أصغر رئيس وزراء في القرن العشرين وأهم رجال السياسة في بريطانيا والعالم إنه السياسي البريطاني توني بلير الذي تولى منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة لمدة 10 سنوات وكان ثاني أطول رئيس وزراء خدمة في تاريخ بريطانيا.
كان لتوني بلير دور بارز في السياسة الخارجية وخاصة بعد هجمات 11 سبتمبر التي دعم فيها الولايات المتحدة لبدء حربها في العراق وأفغانستان، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية والسياسية.
من هو توني بلير؟
أنتوني تشارلز لينتون بلير هو سياسي بريطاني ورئيس وزراء المملكة المتحدة السابق ولد في 6 مايو عام 1953 في إدنبرة باسكتلندا وهو واحد من أكثر السياسيين شعبية في التاريخ البريطاني.
أصبح بلير أصغر رئيس وزراء في القرن العشرين في بريطانيا بعدما فاز في الانتخابات العامة في عام 1997، وقد قام بعدة إصلاحات دستورية في البلاد وزاد من الإنفاق على الرعاية الصحية والتعليم.
شهدت ولايات الثانية عقبات وتحديات كثيرة، حيث حدثت هجمات 11 سبتمبر الإرهابية وكان سببًا في مشاركة القوات المسلحة البريطانية في حرب العراق بعد المزاعم الخاطئة بامتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل.
تولى بلير منصب رئيس وزراء بريطانيا ل3 ولايات وقد شهدت الولاية الثالثة له انتقادات حادة، ثم شغل عدة مناصب سياسية أخرى بعد ترك منصبه كرئيس وزراء.
نشأته وتعليمه
ولد توني بلير في استكلندا ولديه أخ أكبر اسمه ويليام وأخت أصغر اسمها سارة، وكان والده يعمل كمفتش ضرائب بجانب دراسته للقانون في جامعة إدنبرة.
انتقلت أسرة بلير إلى أستراليا ثم عادت إلى المملكة المتحدة بعد عدة سنوات حيث عمل والده كمحاضر في جامعة دورهام في إنجلترا.
اتلحق بلير مدرس تشورستر ثم درس القانون لمدة 3 سنوات في كلية سانت جون في أكسفورد، وبعد التخرج عمل كمحام.
توني بلير وزوجته
تزوج بلير من المحامية شيري بوث في مارس عام 1980 ولديه منها 4 أبناء وهم إيوان ونيكي وكاثرين وليو، ولديه حفيد من أحد أبنائه ولد في عام 2016.
ثروة توني بلير
تقدر ثروة توني بلير بحوالي 100 مليون جنيه إسترليني، وقد حصل على راتبه من خلال عمله كرئيس وزراء حيث كان يتقاضى 168 ألف جنيه إسترليني.
أيضًا يملك مجموعة من العقارات في المملكة المتحدة وخارجها منها منزل في لندن قيمته 8 ملايين جنيه إسترليني ومنزل في توسكانا بقيمة 4 ملايين جنيه إسترليني.
كان بلير أيضًا يحصل على راتب يصل إلى 500 ألف جنيه إسترليني مقابل إلقاء خطبة واحدة، كما كتب مذكراته بعنوان "الرحلة" وباع أكثر من مليون نسخة منها، فضلًا عن الاستشارات للحكومات والشركات والتي يتقاضى مقابلها مبالغ ضخمة.
انتقد بلير بسبب ثروته الكبيرة واتهم باستخدام منصبه من أجل تحقيق مكاسب شخصية، وفي عام 2016 ورد اسمه في "أوراق باندورا" وهي الوثائق المسربة التي كشفت الحسابات السرية ل35 من قادة العالم.
ديانة توني بلير
نشأ توني بلير في عائلة مسيحية، وقد أشار إلى أن عقيدته المسيحية هي التي دفعته لأخذ قرار خوض العرب في العراق عام 2006. وفقًا لمذكرات أحد الصحفيين فإن بلير كان يقرأ الكتاب المقدس قبل اتخاذ أي قرارات مهمة.
في عام 2007 انضم بلير إلى الكنيسة الكاثوليكية وفي عام 2010 أطلق عليه أحد أكثر الكاثوليك تأثيرًا في بريطانيا.
بداية حياته السياسية
بدأ توني بلير مسيرته السياسية من خلال الانضمام إلى حزب العمال عام 1975 بعد تخرجه من جامعة أكسفورد ودخل الانتخابات العامة كأحد أعضاء الحزب.
انضم بلير إلى مجلس العموم عام 1983، وبمجرد انتخابه حصل على أول تعيين له في المكتب الأمامي، وفي عام 1988 ترشح لانتخابات حكومة الظل، وفي عام 1992 أصبح وزير داخلية الظل في عهد جون سميث. في عام 1994 أصبح بلير زعيم المعارضة بعد وفاة جون سميث وتولى قيادة حزب العمال.
توني بلير رئيسًا لوزراء المملكة المتحدة
في عام 1997 أصبح توني بلير رئيسًا لوزراء المملكة المتحدة، وكان وقتها يبلغ من العمر 43 عامًا وأصبح أصغر شخص يصل إلى هذا المنصب كما أصبح رئيس الوزراء الأطول خدمة في حزب العمال وأول شخص يقود الحزب إلى 3 انتصارات متتالية في الانتخابات العامة.
بعد توليه هذا المنصب تم الاعتراف به بسبب مساعدة عملية السلام في أيرلندا الشمالية وفي السنوات الأولى من توليه المنصب أمر القوات البريطانية بالمشاركة في القتال 5 مرات في العراق وكوسوفو وأفغانستان وسيراليون.
يعتبر توني بلير من الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ البريطاني ورغم ذلك شهدت فترة ولايته إنجازات بارزة خصوصًا في السياسة الداخلية.
خلال عهده شهدت بريطانيا نموا اقتصاديًا بارزًا ومستقرًا وارتفع مستوى المعيشة للمواطنين، كما قام بالعديد من الإصلاحات ولعل أهمها توسيع حقوق المثليين وإقرار قانون الشراكة المدنية عام 2004.
أيضًا قام بعدة إصلاحات في قطاعي التعليم والصحة، واستثمر بكثافة فيهما مما أدى إلى تحسينات ملحوظة في القطاعين، وقد رفع الحد الأدنى للأجور بشكل ملحوظ.
قام بلير أيضًا بإصلاحات سياسية ودستورية، منها إنشاء البرلمان الاسكتلندي، وقلل من النفوذ السياسي لمجلس اللوردات، كما سمح للمواطنين بالوصول إلى المزيد من المعلومات الحكومية.
أما بشأن سياسته الخارجية فقد عمل على تقوية علاقة بريطانية بالاتحاد الأوروبي، ولعب دورًا هامًا في التدخل العسكري الذي أنهى إلى إنهاء الصراع في كوسوفو عام 1999. زاد بلير من الإنفاق على المعونة والتنمية للدول الأخرى، وقرب علاقته مع الولايات المتحدة.
توني بلير وحرب العراق
تعد حرب العراق نقطة سوداء في تاريخ توني بلير السياسي فقد أدت إقحام بريطانيا نفسها في هذا الصراع إلى انخفاض الدعم الشعبي له في بريطانيا وكان قرار المشاركة في غزو العراق عام 2003 أحد أكثر قراراته إثارة للجدل في عهده.
برر بلير هذا القرار بأن صدام حسين يملك أسلحة دمار شامل تشكل تهديدًا على العالم واعتبر أن إزالة صدام من السلطة هي ضرورة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
إلى أن هذه التبريرات لم تشفع له حيث انتقد بشكل حاد واتهم بتضليل الرأس العام والدخول في حرب غير قانونية لم تحظّ بموافقة مجلس الأمن الدولي وأدت إلى مقتل الآلاف من العراقيين الأبرياء.
أدت الحرب إلى الإضرار بسمعة بريطانيا على الساحة الدولية وكانت الحرب أحد أسباب استقالته من منصبه كرئيس للوزراء عام 2007.
توني بلير يعتذر عن حرب العراق
في عام 2016 اعتذر توني بلير عن قراره بانضمام بريطانيا في غزو العراق عام 2003 مع أمريكا وقد عبر عن أسفه وتحدث عن الأخطاء المخابراتية التي أدت إلى اتخاذه هذا القرار.
وقال بلير: "أنا أتحمل كامل المسؤولية وأعبر عن ألمي وأسفي وأقدم اعتذاراتي". لكنه قال: "كما أوضح التقرير لم تكن هناك أكاذيب، لم يتم تضليل الحكومة والبرلمان ولم يكن هناك التزام سري بالحرب".
حياته السياسية بعد استقالته من منصب رئيس الوزراء
بعد استقالته من المنصب برز بلير في الحياة العامة، فقد عمل كمبعوث خاص للجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط من عام 2007 إلى 2015 وتوسط لعمليات السلام بين إسرائيل وفلسطين.
ألقى العديد من الكتب والخطابات وعمل مستشارًا لعدد من الحكومات والشركات حول العالم منها حكومة الإماارات، كما أسس مؤسسة غير ربحية تهدف إلى تحسين حياة الناس في جميع أنحاء العالم.