ترامب يصعّد الحرب التجارية ويهدد برفع الرسوم على الصين

في تصعيد جديد للحرب التجارية العالمية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة تصل إلى 50% على الواردات الصينية، ما لم تتراجع بكين عن الرسوم التي فرضتها مؤخرًا على المنتجات الأميركية بنسبة 34%.

وقال ترامب في تصريحات من البيت الأبيض: "هذا هو السبيل الوحيد أمام بلادنا لإعادة بناء قطاعها الصناعي، لا أحد غيري يمتلك الشجاعة لخوض هذه المعركة". 

وأكد أن الرسوم تهدف لإعادة التوازن التجاري واستعادة ما وصفه بـ"الصورة الجميلة للاقتصاد الأميركي".

رد صيني غاضب واتهامات بالـ"تنمر الاقتصادي"

لم يتأخر الرد الصيني، إذ وصف المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، ليو بنغيو، تهديدات ترامب بأنها "مظهر من مظاهر الأحادية والتنمر الاقتصادي".

وأضاف: "لقد أوضحنا مرارًا أن الضغط والتهديد ليسا الطريقة المناسبة للتعامل مع الصين. وسندافع بكل قوة عن مصالحنا المشروعة".

أوروبا على خط المواجهة

في خطوة مقابلة، اقترحت المفوضية الأوروبية فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على مجموعة من السلع الأميركية مثل الصويا والمكسرات والنقانق، مع استبعاد بعض المنتجات كالويسكي من القائمة الأولية.

وأكد مفوض التجارة الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش أن الاتحاد الأوروبي منفتح على التفاوض، قائلًا: "عاجلاً أم آجلاً، سنجلس مع الإدارة الأميركية على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل وسط مقبول".

هبوط الأسواق العالمية وسط مخاوف من الركود

شهدت البورصات العالمية موجة هبوط حادة لليوم الثالث على التوالي، متأثرة بمخاوف المستثمرين من تداعيات الحواجز التجارية المرتفعة.

وسجل مؤشر S&P 500 الأميركي أدنى مستوياته منذ أكثر من عام بعد جلسة تداول متقلبة.

في الصين، تدخل الصندوق السيادي لمحاولة احتواء الخسائر، بينما انهارت بورصة تايوان بنسبة 10% في أكبر تراجع يومي بتاريخها.

في المقابل، أطلق قادة ماليون تحذيرات بشأن العواقب الاقتصادية، حيث اعتبر مدير الصناديق بيل أكمان أن التصعيد قد يقود إلى "شتاء اقتصادي نووي".

دعوات للتفاوض حول الرسوم 

في محاولة لاحتواء الأزمة، التقى وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت بالرئيس ترامب لحثه على تكثيف المحادثات التجارية وتوجيه رسائل طمأنة للأسواق. 

وأكدت مصادر أن واشنطن تلقت اتصالات من عدة دول، بينها اليابان، للتفاوض وتجنب دخول الرسوم الجديدة حيز التنفيذ.

في آسيا، أبدت بعض الحكومات مرونة، إذ عرضت تايوان التفاوض على أساس إلغاء كامل للرسوم، فيما أعلنت الهند أنها لن ترد بإجراءات مماثلة.

مع تصاعد المخاوف من ركود اقتصادي، بدأ المستثمرون يراهنون على خفض محتمل لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خلال الشهر المقبل.

وعلى الرغم من دعوات ترامب المتكررة لاتخاذ هذه الخطوة، أبدى رئيس الفيدرالي جيروم باول تريثًا في اتخاذ أي قرار.