمارية اسمها  Affinity Partners، وقد استثمر صندوق الاستثمارات العامة السعودي مبلغ 2 مليار دولار في الشركة، واعتمدت شركته بشكل أساسي على الأموال السعودية.

كم تبلغ ثروة جاريد كوشنر؟

في عام 2024، كشفت فوربس أن صافي ثروة جاريد كوشنر نحو 900 مليون دولار، ويأتي جزء كبيرة من ثروته من شركة تطوير العقارات العائلية وحصته في شركة أفينيتى بارتنرز، حيث تبلغ حصته فيها نحو 170 مليون دولار.

لدى كوشنر استثمارات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا والبرازيل ودول أخرى، ولدى شركته 3 مليارات دولار من الأصول قيد الإدارة. يمتك كوشنر مجموعة فنية قيمتها بملايين الدولارات.