صاحبة صوت قولي ولامع وموهبة فنية برزت في الأربعينيات والخمسينيات، إنها المغنية والممثلة بديعة صادق التي نشأت في أسرة فنية كانت سببًا في تطور موهبتها وعملت في البداية مع الفرق الاستعراضية ثم الإذاعة، وبعدها انتقلت للعمل في السينما، تعرف في السطور التالية على حياتها ومسيرتها الفنية.
حياة بديعة صادق ونشأتها
بديعة محمد صادق الأورفيللي هي ممثلة ومغنية مصرية من أصل تركي اشتهرت في فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، ولدت في 22 أغسطس عام 1923 في قرية ملوي بمحافظة المنيا.
كانت لولادتها قصة طريفة، حيث إن والدتها أنجبتها في السيرك حينما كانت تجوب الصعيد مع سيرك توفيق الذي كان يمتلكه صديق والدها، وأنجبتها في استراحة السيرك.
نشأت بديعة في أسرة فنية، فقد كان والدها المدير الفني لفرقة فوزي منيب الممثل والمهرج المسرحي الشهير زوج الممثلة ماري منيب، وكانت والدتها تصاحب والدها في رحلاته الفنية، فعملت بديعة مع والدها في الفن.
شقيقتها هي المطربة كوكب صادق والدة الإعلامية الشهيرة إسعاد يونس، فهي خالتها، كما أنها خالة الفنانة إيمان يونس، والأستاذة أحلام يونس، رئيس أكاديمية الفنون السابقة.
بدأت بديعة مشوارها الفني في سن صغير، حيث كانت تقدم عروضًا استعراضية وراقصة في سن الرابعة، وكانت أول طفل تقدم استعراضات في مصر قبل فيروز، ونيللي ولبلبلة، واتجهت بعدها إلى الغناء.
تعلمت بديعة الغناء على يد الفنان زكريا أحمد، وفي سن الثانية عشر عملت مع فرقة بديعة مصابني، وبعدها اتجهت للغناء في الإذاعة ثم السينما.
زواجها
تزوجت الفنانة بديعة صادق أكثر من مرة، المرة الأول من الفنان عبد الغني النجدي الذي كان يكتب الاسكتشات الفنية والمسرحيات لفرقة بديعة مصابني، وأنجبت منه ابنًا واحدًا اسمه خالد يعيش في أستراليا ويحمل الجنسية الأسترالية، وتزوج من سيدة يابانة اسمها "نوريكو" ولديه ابنة اسمها نادية.
انفصل الفنان بديعة عن زوجها الأول بعد عدة سنوات، وتزوجت للمرة الثانية من الموسيقار أحمد علي عام 1952، وأنجبت منه 5 أبناء، وهم بديعة، وناصر، وإسماعيل، وأحمد وطاهر.
بعد الزواج سافرت مع زوجها في أواخر الستينيات إلى الكويت، حيث عمل زوجها هناك في الإذاعة الكويتية، وظلت هناك حتى غزو العراق، فعادت مع عائلتها إلى مصر مجددًا عام 1990.
حكايتها مع عبد الوهاب
بسبب صوتها الجميل اختارها الموسيقار عبد الوهاب لغناء تتر فيلم "يوم سعيد" وغنت أغنية "ما أحلاها عيشة الفلاح" من ألحانه، وقامت بتسجيل الأغنية صوت وصورة، ولكن سببت لها هذه الأغنية مشكلة مع أسمهان.
قامت أسمهان بتسجيل الأغنية قبل بديعة، وعندما علمت أن عبد الوهاب جعل مغنية أخرى تغني الأغنية بصوت رفعت قضية على بديعة لأها صاحبة الأغنية الأصلية، فاضطر عبد الوهاب إلى تقديم الأغنية بصوت أسمهان في الفيلم بطريقة الدوبلاج، حيث حركت بديعة شفاهها في الفيلم فقط.
ويُقال إن الفنانة بديعة وقعت في حب الفنان عبد الوهاب وتزوجته بالفعل، ولكن تم الطلاق بعد فترة قصيرة بسبب إدمانه على الخمور ولم تتحمل العيش معه فقررت الانفصال.
مشوارها الفني
بدأت الفنانة بديعة صادق مشوارها الفني في سن مبكر، حيث أشركها والدها في العروض الاستعراضية والراقصة في سن الرابعة، وكانت أول طفلة تقدم استعراضات قبل نيللي وفيروز.
استمرت بديعة ترقص في الفرقة حتى رفع أحد المحامين قضية على والديها بتهمة تشغيل قاصر في الفن، وتولى المحامي أحمد رشدي القضية وترافع عن الأب والأب حتى حصلا على البراءة.
بسبب هذه القضية تركت بديعة المسرح لسنوات وبسبب ابتعادها عن الفن ساءت حالتها النفسي فقرر والداها إعادتها للمسرح مرة أخرى، وبعدها التحقت بفرقة بديعة مصابني في فترة المراهقة مع أخيها محمد صادق الذي عمل كمونولوجيست في الفرقة لسنوات.
اتجهت بديعة بعدها إلى الغناء ودربها الملحن زكريا أحمد وتجولت مع فرق استعراضية أخرى في مدن مصرية وعربية، ومن الفرق التي غنت فيها فرقة علي الكسار وفرقة حسين المليجي، وبعدها كونت فرقتها الخاصة.
اتجهت بديعة بعدها إلى الغناء في الإذاعة، وكانت تقدم وصلتين من الغناء كل شهر وبسبب غنائها في الإذاعة تعرف عليها الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي قدمها إلى السينما، فبدأت مسيرتها في السينما.
قدمت بديعة العديد من الأغنيات الناجحة منها "يا محلى جمالك يا عروسة"، و"الدندورمة"، و"بعد الخصام"، و"دور العفو يا سيد الملاح"، و"هلت دموع العين" وغيرها.
بديعة صادق في السينما
طوال مسيرتها الفنية قدمت بديعة ما يقرب من 7 أفلام سينمائية فقط، أول فيلم لها كان فيلم "وراء الستار" عام 1937 وقدمت في أغاني الفيلم فقط، والعمل من بطولة عبد السلام النابلسي، وتحية كاريوكا، وزينات صدقي، ومختار عثمان، ورجاء عبده، وعبد الغني السيد.
في عام 1940 تعرف على صوتها عبد الوهاب في الإذاعة فقرر أن تشارك في فيلمه "يوم سعيد" عام 1940 من بطولة مع سميحة وفاتن حمامة، وعلوية جميل، وفردوس محمد، وإلهام حسين وغيرهم.
في العام نفسه شاركت في فيلم "تحت السلاح" من بطولة زوزو شكيب، وأحمد علام، وعباس فارس، ومحمد الديب، وزينات صدقي، وعلي رشدي وغيرهم.
في عام 1941 شاركت بديعة في فيلم "سي عمر" من بطولة نجيب الريحاني، وماري منيب، وميمي شكيب، وعبد الفتاح القصري وسراح منير، وفي عام 1945 شاركت في فيلم "ليلة الحظ" من بطولة أنور وجدي، وتحية كاريوكا، ورجاء عبده، وماري منيب، وثريا حلمي.
في عام 1947 شاركت في فيلم "خاتم سليمان" وقدمت أغاني الفيلم، والعمل من بطولة ليلى مراد، ويحيى شاهين، وزكي رستم، وعبد العزيز خليل، وسناء سميح، ومختار عثمان وغيرهم.
في عام 1953 شاركت في فيلم "عبيد المال" وكان آخر أعمالها في السينما وهو من بطولة فاتن حمامة، وعماد حمدي، وفريد شوقي والعمل من إخراج فطين عبد الوهاب.
اعتزالها ووفاتها
في نهاية الخمسينيات سافرت بديعة مع زوجها إلى الكويت حيث عمل هناك في الإذاعة لسنوات، وعادت مع أسرتها إلى مصر عام 1990 أثناء الغزو العراقي على الكويت.
ابتعد بديعة عن الفن لسنوات حتى رحلت عن عالمنا في 7 يناير عام 2010 عن عمر 87 عامًا، ويعيش أبناؤها في دول عربية مختلفة ولم يتجه أي منهم للعمل في الفن.