بولا يعقوبيان

سياسية بارزة حاربت الفساد في لبنان إعلامية مميزة كانت تطل في برامج صباحية بالتوازي مع تقديمها نشرات الأخبار، إنها الإعلامية والسياسية بولا يعقوبيان التي تعد اسمًا بارزًا في الإعلام والسياسة في لبنان، وعرفت بجرأتها في السطور التالية تعرف على مسيرتها وحياتها.

حياة بولا يعقوبيان ونشأتها

بوليت سيراكان ياعقوبيان هي إعلامية وسياسية لبنانية من أصول أرمينية ولدت في 4 أبريل عام 1976 في العاصمة اللبنانية بيروت، وبدأت مسيرتها المهنة باكرًا عام 1995 عندما كانت تبلغ من العمر 19 عامًا.

درست بولا العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية وتخرجت فيها عام 1999، وبعدها اتجهت إلى الإعلام وبدأت مسيرتها الإعلامية مع قناة إم تي في اللبنانية.

بولا هي ابنة أحد الناجين من الإبادة الجماعية للأرمن، حيث كان شهد والدها ذبح والديه وهو في الرابعة من عمره، وبعد الإبادة كانت لبنان هي البلد المضيف الرئيسي للكثير من اللاجئين الأرمن.

زواجها

تزوجت بولا مرتين، المرة الأولى من اللبناني موفق حرب، وتزوجته مدنيًا كونه من الطائفة الشيعية وهي أرمينية مسيحية، ورزقت منه بابنها الوحيد بول، وانفصلت عنه عام 2016.

بعد انفصالها ظهرت العديد من الأخبار عن زواجها مرة أخرى في مرات كثيرة، وقد سُئلت عن حقيقة زواجها في أحد الحوارات التلفزيونية وقد أكدت أنها تزوجت بعد انفصالها ولكن لم تصرح عن الأمر بسبب الأزمات المستمرة التي تعيشها لبنان.

زوجها اسمه وهبة تماري وهو مصرفي لبناني يبلغ  من العمر 59 عامًا ينتقل بين سويسرا ولبنان، وله اكثر من 35 عامًا من الخبرة في التجارة الدولية وإدارة الثروات.

كان زوجها يعيش معظم حياته خارج لبنان، ولكنها صرحت أنه بسببها فإنه يقيم في لبنان، وقد صرحت أنها أخفته عن الصحافة حتى لا يتعرض لمضايقات من الصحافة والأحزاب التي تعارضها فكريًا.

مسيرتها المهنية

بدأت الإعلامية اللبنانية بولا يعقوبيان مسيرتها المهنية في سن مبكر، حيث انضمت وهي التاسعة عشر من عمرها إلى محطة ICN اللبنانية أو تلفزيون لبنان، وذلك عام 1995 في قسم الأخبار.

بعد فترة تسلمت بولا مركز سكرتيرة التحرير في الأخبار الإقليمية والدولية وفي القناة نفسها، ثم حصلت على فرصة للظهور أمام التلفزيون، إذ قدمت في الوقت نفسه برنامجًا سياسيًا اسمه "السلطة الرابعة".

انتقلت بولا بعد ثلاث سنوات إلى المؤسسة اللبنانية للإرسال LBC ومن خلال القناة قدمت برنامجًا صباحيًا سياسيًا اسمها "نهاركم سعيد" وفيه يتم مناقشة الأوضاع السياسية في لبنان وأهم ما يخص الشارع اللبناني، وفي الوقت نفسه كانت تقدم نشرة الأخبار في القناة.

في عام 1999 انتقلت بولا إلى محطة MTV اللبنانية، وقدمت فيه برنامج "من الآخر"، وفي الوقت كانت تعمل في شبكة وراديو تلفزيون العرب ART، في الإذاعة قدمت برنامجًا سياسيًا أسبوعيًا، ولكنها توقفت عن العمل في الإذاعة بسبب خلافات بين الراديو والتلفزيون.

وخلال التعاون بين قناتي MTV، وART تمكنت بولا من تقديم عددًا من البرامج السياسية التي حاورت فيه السياسيين والمسؤولين في لبنان وأهم القضايا السياسية في البلاد والخلافات بين الأحزاب والطوائف، ومن أهم هذه البرامج "ضد التيار"، و"لقاء خاص"، و"رؤية واضحة"، و"لقاء من أمريكا".

وخلال هذه البرامج تمكنت بولا من التعريف بالأرمن والطائفة الأرمنية بمساعدة الشيخ صالح كامل صاحب قنوات ART، وبفضل هذه البرامج حققت شهرة واسعة في لبنان.

تنقلها بين المحطات التلفزيونية

كانت المحطة التالية للإعلامية بولا يعقوبيان هي قناة الحرة التي كان يديرها زوجها السابق الإعلامي اللبناني موفق حرب، ولكنها غادرت القناة سريعًا بعد أربعة أشهر بعد ترك زوجها إدارة القناة، وظهرت على القناة 3 مرات فقط.

انتقلت بعدها بولا يعقوبيان إلى تلفزيون المستقبل، وقدمت فيه برنامج "إنترفيوز" كما كانت تكتب مقالات في جريدة السفير اللبنانية، وقد تتلمذ على يدها العديد من طلاب الإعلام.

قدمت بولا استقالتها على الهواء مباشرة من تلفزيون المستقبل في يناير عام 2018، ووجهت الشكر إلى الرئيس سعد الحريري الذي أصر على بقائها في القناة.

انتقلت بعدها إلى قناة الجديد، وقدمت برنامجًا حواريًا سياسيًا يغطي الانتخابات النيابية اللبنانية خلال تلك الفترة، وحمل البرنامج اسم "بولاتيكس" وهو لعب بالألفاظ بين اسمها وكلمة politics أو سياسة بالإنجليزية.

في برنامج السياسي استضافت بولا المرشحين للانتخابات النيابية اللبنانية وحوارتهم عن برامجهم الانتخابية وخطتهم من أجل النهضة بالبلاد، كما كانت تدربهم على كيفية التعاطي مع الجمهور والناخبين.

الترشح للانتخابات النيابية

في عام 2018 أعلنت بولا يعقوبيان دخول غمار السياسية بعد استقالتها من قناة الجديد، وترشحت في الانتخابات التشريعية اللبنانية من لائحة كلنا وطني، وفازت في مقعد في بيروت.

بعد دخولها البرلمان اللبناني اقترحت عدة قوانين، منها قانون لإلغاء الألقاب العثمانية والفرنسية في مخاطبة ومرسالة الرسميين اللبنانية وهي موروثة من العهد العثماني والانتداب الفرنسي، مثل كلمات "فخامة"، و"دولة"، و"معالي"، و"سعادة" وما شابها على أن يتم مخاطبة المسؤولين بألقاب مثل  "السيد"، و"السيدة"، أو "السادة".

وقانون آخر لإلغاء محارق النفايات التي سببت في أزمة بيئية كبيرة في لبنان وكانت سببًا في زيادة مستوى السرطان في البلد، كما شجعت المواطنين على القيام بعمليات فرز القمامة في منازلهم للتخفيف من الأزمة والاستفادة من القمامة لإعادة تدويرها وإدخال دخل قومي للبلاد.

في عام 2020 أعلنت النائبة بولا ونواب جزب الكتائب استقالتهم من مجلس النواب اللبناني، وذلك بعد انفجار مرفأ بيروت الذي أسفر عن مقتل أكثر من 150 شخصًا وجرح  أكثر من 5 آلاف.

وعن استقالتها قالت النائبة بولا إنها شعرت أنها شاهدة زور في البرلمان، فالنواب ليس بمقدورهم فعل شيء والقرارات تتخذ من خارج البرلمان، لذا قررت الاستقالة مع الكثير من أعضاء المجلس.

بعد استقالتها لم تتوقف بولا عن انتقاد الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي تعاني منها لبنان، وكانت من أوائل من نزل إلى الشارع خلال المظاهرات في لبنان تعلن عن رفضها لطريقة تسيير الأمور وحل الأزمات.