تصعيد الحرب التجارية.. بكين تضع الألبان الأوروبية تحت المجهر

في تصعيد جديد للحرب التجارية الجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي، أعلنت بكين فتح تحقيقًا شاملًا عن حزم الدعم الأوروبية التي تستفيد منها منتجات الألبان المستوردة إلى السوق الصينية، ويأتي هذا الإجراء ردًا على قرار الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية عالية على السيارات الكهربائية الصينية.

ويشمل التحقيق الصيني مجموعة واسعة من منتجات الألبان الأوروبية، بداية من الأجبان والروائب، وحتى لحليب والقشدة، وتستهدف بكين السياسات الزراعية الأوروبية بشكل خاص، والتي تقدم دعمًا ماليًا للمزارعين الأوروبيين، وهو ما يمنح منتجاتهم ميزة تنافسية في السوق الصينية، ولحقت أضرار بالقطاع في الصين بين مطلع 2020 ونهاية مارس من العام الحالي.

ويستهدف التحقيق الصيني سياسات وبرامج رئيسية في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك السياسة الزراعية المشترك، وخطط الدعم الوطنية في عدة دول أوروبية، منها بلجيكا، وكرواتيا، ورومانيا، والتشيك، والنمسا وإيطاليا.

ووفقًا لوزارة التجارية الصينية، فإن التحقيق يمكن أن يدوم لمدة عام، كما يمكن تمديده لمدة تصل إلى 6 أشهر في "ظل ظروف خاصة"، وفقًا لتصريحات الوزارة.

يُذكر أن صادرات الاتحاد الأوروبي لمنتجات الألبان للصين وصلت قيمتها العام الماضي 1.68 مليار يورو، أي حوالي 1.87 مليار دولار، وذلك وفقًا للمديرية العامة للزراعة والتنمية الريفية، التابعة للمفوضية الأوروبية.

في المقابل، رأت غرفة التجارية الأوروبية في الصين، أن التحقيق الذي فرضته بكين بشكل مفاجئ، لا يُشكل مفاجأة بالنسبة للاتحاد، وقالت في بيانها: "إن استخدام حكومة أدوات للدفاع عن التجارة يتم الرد عليه بشكل متزايد بالمثل من قبل الحكومة الأخرى".

وأوضحت غرفة التجارة الأوروبية أنها تأمل أن يجري التحقيق الصيني بشكل منصف وشفاف، كما أكدت أنها ستراقب التحقيق الجاري، وأشارت إلى أنها تتوقع من الشركات الأوروبية التعاون معه.

اقرأ أيضًا: سيارة كهربائية استثنائية من مرسيدس: إليكم مواصفاتها الخارقة

الاتحاد الأوروبي يفرض رسوماً على السيارات الكهربائية

ويأتي التحقيق بشأن منتجات الألبان الأوروبية بعد إعلان المفوضية الأوروبية أنها تخطط لفرض رسوم جمركية مدتها 5 سنوات على السيارات الكهربائية الصينية، وذلك في حالة لم تتمكن بكين من عرض حل بديل للخلاف التجاري المرتبط بحزم الدعم الحكومية.

وقد فرضت بروكسل رسومًا جمركية باهظة على المركبات الكهربائية الصينية، إضافة إلى رسوم حالية البالغ نسبته 10%، وذلك بعدما رأت أن السيارات الصينية تقوّض منافسيات الأوروبين بشكل غير منصف.

وفي المقابل، قدمت الصين التماسًا لمنظمة التجارة العالمية بشأن الرسوم الجمركية المفروضة على سياراتها، وأشارت إلى أن هذه الرسوم تفتقر إلى الأساس القانوني والواقعي.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية، ماو نينغ إن، إن الرسوم الجمركية تخترق قواعد منظمة التجارة العالمية، وتتعارض مع عملية التحول الصديق للبيئة الذي يتبعه الاتحاد الأوروبي، وأن هذه الخطوة "ستجعل الاتحاد الأوروبي يؤذي نفسه فقط".

يُذكر أن الصين لم تفتح تحقيقًا فقط حول منتجات الألبان، بل فتحت تحقيقات في منتجات غذائية أخرى، منها لحم الخنزير والبراندي المستوردين من الدول الأوروبية.

اقرأ أيضًا: محادثات صينية أوروبية حول رسوم السيارات الكهربائية