من منظف لأحذية اللاعبين لأسطورة كروية لا مثيل لها وصاحب إنجازات لم يخلفه عليها أحد إنه الأسطورة البرازيلي بيليه الذي رُفض في البداية من قبل العديد من الأندية البرازيلية، ولكن سريعًا ما تم اكتشافه ليُسطر اسمه بين أعظم النماذج الكروية التي لا مثيل لها.
يُعاني الأسطورة حاليًا من أزمة صحية وانتقل على إثرها إلى المستشفى، لذا تتوجه أنظار العالم والإعلام العالمي نحو هذا النجم العالمي وتتمنى له الشفاء العاجل، تعرف على مسيرته وحياته في السطور التالية.
حياة بيليه ونشأته
إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو هو لاعب كرة قدم برازيلي سابق لعب كمهاجم ويعد أحد أعظم اللاعبين في كل العصور، وتصفنه الفيفا بأنه "الأعظم" ولد في 23 أكتوبر عام 1940 في مدينة تريس كاراكوس في البرازيل.
والده كان يلعب في نادي فلومينيسيس دوندينو، وكان الابن الأكبر بين شقيقين، وتم تسميته على اسم المخترع الأمريكي توماس إديسون، وكان يُلقب باسم "ديكو" من قبل عائلته.
حصل بعد ذلك على لقب "بيليه" في المدرسة حيث كان كثير الحديث عن لاعبه المفضل حارس مرمى فاسكو دا جاما بيليه، وذكر أنه لا يعرف معنى لقبه، فليس له معنى معروف في اللغة البرتغالية، ولكن في اللغة العبرية اسم يعني "معجزة".
نشأ في بيئة فقيرة، وكان يعمل منذ صغره في المقاهي، وتعلم اللعب من والده، ولم يكن قادرًا على تحمل نفقات شراء كرة القدم، لذا كان غالبًا ما كان يلعب بجورب محشوٍ بورق جرائد ومربوط بخيط.
في صغره لعب مع العديد من فرق الهواة الشباب، كما كان يلعب كرة الدقم داخل الصالات التي نسب لها الفضل في مساعدته على التفكير بشكل أفضل وأسرع بسبب صغر المساحة وقرب اللاعبين من بعضهم، وفاز مع فريقه بالعديد من البطولات المحلية.
العلاقات والحياة الزوجية
تزوج Pelé 3 مرات، وله عدة علاقات مع نساء مختلفات أنجب منهن عدة أطفال. تزوج للمرة الأولى في 21 فبراير عام 1966 من روزميري دوس ريس شولبي وأنجب منها ابنتين وابن، وانفصل الزوجان عام 1982.
من عام 1981 إلى عام 1986 كان على علاقة رومانسية مع مقدمة البرامج التلفزيونية شوشا، وكانت تبلغ من العمر 17 عامًا فقط عندما بدأوا المواعدة.
في عام 1994 تزوج من أخصائية علم النفس والمغنية آشوريا ليموس سيكساس وأنجبت له توأم وهما جوشوا وسيلست عام 1996، وانفصل الزوجان عام 2008.
بجانب الأبناء من الزواج كان لديه طفلان آخران من علاقات غرامية سابقة، منهم ابنته ساندرا ماتشادو التي ولدت عام 1964 من علاقة مع هدامة المنزل أنيزيا ماتشادو التي قاتلت لسنوات حتى يعترف بيليه بابنته حينما رفض الخضوع لاختبارات الحمض النووي.
وعلى الرغم من حكم المحكمة أنه ابنته البيولوجية لم يعترف بها أبدًا حتى وفاتها عام 2006. لدى أيضًا ابنة أخرى اسمها فلافيا كورتز من علاقة غرامية أخرى خارج نطاق الزواج عام 1968 مع الصحفية لينيا كورتز.
في سن 73 أعلن عن نيته الزواج من مارسيا أوكي التي تبلغ من العمر 41 عامًا، وتزوجا بالفعل عام 2016.
حالته الصحية
طوال حياته عانى بيليه من العديد من المشكلات الصحية، ففي عام 1977 أزال كليته اليمنى، وفي عام 2012 خضع لعملية جراحية في الورك، وفي عام 2017 ظهر على كرسي محرك في قرعة كأس العالم 2018 في موسكو، وبعد شهر تعرض لوعكة صحية وانتقل إلى المستشفى.
في عام 2019 دخل المستشفى بسبب التهاب المسالك البولية وخضع لعملية إزالة حصوات الكلى، وفي فبراير 2020 أعلن نجله إدينيو أن والده لم يعد قادرًا على المشي بسبب عدم إعادة التأهيل بعد عملية في الفخذ.
في سبتمبر 2021 خضع لعملية جراحية لإزالة ورم في الجانب الأيمن من القولون، ثم بدأ العلاج الكيميائي، وفي شهر نوفمبر 2022 أعلن أنه دخل العناية المركز وتوقفت استجابته للعلاج الكيمياوي.
أظهر التقرير الطبي أن أسطورة كرة القدم يعاني من عدوى في الجهاز التنفسي، ولكن حالته لا تزال مستقرة، وسيبقى في المستشفى خلال الأيام القليلة المقبلة لمواصلة العلاج.
مشواره الكروي
في بداية مسيرته الكروية كان بيليه يكسب رزقه من تلميع الأحذية، لكن في سن الحادية عشرة تم اكتشافه، وفي سن الخامسة عشر انضم إلى نادي سانتوس البرازيلي.
بين عامي 1956 و 1974، قدم بيليه أداءً مميزًا مع النادي، وحصل على لقب Black Pearl، أو اللؤلؤة السوداء، وكان لاعبًا متوسط البنية يجمع بين القدرة الفنية الرائعة، وتسديدة قوية بكلتا ساقيه وقدرة غير عادية على التوقع.
طوال مسيرته الرياضية الطويلة، فاز Pelé بعشر بطولات باوليستا مع ناديه (كان هدافًا في أحد عشر)، وخمس بطولات ريو ساو باولو، وكأس ليبرتادوريس مرتين، وكأس إنتركونتيننتال مرتين في نفس السنوات (1962 و 1963)، وفي عام 1962، حصل على أول بطولة عالمية للأندية.
مشواره مع المنتخب
ظهر بيليه لأول مرة في المنتخب البرازيلي وهو في السابعة عشرة من عمره فقط، وحتى في ذلك الوقت، كانت مساهمته في سحر لعبة ريو دي جانيرو مفتاحًا للحصول على لقب العالم في السويد في عام 1958.
هكذا بدأت مرحلة رائعة في بطولة العالم، تميزت بالشخصية الأسطورية بيليه، الذي أذهل العالم بلعبته وحدسه وسيطرته على الكرة وتسديدته.
في كأس العالم 1958 بالسويد، قاد هدفه ضد ويلز البرازيليين للوصول إلى نصف النهائي ضد فرنسا، والتي تغلبوا عليها بنتيجة 5-2، بثلاثة أهداف من بيليه.
في النهائي، طغت الآلة البرازيلية على أصحاب الأرض حتى تركت النتيجة النهائية بنتيجة 5-2، مرة أخرى بثلاثة أهداف من Pelé.
لم يستغرق وقتًا طويلًا حتى حصل على لقب "الملك" عام 1961 وهو لقب أطلقتها عليه الصحافة الفرنسية.
بعدها أكد بيليه أسطورته الخاصة، وحصل على اعتبار أفضل لاعب في كل العصور من خلال قيادته لكأس العالم في بطولات تشيلي (1962) والمكسيك (1970)؛ حصل الفريق البرازيلي على ألقاب العالم الثلاثة على جائزة الكأس الأولى، المعروفة باسم كأس جول ريميه.
بعد حصوله على جميع الألقاب الممكنة وسجل أكثر من ألف هدف في المباريات الرسمية (1284 هدفًا في 1363 مباراة)، أعلن اعتزاله الرياضة النشطة في عام 1974.
وقع في عام 1975 لصالح New York Cosmos، وهو فريق مكون من مجموعة من شخصيات كرة القدم العظيمة من أجل الترويج لهذه الرياضة في الولايات المتحدة.
تقاعده كرة القدم
بعد تقاعده بشكل دائم في عام 1977، حصل الأسطورة على العديد من الجوائز والتقدير، مثل جائزة السلام الدولية (1978) أو رياضي القرن (1980).
وبعد أن أصبح الرياضي الأعلى أجراً حتى الآن، بدأ Pelé مسيرته المهنية الناجحة نسبيًا في السينما حتى إنه شارك في فيلم John Huston الروائي Escape or Victoryعام 1981.
واصل بيليه أيضًا ممارسة تأثير كبير في عالم كرة القدم من مكاتبه، وفي عام 1995 تم تعيينه وزيراً للرياضة في البرازيل، وهو المنصب الذي روج من خلاله لما يسمى بقانون بيليه، والذي كان ينوي تعديل التشريع الخاص بالتعاقدات الرياضية بين الأندية واللاعبين.