بيت ديفيس واحدة من أشهر نجمات هوليوود وتعتبر واحدة من أعظم الممثلات في تاريخ هوليوود التي اشتهرت بتقديم الأدوار القوية والشخصيات الساخرة والشريرة، واشتهرت بشكل خاص في أفلام الجريمة المعاصرة والتاريخية والكوميدية في بعض الأحيان، إلا أن أعظم أعمالها وأشهرها كانت من نوع الدرامي الرومانسي.
حصلت ديفيس خلال مسيرتها الفنية على العديد من الجوائز منها جائزتي أوسكار، فيما ترشحت لها 10 مرات، وكانت أول امرأة تحصل على جائزة الإنجاز مدى الحياة من معهد الفيلم الأمريكي، تعرف أكثر على مسيرتها الفنية وأسرار من حياتها في هذا المقال.
من هي بيت ديفيس؟
اسمها الحقيقي روث إليزابيث ديفيس هي ممثلة أمريكية ولدت في 5 أبريل عام 1908 في لويل بولاية ماساتشوستس وتعد واحدة من أعظم الممثلات في تاريخ هوليوود.
قدمت ديفيس خلال مسيرتها الفنية العديد من الأعمال الناجحة، وقد اشتهرت بشكل خاص بتقديم الشخصيات الساخرة والقوية وغير المتعاطفة، وبرزت في أفلام الجريمة والكوميديا والأعمال الدرامية والرومانسية.
بدأت ديفيس مشواره الفنية من خلال المسرح، ثم انتقلت إلى هوليوود في الثلاثينات وقدمت أدوارا صغيرة في السينما لتنجح فيما بعد بكسب ثقة المنتجين وتقديم أدوار أكبر وأفضل في الأفلام التي شاركت فيها.
حصلت ديفيس على إشادة واسعة من النقاد بسبب قدراتها التمثيلية، وقد ترشحت للعديد من الجوائز طوال مسيرتها الفنية منها جوائز أوسكار وإيمي وغيرها، واشتهرت بأسلوبها القوي في التمثيل.
عرفت ديفيس أيضًا بعدم رضاها بالظلم وصراحتها وجرأتها في الدفاع عن حقوقها، وقد اكتسبت سمعة بأنها تسعى إلى الكمال وشخصية قتالية، لذا كانت في مواجهات مع المخرجين والمنتجين والكثير من النجوم المشاركين معها في الأفلام.
استمرت المسيرة الفنية لديفيس حوالي 60 عامًا، وقد تميزت مسيرتها بالكثير من النجاحات على حساب حياتها الشخصية، فقد تزوجت 4 مرات وأنجبت ابنة واحدة فيما تبنت طفلين آخرين.
نشأتها وتعليمها
ولدت بيت ديفيس في ماساتشوستس، والدها هارلو موريل ديفيس كان طالب قانون حينما ولدت وأصبح فيما بعد محامي براءات اختراع، أما والدتها اسمها روث أوغوستا. لدى ديفيس أخت أصغر منها اسمها باربرا.
انفصل والدا ديفيس في سن مبكرة وبعد الانفصال التحقت ديفيس مع شقيقتها بمدرسة داخلية لمدة 3 سنوات، ثم انتقلت مع والدتها إلى مدينة نيويورك وهناك أكملت دراستها في أحد المدارس هناك، وخلال تواجدها في نيويورك انضمت إلى فتيات الكشافة.
التحقت فيما بعد بأكاديمية كوشينغ، حيث التقت بزوجها المستقبلي هارمون نيلسون، ثم قررت أن تنضم إلى مسرح 14th Street ولكنها فشلت في ذلك، ثم تم اختيارها للانضمام إلى شركة مسرح جورج جوكر والذي منح لها أول تجربة تمثيلية مدفوعة الأجر لمدة أسبوع واحد لتبدأ مسيرتها الفنية المسرحية.
بداية مسيرتها الفنية
بعد مسيرة ناجحة في التمثيل المسرحي في نيويورك، قررت بيت ديفيس، البالغة من العمر آنذاك 22 عامًا، السفر إلى هوليوود مدفوعة بشغفها بالنجاح وتحقيق الشهرة والكمال عام 1930.
فشلت ديفيس في الحصول على أي أدوار في البداية، فقد قدمت العديد من الاختبارات ولكنها لم تنجح في لفت أنظار المنتجين والمخرجين، لا أن المصور السينمائي كارل فرويند أعجب بعينيها والذي سمح لها فيما بعد في أن تشارك في أول فيلم سينمائي لها وهو Bad Sister عام 1931 الذي لم يحقق نجاحًا كبيرًا.
كان دورها الثاني في فيلم Seed لتظهر فيما بعد مع عدة أفلام من إنتاج شركة يونيفرسال ستوديوز، وحقق فيلم واحد فقط النجاح فيما فشلت 6 أفلام من تحقيق إيرادات، لذا فكرت في العودة إلى نيويورك مرة أخرى.
لكنها حصلت على فرصة لتقديم دور أساسي في فيلم The Man Who Played God عام 1932 وأنتجته شركة وارنر بروس، وقد حقق هذا الفيلم نجاحًا كبيرًا، وساعدها في تحقيق هدفها كممثلة ناجحة وجميلة ومفعمة بالسحر والنشاط. بعد نجاح هذا الفيلم وقعت على عقد مدته 5 سنوات وقد ظلت تعمل مع الشركة لمدة 18 عامًا.
حتى عام 1934 كانت ديفيس شاركت بالفعل في 20 فيلمًا سينمائيا حققت نجاحًا كبيرًا، وقد حصلت على إشادة كبيرة من النقاد.
أشهر أفلام بيت ديفيس
في عام 1937 بدأت بيت ديفيس تحقق نجاحًا واسعًا فقد لعبت دور البطولة في فيلم Marked Woman وحصلت على كأس فولبي في مهرجان البندقية عن أدائها في هذا الفيلم.
من الأدوار المهمة التي حصلت عليها أيضًا دور إيزابيل في فيلم Jezebel وحصلت على جائزة الأوسكار أفضل ممثلة، وكان هذا الدور هو الدور الأكثر نجاحًا لها خلال مسيرتها الفنية وأصبحت من بعده واحدة من بين أعلى النجوم أجرًا في هوليوود.
من أفلامها المتميزة فيلم Dark Victory وقد ترشحت لجائزة الأوسكار عن دورها في هذا الفيلم، وفي عام 1939 ظهرت في 3 أفلام ناجحة منها فيلم The Private Lives of Elizabeth and Essex والتي لعبت فيه دور إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا وهي مسنة، رغم أنها كانت في الثلاثينات من عمرها في ذلك الوقت.
من أفلامها التي حققت نجاحًا ماليًا ضخما فيلم All This, and Heaven Too، وفيلمها The Letter كان من بين أفلامها الناجحة أيضًا. خلال الأربعينات تأثرت كثيرًا بالأفلام الموسيقية المرحة، ومن بين هذه الأفلام فيلم Old Acquaintance، وفيلم The Corn Is Green.
كان فيلمها A Stolen Life من أكثر أفلامها ربحًا على الإطلاق فقد حقق إيرادات قدرت ب2.5 مليون دولار عام 1946، وخلال هذا الوقت تراجع مستواها الفني بعدما انشغلت بطفلتها الأولى باربرا ولكنها عادت سريعًا وقدمت مجموعة من الأفلام الناجحة منها فيلم All About Eve.
خلال الستينات اعتقد الجميع أن ديفيس لن تتمكن من استكمال مسيرة مهنية ناجحة بعدما تدهورت حياتها الشخصية بعد الانفصال الرابع ووفاة والدتها، ولكنها أثبتت عكس ذلك وشارك في العديد من الأفلام الناجحة، كما خاضت تجربة التمثيل التلفزيوني وعادت إلى المسرح مرة أخرى بعد ابتعاد لسنوات.
من بين أعمالها المميزة خلال الستينات فيلم Pocketful of Miracles، وفيلم الرعب What Ever Happened to Baby Jane? الذي ترشحت فيه لآخر جائزة أوسكار في مسيرتها الفنية وحقق الفيلم نجاحًا كبيرا وإيرادات ضخمة، شاركت أيضًا في فيلم Dead Ringer.
خلال السبعينات واصلت بيت ديفيس التمثيل والنجاح وقد لعبت دورا مهماً في فيلم Burnt Offerings وحصلت فيها على جائزة أفضل ممثلة مساعدة من جوائز ساتورن، وحصلت على جائزة الإنجاز مدى الحياة من معهد الفيلم الأمريكي بسبب مسيرتها الفنية الناجحة.
وعلى الرغم من اعتلال صحتها في نهاية حياتها إلا أنها واصلت تقديم الأفلام والمسلسلات، وكان الدور قبل الأخير الذي قدمته عام 1987 في فيلم The Whales of August وكانت تبلغ من العمر حينها 79 عامًا وتدهورت حالتها الصحية.
أما آخر دور لها كان عام 1989 في فيلم Wicked Stepmother ثم ظهرت في عدد من البرامج التلفزيونية والحوارية لمناقشة مسيرتها المهنية والشخصية، وقد تم تكريمها قبل وفاتها بوسام جوقة الشرف من فرنسا وإيطاليا، وجائزة الإنجاز مدى الحياة من جمعية السينما.
خلال مسيرتها الفنية أصبحت بيت ديفيس أول ممثلة تترشح لخمس جوائز أوسكار متتالية كأفضل ممثلة، فيما ترشحت للجائزة 10 مرات خلال مسيرتها الفنية وحصلت عليها مرتين.
رجال في حياة بيت ديفيس
رغم ما وصلت إليه بيت ديفيس من شهرة ونجاح منقطع النظير في عالم السينما إلا أنها في مقابل هذا النجاح لم تحقق نجاحًا في حياتها العاطفية، فقد تزوجت 4 مرات وترملت مرة واحدة وانفصلت 3 مرات، فيما تخلت عنها ابنتها والتي كانت أكبر صدمة لها في حياتها.
تزوجت بيت للمرة الأولى من الموسيقي هارمون نيلسون، الذي كان زميلها في المدرسة الداخلية، وقد كان هذا الزواج موضع سخرية وانتقاد من الصحافة لأنه كان يتقاضى أجرًا أقل بعشر مرات في الأسبوع من أجرها نجمة السينما الشهيرة.
كان نيلسون يتقاضى 100 دولار أسبوعيًا فيما كانت ديفيس تحصل على أجر قدره ألف دولار في الأسبوع، ورغم ثرائها إلا أنه رفض السماح لها بشراء منزل حتى يتمكن من دفعه ثمنه بنفسه.
خلال زواجها بنيلسون أجرت ديفيس عمليات إجهاض أكثر من مرة،، ورغم أن نيلسون كان رجلًا لطيفًا وحنونًا ولكنه شعر بالضعف بسبب شهرتها ونجاحها، لذا انتهى الزواج بعد 6 سنوات عام 1938، وقد تحدث نيلسون للصحافة قائلًا إن كل ما كانت تفعله بيت في منزلها هو قراءة النصوص، مما يعني أنها تخلت نوعًا ما عن هذا الزواج من أجل عملها.
تزوجت للمرة الثانية عام 1940 من آثر فرانسورث، وهو صاحب فندق في نيو إنجلاند، وقد كان زواجًا قصيرًا استمر لمدة 3 سنوات فقط حيث توفي فجأة بسبب جلطة دموية.
في عام 1945 تزوجت للمرة الثالثة من الفنان ويليام جرانت شيري، وقد ذكرت ديفيس أنها انجذبت إلى شيري لأنه لم يكن يعلم أنها ممثلة هوليوود وهذا الأمر لم يكن يعرفها وانتهى الزواج عام 1950، وقد أنجبت طفلة من زوجها الثالث اسمها باربرا.
خلال الزواج زعم أنها تعرضت للإيذاء الجسدي والخيانة من زوجها، وفي بعض الأحيان كان يغضب أثناء تصوير أفلامها لذا قررت الانفصال وكتبت بندًا في التسوية القانونية عرضت فيه دفع نفقة لزوجها السابق بشرط الابتعاد عنها وعن ابنتها.
في العام نفسه وبعد أيام من الانتهاء من طلاقها الثالث تزوجت للمرة الأربعة من الممثل السينمائي الشهير غاري ميريل، وهو زواجها الرابع والأخير، وبعد زواجها تبنت طفل يبلغ من العمر 5 أيام اسمه مايكل، وفي عام 1951 تبنت طفلة اسمها مارجوت.
انفصلت ديفيس عن ميريل عام 1960، وقيل إنها تعرضت للعنف المنزلي وأن ميريل كان مدمنًا على الكحول، وقد ذكرت أنها اعتبرت زواجها الرابع هو فرصتها الأخيرة للعثور على الحب والسعادة ولكنها تحولت إلى أحلك سنوات حياتها.
خلافها مع ابنتها باربرا
عاشت بيت ديفيس علاقة مضطربة مع ابنتها الكبرى باربرا ديفيس التي أنجبت من زواجها الثاني، وقد نشأت الخلافات بينهما لأسباب كثيرة ولعل أهمها شعور الابنة بالغيرة من نجاح والدتها وشهرتها.
نشرت ابنتها باربرا كتابًا في عيد الأم، بعد أشهر فقط من خضوع ديفيس لعملية استئصال الثدي وتعرضها لسكتة دماغية كادت تقتلها، وكان الكتاب بعنوان "حارس أمي" وصورت فيها والدتها بأنها لا تعرف الرحمة وتتظاهر بمحاولات الانتحار من أجل كسب التعاطف.
شعرت ديفيس بخيانة كبيرة من ابنتها ولم تتمكن من فهم لماذا كتبت ابنتها هذا الأمر، وبسبب غضبها من ابنتها فقد حرمتها من الميراث فيما حصل أبناؤها بالتبني على الأموال.
وفي المقابل نشرت ديفيس كتاب سيرة ذاتية بعنوان "هذا وذاك" وقد وجهت رسالة إلى ابنته فيه، وقالت: "ابنتي العزيزة، أنا الآن في حيرة من أمري بشأن هويتك أو أسلوب حياتك. إن كتابك هو افتقار صارخ إلى الولاء والشكر على الحياة المميزة جدًا التي أشعرت أنها مُنحت لك".
أما عن عنوان كتابها فردت عليها في سيرتها الذاتية وقالت: "إذا كانت ذاكرتي تخدمني فقد كنت حارسك طوال هذا السنوات وأنا مستمرة في القيام بذلك لأن اسمي هو الذي جعل كتابك عني ناجحًا".
وعن كونها تشعر بأنها أم جيدة ردت ديفيس قائلة: "أعتقد أنني كنت كذلك. لقد أحببت أطفالي كثيرًا أعتقد أنني كنت أمًا جيدًا وابني يعتقد هذا أيضًا. إنه أمر مريح أن يشعر ابني بذلك".
وفاة بيت ديفيس
اكتشفت بيت ديفيس أنها تعاني من سرطان الثدي في آخر حياتها، ولكن صحتها تدهورت بسرعة وتوفيت في 6 أكتوبر عام 1989 في في فرنسا وكانت تبلغ من العمر 81 عامًا.
دفنت ديفيس في مقبرة فورست لون هوليوود هيلز في لوس أنجلوس إلى جانب والدتها روثي وشقيقتها بوبي، ومكتوب على شاهد قبرها "لقد فعلت ذلك بالطريقة الصعبة".