من موظف سابق في شركة ياهو إلى مؤسس أشهر تطبيق مراسلة في العالم، إنه المبرمج الأمريكي بريان أكتون الذي أسس تطبيق واتساب، مع شريكه جان كوم، وبسبب هذا التطبيق غيّر من قواعد المراسلة حول العالم، وحقق ثروة طائلة، وأصبح نموذجًا يحتذى به لرواد الأعمال حول العالم، في السطور التالي نلقي الضوء على قصته وإنجازاته.
من هو بريان أكتون؟
هو مهندس برمجيات ورجل أعمال أمريكي، ولد في 17 فبراير عام 1972 في ميشيغان بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو أحد المؤسسين المشاركين لتطبيق المراسلة الشهير "واتساب" الذي يعد الأشهر والأكثر استخدامًا في العالم.
بدأ أكتون مسيرته المهنية في مجال البرمجة والعمل في كبرى شركات التكنولوجيا، حيث عمل مع شركة ياهو لمدة 11 عامًا، وبعدها قرر تأسيس واتساب عام 2009 مع زميله في ياهو جان كام، وأصبح فيما بعد التطبيق الأكثر نجاحًا في العالم، وغيّر قواعد المراسلة والاتصالات.
في عام 2014، تم الاستحواذ على تطبيق واتساب من قبل شركة فيسبوك مقابل 19 مليار دولار، وهو ما جعل أكتون من أكثر الشخصيات نجاحًا في عالم التكنولوجيا. بعد سنوات من العمل غادر فيسبوك بسبب خلافات مع الشركة، واتجه لإنشاء تطبيقات أخرى.
نشأته وتعليمه
نشأ بريان أكتون في ميشيغان، وانتقل بعدها للعيش في فلوريدا، حيث درس في مدرسة ليك هاويل الثانوية، وتخرج فيها بتفوق، ليحصل بعدها على منحة دراسية كاملة لدراسة الهندسة في جامعة بنسلفانيا.
لم يستمر أكتون في الجماعة، حيث غادر الجامعة بعد عام، وانتقل للدراسة في جامعة ستانفورد، وتخرج فيها عام 1994 بدرجة في علوم الكمبيوتر.
زوجته وحياته الشخصية
تزوج بريان أكتون من تيجان أكتون، ويقيم مع زوجته في بالو ألتو في كليفورنيا، وقد عرف الزوجان بأنهما محبان للأعمال الخيرية والتبرع، ففي عام 2019 ذكرت مجلة فوربس أن الزوجين تبرعا خلال حياتهما بأكثر من مليار دولار لقضايا وجمعيات خيرية مختلفة.
مسيرته المهنية مع ياهو
بدأ بريان أكتون مسيرته المهنية عام 1992، خلال دراسته في جامعة ستانفورد، حيث كان مسؤولًا عن الأنظمة في شركة روكويل إنترناشيونال، وبعدها أصبح مختبر منتجات في شركة أبل إنك، وأدوبي سيستمز.
في عام 1996، انضم أكتون إلى شركة ياهو، وعمل كمهندس برمجيات، وفي الشركة، تعرف على زميله جان كوم، الذي عمل كمهندس بنية تحتية، وعملا معًا في الشركة لمدة 10 سنوات تقريبًا.
كانت شركة ياهو في ذلك الوقت تعد من أكبر شركات التكنولوجيا والإنترنت في العالم، وهو ما أتاح له العمل في بيئة متقدمة تقنيًا. عمل أكتون كمهندس برمجيات، وساهم في تطوير العديد من المنتجات والخدمات المتعلقة بالإعلانات والبنية التحتية التقنية، كان له دور بارز أيضًا في بناء الأنظمة الإعلانية، والتي كانت مصدرًا رئيسيًا للإيرادات للشركة.
خلال عمله مع ياهو، جرب أكتون الاستثمار في شركات مختلفة، منها فقد استثمر في الدوت كوم، وخسر الملايين في فقاعة الدوت كوم عام 2000. عمل أكتون في شركة ياهو من عام 1997، وحتى عام 2007، حيث قرر ترك الشركة مع زميله جان جوم.
العمل على تطبيق واتساب
بعد مغادرة شركة ياهو، أخذ بريان أكتون إجازة لمدة عام كامل مع زميله كوم، وسافرا خلال هذه السنة حول أمريكا الجنوبية، وحاولا في تلك الفترة الحصول على فرصة عمل في شركة فيسبوك، ولكنهما لم يتمكنا من ذلك.
في عام 2009، اشترت كوم هاتف آيفون، وحينها أدرك أن متجر التطبيقات المبتكر حديثًا يمكنه أن يولد صناعة ضخمة وجديدة من التطبيقات، لذا فكرا في تأسيس تطبيق مراسلة عبر الإنترنت، واختارا له اسم "واتساب"، والتي تعني "كيف الحال".
أسس أكتون وكوم الشركة في فبراير عام 2009 في كاليفورنيا، وحقق التطبيق نجاحًا سريعًا، وبحلول عام 2014، تمكن بريان أكتون وكوم من بيع واتساب إلى شركة فيسبوك، اللذان كانا فشلا في العمل فيها سابقًا، ووصلت قيمة الصفقة 19 مليار دولار أمريكي نقدًا وأسهمًا.
يملك أكتون أكثر من 20% من حصة الشركة، وفقًا لفوربس، وهذا يعني أن صافي ثروتي حوالي 3.8 مليار دولار أمريكي.
مغادرة واتساب
ظل أكتون يعمل في واتساب حتى سبتمبر عام 2017، حيث تنازع مع شركة فيسبوك بشأن الخصوصية وتحقيق الدخل من واتساب.
تزامن مع تركه واتساب، تركه طواعية 850 مليون دولار في خيارات غير مكتسبة من خلال المغادرة قبل بضعة أشهر من اكتمال الاكتساب. صرح أكتون وقتها أن المدراء التنفيذيين في فيسبوك كانوا يدربونه لتضليل المنظمين الأوروبيين بشأن نية فيسبوك دمج بيانات مستخدمي فيسبوك وواتساب.
تأسيس تطيق سيجنال
بعد مغادرة واتساب في سبتمبر عام 2017، اتجه بريان أكتون لتأسيس مؤسسة جديدة اسمها سيجنال، وهي مؤسسة مخصصة لمساعدة الأشخاص على الوصول إلى الاتصالات الخاصة من خلال تطبيق مراسلة مشفر، وهو حاليًا عضو مجلس الإدارة في المؤسسة.
يستخدم هذا التطبيق على نطاق واسع بين الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان، وقد استثمر أكتون فيه بمبلغ 50 مليون دولار. واصل أكتون هجومه على شركة فيسبوك، ففي عام 2018 غرد علنًا، ودعم حملة "حذف فيسبوك".
رائد الأعمال الخيرية
عُرف عن رجل الأعمال بريان أكتون، وزوجته تيجان، بحبهما للأعمال الخيرية. في عام 2015 أسسا شبكة خيرية اسمها Wildcard Giving تضم 3 مؤسسات خيرية، ومنها مؤسسة Sunlight Giving والتي تقدم خدمات دعم للأسرة ذات الدخل المنخفض، والتي لديها أطفال يتراوح أعمارهم من 0 إلى 5 سنوات، كما تقدم دعم لضمان الأمن الغذائي، والرعاية الصحية، وتبلغ أصول المؤسسة 470 مليون دولار.
في عام 2015، منحت المؤسسة مساعدات بقيمة 6.4 مليون دولار، وفي 19.2 مليون دولار في عام 2016، و23.6 مليون دولار في عام 2017، كما ساعدت المؤسسة في تمويل منظمات غير ربحية أخرى.
في عام 2014، أسس أيضًا مؤسسة خيرية Acton Family Giving، ومؤسسة أخرى اسمها Solidarity Giving، وخلال حياته تبرع بأكثر من مليار دولار أمريكي لقضايا خيرية.