بشهادة الصحة العالمية.. مصر تنتصر على الملاريا

توجت مصر، اليوم الأحد، جهوداً استمرت قرابة قرن كامل في مكافحة مرض الملاريا، بحصولها على شهادة رسمية من منظمة الصحة العالمية تؤكد خلوها تماماً من هذا المرض الذي عانت منه البلاد منذ عصر الفراعنة. 

وفي خطوة وصفتها المنظمة الدولية بـ"النجاح التاريخي"، أصبحت مصر الدولة رقم 45 على مستوى العالم التي تنجح في القضاء على هذا المرض الفتاك الذي يحصد سنوياً أرواح أكثر من 600 ألف شخص، معظمهم في القارة الأفريقية.

وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "لقد كانت الملاريا قديمة قدم الحضارة المصرية نفسها، ولكن هذا المرض الذي ابتلي به الفراعنة بات الآن من ماضي مصر لا مستقبلها".

معايير صارمة

ولم يكن الحصول على هذه الشهادة بالأمر الهين، إذ اشترطت منظمة الصحة العالمية على مصر إثبات توقف سلسلة انتقال المرض محلياً عبر بعوض الأنوفيليس لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات متتالية، مع إثبات قدرتها على منع عودة انتقال العدوى.

من جانبه، أكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة المصري ونائب رئيس الوزراء، أن "حصول مصر على شهادة القضاء على الملاريا ليس نهاية الرحلة، بل بداية مرحلة جديدة"، مشدداً على ضرورة العمل المتواصل للحفاظ على هذا الإنجاز.

وحدد الوزير ثلاثة محاور رئيسية للحفاظ على هذا النجاح:

- الحفاظ على أعلى معايير الترصد والتشخيص والعلاج.

- الإدارة المتكاملة لناقلات المرض.

- ضمان استدامة الاستجابة الفعالة والسريعة للحالات الوافدة.

سباق عالمي

وتأتي هذه الخطوة في وقت لا تزال فيه الملاريا تشكل تحدياً صحياً عالمياً كبيراً، خاصة في القارة الأفريقية التي تسجل 95% من إجمالي الوفيات العالمية بسبب المرض. ويمثل نجاح مصر في القضاء على المرض نموذجاً يحتذى به للدول الأخرى التي ما زالت تكافح هذا المرض.

ويعد هذا الإنجاز المصري خطوة مهمة نحو تحقيق الهدف العالمي للقضاء على الملاريا، كما يؤكد قدرة الدول على التغلب على التحديات الصحية من خلال الالتزام طويل المدى والجهود المنظمة.