-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
السيرة الذاتية
اشتهر العالم الفرنسي بليز باسكال بتعدد أبحاثه واكتشافاته في مجالات متنوعة، فقد برع في علوم الفيزياء والرياضيات، وتمكن من التوصل إلى العديد من الاستكشافات، كما أن له الفضل في اختراع الآلة الحاسبة، وبجانب ذلك فقد كانت له إسهامات ومؤلفات فلسفية عدة، في السطور التالية تعرف على مسيرته وإنجازاته.
من هو بليز باسكال؟
هو عالم رياضيات وفيزيائي وفيلسوف ومخترع وكاتب فرنسي ولد في 19 يونيو عام 1623 في كليرمون فيران في فرنسا، ويعد عبقريًا فرنسيًا عاش في القرن السابع عشر، برز في مجالات متعددة مثل الرياضيات والفلسفة والعلوم والأدب.
اشتهر باسكال بمساهماته الرائدة في نظرية الاحتمال وحساب التفاضل والتكامل، وترك إرثًا فكريًا غنيًا من خلال كتاباته الفلسفية العميقة، مثل "رسائل ريفية" و"أفكار".
كان باسكال عبقريًا ورائدًا في العلوم الطبيعية والتطبيقية، وقد قدم مساهمات عدة في علوم مختلفة، فله الفضل في اختراع الآلة الحاسبة. وبجانب مساهماته في الرياضيات والفيزياء، فقد برز كعالم لاهوت ومدافع للإيمان المسيحي.
وعلى الرغم من عبقريته، إلا أنه كان في الحقيقة شخصًا ضعيفًا ومريضًا، فقد عانى من مشكلات نفسية واضطرابات غريبة صاحبته طوال حياته.
متى ولد بليز باسكال؟
ولد في 19 يونيو عام 1623.
نبوغ ومهارة مبكرة
ولد بليز باسكال في كليرمون فيران في فرنسا، وقد عاش طفولة صعبة، فقد توفيت والدته عندما كان يبلغ من العمر 3 سنوات، فيما تولى تربيته والده، عالم الرياضيات الفرنسية إتيان باسكال، والذي كان قاضيًا محليًا. كان لدى باسكال شقيقتان، أخته الكبرى اسمها جيلبرت، وأخته الصغرى اسمها جاكلين.
بعد 5 سنوات من وفاة والدته، انتقل باسكال مع والده وشقيقتيه إلى باريس، وهناك تولى والده مسؤولية تعليم أطفاله بنفسه دون طلب مساعدة من أحد، وسرعان ما اكتشف والده قدراته الفكرية ومهارات العقلية غير العادية، واكتشف ميوله للرياضيات والعلوم بشكل مذهل.
تمكن باسكال، وهو في سن الثانية عشر فقط، من إعادة اكتشاف أول اثنين وثلاثين اقتراحًا هندسيًا لإقليدس، وقد استخدم الفحم على أرضية البلاط لحل المعادلات الهندسية.
اهتم باسكال بشكل كبير بأعمال ديسارج عن المقاطع المخروطية، وفي سن الـ16 عامًا فقط، قد أطروحة قصيرة يثبت هذه المعادلة، وتعد هذه الأطروحة أول عمل جاد له في الرياضيات، ولا تزال تُعرف حتى الآن بـ"نظرية باسكال".
كانت براعة باسكال، رغم صغر سنه، محل شك العديد من العلماء، ومنه رينيه ديكارت، الذي اعتقد في البداية أن عمل باسكال المبكر من كتابة والده.
تأثير والده عليه
عاش باسكال تحت رعاية وتربية والده، الذي كان متدينًا وصارمًا للغاية، فقد أجبر أبنائه الثلاث على عيش حياة منعزلة ومتقشفة، كما أنه رفض إرسالهم إلى المدارس، وقرر أن يعلمهم بنفسه، واتبع نهجًا تربويًا غير تقليدي.
ورغم صرامته، إلا أنه نجح في أن ينمي في أبنائه حب التفكير والبحث العلمي، وقد علمهم أن يتساءلوا عن سبب كل الأشياء، ولا يقبلوا أي تفسير دون سؤال، إلا الإيمان بالله.
وبسبب هذه النشأة أصبح باسكال شخصية كتومة وغريبة، وقد أثرت وفاة والدته عليه أيضًا، إذا عاش حياته كلها فاقدًا للحب والحنان والعناية، لذا اتجه إلى عالم العلوم والأفكار، تحت عدم ورعاية من والده الذي علمه اللاتينية، والتاريخ، والفرنسية، والفيزياء أيضًا.
متى اخترع بليز باسكال الآلة الحاسبة؟
يعد اختراع الآلة الحاسبة من أهم إنجازات بليز باسكال، وقد توصل إلى فكرة صنع آلة تقوم بالحسابات بداية من عام 1642، حيث كان والده يعمل مفوضًا للضرائب في مدينة روان، وهي مهنة تتطلب العديد من الحسابات الطويلة والمرهقة.
وفي محاولة منه لتخفيف الحسابات على والده، قرر باسكال اختراع آلة حاسبة ميكانيكية قادرة على الجمع والطرح، وأطلق عليها "حاسبة باسكال" أو "باسكالين"، وكان وقتها يبلغ من العمر 19 عامًا فقط، ويوجد 4 من أصل 8 آلات حاسبة موجودة في عدة متاحف أوروبية، منها متحف الفنون والحرف في باريس.
صمم باسكال آلية تستخدم تروسًا وأسنانًا لحساب العمليات الحسابية، وقد اعتمدت الآلة على مبدأ التروس المتداخلة، حيث يمثل كل ترس رقمًا من 0 إلى 9، وعند دوران الترس لأكثر من 9، ينقل الحركة إلى الترس التالي، مما يمثل عملية العشرات في النظام العشري.
بنى باسكال النموذج الأول باستخدام مواد معدنية مثل النحاس، وكانت تقنيته المبتكرة واحدة من أولى الآلات الميكانيكية التي يمكنها إجراء عمليات حسابية تلقائية، لذا تعتبر خطوة مهمة في مجال التكنولوجيا.
لم تستخدم الآلة على نطاق واسع، وقد فشلت أيضًا في تحقيق نجاح تجاري كبير، ويرجع هذا جزئيًا إلى أن استخدامها كان مرهقًا في الممارسة العملية، كما أنها كانت باهظة الثمن، لذا أصبحت مجرد رمزًا للمكانة الاجتماعية، حيث اشتراها الأثرياء في فرنسا وأوروبا.
أجرى باسكال أيضًا تحسينات كثيرة عليها لسنوات، وعلى مدار 10 سنوات صمم حوالي 50 آلة، ورغم عدم انتشارها، إلا أن اختراعه وضع الأساس للتطورات المستقبلية في تصميم الآلات الحاسبة الميكانيكية والإلكترونية.
ما هي إنجازات العالم باسكال؟
وبجانب اختراع الآلة الحاسبة، كان للعالم بليز باسكال العديد من الإنجازات في الرياضيات، والفيزياء، ومنها "مخروطية باسكال" والتي قام بها في سن السادسة عشر، حيث قدم عملًا بارزًا في الهندسة الإسقاطية، وتحديدًا في دراسة المخروطيات.
قانون باسكال ينص على أن إذا تم اختيار ست نقاط عشوائية على مخروطية، فإن تقاطعات أزواج الخطوط الموصلة بين النقاط الثلاث الأولى مع النقاط الثلاث الأخيرة ستشكل خطًا مستقيمًا يعرف بخط باسكال.
اشتهر باسكال بمساهمته في تطوير ما يُعرف الآن بمثلث باسكال، وهو ترتيب ثنائي المعاملات الثنائية في مثلث. هذا المثلث له تطبيقات واسعة في الجبر ونظرية الاحتمالات.
عمل باسكال أيضًا على تطوير التكاملات، والتي كانت لها أهمية كبيرة في حساب التفاضل والتكامل. قام باسكال بدراسة منحنيات الدوران وقدم نتائج حول الدوال المعرفية.
أسهم باسكال أيضًا في تطوير الهندسة التحليلية. أجرى دراسات على المخروطيات، وقدم ملاحظات هامة حول خصائصها.
وفي كتابه "رسالة في الحساب اللامتناهي"، قام بدراسة توزيع الاحتمالات في الألعاب البسيطة والمركبة، ووضع الأسس الرياضية لمفاهيم مثل القيمة المتوقعة والاحتمالات الشرطية.
ما هي تقنية باسكال؟
ساهم باسكال أيضًا في العديد من المجالات الفيزيائية، ومنها "ميكانيكا الموائع والضغط"، وقد تم إطلاق قانون باسكال على وحدة الضغط في النظام الدولي للوحدات تقديرًا لإسهاماته.
وقد تركزت أعماله في مجالات الديناميكا المائية على مبادئ الموائع الهيدروليكية، وقد أدى هذا الاكتشاف إلى اختراع المكبس الهيدروليكي. قام باسكال أيضًا بأول تجربة لقياس الضغط الجوي مقابل الارتفاع.
وتنص تقنية باسكال أن الضغط المطبق على سائل محصور في نظام مغلق ينتقل بالتساوي في جميع الاتجاهات إلى جزء من أجزاء السائل، والجدران المحيطة به.
ولتوضيح المبدأ أكثر، إذا كان لديك نظام يتكون من أسطوانة كبيرة متصلة بأسطوانة صغيرة مملوءتين بسائل، وعند تطبيق قوة معينة على المكبس الصغير، ينتقل الضغط الناتج إلى المكبس الكبير، وهو ما يسمح برفع أوزان ثقيلة بجهد أقل، وهذا هو الأساس العلمي الذي تستمد إليه العديد من الآلات الهيدروليكية.
وقد استخدمت هذه التقنية في في تطبيقات مختلفة، منها المكابح الهيدروليكية، والتي تُستخدم في السيارات والشاحنات، حيث يتم نقل الضغط من دواسة الفرامل عبر سائل الفرامل إلى مكابس الفرامل في العجلات، مما يؤدي إلى تقليل سرعة السيارة أو إيقافها.
اسُتخدم أيضًا في رفع الأوزان الثقيلة مثل السيارات في الورش، حيث يتم تطبيق ضغط صغير على السائل في الأسطوانة الصغيرة، وينتقل هذا الضغط ليؤدي إلى رفع الأوزان الثقيلة عبر أسطوانة أكبر.
أصبح مبدأ باسكال أساس تصميم وتشغيل العديد من الأنظمة الهيدروليكية المستخدمة في الحياة اليومية والصناعة. هذا المبدأ يظهر براعة بليز باسكال في فهم وتطبيق المفاهيم الفيزيائية لتطوير تقنيات عملية لا تزال ذات أهمية كبيرة حتى اليوم.
ماذا قال باسكال عن الله؟
عُرف العالم الفرنسي بليز باسكال بتأملاته الفلسفية والدينية خلال حياته، فقد قدم العديد من الأفكار العميقة حول الله والإيمان، وتمثلت تجربته الدينية في كتابه الشهير "الأفكار"، وقد قرر كتابة هذا الكتاب حينما عاش تجربة روحانية بعدما نجا من حادث مروري بأعجوبة.
في تلك الليلة كتب أول كلماته "الفرح، دموع الفرح" وقرر أن يتخلى عن متع الدنيا، وانضم إلى حركة دينية وسياسية اسمها "الجانسنية"، وهي حركة تركزت في فرنسا نشأت كرد فعل على الاستبداد الملكي والتغييرات في الكنيسة الكاثوليكية. كانت الحركة "الجانسنية" يعارضون بشكل حركة اليسوعيين.
من أبرز مساهمات بليز باسكال في الفلسفة والدين هو "رهان باسكال"، وهو حجة فلسفية تدافع عن الإيمان بالله من منظور عقلاني، وطرح في رهانه فكرة مفادها أنه في غياب دليل قاطع على وجود الله أو عدمه، يكون الإيمان بالله هو الخيار الأكثر عقلانية.
وقد وضع باسكال حالتين حول هذه القطاعة، الأولى أن "الله موجود"، وفيها إذا آمنت بالله وكان موجودًا، فإنك سترى مكافآت عظيمة، ألا وهي الحياة الأبدية في الجنة، وإذا لم تؤمن بالله، وكان موجودًا، فإنك تخسر الكثير، وهي العقاب الأبدي في الجحيم.
أما الحالة الثانية، وهي "الله غير موجود"، وفيها إذا آمنت بالله، وكان غير موجود، فإنك لا تخسر شيئًا جوهريًا، بل ربما تكون قد عشت حياة فضل نتيجة لإيمانك، وإذا لم تؤمن بالله، وكان الله غير موجود، فإنك أيضًا لا تخسر شيئًا.
ومن خلال هذا التحليل، وجد باسكال بأن الخيار العقلاني هو الإيمان بالله، لأنه في حالة صحة هذا الإيمان، تكون المكافأة كبيرة جداً، وفي حالة خطئه، لا يكون هناك خسارة كبيرة.
استخدم بليز باسكال علمه وفلسفته لدعوة الناس إلى التفكير في الإيمان بالله بطريقة جديدة ومبتكرة، ويبقى رهان باسكال واحدًا من أكثر الحجج الفلسفية شهرة في الدفاع عن الإيمان بالله من منظور عقلاني وبراغماتي.
نظرته للإيمان
اشتهر بليز باسكال بمقولته الشهيرة "لقلب أسبابه التي لا يدركها العقل"، ومن خلال هذه المقولة ميّز باسكال بين الإيمان العقلي والإيمان القلبي، حيث يرى أن الإيمان الحقيقي بالله ينبع من القلب، وليس فقط من العقل.
يعترف باسكال بضعف الإنسان وافتقاره إلى المعرفة المطلقة. ويرى أن الإنسان بحاجة إلى الله ليس فقط كخالق، بل كملاذ ومعين في رحلته الروحية. كما انتقد بشدة النفاق الديني والاعتماد على الطقوس والشعائر بدون فهم حقيقي للإيمان. كان يدعو إلى إيمان حقيقي وعميق يعكس محبة الله وخشيته.
سنواته الأخيرة والوفاة
وصف بليز باسكال، بسبب فلسفته وإيمان بأنه زاهد، وقد وصفه الشاعر الإنجليزي "تي إس إليوت، بأنه "رجل من أهل الدنيا بين الزاهدين، وزاهد بين أهل الدنيا"، فقد كان أسلوب حياته الزهدي مستمدًا من اعتقاده بأن المعاناة أمر طبيعي وضروري للإنسان.
في عام 1959 أصيب باسكال بمرض خطير، إلا أنه رفض العلاج من قبل الأطباء قائلًا بأن "المرض حالة طبيعية للمسيحية"، وبحلول عام 1662 أصبح مرضه خطيرًا وأكثر عنفًا، كما تدهورت حالته النفسية بشدة بعد وفاة شقيقته.
وبسبب تدهور حالته انتقل للعلاج في المستشفى، وفي باريس في 18 أغسطس 1662 أصيب بتشنجات شديدة وتوفي في صباح اليوم التالي، وكانت آخركلمة قالها: "أرجو ألا يتخلى الله غني أبدًا".
بعد وفاته تم تشريح جثته، وقم تم اكتشاف مشكلات صحية خطيرة في معدته وأعضاء أخرى في بطنه، كما كشف التشريح أنه عانى من تلف في الدماغ، ورغم أن مرضه لم يحدد بدقة، ولكن يُعتقد أنه كان يعاني من السل، وسرطان المعدى، فيما يعتقد الأطباء أن الصداع الذي لازمه طوال حياته بسبب إصابة دماغه.