يعد بيت هيغسيث من الشخصيات البارزة في المشهد السياسي والعسكري في الولايات المتحدة، فهو يملك خلفية عسكرية كضابط سابق في الحرس الوطني الأمريكي، وشارك في عمليات عسكرية لبلده في العراق وأفغانستان، ثم اكتسبت شعبية أكبر بفضل الخطاب السياسية، وعمله كمحلل سياسي وإعلامي، ليصبح رمزًا سياسيًا بارزًا، ومرشحًا قويًا لتولي وزارة الدفاع في حكومة دونالد ترامب الثانية، رغم الانتقاد والجدل حول شخصيته، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته.
من هو بيت هيغسيث؟
بيتر براين هيغسيث، هو مقدم برامج تلفزيونية، ومؤلف وضابط سابق في الحرس الوطني للجيش الأمريكي، ولد في 6 يونيو عام 1980 في مينيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية.
بدأ بيت مسيرته المهنية كضابط في الحرس الوطني الأمريكي، وشارك في عمليات عسكرية في العراق وأفغانستان، واكتسب خبرة ميدانية عميقة في قضايا الأمن والدفاع، وبعد انتهاء خدمته العسكرية، انتقل إلى العمل المدني، وقاد منظمة المحاربين من أجل الحرية التي تدافع عن حقوق الجنود القدامى، والتي أسهمت في تسليط الضوء على قضايا المحاربين، مثل الرعاية الصحية وغيرها.
انتقل بيت بعدها إلى الإعلام، وأصبح واحد من أبرز المعلقين السياسيين البارزين المؤيدين للحزب الجمهوري، وقد اكتسب شهرة بفضل آرائه المحافظة، ودعمه للسياسات الدفاعية الصارمة.
وبعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات، أصبح اسمه كمرشح محتمل لتولي وزارة الدفاع، وهو القرار الذي أثار الكثير من الجدل والانتقادات، بسبب شخصيته المثيرة للجدل.
نشأته وتعليمه
ولد بيت هيغسيث في مينيسوتا، والده كان مدرب كرة سلة، وعائلته من كلا الجانبين من أصول نرويجية. التحق بيت بمدرسة فورست ليك إريا الثانوية، وتخرج عام 1999، وكان من الطلبة المتفوقين في مدرسته.
التحق بعدها بجامعة برينستون، وحصل على درجة البكالوريوس في السياسة عام 2003، وخلال سنوات دراسته كان يلعب كرة السلة لصالح فريق تايجرز. في عام 2013، حصل على درجة الماجستير في السياسة العامة من كلية جون كينيدي في جامعة هارفارد.
حياته الشخصية
تزوج بيت هيغسيث لأول مرة من ميريديث شوارتز عام 2004، وانفصل عنها عام 2009. في عام 2010، تزوج للمرة الثانية من سامانثا ديرينج، ولديه منها 3 أطفال.
ورغم زواجه، أنجب ابنه من المنتجة التنفيذية لقناة فوكس جينيفر راوشيت عام 2017، وانفصل عن زوجته الثانية في العام نفسه، ثم تزوج من راوشيت عام 2019.
مسيرته العسكرية
في عام 2003، وبعد تخرجه من الجامعة، التحق بيثت هيغسيث بشركة بير ستيرنز، وعمل كمحلل لأسواق رأس المال، ثم التحق بالحرس الوطني في مينيسوتا، وأصبح ضابط مشاة.
في عام 2004، تم استدعاؤه إلى قاعدة خليج جوانتانامو البحرية، وخدم كقائد فصيلة مشاة، وحصل على ميدالية تقدير في الجش، ثم سافر إلى كوبا، وبعد عودته، تطوع للخدمة في بغداد، وخدم كقائد فصيلة مشاة، ثم كضابط عمليات مدنية عسكرية، وخلال تواجده في العراق، حصل على ميدالية النجمة البرونزية، وشارة المشاة القتالية.
عاد بيت إلى أمريكا، وفي عام 2012، عاد مجددًا إلى الخدمة العسكرية برتبة نقيب، وسافر إلى أفغانستان مع الحرس الوطني، وعمل هناك كمدرب كبير لمكافحة التمرد في مركز تدريب مكافحة التمرد في مدينة كابول، وفي عام 2024، تمت ترقيته إلى رتبة رائد، ثم ترك الخدمة العليا، وتم تعيينه في احتياطي الجيش الفردي الجاهز.
في عام 2019، عاد إلى الحرس الوطني بعد 5 سنوات من العمل في الجيش الاحتياطي، وفي عام 2020، تطوع في قوات الحرس الوطني لحماية حفل تنصيب جو بايدن، إلا أنه تم إبعاده من هذه المهمة بسبب وشومه.
في عام 2021، كان مدير أمن الوحدة في فريق مكافحة الإرهاب، وخلال ذلك الوقت تعرض لانتقادات حادة بسبب وشم "صليب القدس" على جسده، الذي وصف بأنه وشم مرتبط بالتطرف.
في يناير عام 2024، أنهى هيغسيث عمله رسميًا في احتياطي الحرس الوطني، وكان آخر يوم له بالزي الرسمي في مارس عام 2021.
مسيرته السياسية
بعد عودة بيت هيغسيث من العراق، عمل لفترة في معهد مانهاتن لأبحاث السياسات، ولكنه تركها عام 2007، ليشغل منصب المدير التنفيذي في منظمة قدامى لمحاربين من أجل الحرية، كما كان أمين صندوق المنظمة، وظل يعمل في هذه المؤسسة حتى عام 2012، وقد كانت المنظمة داعمة لزيادة وجود القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان.
في عام 2012، شكل لجنة العمل السياسي التي جمعت تبرعات من أجل الحملات السياسية، ثم انضم للعمل في منظمة Concerned Veterans for America، والتي كانت تدعو إلى خصخصة وزارة شؤون المحاربين القدامى، وقد ترك العمل في المنظمة عام 2015.
في عام 2012، ترشح هيغسيث لانتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي في ولاية مينيسوتا عن الحزب الجمهوري، ولكنه انسحب قبل الانتخابات التمهيدية.
مسيرته الإعلامية وآراؤه المثيرة للجدل
بدأ بيت هيغسيث مسيرتها الإعلامية عام 2014، حيث انضم إلى قناة فوكس نيوز كمساهم، وفي عام 2018، شارك في تقديم برنامج All-American New Year مع الإعلامية ليزا كينيدي، كما أنه كان ضيفًا منتظمًا في برنامج Unfiltered.
وخلال برنامجه، برز هيغسيث كواحد من الإعلاميين الجمهوريين المثيرين للجدل والمتطرفين، فقد كان من المدافعين عن بعض المحاربين القدامى المدانين بارتكاب جرائم حرب، وتحدث عن رغبته علنًا في الإعفاء عنهم، كما أنه قدم نصائح لدونالد ترامب في فترته الأولى عن إصدار عفو عن بعض هؤلاء المجرمين.
يُعرف هيغسيث بعدائه الشديد للإسلام، فهو يصف الإسلام بالتهديد الحقيقي، كما زعم أن كل الدول الإسلامية الحديثة هي مناطق محظورة، كما ادعى أن الإسلاميين يرغبون في غزو أمريكا وأوروبا ديموغرافيًا وسياسيًا وثقافيًا.
وفي المقابل، وصف إسرائيل بأنها "شعب الله المختار"، كما دافع عن حقهم في إعادة تأسيس الهيكل، فيما قال في أحد المؤتمرات بأن "الصهيونية والأمريكية هما الخطوط الأمامية للحضارة الغربية والحرية في عالمنا اليوم" كما أنه معارض لحل الدولتين، ويدعم السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.
وصف هيغسيث أيضًا حكومة إيران بأنها "نظام شرير"، فيما وصف بوتين بأنه "مجرم حرب"، كما أنه أثار الجدل عندما دافع عن المشاركين في هجوم مبنى الكونجرس الأمريكي، ووصفهم بأنهم "وطنيون مدركين حقيقة ما فعله اليسار بالبلاد".
ترشحه لتولي وزارة الدفاع
في شهر نوفمبر عام 2024، أعلن دونالد ترامب عن نيته ترشيح بيت هيغسيث لتولي منصب وزير الدفاع في حكومته الجديدة، وقد استقال بيت من قناة فوكس نيوز استعدادًا لمنصبه الجديد.
وبعد الإعلان عن ترشحه لهذا المنصب، واجه القرار الكثير من الانتقادات، فيما خرجت على الواجهة الكثير من التصريحات المثيرة للجدل حوله، فضلًا عن الوشوم التي يملكها في جسده، والتي توصف بأنه وشوم "متطرفة".
يحمل هيغسيث وشمًا لعبارة Deus vult، والتي استخدمها الصليبيون في حملاتهم الصليبية، ثم تبناها لاحقًا القوميون البيض. في عام 2020، أصدر كتابًا بعنوان "الحملة الصليبية الأمريكية" والتي انتقد فيها الدين الإسلامي بشكل لاذع، وأكد أن إسرائيل جزء من استراتيجية الدينية والسياسية.
يحمل بيت أيضًا وشمًا لصليب القدس، والذي استخدم خلال الحملات الصليبية، كما أنه خرجت على الواجهة تقارير تشيره تورطه في اتهام بالاعتداء الجنسي عام 2017.