السيرة الذاتية
تعد سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي من النماذج النسائية البارزة والمهمة في إمارة الشارقة والإمارات العربية المتحدة، فهي أول امرأة عربية وإماراتية تشغل منصب رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، كما أن لها دوراً مهما في دفع عجلة التطور والاستثمارات في إمارة الشارقة، تعرف أكثر على مسيرتها المهنية وأهم إنجازاتها.
من هي بدور بنت سلطان القاسمي؟
سمو الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد بن صقر بن خالد بن سلطان بن صقر بن راشد القاسمي هي رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير، والمؤسسة والرئيسة التنفيذية لمجموعة كلمات، كما أنها رئيسة الجامعة الأمريكية في الشارقة، وهي ابنة سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة.
تعد الشيخة بدور من النماذج النسائية البارزة في الإمارات العربية المتحدة، فهي أول امرأة عربية تشغل منصب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، كما أن لها دورا مهما في دفع عجلة التطور والنمو في إمارة الشارقة تحت قيادة والدها الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حفظه الله.
رأست الشيخة بدور العديد من المشروعات المهمة في الإمارة، ومنها مشروع "شراع" الذي يهدف إلى تمكين رائدات الأعمال في الإمارات، وخاصة في الشارقة، فضلًا عن مشروعات مؤسسة شروق التي تهدف إلى جعل الإمارة مدينة مستدامة ونابضة بالحياة.
عائلة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي
الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي هي عضو الأسرة الحاكمة في الشارقة، فوالدها هو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي الذي تولى حكم الإمارة عام 1972، وكان عمره وقتها 32 عامًا فقط.
والدتها هي سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، والتي تُلقب "بالقلب الكبير" بسبب مبادراتها الإنسانية والاجتماعية المختلفة، كما أنها تشغل منصب رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في إمارة الشارقة، وبرزت بشكل خاص في المجالات الخيرية المختلفة.
لدى الشيخة بدور 3 أشقاء، واثنان من الإخوة غير الأشقاء، وأشقاؤها هم الشيخة نور بنت سلطان القاسمي، والشيخة حور بنت سلطان القاسمي، والشيخ خالد بن سلطان القاسمي الذي توفي عام 2019.
لديها إخوة غير أشقاء من زوجة والدها الشيخة موزة بنت سالم بن محمد بن مانع الفلاسي، وهم الشيخ المرحوم محمد بن سلطان القاسمي الذي توفي بعمر 24 عامًا، والشيخة عزة بنت سلطان القاسمي.
نشأتها وتعليمها
نشأت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في كنف والدها الحاكم الشيخ سلطان بن محمد القاسمي والذي تولاها برعايته واهتمامه فأخذت منه الكثير، وخاصة شغفها بالعلم والقراءة والمعرفة، فقد تأثرت بوالدها كثيرًا وسارت على خطواته فيما يتعلق بتنمية الثقافة والابتكار والتعلم.
وتتحدث الشيخة بدور عن والدها في مناسبات مختلفة وعديدة، ففي عام 2022 باركت والدها في ذكرى توليه مقاليد حكم إمارة الشارقة، وقالت في رسالتها له: "إلى أبي ذلك النبع الصافي، إلى شجرتي التي لا تذبل، إلى الظل الذي آوي إليه في كل حين أبي، أنت لي نور وضياء، وفي قلبي الحياة، أنت في الأرض الربيع، وفي الينبوع ماء.. خمسون عاماً من العطاء اللهم وفقه لكل خير، وأطل في عمره، وبارك له في صحته، وأسعده في الدارين يا رب العالمين".
درست سمو الشيخة بدور حتى المرحلة الثانوية في الإمارات، ثم سافرت إلى المملكة المتحدة وحصلت على درجة البكالوريوس في علم الآثار والانثروبولجية مع مرتبة الشرف.
تابعت الشيخة بدور دراستها العليا وحصلت على درجة الماجستير في الأنثروبولوجيا الطبية من جامعة لندن الجامعية، كما أنها حصلت على دورات تدريبية في النشر من عدة جامعات أمريكية منها جامعتا ييل وكاليفورنيا.
زوج الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي
تزوجت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي من الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، وهو نائب حاكم الشارقة ونائب رئيس المجلس التنفيذي ورئيس مجلس الشارقة للإعلام.
لدى الشيخة بدور 3 أبناء وهم الشيخة مريم بنت سلطان بن أحمد القاسمي، والشيخ أحمد بن سلطان بن أحمد القاسمي، والشيخة علياء بنت سلطان بن أحمد القاسمي.
مسيرتها المهنية
الشيخة بدور هي رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، كما أنها تشغل منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات. كما تشغل الشيخة بدور عدة مناصب هامة أيضًا منها أنها نائب رئيس مجلس إدارة نادي سيدات الشرق الأوسط، كما أنها رئيسة اللجنة المنظمة لمشروع ثقافة بلا حدود.
تشغل سموها كذلك منصب رئيسة حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل، كما أنها المؤسسة والرئيسة الفخرية للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ورئيسة اللجنة المنظمة لمشروع ثقافة بلا حدود.
في عام 2014 أصبحت الشيخة بدور أول امرأة عربية يتم اختيارها في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين، ثم أصبحت أول امرأة عربية تشغل منصب نائب الاتحاد الدولي للناشرين، وفي عام 2020 شغلت منصب الرئيس لتصبح أول امرأة عربية وإماراتية تشغل هذا المنصب.
مشاريع ثقافية وتعليمية رائدة
حملت الشيخ بدور بنت سلطان القاسمي على عاتقها المشروع التثقيفي والتعليمي في إمارة الشارقة، ونتج عن ذلك العديد من البرامج والمبادرات المؤثرة والناجحة.
ومن هذه المبادرات إنشاء مجموعة "كلمات" عام 2007، وهي أول دار نشر تخصصت في إصدار القصص والكتب باللغة العربية الفصحى للأطفال في الإمارات، وهي مؤسسة غير ربحية هدفت إلى مساعدة الأطفال ذوي الإعاقات البصرية والمحرومين للوصول إلى الكتب ومصادر المعرفة.
اهتمت سمو الشيخة بدور أيضًا بتعزيز دمج التكنولوجيا في التعليم المدرسي، لذا أطلقت مؤسسة "حروف للنشر التعليمي" التابعة لمجموعة "كلمات"، وتهدف المؤسسة إلى تعزيز استخدام اللغة العربية في المدارس بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقد وقعت المؤسسة عام 2013 على تعاون مع شركة "سامسونج" لتوفير أجهزة لوحية في المدارس.
كان للشيخة بدور دور مهم في جعل إمارة الشارقة لاعبا إقليميا بارزا، فتحت دعم ورعاية والدها تقود العديد من المشروعات المرموقة، ومنها "بيت الحكمة"، و"مركز مرايا للفنون".
أسست كذلك جمعية الناشرين الإماراتيين عام 2009، وبصفتها الرئيسة قامت بدور فاعل في الجهود الوطنية للنهوض بصناعة النشر، التي تُقدّر قيمتها بحوالي 281 مليون دولار أمريكي في الإمارات.
دعت إلى دعم صناعة النشر من خلال سَن تشريعات مواتية، تشمل إعفاء الكتب من ضريبة القيمة المضافة، كما لعبت جمعية الناشرين الإماراتيين دورًا رئيسيًا في جذب اهتمام صانعي القرار في القطاعين العام والخاص لقضية حرية النشر.
وكان لها دور مهم في تتويج إمارة الشارقة بلقب "العاصمة العالمية للكتاب 2019" لتكون أول مدينة في الخليج تحصل على هذا اللقب والمدينة الثالثة في منطقة الشرق الأوسط.
أسست كذلك مؤسسة PublisHer لدعم الناشرين والناشرات وتعزيز تكافؤ الفرص في قطاع النشر حول العالم، وقد حصلت على عضوية الاتحاد الدولي للناشرين عام 2012.
القاسمي أيضًا مساهم رئيسي في شبكة مدن الكتاب العالمية التابعة لليونسكو، وهي مجموعة من المدن الأعضاء التي تلتزم بمحو الأمية، وتعزيز القراءة، والتبادل الدولي، والتعلم مدى الحياة، كأساس لمجتمعات شاملة ومستدامة.
كانت القاسمي أول امرأة إماراتية تشارك في رئاسة المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما كانت أول سيدة تشغل منصب رئيس مجلس الأعمال الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي.
وقد استفادت من منصة المنتدى الاقتصادي العالمي لتحفيز الجهود في مجالات تعليم الشباب وتوظيفهم، ودعم ريادة الأعمال النسائية، وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتوسيع التمويل للصناعات الثقافية، ومعالجة قضايا تغيّر المناخ.
أول امرأة عربية تترأس الاتحاد الدولي للناشرين
في عام 2020 تولت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي منصب رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، لتصبح أول امرأة عربية تشغل هذا المنصب، وثاني امرأة على مستوى العالم.
وقد تم تنصيب الشيخة بدور خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد، والذي تم عبر منصة "زوم" بسبب جائحة كورونا، وقبلها كانت قد شغلت منصب نائبة رئيس الاتحاد الدولي للناشرين لمدة عامين.
وقد تم اختيار الشيخة بدور لهذا المنصب بفضل جهودها المهمة في دعم النشر والناشرين محليًا وعالميًا من خلال مبادرات مهمة، منها تأسيس جمعية الناشرين، وتأسيس مؤسسة PublisHer وغيرها من المؤسسات والمبادرات المعنية بالنشر.
تعيينها رئيسة الجامعة الأمريكية في الشارقة
في شهر يناير عام 2023 أصدر سمو الشيخ سلطان القاسمي مصدورًا أميريًا لتعيين سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في منصب رئيسة الجامعة الأمريكية في الشارقة، ورئيسة لمجلس أمناء الجامعة.
ويأتي هذا التعيين ضمن خطوات تعزيز دور المرأة الإماراتية في قطاع التعليم، وقد نشر سموه بيانًا قال فيه: "لقد وقع اختياري على تعيين الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي لما لها من علمٍ وكفاءة في العمل لتكون رئيسةً للجامعة الأمريكية بالشارقة، ولن أكون بعيداً ليس فقط عنها، وإنما عن الجامعة الأمريكية بالشارقة كذلك".
وقد عبرت سمو الشيخة بدور عن سعادتها بهذا التعيين، وكتبت على حسابها الشخصي على الإنستغرام وقالت: "أشكر والدي ومعلمي صاحب السمو حاكم الشارقة على ثقته الغالية بتعييني رئيسة للجامعة الأمريكية في الشارقة، التي كان سموه رئيساً لها لمدة ربع قرن. هذا الشرف الرفيع يمنحني مسؤولية كبيرة للحفاظ على المكانة الأكاديمية المتميّزة للجامعة، وتخريج جيل جديد من المبدعين في مختلف المجالات".
بعد توليها هذا المنصب أسست الشيخة بدور "صندوق منح خريجي الجامعة الأمريكية في الشارقة للتطوير والتضامن" ويهدف الصندوق إلى تقديم الدعم والتمكين للطلبة الموهوبين الذين يواجهون تحديات اجتماعية أو حالات طوارئ داخل مجتمعاتهم، لضمان حصولهم على تعليم جامعي متميز في الجامعة الأميركية في الشارقة، وستخصص عائدات الصندوق لهذا العام لدعم الطلبة المتفوقين من فلسطين الذين تعيقهم أوضاعهم المالية عن الدراسة في الجامعة الأميركية في الشارقة.
دور مهم في تمكين رائدات الأعمال
عملت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي جاهدة على تعزيز تكافؤ الفرص ودعم النساء في إمارة الشارقة، وأنشأت عدة مشروعات ومؤسسات تهدف إلى دعم رائدات الأعمال في الإمارة، ومنها مشروع "شراع" عام 2016 الذي يمكن رائدات الأعمال في الشارقة والإمارات، وذلك إدراكًا للدور المهم للنساء في دفع عجلة التطور والتنمية المستدامة.
وتحت هذه المنظومة أو المؤسسة تم تأسيس أكثر من 170 شركة ناشئة في قطاعات مختلفة منها الصناعات الإبداعية والاستدامة والتعليم، كما يركز على توفير الموارد والتعليم للمرأة من أجل تمكينها في مجال ريادة الأعمال.
تقدم منصة "شراع" على الإنترنت دعمها للنساء ذوات القدرة المحدودة على الحركة، وذلك من خلال توفير دورات لتطوير مهاراتهن في ريادة الأعمال، كما يقدم المشروع مراكز ابتكارية في الجامعات إرشادات وتوجيهات في المراحل المبكرة، مصممة خصيصًا لرائدات الأعمال الطموحات.
لمعالجة فجوة التمويل، ضمن "شراع" المساواة في الوصول إلى الفرص ويقدم المشورة والتدريب الشامل، ونتيجة لذلك، حصلت 42% من الشركات الناشئة التي تديرها نساء، على تمويل رأس المال الاستثماري، وهو رقم يتجاوز المتوسط العالمي.
تعاونت مؤسسة شراع أيضًا مع شركات ومنظمات عالمية ومحلية، منها "ميتا"، وذلك لتقديم ورش عمل وخدمات مخصصة، إضافة إلى التوجيه ودعم تحويل الأعمال لرائدات الأعمال.
يدعم "شراع" المجتمع المحلي للشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث تمتلك النساء نحو نصف الأعمال التجارية، من خلال توفير التوجيه وتنظيم الفعاليات وتيسير الوصول إلى الأسواق وخلق فرص التواصل.
أيضًا أعلنت الشيخة بدور أن "مهرجان الشارقة السنوي لريادة الأعمال" بمثابة منصة لمساعدة رائدات الأعمال للتواصل مع المستثمرين، وبالتالي تعزيز فرص النجاح والإلهام.
جوائز وتكريمات
حصلت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لمساهماتها البارزة في دفع عجلة التطور والنمو في إمارة الشارقة، ففي عام 2013 حصلت على جائزة "شخصية العام" في مهرجان طيران الإمارات للآداب، كما حصلت على جائزة "شخصية العام" لجائزة الشارقة للتميز التربوي في العام نفسه.
في العام التالي تم اختيارها ضمن قائمة أقوى 200 سيدة عربية في قطاع الأعمال وفقًا لمجلة فوربس، حيث حلت في المركز 34، وذلك تقديرًا لدورها في تأسيس "مجموعة كلمات"، وقد حصلت كذلك على جائزة المرأة العربية لفئة التعليم.
كما حصلت سمو الشيخة بدور كذلك على جائزة شخصية العام في قطاع السياحة عام 2013. في عام 2015 دخلت الشيخة بدور قائمة "أوائل الإمارات" كونها أول عربية يتم انتخابها لعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للناشرين.