اشتهر الأكاديمي السعودي ترك الحمد بإثارته الجدل بسبب آرائه الصريحة والجريئة أحيانًا حول الأوضاع في الشرق الأوسط، وطوال مسيرته المهنية ألف الحمد العديد من الكتب والمؤلفات ما بين روايات ودراسات حققت نجاحًا جيدًا، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وحياته.
من هو تركي الحمد؟
هو روائي وأكاديمي سعودي ولد في 10 مارس عام 1952 في الأردن وهو من أسرة قصيمية تعود أصلوها من خب القصيعة ثم انتقلت للعيش في المنطقة الشرقية بالدمام والاستقرار بها.
انتقل الحمد للعيش في الدمام، حيث عمل والده في شركة أرامكو البترولية، وقد ظل حتى السبعينات في منطقة الدمام، وخلال هذه الفترة شهدت المنطقة العربية تحولات فكرية وسياسية كثيرة.
بدأت اهتمامته بالسياسية في سن مبكرة، فقد انضم إلى حزب البعث، وهو حزب قومي عربي اشتراكي له فروع في عدة دول مثل العراق وسوريا، وذلك خلال المرحلة الثانوية، وقد أدى ذلك إلى إلقاء القبض عليه.
درس الحمد في جامعة الملك سعود، ثم أكمل دراسته في الولايات المتحدة، وبعدها عاد إلى المملكة ليعمل أستاذًا جامعيًا في قسم العلوم السياسية، وبعدها تفرغ للكتابة بعد التقاعد.
دراسته
درس الكاتب تركي الحمد في جامعة الملك سعود لمدة عام واحد فقط، ثم تعرض للاعتقال وبعد الإفراج عنه سافر إلى الولايات المتحدة لدراسة العلوم السياسية.
أكمل الحمد دراسة الماجستير في جامعة كولورادو في دينفر عام 1979، ثم حصل على درجة ماجستير ثانية لاستكمال متطلبات الدكتوراه وبعدها حصل على درجة الدكتوراه في النظرية السياسية من جامعة جنوب كاليفورنيا عام 1985.
بعد حصوله على درجة الدكتوراه عاد الحمد إلى المملكة العربية السعودية وعمل أستاذًا للعلوم السياسية في كلية العلوم الإدارية في جامعة الملك سعودي بداية من عام 1985 حتى عام 1995 ثم قرر التقاعد واتجه إلى الكتابة.
زوجة تركي الحمد
تزوج الحمد من سيدة سعودية ورزق منها ب6 أبناء، وهم طارق الذي توفي، ونضال ولد عام 1978 وقد درس في جامعة الملك فهد، وحمد المولود عام 1984 ودرس في جامعة الملك فيصل ولكنه توفي أيضًا، أما أصغر أبنائه محمد ولد عام 1995، وله ابنتان.
في عام 2005 توفيت زوجته وهي بعمر الخامسة والأربعين بعد يومين من زفاف ابنتها. وأكد الحمد أن زوجته توفيت جراء الاختناق من دخان كثيف من نيران كانت موقدة في أيام زفاف ابنته.
وقد انتشرت شائعات لا أساس لها من الصحة حول انتحار زوجته بخنق نفسها بدخان الفحم، حيث عانت من الاكتئاب بعد وفاة ابنها في حادث سير وقرر إشعال الفحم الصناعي في إحدى غرف المنزل وقتل نفسها.
ولكن نفى الحمد أخبار انتحار زوجته بشكل نهائي، وأوضح أن ابنها توفي منذ 11 عامًا ليس من 4 سنوات كما زعمت الصحف وأنها قبل وفاتها كانت تتولى ترتيب حفل زفاف ابنتها.
دخوله السجن
في الستينيات ألقي القبض على الكاتب تركي الحمد وعمره 18 عامًا تقريبًا خلال السنة الأولى من الجامعة بسبب انضمامه إلى حزب البعث الاشتراكي وقد ظل في السجن لمدة سنة و6 أشهر.
في عام 2012 اعتقل للمرة الثانية بسبب تغريدة كتبها على تويتر طالب فيها تصحيح عقيدة الرسول ولكنه خرج من السجن سريعًا.
طوال حياته دخل الحمد السجن 3 مرات، وقد أوضح أنه أصبح أكثر وعيًا ونضجًا بسبب تجربة السجن، وأن الفرق بين حمد قبل السجن وبعد السجن كالفرق بين خام المعدن وصفاء المعدن بعد صهره بالنار الحامية.
مسيرته الأبية
أصدر تركي الحمد طوال مسيرته 14 مؤلفًا بين الروايات والكتب، وفي كتاباته ناقش العديد من الموضوعات الثقافية والمجتمعية، ففي كتابه "من هنا يبدأ التغيير" ناقش أزمة الهوية والثقافة وتقهقر السياسة العربية، كما انتقد الخوف السائد في الشخصية والعقلية العربية.
التوجه الفكري لحمد يعد توجهًا ليبراليًا معاديًا للأيدولوجية القومية أو الديني، حيث يعتقد أن الدين ضرورة ولكن الخطاب الديني لا يمثل الدين الصحيح ويحتاج إلى إعادة صياغة، وقد أكد على فكرته تلك في مؤلفاته وروايته.
روايات تركي الحمد
بدأ الكاتب السعودي حمد التركي بدايته ككاتب صحفي في جريدة الرياض، ثم انتقل بعدها إلى جريدة الشرق الأوسط بداية من عام 1990، وحاليًا يكتب في صحيفة الوطن السعودية وصحيفة إندبندنت العربية.
في عام 1995 أصدر الحمد رواية "العدامة" والتي كانت ضمن ثلاثية روائية بعنوان "أطياف الأزقة المهجورة" وقد أصدر الرواية الثانية له "الشميسي" عام 1996 والرواية الثالثة "الكراديب" عام 1999.
تحكي هذه الثلاثية عن شاب اسم هاشم يعيش في الدمام "العدامة" ثم ينتقل إلى الرياض "الشميسي" وبعدها ينتهي به السجن في جدة "الكراديب" وقد اعتقد البعض أن الروايات سيرة ذاتية عن حياته ولكنه أنكر هذا الأمر.
أثارت ثلاثيته جدلًا واسعًا وضجة إعلامية واجتماعية في المملكة، وقد منعت من تداولها بسبب تداولها الخطوط الحمراء، وبسبب هذه الرواية صدرت بعض الفتاوى التي تكفر الحمد.
في عام 2000 أصدر رواية "شرق الوادي"، ورواية "جروح الذاكرة"، وفي عام 2005 كتب رواية "ريح الجنة" والتي تم تحويلها فيما بعد إلى مسلسل في رمضان عام 2008.
كتب تركي الحمد
وبجانب الروايات ألف الحمد العديد من الكتب بداية من منتصف الثمانينات وأولها كتاب "الحركات الثورية المقارنة" عام 1986، ثم أصدر كتاب "دراسات أيدولوجية في الحالة العربية" عام 1992، وكتاب "الثقافة العربية أمام تحديات التغيير" عام 1993.
في عام 1999 أصدر كتاب "الثقافة العربية في عصر العولمة"، وأصدر بعدها كتب "يبقى التاريخ مفتوحًا"، و"عن الإنسان أتحدث"، و"من هنا يبدأ التغيير"، و"السياسية بين الحلال والحرام".
تغريدات تركي الحمد المثيرة للجدل
عرف الحمد بأنه كاتب مثير للجدل بسب آرائه الجريئة، ومن ضمن تصريحاته المثيرة للجدل تغريدة كتبها على تويتر عام 2012 طالب فيها بتصحيح عقيدة الرسول، وقد اعتقلته السلطات السعودية بسببها.
في عام 2020 كتب حمد تغريدة قال فيها إن فلسطين ليست قضيته ودعا إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وفي العام نفسه كتب تغريدة أخرى تعقيبًا على أزمة الكاريكاتير المسيء إلى الرسول في فرنسا، حيث دعا إلى نقد التراث الذي وفر المادة الحية لهذه الرسومات وعلى رأسها صحيح البخاري، وقد تعرض بسبب هذه التغريدة إلى انتقادات حادة واتهم بازدراء الأديان.
في عام 2022 أثارت تغريدة تركي الحمد الجدل مجددًا تحدث فيها عن الديانة المسيحية والمذهب الشيعي، حيث قال إن أساسهما هو الموت التراجيدي أو المأساوي الذي كان له أثر كبير في أسطرة الأشخاص وصنع المذاهب والعقائد.