وجهه شرير.. وأدواره أكثر شرا ورغم ذلك يلاحقك أشهر الإفيهات "صلاة النبي أحسن".."أحسن من الشرف مفيش".. تلك القفشات الخالدة في السينما المصرية لأشهر شرير صاحب الدم الخفيف توفيق الدقن، ما زالت تتردد حتى يومنا هذا حتى أنه أصبح من أشهر الوجوه التي يتبادلها الناس "كوميك" على الفيس بوك.
توفيق الدقن الذي توفي منذ حوالي 33 عاما، ما زالت أدواره خالدة، فهو أحد أشهر علامات السينما المصرية، دخل التمثيل بالصدفة فهو شديد الخجل إلا أنه أحبه كثيرا، وعانى أكثر خصوصا مع إتقانه الشديد للأدوار، السطور التالية نصحبك في أشهر محطات حياة توفيق الدقن...
ما أصل توفيق الدقن؟
توفيق الدقن من مواليد قرية «هرين» ببركة السبع بمحافظة المنوفية في 3 مايو عام 1923، ولكن عندما ولد كان لديه شقيق باسم "توفيق" توفي وعمره ثلاث سنوات، قبل ميلاده مباشرة، فرفض والده استخراج شهادة ميلاد جديدة لتوفيق وعاش طيلة حياته بشهادة ميلاد شقيقه الذي يكبره بثلاث سنوات.
علاقته بالفن بدأت بالصدفة، تغيب أحد الممثلين عن أداء دوره في مسرح جمعية الشباب المسلم بالمنيا، بطولة الفنانة روحية خالد، التي بمجرد أن رأته أمامها قالت "هو ده" وبدأت محاولة إقناعه بالدور في البداية كان يرفض بشدة فهو شديد الخجل، ولكن في النهاية وافق، ومع التصفيق الحاد من الجمهور وحديث روحية معه وزملائه في المسرحية بأن مكانه ليس في المنيا وأن عليه أن يدرس التمثيل، قرر "الدقن" تغير حياته والذهاب إلى القاهرة.
التحق "الدقن" بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وأثناء دراسته بالمعهد ظهر كومبارس في دور صغير كفلاح في أحد الأفلام، وفي عام 1950 تخرج من المعهد بعد أن حصل على درجة البكالوريوس وقرر بدء في مشواره الفني وتحقيق حلمه، كان الظهور الأول له في العام التالي لتخرجه عام 1951 في فيلم "ظهور الإسلام"، ثم اتجه للمسرح والتحق بالمسرح الحر وظل به لمدة سبع سنوات، وعمل لفترة في فرقة إسماعيل ياسين، وأخيرا انضم للمسرح القومي وظل عضوا به حتى خروجه على المعاش.
في بدايات "الدقن" حاول العمل في عدة وظائف لتوفير نفقاته ومصروفاته فعمل لفترة موظف في السكك الحديدية، وعمل أيضا كاتبا في النيابة بمحافظة المنيا، ولكنه مع احترافه التمثيل ترك أي وظيفة أخرى.
نجاحات توفيق الدقن
بدأ توفيق الدقن تحقيق النجاح من خلال مشاركته في عدد من الأعمال التي حققت نجاحا كبيرا وبدأت لزماته تتردد بين الناس ومن أشهر الأعمال التي شارك بها فيلم ضرب المهابيل 1955 صراع في الميناء 1956، ابن حميدو، مراتي مدير عام، سر طاقية الإخفاء، الناصر صلاح الدين وفي بيتنا رجل، وأدهم الشرقاوي.
اشتهر توفيق الدقن في كل تلك الأعمال بدور الشرير صاحب الافيه، ومن شدة إتقانه للدور كانت الجماهير تبغضه في الشوارع ويتعاملون معه على أنه شرير، حتى انتشرت شائعة على الإنترنت بأن والدته توفيت قهرا من الزعل حينما سمعت الناس في الشارع تقول عنه سكير ولص وأنه شرير، فأصيبت بسكتة قلبية وماتت في الحال، تلك الواقعة نفاها نجل توفيق الدقن في أحد لقاءاته مؤكدا أن جدته كان تشجع والده على التمثيل وكانت تحلم أن تراه مثل محمود المليجي.
مشيرا إلى أنها توفيت أثناء عرض والده مسرحية الفرافير بالمسرح القومي، وكانت من تأليف يوسف إدريس وإخراج كرم مطاوع، ولكن "الدقن" رفض إلغاء العرض خوفا على أموال ومرتبات العاملين، وقرر بعد الجنازة الذهاب للمسرح، يقدم دوره بثبات دون أن يشعر أحد من الجمهور بأي تغير، وبعد العرض وجه المسرح القومي الشكر لوالده في هذه اللحظة انهار "الدقن" من البكاء.
توفيق الدقن وعادل إمام
على الرغم من أن توفيق الدقن ظل لسنوات محصورا في دور الشرير، إلا أن الفنان عادل إمام رشحه لدور الأب المكافح في فيلم "على باب الوزير" ليظهر "الدقن" بشكل جديد، ويؤكد قدرته على أداء أي دور وإقناع الجمهور وأنه ليس كما تعامل معه المخرجون والمنتجون في حصره بأدوار الشر.
كيف مات توفيق الدقن؟
أصيب توفيق الدقن بفشل كلوي وتوفي على إثر مضاعفاته في 26 نوفمبر 1988 داخل أحد المستشفيات عن عمر يناهز 65 عاماً، بعدما حزن كثيرا على فراق صديقه الفنان محمود المليجي عام 1086، وقتها قال "الدقن" أشم رائحة الموت، وبالفعل لحق به.
توفي لترك لنا إرثا فنيا خالدا، وتاركا خلفه ثلاثة أبناء هم كل عائلة توفيق الدقن وهم "ماضي وهالة وفخر الدين".
أشهر عبارات توفيق الدقن
رغم كونه كان يظهر شرير في أغلب الأدوار إلا أنه تميز بإفيهاته التي تتردد حتى يومنا هذا، وأصبح توفيق الديق كوميك أحد أشهر "الكوميك" المتبادلة على مواقع التواصل الاجتماعي مصحوبة بعبارته الشهيرة ومنها:
- صلاة النبي أحسن.
- أحلى من الشرف مفيش.
- العلبة دي فيها فيل.
- حلاوتك يا أبا.. حلاوة أمك.
- الناس كلها بقت فتوات أومال مين اللي هينضرب.
- عبده دنس يا آه يا آه.
- البلنس في الاكسلنس.
- أهلا فسهلا.
- همكبة.
- ألو يا أمم.
- خلاص يا نوسة هانت والنبي.
جوائز
حصل توفيق الدقن على عدة جوائز تكريم له خلاله مشواره الفني وهي، وسام العلوم والفنون للطبقة الأولى سنة 1956 من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وسام الاستحقاق، كما حصل على شهادة الجدارة في عيد الفن سنة 1978 من الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وحصل على درع المسرح القومي وجائزة كتاب ونقاد السينما وجمعية الفيلم.
توفيق الدقن ونادي الزمالك
كان توفيق الدقن لاعب كرة موهوب قبل أن يحترف التمثيل، وفي إحدى المرات كان يشارك في مباراة خيرية بين فريق المنيا وفريق نادي الزمالك-كان يسمى فريق فاروق وقتها- استطاع "الدقن" إحراز هدف في نادي الزمالك، بعدها حاول مسؤولو الزمالك ضمه للفريق ولكنه رفض لأن نادي الزمالك كان يقوم بما يشبه التجنيد لجميع اللاعبين ويحلقون شعورهم وهو ما رفضه "الدقن" حبا واعتزاز بشعر رأسه.