نجحت الكاتبة والروائية الكويتية بثينة العيسى في أن تصنع لاسمها اسمًا مهمًا في الساحة الأدبية العربية، فقد تميزت بأسلوب أدبي فريد وقدرة على سبر أغوار النفس البشرية، وسلّطت من خلال أعمالها الأدبية الضوء على قضايا عميقة تعكس الواقع الإنساني والمجتمعي، وهو ما جعلها من الأصوات الأدبية النسائية الملهمة في الوطن العربي، تعرف أكثر على مسيرتها الأدبية وأعمالها.
من هي بثينة العيسى؟
بثينة وائل العيسى هي كاتبة وروائية كويتية ولدت في 3 سبتمبر عام 1983 في الكويت، وهي من الشخصيات النسائية البارزة في عالم الأدب في الوطن العربي، وهي مالكة دار تكوين للنشر والتوزيع.
نشأت بثينة في بيئة تقدر الأدب والثقافة، وقد أظهرت شغفًا بالقراءة والكتابة منذ صغرها، وهو ما جعلها تختار طريق الأدب للتعبير عن أفكارها، وبدأت الكتابة في سن مبكر، وسرعان ما لفتت الأنظار إلى موهبتها.
ورغم دراستها لإدارة الأعمال، إلا أن شغفها بالأدب دفعها للتعمق في عالم الكتابة والتأليف، وأنتجت عدة أعمال أدبية مميزة تناولت فيها موضوعات إنسانية ومجتمعية جريئة وعميقة نالت إعجاب النقاد والقراء.
تناولت بثينة الرئيسي في أعمالها قضايا الهوية والمجتمع والحرية، وسلطت الضوء على جوانب إنسانية تعبر عن أزمات وجودية، وقد ساهمت بثينة في تعزيز الحركة الثقافية في الكويت، وشاركت في عدة فعاليات أدبية وثقافية.
ولم يقتصر نجاح بثينة على الوسط الأدبي في الوطن العربي فحسب، بل وصل صدى أعمالها إلى العالم، فقد ترجمت عدة أعمال روائية لها إلى لغات أجنبية منها الإنجليزية، وقد اختارت مجلة تايم الأمريكية إحدى رواياتها ضمن قائمة المئة كتاب التي يُنصح بقراءتهم.
دراستها
درست الكاتبة الكويتية بثينة العيسى في كلية العلوم الإدارة في جامعة الكويت، وفي عام 2011، حصلت على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال تخصص تمويل من الجامعة نفسها عام 2011 بتقدير امتياز.
مسيرتها الأدبية
بدأت الكاتبة بثينة العيسى مسيرتها الأدبية بالكتابة على المواقع والمنتديات الإلكترونية، ثم تمكنت عام 2005 من إصدار أول رواية لها بعنوان "ارتطام.. لم يسمع له دوي"، وقد لاقت روايتها الأولى إشادة من النقاد.
خلال مسيرتها الأدبية، أصدرت بثينة عدة روايات أخرى ناجحة، منها "سعار"، و"عروس المطر"، و"تحت أقدام الأمهات"، و"عائشة تنزل إلى العالم السفلي"، و"كبرت ونسيت أن أنسى"، و"خرائط التيه"، و"كل الأشياء"، و"حارس سطح العالم"، و"السندباد العالم".
وبجانب أعمالها الروائية، أصدرت بثينة إنتاجات أدبية أخرى، منها مجموعة مقالات صدرت عام 2016 بعنوان "حاء"، وأول محاولة لها لكتابة أدب الطفل في كتاب أسفل الشجرة أعلى التلة"، كما ألفت مجموعة من النصوص عام 2011 بعنوان "قيس وليلى والذئب"، فضلًا عن كتاب نقدي بعنوان "بين صوتين: فنيات كتابة الحوار الروائي" عام 2014.
ومن كتبها بعيدًا عن فن الرواية كتاب "شرف المحاولة.. معاركنا الصغيرة ضد الرقابة" والتي تناولت فيه التغيرات التي طرأت عليها على معالجتها للأمور بعد بلوغها سن الأربعين.
وبجانب رواياتها، أسست بثينة دار تكوين للنشر، كما أنه عضوة في عدد من الاتحادات العربية، منها اتحاد كتاب الإنترنت العرب، ورابطة الأدباء الكويتية. كانت بقينة مسؤولة عن برنامج التدريب والترجمة والنشر، وقد شاركت في أمسيات ثقافية وأدبية في بلدها الكويت.
حصلت بثينة على عدة جوائز خلال مسيرتها، منها جائزة الدولة التشجيعية مرتين، كما حصلت على المركز الأول في مسابقة هيئة الشباب والرياضة في الكويت فرع القصة القصيرة عام 2003، والمركز الثالث في مسابقة الشيخة باسمة الصباح فرع القصة القصيرة عام 2006. في عام 2021، حصلت على جائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في مجال الرواية.
أفضل روايات بثينة العيسى
صدر للكاتبة بثينة العيسى العديد من الروايات التي لاقت نجاحًا كبيرًا، ومنها رواية "خرائط التيه" التي صدرت عام 2015، ومنعت من النشر في الكويت، والرواية تتحدث عن صبي يتوه من أسرته في موسم الحج، وتبدأ رحلة البحث عنه، وتناولت في الرواية أشياء أعمق مثل الوجود والعلاقات الأسرية ومفهوم الإله، وغيرها.
من رواياتها الناجحة رواية "حارس سطح العالم" التي صدرت عام 2019، وترجمت إلى اللغة الإنجليزية، وقد تم اختيار الرواية عام 2024 ضمن قائمة التايم للمئة كتاب التي تنصح بقراءتها.
وفي هذه الرواية، سخرت بقينة من سلطة الرقابة على الكتب بأسلوب غير تقليدي، حيث تحدثت عن رجل فقد الأمل والرغبة بسبب الحكومة المتشددة التي تحرم حق التفكير والخيال، وتتعامل مع الكاتب الذي يدعو القراء للتفكير بأنه عدو للبشرية.
روايات بثينة العيسى الناجحة رواية "سعار"، والتي حصلت على جائزة الدولة التشجيعية بفضلها، وفي هذه الرواية طرحت عددًا من الأسئلة الوجودية في قالب مثير للسخرية في بعض الأحيان، وجدي في أحيان أخرى.
حصلت بثينة أيضًا على جائزة الدولة التشجيعية في مجال الرواية لعام 2014 عن روايتها "كبرت ونسيت أن أنسى" التي صدرت عام 2013، وفي هذه الرواية، ناقشت فيه الحقوق التي حرمت منها المرأة العربية خلال فترة الصحوة، والتي شهدت بروز عدد من المشايخ الذين اشتهروا بفتوايهم بتحريم الإذاعة والموسيقى، ومنعت المرأة من الكثير من حقوقها بدعوى الدين.
اتهامها بالمساس بالنظام العام
عُرفت الكاتبة الكويتية بثينة العيسى بانتقادها الحاد لنظام الرقابة على الكتاب والكتب في الكويت، حيث منعت إحدى رواياتها من النشر في الكويت وهي رواية "خرائط التيه".
وقد اتهمت الكاتبة بثينة العيسى بتهم المساس بالنظام العام وبيع وتداول كتب دون موافقة وزارة الإعلام، وذلك بعدما نشر "دار تكوين" الذي أسسته كتابًا حول قضية البدون يحمل عنوان "عديمو الجنسية في الخليج".
ورغم أن محكمة كويتية قد برأت الكاتبة، إلا أن محكمة الجنايات في الاستئناف حكمت عليها بالغرامة بمبلغ 3 آلاف دينار كويتي، وذلك بعد 6 أشهر من تبرئتها من التهم الموجهة إليها، وقد انتقدت بثينة هذا الحكم بشدة عبر تدوينة كتبتها على حسابها الرسمي على منصة إكس.