يعد الشاعر السوداني تاج السر الحسن من أبرز الشعراء في السودان الذي كان لهم دور فعال في مسيرة الشعر العربي فهو من رواد التجديد في قصيدة التفعيلة وصاحبت جهوده الشعرية إبداعات نثرية حيث زخرت المكتبة العربية بالعديد من الكتب النقدية، في السطور التالية تعرف على مسيرته الأدبية وحياته.
من هو تاج السر الحسن؟
تاج السر الحسن الحسين هو شاعر ومفكر وناقد سوداني ولد عام 1935 في جزيرة أرتولي في الإقليم الشمالي في السودان ويعد من أبرز الشعراء في السودان والوطن العربي الذي كان لهم دور هام في تطور الشعر العربي.
قدم الشاعر العديد من القصائد العربية الخالد وبجانب إنتاجاته الأدبية في الشعر كانت له مؤلفات نثرية عدة في مجال النقد الأدبي. عمل تاج السر أيضًا مترجمًا ونقل العديد من المؤلفات الأدبية والشعرية الروسية إلى العربية.
تغنى بكلمات شعره العديد من المطربين في السودان، ولعل أشهر من غنى له الفنان السوداني الكبير عبد الكريم الكابلي الذي غنى قصدته المشهورة "أنشودة آسيا وأفريقيا".
نشأته وتعليمه
نشأ الشاعر تاج السر في أسرة كبيرة ومتميزة تتكون من الشعراء والأكاديميين، وله 8 إخوة 5 بنات وثلاثة أولاد وهم سكينة الحسن وآسيا وحياة ومنى وهدى الحسن ومحمد والحسين والعباس.
ولد في جزيرة أرتولي ثم انتقل مع عائلته إلى النهود، وأنهى الشاعر تاج السر الحسن تعليمه المدرسي في السودان، فقد درس في معهد النهود الديني في كردفان وبعدها أتم دراسته الثانية والتحق بكلية اللغة العربية في الأزهر وتخرج فيها عام 1960.
سافر تاج السر بعدها إلى موسكو وهناك التحق بمعهد ماكسيم غوركي للأدب عام 1962 وتخرج فيها بعد 4 سنوات ثم حصل على درجة الدكتوراه في الأدب عام 1970 من نفس المعهد.
عرضت على تاج السر الجنسية الروسية خلال عمله في معهد جوركي للآداب ولكنه رفض ذلك وشكرهم على هذا الأمر وهاجر إلى اليمن بعدها.
![تاج السر الحسن Tajalser Alhassan شاعر آسيا وأفريقيا]()
مسيرته المهنية
بعد تخرجه عمل في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية لعدة سنوات وخلال تواجده بين مصر والقاهرة أصدر عدد من المجموعات الشعرية فضلًا عن الندوات الأدبية والشعرية والبرامج التلفزيونية التي شارك فيها.
في السبعينات هاجر إلى اليمن وعمل الشاعر الدكتور تاج السر الحسن في مهنة التدريس في جامعة عدن مع صديقه الشاعر السوداني جيلي عبد الرحمن الذين سبقا أن نشرا معًا ديوان "قصائد من السودان" في منتصف الخمسينات.
عاد بعدها إلى السودان في نهاية السبعينات والتحق بوزارة التربية ثم وصل إلى سن المعاش في الثمانينات تقريبًا وانتقل للتدريس في الجامعة الأهلية في التسعينات ثم طلب من الجامعة الأهلية إعفائه من التدريس والسماح له بالمشاركة في الأنشطة الثقافية بالجامعة.
وبجانب كتابة الشعر ومهنة التدريس الذي عمل بها لسنوات ساهم تاج السر أيضًا بالكتابة في عدد من الصحف العربية والمصرية والسودانية.
زوجة تاج السر الحسن
تزوج الشاعر تاج السر الحسن من سيدة روسية اسمه ألبينا تعرف عليها خلال دراسته وعيشه في موسكو لسنوات وقد اعتنقت الإسلام وأنجبت له ولدًا. توفيت زوجته قبل وفاته بعامين أي عام 2011، وقد أوصى تاج السر بأن يدفن بجانب زوجته.
كان تاج السر يحب زوجته كثيرًا، وقد عارض اقتراحات عائلته بالزواج من امرأة أخرى لكي تنجب له الكثير من الأبناء. ابنه الوحيد يعمل مترجمًا ويقيم في المملكة العربية السعودية وهو متزوج من سيدة سودانية ولديه منها عدة أبناء
![تاج السر الحسن Tajalser Alhassan شاعر آسيا وأفريقيا]()
متى توفى تاج السر الحسن؟
توفي في يوم 14 مايو عام 2013 عن عمر 78 عامًا في العاصمة السودانية الخرطوم بعد صراع مع المرض، حيث عانى من مشكلات في القلب أثرت على حركته ولكنه كان صابرًا، وقد دفن في مقابر البنداري بالحاج يوسف في العاصمة الخرطوم.
ترك الراحل خلفه إرثًا أدبيًا وفنيًا خاصة في مجال الشعر، وقد شكلت وفاة تاج السر الحسن صدمة لكل محبيه في السودان والوطن العربي.
بعد وفاته نعاه الكثير من الشعراء والشخصيات الهامة في السودان منهم الشاعر جابر الأنصاري والشاعر اللواء ركن الخير عبد الجليل والشعر الأستاذ عبد الباسط عبد الماجد وغيرهم.
![تاج السر الحسن Tajalser Alhassan شاعر آسيا وأفريقيا]()
مسيرته الأدبية
بدأ الشاعر الدكتور تاج السر الحسن مسيرته الأدبية منذ سن مبكر وكان يكتب الشعر ويدرس ويعمل في الوقت نفسه. أصدر تاج السر العديد من القصائد والدواوين ومن الدواوين التي أصدرها "قصائد من السودان" بالاشتراك مع صديقه الشاعر جيلي عبد الرحمن وقد نشرت في دار الفكر بالقاهرة عام 1956.
من دواوينه الأخرى "القلب الأخضر"، و"قصيدتان لفلسطين"، و"النخلة تسأل أين الناس" وهو ديوان لفلسطين أيضًا، وديوان "الشعر في زمن القهر"، وديوان "الآتون والنبع".
خلال العقدين الآخرين قبل وفاته كان نشطًا جدًا في المنتديات الثقافية وكتب في العديد من صحف الخرطوم، وقبل وفاته شارك في مؤتمر حول أعماله من تنظيم معهد عبد الله الطيب للغة العربية عام 2011 والذي شارك فيه عدد من النقاد السودانيين.
أشهر اشعار تاج السر الحسن
عرف تاج السر الحسن وسط عامة الناس في السودان والوطن العربي بقصيدته الشهيرة "آسيا وأفريقيا" والتي غناها المطرب السوداني عبد الكريم الكابلي واشتهرت بشكل أكبر بعدها.
وقد استلهم الشاعر هذه القصيدة بعد مؤتمر باندونغ الذي انعقد عام 1955 في إندونيسيا واستمر لمدة 6 أيام وحضرته وفود 29 دولة من آسيا وأفريقيا وكان الهدف من هذا المؤتمر تسوية المنازعات بطرق سلمية وتنمية المصالح المتبادلة بين الدول.
أنشودة اسيا وافريقيا تاج السر الحسن
عندما أعزف يا قلبي الأناشيد القديمةْ
ويطل الفجرُ في قلبي على أجنحِ غيمةْ
سأغني آخر المقطع للأرض الحميمةْ
للظلال الزُرق في غابات كينيا والملايو
لرفاقي في البلاد الآسيويةْ
للملايو .. ولباندوق الفتيةْ
لليالي الفرحِ الخضراء في الصين الجديدةْ
والتي أعزفُ في قلبي لها ألف قصيدةْ
يا صحابي صانعي المجد لشعبي
يا شموعاً ضؤها الأخضر قلبي
يا صحابي فأنا ما زرت يوماً أندويسيا
أرض سوكارنو .. ولا شاهدتُ روسيا
غير أني والسنا في أرض أفريقيا الجديدةْ
والدجى يشرب من ضوء النجيمات البعيدةْ
قد رأيت الناس في الملايو
مثلما شاهدت جومو
ولقد شاهدت جومو
مثلما إمتد كضوء الفجر يومُ
مصر يا أخت بلادي يا شقيقةْ
يا رياضاً عذبة النبع وريقة .. يا حقيقة ..
مصر يا أم جمال .. أم صابرْ
ملء روحي أنت يا أخت بلادي
سوف نجتث من الوادي الأعادي
فلقد مدّت لنا الأيدي الصديقة
وجه غاندي وصدى الهند العميقةْ
صوت طاغور المغني
بجناحين من الشعر على روضةِ فنِّ
يا دمشق ... كلنا في الفجر والآمال شرق
أنتِ يا غابات كينيا يا أزاهرْ
يا نجوماً سمقت مثل المنائر
يا جزائرْ..
ها هنا يختلط القوس الموشّى
من كلِّ دارٍ كل ممشى
نتلاقى كالرياح الآسويةْ
للملايو ولبنادونق الفتيةْ..
