يعد الدكتور توفيق السيف واحد من أشهر القامات والأسماء الكبرى في الوسط الثقافي السعودي، فكتاباته المميزة ومقالاته المتنوعة تعد واجهة ثقافة مميزة للمملكة، فهو قادر على توصيل أفكاره ببساطة ويبتعد عن التعقيدات، فضلًا عن الأسلوب البحثي العميق الذي يستخدمه، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وحياته.
من هو الكاتب توفيق السيف؟
هو باحث ومفكر سياسي وديني وكاتب سعودي ولد في عام 1959 في مدينة القطيف بالمملكة العربية السعودية، وظل فيها حتى المرحلة الثانوية ثم أكمل دراسته في بريطانيا.
ناقش الكاتب الكبير السيف العديد من القضايا الدينية والسياسية والاجتماعية أحيانًا التي تشغل الخليج العربي والوطن العربي بشكل عام، وقد ساهم بفضل مقالاته ومؤلفاته بنشر الوعي حول حقوق الإنسان.
درس السيف الفلسفة في العلوم الإسلامية في بريطانيا وحصل على درجة الماجستير من الجامعة الإسلامية العالمية هناك، كما حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة وست مينيستر.
مسيرته المهنية
يكتب الدكتور توفيق السيف في مقالات رأي أسبوعية في العديد من الصحف السعودية، والعربية ومن هذه الجرائد جريدة "الشرق الأوسط"، و"عكاظ"، و"الأيام البحرينية"، و"الرياض" السعودية، و"الرأي العام"، وجريدة "الاقتصادية" وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك يجري الدكتور توفيق العديد من المقابلات التلفزيونية والصحفية للحديث عن قضايا فكرية وسياسية ودينية واجتماعية أيضًا.
الدكتور توفيق أيضًا عضو في منظمة العفو الدولية في لندن كما أنه قدم العديد من الدورات العلمية في مجالات الفلسفة والاقتصاد وعلوم الإدارة وحقوق الإنسان، كما قدم العديد من الدورات في القانون.
الدكتور توفيق هو أيضًا عضو في مركز دراسات الوحدة العربية في العاصمة اللبنانية بيروت، وهو مركز توثيقي للقضايا العربية ويعقد العديد من الندوات والمؤتمرات لإيجاد حلول للقضايا التي تهم المجتمعات العربية والشرقية.
كتب توفيق السيف
نشر الكاتب توفيق السيف العديد من الكتب بداية من التسعينات، فقد نشر كتابه الأول بعنوان "هوامش نقدية على واقعنا الثقافي" في عام 1996، وتحدث فيه السيف عن أهمية العلم في البلاد العربي ودوره في تطور الدول، ودعى في الكتاب إلى ضرورة الحوار لتغذية طموحات الإنسان.
في عام 1999 نشر السيف كتابه الثاني بعنوان "ضد الاستبداد- الفقه السياسي الشيعي في عصر الغيبة" ويهدف من هذا الكتاب إلى الدعوة إلى الوحدة في ظل التشعب الكبير للأمة الإسلامية على أساس مذهبي وقومي وفرقي وغيرها.
نشر بعدها كتاب "الإسلام في ساحة السياسة" ودعى في هذا الكتاب إلى ضرورة بناء مشروع فكري وسياسي إسلامي، ومحاولة السماح بالتحرر الثقافي وقبول التعددية الفكرية في وطننا العربي.
في عام 2002 أصدر كتاب "نظرية السلطة في الفقه الشيعي" ويناقش هذا الكتاب موضوع السلطة في الفقه الجعفري الشيعي، ويهدف بهذا إلى محاولة إيجاد إمكانية لعرض نظرية جديدة لشرعية السلطة في الإسلام، واعتمد بشكل كامل على أدوات ومناهج البحث في الفقه الجعفري.
نشر الكاتب توفيق السيف بعدها كتاب "حدود الديمقراطية الدينية" عام 2008، ويناقش في هذا الكتاب جوانب هامة من التجربة السياسية في إيران، ومنها التعديلات التي قام بها آية الله الخميني على معتقدات شيعية وأهماه الإمامة والسلطة.
يقدم هذا الكتاب أيضًا مقارنة بين الأيدولوجية الساسية بين التيار الديني والتيار المحافظ، كما يكشف أسباب فشل النموذج السياسي الديني التقليدي، ومن خلال هذا الأمر يحاول البحث عن إجابة سؤال "لما لا ينجح الإسلاميون في ممارسة السلطة؟ وأين يمكن أن ينجحوا؟
في عام 2011 أصدر السيف كتاب "رجل السياسة دليل في الحكم الرشيد"، ويعرض الكتاب معالم الثقافة السياسية الجديدة في ظل مجتمع سعودي يواجه العديد من التغيرات في جوانب الحياة الشخصية والعامة كذلك.
في هذا الكتاب عرض السيف قواعد التنظيم السياسي والاجتماعي، وقد ركز على مكانة الفرد في المجتمع وعلاقتة بالجماعة كما تحدث عن آليات اتخاذ القرار وحل المشكلات في المجتمع.
في عام 2015 أصدر كتاب "سجالات الدين والتغيير في المجتمع السعودي" ويطرح الكتاب دور الدين في حياة الفرد، كما يتحدث عن أهم التغيرات التي طرأت في ثقافة الشباب السعودية، وكيف تنعكس هذه التغيرات على عقليته الدينية.
في هذا الكتاب جمع السيف العديد من المقالات التي كتبها في شؤون السياسة والدين والمجتمع وقد سلط الضوء حول موضوعات مثيرة للجدل، منها الدعوة إلى التجديد في الفكر الديني.
في عام 2016 أصدر كتاب "عصر التحولات" ويناقش فيها موضوعات عدة، منها دور رجال الدين في المجتمع، وضرورة تطوير مفهوم الدولة مدينة حديثة تقوم على قراءة حديثة للنصوص الدينية، وغيرها من الموضوعات.
في عام 2021 ترجمة كتاب "الفلسفة السياسية: تمهد موجز جدًا" للكاتب والفيلسوف البريطاني ديفيد مولر، وهدف من ترجمة هذا الكتاب جعل الفلسفة السياسية جذابة وسهلة للأشخاص الذين لم يقرأوا عنها مسبقًا.
توفيق السيف والشرق الاوسط
يكتب الكاتب والمفكر السياسي توفيق السيف مقالات أسبوعية في جريدة الشرق الأوسط، وآخر المقالات التي كتبها بعنوان "زمن ثقافي جديد" والتي قال فيه إنه يرى أن هذه الأيام هي أفضل ما مرت به الثقافة السعودية.
ويدل بذلك ما تشهده المملكة من التنوع في التعبير عن حركة الحياة، من إحياء الفولكلور وعودة المسرح والسينما والموسيقى والفن والأزياء، مقارنة بالماضي التي كانت الثقافة تنحصر في الأدب وخاصة الشعر والمعارف الدينية.
من مقالاته الأخرى في الشرق الأوسط مقال بعنوان "كيف نجعل الثقافة محركًا للاقتصاد" فهو يرى أن المجتمع السعودي لن يتمكن من الانضمام إلى ركب منتجي العلم ولن يتمكن من إقامة إقتصاد قوي قادر على مواجهة الأزمات إلا في حالة تنسيج العلم والإدارة الحديثة في الثقافة والعقل الجمعي للمجتمع.
يدعو في مقالته أيضًا إلى جعل العلم هو قائد قطار الحياة، وإزاحة الدين عن زفة القيادة، ويقصد بهذا الدين الذي يكون معارضًا للعلم الذي لن يكون صالحًا لقيادة الحياة، وهي النسخة الدين التي أنشأتها التقاليد الاجتماعية، وليس دين الله.