تأثير المتفرج.. عندما نصاب باللامبالاة وسط مواقف حياة أو موت

  • Qallwdallbronzeبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: الإثنين، 28 ديسمبر 2020 آخر تحديث: الأحد، 31 أكتوبر 2021
تأثير المتفرج.. عندما نصاب باللامبالاة وسط مواقف حياة أو موت

هل تعتقد أنك سوف تسارع من أجل تقديم المساعدة إن لاحظت شخصا غريبا عنك بحاجة إليها؟ ربما نعتقد جميعا ذلك إلا أن خبراء علم النفس قد توصلوا إلى ظاهرة عجيبة تدعى تأثير المتفرج، ربما هي ما تدفعك إلى اتخاذ قرارك بالتدخل من عدمه بناء على أمر تافه، يتمثل في عدد الأشخاص الحاضرين!

تأثير المتفرج

يعرف تأثير المتفرج أو لامبالاة المتفرج بأنها الظاهرة النفسية المثيرة للجدل، والتي تتمثل في زيادة فرص اتخاذ موقف المتفرج في حال كان هناك موقف يشاهده الكثيرون من حولك، حتى وإن كان هذا التدخل على وشك إنقاذ حياة أو إحداث تغيير جذري في سير الأمور.

توصل كل من بيب لاتان وجون دارلي، وهما خبيران في علم النفس، إلى هذه الظاهرة بناء على عدد من الدراسات الاجتماعية، التي أثبتت أنه في حال وقوع أزمة ما لأحد بالشارع أو حتى بغرفة في مكان ما، فإن فرصة قيام شخص بتقديم المساعدة سوف ترتفع إن كان وحده أو إلى جواره عدد قليل من البشر، فيما تقل تلك الفرصة بصورة تدريجية كلما زادت أعداد المارة أو الجالسين، ولكن كيف طرأت تلك الظاهرة في أذهان الخبراء؟

جريمة كيتي جينوفيزي

تأثير المتفرج.. عندما نصاب باللامبالاة وسط مواقف حياة أو موت

تعتبر الجريمة الشهيرة والتي راحت ضحيتها فتاة أمريكية عشرينية، تدعى كيتي جينوفيزي، هي النواة التي انطلقت منها أبحاث الخبراء فيما يخص ظاهرة تأثير المتفرج، ففي مارس من عام 1964، وجدت تلك الفتاة مقتولة أمام مسكنها بنيويورك، بعد أن كانت عائدة من العمل، إلا أن الأغرب هو ما اكتشفه المحققون لاحقا.

تبين أن تلك الجريمة شاهدها العشرات من المواطنين وتحديدا 38 شخصا، إلا أنهم لم يحركوا ساكنا طوال دقائق استغاثة كيتي، بل ولم يقوموا بالاتصال بمركز الشرطة إلا بعد مرور نحو نصف ساعة على وقوع ذلك الحادث المؤسف، الذي نبه خبراء علم النفس للمرة الأولى إلى تأثير المتفرج الغامض حينها.

تفسير تأثير المتفرج

توصل الباحثون إلى سببين رئيسيين وراء لجوء البشر إلى اتخاذ قرار المشاهدة وعدم التدخل في مواقف تتطلب تقديم المساعدة دون تردد، حيث بدا أن السبب الأول هو أن وجود مجموعة من البشر المحيطين في نفس المكان يقلل من الضغط الواقع على كل شخص على حدة من أجل اتخاذ موقف إيجابي، حينها تبدو المسؤولية مشتركة فلا يخاطر أي شخص.

أما السبب الثاني فهي الرغبة الداخلية لدى كل شخص بأن يحسن التصرف في المواقف الاجتماعية، فبينما يلاحظ كل شخص عدم تدخل الآخرين، فإنه يشعر بشكل لاإرادي بأن اتخاذ موقف المتفرج هو عين الصواب، وأن إظهار أي رد فعل لن يكون الموقف الأفضل حينها.

يرى خبراء علم النفس أن مجرد معرفة كل شخص بهذا التأثير الذي يصيبه بالشلل في تلك المواقف، يمكنه أن يدفعه إلى اتخاذ خطوات جادة للمساعدة إن كانت ممكنة، ولكن من دون تعريض النفس للأذى.

في الختام، يبدو من الوارد أن تحدث مواقف غير واضحة المعالم، بحيث لا يثق الإنسان في ضرورة تدخله إلا في وقت متأخر، إلا أن إدراك حقيقة الأمر يستدعي اتخاذ موقف إيجابي حتى وإن تمثل فقط في استدعاء الشرطة، حتى لا يستمر تكرار جرائم أخرى شبيهة بجريمة كيتي جينوفيزي المؤلمة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة