-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
التعليم
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
الزوجة
-
أسماء الأولاد
-
عدد الأولاد
-
السيرة الذاتية
يعد العالم الإنجليزي تشارلز داروين من أهم علماء الطبيعة، فقد اشتهر بنظريته عن التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي، وهي النظرية التي شكلت ثروة في عالم الأحياء، وغيّرت فهم الكثيرين للعالم الطبيعي، كما شكلت نظريته حجر الزاوية لفهم كيفية تطور الحياة على الأرض، في هذا المقال تعرف أكثر على مسيرته العلمية، ونظرياته.
نبذة عن حياة تشارلز داروين
تشارلز روبرت داروين هو عالم تاريخ طبيعي وجيولوجيا وأحياء بريطاني ولد في إنجلترا في عام 1809، ويعد من أهم العلماء، وأكثرهم تأثيرًا في التاريخ، وذلك بفضل نظريته في التطور التي كانت حجر الزاوية لفهم تطور الحياة على كوكل الأرض.
عاش داروين في عائلة مثقفة وميسورة الحال، وقد درس في مدارس محلية وتلقى تعليمًا جيدًا، ثم التحق بجامعة إدنبرة ودرس فيها الطب، إلا أنها بمرور الوقت شعر أن الطب لا يناسبه، لذا اتده لدراسة اللاهوت في كامبريدج، وسرعان ما جذبت العلوم الطبيعية اهتمامه.
بدأ داروين رحلاته كملاحظ طبيعي بداية من عام 1831، وقام برحلات حول أمريكا الجنوبية، وجزر المحيط الهادئ، وخلال هذه الرحلة، التي استمرت لـ5 سنوات، جمع عينات ناتية وحيوانية، ولاحظ تنور الحياة البرية وهو ما أثار اهتمامه حول كيفية تطور الكائنات الحية.
وبعد عودته بدأ في تسجيل ملاحاظاته، وتوصل إلى نظريته الأكثر تأثيرًا وشهرة، وهي نظرية التطور عبر الانتقاء الطبيعي، وألف العديد من الكتب والمؤلفات في علم تاريخ الطبيعة، وقدم التجارب والأبحاث التي تثبت نظريته بأن الكائنات الحية تتطور بمرور الزمن.
نشر داروين خلال حياته العديد من الأعمال والأبحاث، وواصل الدراسة والتأليف حتىوفاته في عام 1882، وترك خلفه إرثًا عالميًا لا يزال يُدرس حتى وقتنا هذا، وأصبحت نظريته في التطور من الأسس الرئيسية لعلم البيولوجيا، وأثرت بشكل كبير على مجالات علمية أخرى، منها علم الوراثة، وعلم البيئة، وعلم الأحياء التطوري.
نشأته وتعليمه
ولد العالم الإنجليزي تشارلز داروين في مقاطعة شروبشاير في إنجلترا، وقد نشأ في عائلة قرية وميسورة الحال، وهو الطفل الخامس من بين 6 أطفال. والده كان طبيب وخبير مالي ينتمي لعائلة ثرية، أما جده فهو الفيزيائي الإنجليزي الشهير إراسموس داروين، وجده من جهة والدته هو رجل الأعمال الإنجليزي يوشيا ويدجوود.
كان لدى تشارلز ميلًا للعلوم الطبيعية والتاريخ الطبيعي في سن مبكرة، ودرس في المدرسة في مدرسة نهارية، وبعد وفاة والدته انضم إلى مدرسة شريوزبري الإنجليزي، حيث درس الطب، وأصبح طبيب متدرب ساعد والده في علاج الفقراء.
انتقل بعدها إلى جامعة أدنبرة لدراسة الطب مع شقيقه إيراسموس، ولكنه لم يهتم بدراسة الطب، لذا توقف عن الدراسة، واتجه إلى تعلم التحنيط، ورافق تشارلز واترتون في رحلاته إلى أمريكا الجنوبية.
انضم بعد ذلك إلى جمعية بلينيان، وهو نادي للطلاب المهتمين بالتاريخ الطبيعي، وقدم عدة اكتشافات خاصة به عن العلوم الطبيعية، إلا أن إهمال دراسته الطب أزعج والده، لذا قرر الالتحاق بجامعة كامبريدج لدراسة اللاهوت، حيث كان ينوي أن يصبح رجل دين في الكنيسة الأنجيلية، إلا أنه ظل مهتمًا بالطبيعة وتاريخ الطبيعة.
ديانة داروين
نشأ العالم تشارلز داروين في عائلة مسيحية تنتمي إلى الطائفة التوحيدية، وهو مذهب مسيحي يؤمن بتوحيد الله، ولا يؤمن بالثليث، ورغم ذلك كانت أسرة والدته تنتمي إلى الكنيسة الإنجليزي.
في طفولته قام والده بتعميه في كنيسة سانت تشاد الإنجليزية، وإلا أن تشارلز وإخوته انضموا فيما بعد إلى كنيسة والدتهم التوحيدية، وكان ممارسًا للدين في شبابه، إلا أنه بمرور الوقت بدأ يفقد إيمانه التقليدي، رغم أنه كان ينوي أن يصبح قسيسًا حينما كان يدرس اللاهوت في جامعة كامبريدج.
وبعد رجلاته الشهيرة على متن السفينة بيجل وأبحاثه العلمية اللاحقة، بدأت أفكاره داروين حول الدين تتغير، وبعد وفاة ابنته آني عام 1851، أصبح أكثر تشككًا حول الدين.
هل داروين ملحد؟
لا، لم يعلن داروين إلحاده، ورغم أنه لم يعلن إلحاده بشكل رسمي، إلا أنه وصف نفسه بأنه "لأ أدري" أي أنه ليس متأكدًا من وجود إله، ويشك في صحة المعتقدات الدينية التقليدية.
زوجة تشارلز داروين وأبنائه
تزوج العالم الإنجليزي تشارلز داروين من ابنة عمه إيما ودجوود، وكانت فتاة ذكية ومثقفة وفاتنة وتكبره ب9 أشهر، وقد تعرف عليها بعد زيارته لعمه في ستافوردشير، وقد تقدم للزواج منها في عام 1838.
كان داروين حينها في فترة تشكك ديني شديد، وقد كان منفتحًا مع إيما بشكل كبير حول شكوكه، إلا أنها كانت موافقة على الزوا منه، وقد أوضحت له أن شكوكه قد تسبب الانفصال بينهما بعد الموت.
تزوج داروين من ابنة عمه إيما في عام 1839 في حفل نُظم وفقًا لشرائع الوحدوية المسيحية، وانتقل الزوجان بعدها إلى بيتهما في لندن، وقد كان لديه من زوجته 10 أطفال، توفي اثنان منهم في طفولتهما.
توفيت ابنته آني بعمر العاشرة، وقد تأثر كثيرًا بوفاتها، حيث كان محبًا ومخلصًا جدًا لأولاده، ويخشى عليهم من الأمراض لأنه تزوج من ابنة عمه، ورغم مخاوفه فقد أصبح لأولاده مجالات عمل متميزة.
من بين أبنائه جورج داروين، والذي أصبح عالم فلك ورياضي إنجليزي شهير، وابنه فرانسيس داروين، وهو عالم نبات شهير، وابنه هوراس وهو سياسي ومهندس مدني، وتبوأ أبنائه مكانة مرموقة في المجتمع.
من أبنائه أيضًا ابنه ليونارد، وهو عالم وراثة، وسياسي، واقتصادي بريطاني شهير، واختص في مجال تحسين النسل، وهو معلم الإحصائي الشهير رونالد فيشر. من أبنائه الآخرين تشارلز داروين، ووليام اراسموس، وآلن إليزابيث، وماري إليناور، وهنريتا إيما، وإليزابيث داروين.
رحلته إلى سواحل أمريكا الجنوبية
قام تشارلز داروين برحلة عبر سفينة "إتش إم إس بيجل" وهي رحلة استكشافية لسواحل أمريكا الجنوبية، واستمرت الرحلة لمدة 5 سنوات، وكانت لها دور مهم في تطوير نظرية التطور عبر الانتقاء الطبيعي.
كانت الرحلة بقيادة الكابتن روبرت فيتزوري، وكان الهدف الأساسي منها إجراء مسح هيدروغرافي لسواحل أمريكا الجنوبية، وقد استغل داروين هذه الرحلة لدراسة التنوع البيولوجي في المناطق التي زارها.
انطلقت سفينة "بيجل" من إنجلترا في عام 1831، وتوجهت نحو أمريكا الجنوبية، وقضت معظم الوقت في دراسة السواحة والأراضي الداخلية، وقد وصلت إلى المحيط الهادئ، ومرت بجزر غالاباغوس، وأستراليا، ونيوزيلندا، وأفريقيا، وعادت الرحلة مرة أخرى إلى إنجلترات في عام 1836.
وكانت أبرز المحطات للرحلة البرازيل، والأرجنتين، وتشيلي، حيث تم اكتشاف الغابات المطيرة، والتنوع البيوولجي، والحفريات، كما تم ملاحظة تأثير الزلازل على التضاريس ودراسة الأنواع البحرية المختلفة.
من المحطات المهمة للرحلة جزر غالاباغوس، ولاحظ داروين اختلافات طفيفة بين الكائنات الحية على الجزيرة، فمثلًا لاحظ تباين أشكال مناقير طيور الفنش، وهو ما أثار لديه تساؤلات حول كيفية تطور الأنواع وتكيفها مع بيئاتها المختلفة.
وبعد عودة داروين إلى إنجلترا بدأ في تحليل العينات التي أخذها في رحلته، ومراجعة الملاحظات التي دونها خلال الرحلة، وقد استمر في دراسة هذه المواد لسنوات، وأدى لأمر إلى تطور نظريته الشهيرة ونظرية التطور، والتي نشرها في كتابه "أصل الأنواع" في عام 1859.
لم تكن رحلة بيجل مجرد رحلة استكشافية، بل كانت حجر الزاوية في فهمنا الحديث للتطور البيولوجي. اكتشافات داروين وتفسيراته أحدثت ثورة في علم الأحياء وأثرت على مجالات عديدة أخرى.
ما هي نظرية تشارلز داروين؟
ارتبط اسم تشارلز داروين بنظرية التطور، وهي واحدة من أهم النظريات العلمية في تاريخ البيولوجيا، وقدم هذه النظرية من خلال كتابه الشهير "أصل الأنواع" وشرح في الكتاب كيفية تطور الكائنات الحية عبر الزمن، وكيف تكيفت مع بيائتها بمرور الوقت.
وملخص نظرية داروين أنها تعتمد على عدة مبادئ أساسية، أولها التنوع الوراثي، فالكائنات الحية تظهر تنوعًا في الخصائص والصفات الوراثية، كما أنها تنقل صفاتها الوراثية تلك من جيل إلى جيل.
وذكر داروين في نظريته أن هناك بعض الصفات التي تمنح الكائنا الحية ميزة البقاء والتكاثر، والكائنات التي تملك هذه الصفات تكون أكثر قدرة على البقاء على قيد الحياة وتوريث صفاتها إلى الأجيال التالية.
ومع مرور الوقت يمكن أن تؤدي عمليات الانتقاء الطبيعي إلى تكيفات تجعل الكائنات الحية أكثر قدرة على ملائمة بيئاتها، والتطورات الصغيرة والمتراكمة عبر الزمن، يمكن أن تؤدي إلى ظهور أنواع جديدة من الكائنات الحية.
وقد فصّل داروين في نظريته طريقة عمل الانتقاء الطبيعي، فقد ذكر أن كل مجموعة من الكائنات الحية بها تنوع في الصفات، مثل الحجم، واللون، والقدرة على مقاومة الأمراض، وفي بيئة معينة تكون بعض الصفات أكثر فائدة للبقاء لهذه الكائنات.
والكائنات الحية التي تصبح قادرة على البقاء على قيد الحياة تتكاثر، وتنقل صفاتها النافعة إلى الأجيال القادمة، وبمرور الوقت تصبح الصفات المفيدة أكثر شيوعًا، مما يؤدي إلى تغير تدريجي في خصائص الأنواع.
وفي كتابه قدم داروين أمثلة على الانتقاء الطبيعي، ومنها طيور داروين في جزر غالاباغوس، حيث لاحظ أشكال مناقير طيور الفنش تختلف من جزيرة إلى أخرى بناءً على نوع الطعام المتاح، وهذا التباين يشير إلى أن الطيور تتطور لتتناسب مع بيئتها المختلفة.
أيضًا وضع مثالًا على الفراشات في إنجلترا خلال الثورة الصناعية، حيث تغير لون فراشات العث إلى اللون الداكن بسبب التلوث الذي غطى الأشجار، وكانت الفراشات الداكنة أقل عرضة للافتراس، وبالتالي زاد عددها.
أثرت نظرية داروين بشكل كبير على علوم مختلفة، منها البيولوجيا، كما أثرت على مجالات مثل علم النفس، وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، إلا أن النظرية واجهت انتقادات واعتراضات من بعض الفلاسفة والجماعات الدينية.
ماذا قال داروين عن أصل الانسان؟
تناول تشارلز داروين في نظريته في التطور موضوع أصل الإنسان بشكل غير مباشر في كتاب "أصل الأنواع"، إلا أنه قدم نظريته حول الإنسان بشكل أكثر وضوحًا وتفصيلًا في كتابه "أصل الإنسان والانتقاء المتعلق بالجنس" وذلك في عام 1871.
تناول داروين في هذا الكتاب فكرة تطور الإنسان مثل بقية الكائنات الحية عبر عملية الانتقاء الطبيعي والانتقاء الجنسي، حيث أشار إلى التشابهات الكبيرة بين البشر، وبقية الكائنات الحية مثل القردة.
واستند داروين في نظريته إلى الأدلة التشريحية والفسيولوجية بين الإنسان والقرد، مثل العضلات، والهيكل العظمي، والأعضاء الداخلية، كما أشار أيضًا إلى التشابه في المراحل الجنينية كذلك.
وفي نظرية داروين حول أصل الإنسان اقترح أن البشر والقردة يشتركون في سلف مشترك عاش في العصور القديمة، وتفرعت فيما بعد إلى سلالات مختلفة عبر ملايين السنين، مما أدى إلى تطور الإنسان الحديث.
وقد قدم داروين مفهوم الانتقاء الجنسي كجزء من تفسيره لنظرية تطور الإنسان، حيث قال إن الصفات التي تزيد من فرص الفرد في التزاوج والإنجاب تكون مفضلة وتنتقل إلى الأجيال التالية، وهذا الصفات قد تكون صفات سلوكية واجتماعية وبدنية كذلك.
ناقش داروين كذلك القدرات العقلية والاجتماعية المتقدمة للبشر، ورأى أنها نتيجة هذا التطور، وأشار إلى أن السماء مثل الذكاء، واللغة، والتعاون الاجتماعي تطورت لأنها منحت البشر مزايا أكثر في البقاء والتكاثر.
نظرية داروين حول أصل الإنسان أثارت الكثير من الجدل في الأوساط العلمية والدينية، وكانت مرفوضة من قبل الكثيرين، إلا أنه الآن العديد من الجامعات حول العالم تدرس هذه النظريات.
وفي العصر الحديث يدعم المجتمع العلمي بشكل عام نظرية داروين حول التطور، فوفقًا لهم فإن الدراسات الجينية والحفرية تستمر في توفير أدلة قوية تدعم فكرة أن الإنسان والرئيسيات الأخرى يشتركون في سلف مشترك وأن البشر تطوروا عبر عملية الانتقاء الطبيعي والانتقاء الجنسي.
كيف مات داروين؟
توفي تشارلز داروين في 17 أبريل عام 1882 عن عمر 73 عامًا، وكانت آخر كلماته لزوجته إيما: "أنا لا أخاف من الموت، لقد كنت زوجة جيدة لي، أخبري كل أولادي أن يتذكروا كم كانوا جيدين معي".
وقد توفي داروين بعد أن تم تشخيصه بالذبحة الصدرية، والتي أدت إلى تجلط الأوعية القلبية، فيما عانى طوال حياته من مرض شاغاس المزمن، وهو مرض طفيلي يأتي من العض من حشرات استوائية، وقيل إنه تعرض للعض من حشرة التقبيل في الأرجنتين. ومن أعراض هذا المرض هي أمراض القلب.
كان داروين سيدفن في مقبرة كنيسة سانت ماري، ولكنه دفن في النهاية في مقبرة وستمنستر التابعة للجمعية الملكية، ودفن بجانب جون هرشل، وإسحاق نيوتن.