حارس مرمى تاريخي في النادي الأهلي ومنتخب مصر، بدأ حياته الكروية في مركز الجناح الأيسر ولكن الصدفة جعلته يحرس مرمى فريقه بعد إصابة الحارس الأساسي لتظهر موهبته ويتحول إلى بطل يحمي الشباك من هجمات المنافسين، إنه النجم الراحل ثابت البطل، مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته...
نشأة ثابت البطل وحياته
ولد ثابت البطل في يوم 16 سبتمبر من عام 1953 في مدينة الحوامدية، بمحافظة الجيزة في مصر، وأحب كرة القدم منذ صغره وبدأ مشواره مع الساحرة المستديرة في نادي سكر الحوامدية، ولعب في بداية مشواره الكروي مع النادي بمركز الجناح الأيسر، ولكن في إحدى المباريات تعرض حارس مرمى الفريق للإصابة وقرر المدرب إشراك البطل بدلا منه ليتألق في حماية عرين فريقه وينال إشادة المدرب ويتحول مركزه من الجناح إلى حارس مرمى.
مسيرته الكروية
استمر البطل في صفوف نادي سكر الحوامدية حتى بلغ نحو 19 عاما، وبعدها اكتشفه عبده البقال كشاف النجوم الشهير، وضمه إلى النادي الأهلي المصري، لينضم إلى الأهلي في عام 1973، وبعد عامين انضم إلى صفوف الفريق الأول بالنادي.
أصبح البطل حارسا لمرمى النادي الأهلي ونجح في حماية شباك فريقه وتحقيق أرقام قياسية ساعدت الفريق على حصد الألقاب المحلية والقارية، حيث فاز البطل بعدد كبير من البطولات منها 11 بطولة دوري، و6 بطولات لكأس مصر، ولقبين لكأس إفريقيا للأندية أبطال الدوري، و3 ألقاب لكأس أفريقيا لأبطال الكؤوس.
كما حقق البطل رقما قياسيا محليا وقاريا في موسم 1975-1976 حيث نجح في الحفاظ على نظافة شباكه لمدة 1486 دقيقة متواصلة في مباريات النادي الأهلي، وفي عام 1978 كان قريبا من تكرار رقمه القياسي حيث حافظ على نظافة شباكه لمدة 1325 دقيقة، ليكتب اسمه في قائمة أساطير حراسة المرمى في مصر وإفريقيا حتى اعتزاله في عام 1991.
وعلى المستوى الدولي كان البطل حارسا أساسيا لصفوف المنتخب المصري حيث كان يحرس مرمى الفريق الفائز ببطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1986 والتي أقيمت في القاهرة، حيث شارك في جميع مباريات البطولة واستقبل هدفا واحدا فقط وتصدى لركلة ترجيح في النهائي أمام الكاميرون، وفاز مع المنتخب بميدالية دورة الألعاب الأفريقية عام 1987، وكان ضمن الفريق المتأهل إلى دورة الألعاب الأولمبية في موسكو 1980 ولوس أنجلوس 1984، كما صعد مع الفراعنة إلى كأس العالم لكرة القدم في إيطاليا عام 1990 ولكنه لم يشارك في أي مباراة.
بعد اعتزاله كرة القدم في عام 1991 اتجه البطل إلى مجال الإدارة الرياضية وتولى عددا من المناصب في قطاع الناشئين بالنادي الأهلى، وفي عام 1995 تم تعيينه مديرا للكرة بالفريق الأول، ليصبح أحد أشهر من تولوا هذا المنصب في تاريخ الكرة المصرية ونجح في تحقيق عدد كبير من البطولات المحلية والقارية مع الشياطين الحمر منها الدوري المصري وكأس مصر وأبطال العرب والنخبة العربية.
وبعد 5 سنوات من توليه المنصب رحل البطل للعمل في ليبيا عام 2000، وفي يوليو 2003 عاد إلى النادي الأهلي مرة أخرى بعد طلب النادي العودة لمنصبه كمدير للكرة، ورغم أن مسئولي نادي الاتحاد الليبي تمسكوا به وعرضوا عليه مضاعفة راتبه إلا أنه أصر على العودة للنادي الأهلي ليساهم في تكوين الجيل التاريخي الذي بدأ حصد البطولات المحلية والقارية منذ موسم 2004-2005.
وخلال عمله الإداري تميز البطل بقوة شخصيه وقدرته على التعامل مع الأزمات المختلفة كما كان قادرا على فرض الانضباط على الفريق، ومن مواقفه الشهيرة حينما اعترض اثنين من لاعبي النادي الأهلي خلال مباراة خارجية للفريق في السنغال على تأخر صرف مستحقاتهم المالية، ولكن البطل غضب وطلب منهم التركيز مع الفريق فقط والالتزام بالتعلميات خاصة أنهم من ناشئي النادي.
كما ساهم البطل في منع كارثة خلال أحد مباريات النادي الأهلي في الإسماعيلية حيث اقتحمت جماهير الإسماعيلي لملعب المباراة اعتراضا على قرارات الحكم، وحاول لاعبي الأهلي مغادرة الملعب ولكن أبواب الاستاد كانت مغلقة ليقوم البطل بكسر البوابات بقدمه ونجح في إخراج اللاعبين وإنقاذهم من كارثة محققة.
كما دخل البطل في أزمة بعد رحيل التوأم حسام وإبراهيم حسن عن النادي الأهلي ووقتها حملته جماهير الأهلي مسئولية رحيل النجمين عن الفريق، إلا أن البطل أصر على صحة موقف النادي الأهلي في الأزمة رافضا أي اتهام حول تقصير النادي مع التوأم، وقال خلال استضافته في أحد البرامج التلفزيونية: "حسام وإبراهيم خدوا من الأهلي فلوس كتير ونجومية وشهرة، ومحدش لعب بدون مقابل، ولا توجد تضحيات في كرة القدم".
مرض ثابت البطل
في عام 2004 أصيب البطل بمرض السرطان، وبدأ رحلة علاجية وسافر لإجراء عملية جراحية في فرنسا، ولكن المرض انتشر في جسده وعاني من مضاعفاته ورغم ذلك كان يصر على أداء عمله في النادي الأهلي، وقبل وفاته بساعات حضر مباراة الأهلي أمام الزمالك في استاد الكلية الحربية والتي كانت احتفالية الفوز بلقب الدوري قبل نهاية الموسم بسبع جولات.
وكان البطل جالسا على دكة البدلاء ملفوفا بـ"بطانية" بسبب البرد الشديد، وتوجه إليه النجم محمد أبو تريكة ليقبل رأسه بعد إحرازه هدفا خلال المباراة التي انتهت بفوز الأهلي بثلاثية، وبعد أقل من 48 ساعة توفي ثابت البطل في فجر يوم الاثنين 14 فبراير 2005 في القاهرة متأثراً بمرض سرطان البنكرياس.
وتحدث وائل رياض شيتوس، لاعب الأهلي السابق وزوج ابنة ثابت البطل عن تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة حارس الأهلي التاريخي، حيث قال إن مانويل جوزيه المدير الفني للاهلي في ذلك الوقت طلب من البطل البقاء في الفندق وعدم الذهاب مع الفريق إلى التمرين في اليوم السابق لمباراة الأهلي والزمالك بسبب الأجواء الباردة ولكن البطل أصر على الحضور وشاهد المران من الأتوبيس، كما أصر على حضور المباراة في الملعب.
وبسبب وفائه وإخلاصه للنادي تحرص جماهير الأهلي على إحياء ذكرى البطل دائما سواء ذكرى ميلاده أو رحيله، كما يحرص الكابتن محمود الخطيب رئيس النادي الاهلي على زيارة أسرة نجم الأهلي الراحل تقديرا لمشواره التاريخي مع النادي.
