• معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      توماس كارليل

    • اسم الشهرة

      توماس كارليل.. الكاتب الاسكتلندي الذي دافع عن الإسلام

    • الفئة

      فيلسوف,كاتب

    • التعليم

      دكتوراه - جامعة إدنبرة

    • الزوجة

      جين ويلش

السيرة الذاتية

في سماء الفكر والأدب برز اسم الكاتب والمفكر الاسكتلندي توماس كارليل كأحد نجومها اللامعين، تاركا بصمة خالدة في تاريخ الكتابة والفكر، فهو يعد من أشهر الكتاب والفلاسفة والمؤرخين في اسكتلندا خلال العصر الفيكتوري، وكان له تأثير كبير وعميق على الفن والأدب والفلسفة خلال القرن التاسع عشر، تعرف أكثر على حياته وأهم مؤلفاته، ومسيرته المهنية.

من هو توماس كارليل؟

توماس كارليل هو مؤلف وكاتب ومؤرخ وفيلسوف اسكتلندي ولد عام 1795 في دومفريزشاير اسكتلندا، ونشأ في عائلة متواضعة، لكنه لم يستسلم للظروف الصعبة، بل آمن بقدراته، وسعى لتحقيق أحلامه.

بدأ كارليل مسيرته المهنية ككاتب ومفكر، منتقدا الظلم الاجتماعي والسياسي في عصره. اتسم أسلوبه بالجرأة والقوة، واعتمد على السخرية والنقد اللاذع في طرح أفكاره. أثارت كتاباته جدلا واسعا، لكنها نالت في الوقت ذاته إعجاب العديد من القراء والنقاد.

من أشهر أعمال توماس كارليل: "بطلنا في العصر الحديث" و"الثورة الفرنسية" و"تاريخ فريدريك العظيم"، و"محمد المثل الأعلى"، وناقش كارليل في هذه الأعمال مواضيع مهمة مثل الفردية والبطولة والتاريخ، مقدما تحليلات عميقة تثير التساؤلات وتلهم النقاش.

لم يقتصر تأثير توماس كارليل على مجال الكتابة فقط، بل كان له دور بارز في مجال السياسة والفلسفة. فقد دعم الحركات الثورية في أوروبا، وناضل من أجل تحسين حياة الطبقة العاملة. كما اهتم كارليل بالفلسفة، وناقش أفكار العديد من الفلاسفة الكبار.

يعتبر توماس كارليل واحداً من أبرز المفكرين في عصره، وأعماله لا تزال تُدرس وتُقرأ حتى اليوم لما تحتويه من أفكار نقدية وتاريخية عميقة. قدم كارليل من خلال مؤلفاته نقداً حاداً لمجتمعه ودعوة للتغيير والعودة إلى القيم الأخلاقية، مما جعل أعماله تحمل طابعاً خالداً.

توفي توماس كارليل عام 1881، تاركا وراءه إرثا فكريا غنيا يخلد اسمه في التاريخ. يعتبر كارليل رمزا للفكر الحر والتنوير، وملهما للأجيال القادمة التي تسعى لتحقيق العدالة والمساواة.

ورغم سمعته الجيدة خلال حياته، إلا أنها تضررت بعد وفاته، وتضررت سمعته أكثر في القرن العشرين مع بداية الحرب العالمية الأولى، ثم الثانية، حيث اتهم بأنه كان سلفًا للفاشية والبروسية، إلا أن مكانته وسمعته تحسنت، بعد التوسع في دراسته سيرته وأعماله.

نشأته وحياته

ولد توماس كارليل في عائلة متدينة ومتواضعة، فقد كان والداه أعضاء في الكنيسة المشيخية الانفصالية، وكان والده يعمل بناءً، ثم أصبح مزارعًا فيما بعد، وقد اشتهر والده بمقولة: "خلق الإنسان ليعمل، وليس ليتكهن، أو يشعر، أو يحلم".

كان لدى كارليل العديد من الأخوة، فقد تزوج والده مرتين، المرة الأولى ن سيدة اسمها جانيت، أنجبت له ابنه الأول جون ثم توفيت، وبعدها تزوج من مارغريت، وهي ابنة مزارع فقيرة، وكانت تعمل خادمة، وأنجبت له 9 أطفال، وكان توماس هو أكبرهم.

كانت والدته تقية ومتدينة كثيرًا، كما أنها كانت قريبة منه بشكل كبير، وقد وصفها توماس بأنها "رفيقة، ومستشارة، وصديقة مقربة"، وقد تلقى تعليمه الأولى منها، حيث علمته القراءة، رغم أنها كانت بالكاد تعرف القراءة والكتابة، فيما علّمه والده الحساب.

التحق توماس فيما بعد بمدرسة توم دونالدسون، ثم التحق بمدرس دام، وفي سن السابعة أظهر كارليل تفوقًا كبيرًا في اللغة الإنجليزية، وتلقى النصيحة بدراسة اللغة اللاتينية أيضًا، وبالفعل التحق بأكاديمية "أنان"، ودرس اليونانية، واللاتينية، والفرنسية، كما تعلم الحساب.

ورغم ما تعلمه خلال هذه الفترة، إلا أنه وصفها بأنها الأعوام الأكثر بؤسًا في حياته، حيث عرض لتخويف وتنمر شديد من الطلاب، وأصيب بسكتة دماغية من شدة الغضب لما يتعرض له.

توماس كارليل.. الكاتب الاسكتلندي الذي دافع عن الإسلام

الدراسة في جامعة إدنبرة

التحق كارليل فيما بعد بجامعة إدنبرة، وذلك في عام 1809، حيث درس الرياضيات، والعلوم، والفلسفة الأخلاقية، وقد انجذب بشكل خاص إلى الرياضيات، والهندسة، وقد اهتم بالقراءة في تاريخ القرن الثامن عشر، والفلسفة، والآداب في مكتبة الجامعة.

خلال سنوات دراسته في الجامعة بدأ توماس كارليل التشكيك في الدين، إلا أنه اتجه لدراسة اللاهوت، وبعد التخرج من الجامعة عام 1813، اتجه إلى التدريس في أكاديمية "أنان"، وفي الوقت نفسه كان يدرس النظريات الفلكية.

ديانة توماس كارليل

نشأ توماس كارليل في عائلة مسيحية شديدة التدين، وقد تأثر كثيرًا بتدين والديه، إلا أنه بدأ التشكيك في الدين خلال دراسته في جامعة إدنبرة، وبعد التخرج رأى أن المسيحية لم تكن صحيحة، وكاد يصاب بالجنون بسبب كثرة التفكير في الدين.

وعلى الرغم من تشكيكه في الدين، إلا أن إيمانه وتأثره بالدين كان واضحًا بشكل كبير في الكثير من أعماله، ومنها "بطلنا في العصر الحديث" و"الثورة الفرنسية". في هذه الأعمال، ينتقد كارليل الفردية والجشع، ويدعو إلى العودة إلى القيم الدينية التقليدية، كما يرى كارليل أن التاريخ مسيّرٌ بإرادة الله، وأن البشر مسؤولون عن أفعالهم أمام الله.

ومع ذلك، لم يكن إيمان كارليل تقليديًا تمامًا. فقد انتقد الكنيسة المؤسسية، ورفض بعض العقائد الدينية مثل التثليث، كما تأثر كارليل بالفلسفة الرومانسية، التي أكدت على أهمية الفرد والعاطفة.

زوجة توماس كارليل

تزوج توماس كارليل في عام 1826 من جين ويلش في مزرعة العائلة الويلزية، وهي كاتبة اسكتلندية، وقد تعرف عليها عن طريق بعض الأصدقاء، وبدأت المراسلات بينهما لفترة، ثم قررا الزواج.

هل أسلم توماس كارليل؟

لا، لم يسلم الكاتب الاسكتلندي توماس كارليل، ولكنه كان من أشد الفلاسفة البريطانيين دفاعًا عن الإسلام وعن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ألف كتابًا بعنوان "محمد المثل الأعلى" والذي يتحدث فيه عن سيدنا محمد.

توماس كارليل.. الكاتب الاسكتلندي الذي دافع عن الإسلام

مؤلفات توماس كارليل

اشتهر توماس كارليل بأعماله الفكرية والأدبية التي أثرت بشكل كبير على الأدب والفكر في القرن التاسع عشر، ومن مؤلفاته الشهيرة كتاب توماس كارليل فلسفة الملابس، الذي يُعد من أبرز أعمال كارليل، ويُعتبر نصاً فلسفياً ونقدياً بأسلوب ساخر.

يروي قصة شخصية خيالية تُدعى "ديوجينس تيؤوفراستوس شوترباخ" والتي تتناول فلسفته حول الحياة والثقافة والمجتمع. العمل يتميز بأسلوبه المجازي والغني بالرموز، ويعتبر نقداً للمادية والمجتمع البورجوازي في أوروبا.

من كتبه المميزة أيضًا كتاب "الثورة الفرنسية"، وُتعتبر تحفة تاريخية، ويصور الثورة الفرنسية بتفاصيلها الدرامية والمثيرة. اعتمد كارليل على أسلوب سردي حيوي ليصف الأحداث والشخصيات، والكتاب مقسم إلى ثلاثة أجزاء: "الباستيل"، "الدستور"، و"التيرميدور"، وقد أثر هذا الكتاب بشكل كبير على الأدب التاريخي لاحقاً.

من مؤلفاته أيضًا كتاب "حول الأبطال، عبادة البطل، والبطولة في التاريخ، وفي هذا الكتاب، يقدم كارليل سلسلة من المحاضرات حول مفهوم البطولة ودور الأبطال في التاريخ، كما يستعرض مجموعة من الشخصيات التاريخية مثل سيدنا محمد، دانتي، شكسبير، كرومويل، ونابليون، مشدداً على أهمية القيادة والعبقرية الفردية في تشكيل التاريخ.

من كتبه أيضًا كتاب "الماضي والحاضر"، ويجمع هذا الكتاب بين التاريخ والنقد الاجتماعي، حيث يقارن كارليل بين المجتمع المعاصر له في القرن التاسع عشر وأحد المجتمعات الرهبانية في العصور الوسطى. يهدف إلى نقد الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في عصره، ويُقدم حلولاً لتحسينها من خلال العودة إلى القيم الروحية والأخلاقية.

من كتب توماس كارليل المميزة كذلك كتاب "رسائل وخطب أوليفر كرومويل"، وهو مجموعة من الرسائل والخطب لأوليفر كرومويل، قام كارليل بجمعها وتحريرها، مع إضافة تعليقاته الخاصة. العمل يُظهر اهتمام كارليل بشخصية كرومويل كقائد بطل في تاريخ إنجلترا.

من مؤلفاته كتاب "نشرات العصر الأخير"، ويتكون هذا العمل من مجموعة مقالات تنتقد مختلف جوانب المجتمع البريطاني في عصره، بما في ذلك الحكومة، التعليم، والعمل الخيري. أسلوب كارليل في هذه المقالات يتسم بالغضب والسخرية، ويُعبر عن إحباطه من الأوضاع الاجتماعية والسياسية.

أما كتاب "تاريخ فريدريك الثاني ملك بروسيا، الملقب بفريدريك العظيم، ويتناول هذا العمل حياة فريدريك العظيم وأثره في تشكيل بروسيا كدولة قوية في أوروبا. الكتاب ضخم ومفصل، ويعكس اهتمام كارليل بالتاريخ العسكري والسياسي.

وكتاب "ذكريات" ونشر بعد وفاته، ويحتوي على مذكراته الشخصية وتأملاته حول حياته وأعماله وأصدقائه، بما في ذلك ذكرياته عن زوجته جين ويلش كارليل.

توماس كارليل.. الكاتب الاسكتلندي الذي دافع عن الإسلام

ماذا قال توماس كارليل عن النبي محمد؟

"لسنا نعد محمدًا هذا قط رجلا كاذبًا متصنعا يتذرع بالحيل والوسائل إلى بغية، أو يطمح إلى درجة ملك أو سلطان أو غير ذلك من الصغائر، وما الرسالة التى أداها إلا حق صراح، وكان كلمته الأصوات صادقاً صادراً من العالم المجهول كلا ما محمد بالكاذب ولا الملفق، وإنما هو قطعة من الحياة".

هكذا تحدث الكاتب الاسكتلندي توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في كتابه الشهير "الأبطال" الذي نشر باللغة العربية بترجمة الكاتب محمد السباعي.

وفي مؤلفه، الذي يعتبر دراسة أدبية وتاريخية عن مفهوم البطولة، دافع الكاتب والناقد الأسكتلندي توماس كارليل عن نبي الله محمد بشكل لافت.

اختار كارليل لعرض وتحليل أرقى النماذج الإنسانية شخصيات تمثل مختلف أنواع البطولة. ففي شخصية أودين الأسطوري، رأى كارليل البطل معبوداً، وفي النبي محمد وجد البطل نبياً. أما البطل شاعراً، فقد تجلى في شخصيتي دانتي وشكسبير، والبطل راهباً تمثل في مارتن لوثر قائد الإصلاح الديني وجون نوكس زعيم المطهرين.

كما سلط الضوء على البطل كاتباً وأديباً من خلال شخصيات مثل صمويل جونسون، روسو، وبرنز، وأخيراً تجسد البطل ملكاً وحاكماً في شخصيتي كرومويل ونابليون، الأخير الذي كان معاصراً لكارليل.

وفي هذا السياق، قدم كارليل دفاعاً قوياً وإشادة غير مسبوقة بنبي الإسلام، معترفاً بعظمته ومكانته الفريدة في تاريخ البشرية.

وقال كارليل في كتابه: "لقد أصبح من العار على أي فرد متمدين من أبناء هذا العصر أن يصغي إلى ما يظن من أن دين الإسلام كذب، وأن محمدًا مخادع مزور، وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة، فإن الرسالة التى أداها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدة اثني عشر قرنًا".

وقال: "ولو أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج، ويصادفان منهم مثل هذا القبول، فما الناس إلا بُلْهٌ مجانين، فوا أسفا! ما أسوأ هذا الزعم، وما أضعف أهله، وأحقهم بالرثاء والرحمة".

من هو مؤلف كتاب محمد المثل الأعلى؟

ألف الكاتب الاسكتلندي توماس كارليل كتاب "محمد المثل الأعلى"، والكتاب في الأصل محاضرة بعنوان "البطل في صورة نبي" وهو جزء من كتابه الشهير "الأبطال" الذي سبق الحديث عنه في هذا المقال.

يعد أحد الأعمال التي اقتربت بعمق من جوهر الإسلام وشخصية النبي الكريم هو كتاب توماس كارليل، حيث اعتبر المؤلف النبي محمد أحد أعظم العظماء في التاريخ.

وتنبع أهمية هذا الكتاب من توقيت صدوره، إذ جاء في فترة شهدت موجة من التخرصات من قبل المستشرقين الغربيين تجاه الإسلام ونبيه، محاولين رسم صورة نمطية مشوهة عن الرسول. إلا أن كارليل، ببحثه العميق ونظرته الثاقبة، قدم رؤية مغايرة تماماً، معترفاً بعظمة النبي ومكانته الرفيعة في تاريخ الإنسانية.

اهتم كارليل في كتابه هذا بأدب النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصبره وقوته في سبيل نشر الرسالة، وإخراج قومه من ظلمات الجهل إلى أنوار الإيمان، وقد تحدث كارليل في كتابه عن عدد من صفات النبي منها صدق النية، وحب الخير، والتواضع، والزهد.

ويقول كارليل في كتابه: "أخرج الله العرب بالإسلام من الظلمات إلى النور، وأحيا به من العرب أمة هامدة، فقد كانت فئة من جوّالة الأعراب، فقيرة، تجوب الفلاة، منذ بدء العالم، لا يُسمع لها صوت، ولا تحسُّ منها بحركة، فأرسل الله لهم نبيّاً، بكلمة من لدنه ورسالة من قِبله، فإذا الخمول قد استحال شهرة، والغموض نباهة، والضعة رفعة، وسّع نوره الأنحاء، وعمَّ ضوؤه الأرجاء".

توماس كارليل.. الكاتب الاسكتلندي الذي دافع عن الإسلام

وفاة توماس كارليل

في عام 1881 دخل توماس كارليل في غيبوبة لفترة، ثم استيقظ للحظة، وقال كلمته الأخيرة التي سمعتها ابنة أخته، وقال: "إذن هذا هو الموت"، وبعدها فقد القدرة على النطق، وتوفي في 5 فبراير عام 1881.

دفن كارليل في كنيسة وستمنستر القرب من والدته ووالده وفقًا للعادات الاسكتلندية القديمة، وحضر جنازته أفرادا لعائلة وعدد قليل من الأصدقاء والسكان المحليين

أهم الأعمال

  • كتاب فلسفة الملابس

  • كتاب الثورة الفرنسية

  • كتاب حول الأبطال

  • كتاب الماضي والحاضر

  • كتاب رسائل وخطب أوليفر كرومويل

  • كتاب نشرات العصر الأخير

  • كتاب تاريخ فريدريك الثاني ملك بروسيا

  • كتاب ذكريات

  • كتاب محمد المثل الأعلى