بافيل دوروف.. مؤسس تليجرام رائد التكنولوجيا الرقمية

غيّر تطبيق تليجرام، الذي أسسه رجل الأعمال الروسي بافل دوروف، قواعد اللعبة في عالم التراسل الفوري، فقد سعى من خلال هذا التطبيق إلى توفير منصة تواصل آمنة وخاصة للمستخدمين، حيث يتم تشفير الرسائل بشكل كامل، وحقق بفضل هذا التطبيق نجاحًا وثروة هائلة، وعلى الرغم من التحديات التي واجهها، إلا أنه نجح في أن يصبح واحد من أهم الشخصيات المؤثرة في مجال التكنولوجيا، تعرف على مسيرته وقصة نجاحه في هذا المقال.

من هو بافيل دوروف؟

بافيل فاليريفيتش دوروف هو رجل الأعمال ومبرمج روسي حاصل على الجنسية الإماراتية، ولد في 10 أكتوبر عام 1984، وعرف بتأسيسه شبكة التواصل الاجتماعي "فكونتاكتي" VK، وتطبيق المراسلة الشهير تيليجرام.

يعدد دوروف أيقونة للنجاح في روسيا، فقد تمكن من جمع أكثر من 600 مليون مستخدم لتطبيق تلجرام منذ إطلاق التطبيق عام 2013، وأصبح أهم منافس لتطبيق واتساب، وقد أنشأ التطبيق منصة اتصالات لا يمكن للحكومات السيطرة عليها.

ورغم كونه مؤسس أهم منصات التواصل الاجتماعي في روسيا، وهي منصة فكونتاكتي، إلا أنه واجه الحكومة الروسية، وفقد السيطرة على شركته التي أسسها في سن 22 عامًا، وخاصة خلال الصراع الروسي الأوكراني عام 2014.

غادر دوروف روسيا بسبب رفضه التعاون مع المخابرات الروسية، وباع معظم حصته في فكونتاكتي، ثم انتقل إلى دبي في عام 2017، ولم يتدخل في الحياة السياسية، ومنذ ذلك الوقت انضم إلى قائمة فوربس للمليارديرات أكثر من مرة، حيث تم تصنيفه كأغنى وافد في الإمارات العربية المتحدة وفقًا لفوربس.

نشأته وتعليمه

ولد بافيل دوروف في لينينغراد في روسيا، إلا أنه قضى معظم سنوات طفولته في مدينة تورينو الإيطالية، حيث كان والده يعمل هناك، وقد درس لفترة في إيطاليا، ثم عاد إلى روسيا لإكمال تعليمه الجامعي.

التحق دوروف بجامعة سانت بطرسبرغ، حيث درس في قسم فقه اللغة، وحصل على درجة جامعية، وقد تحدث دوروف عن حياته الشخصية، ومسيرته المهنية بشكل مفصل في سيرته الذاتية التي نشرها عام 2012.

نشأ دوروف في أسرة متعلمة وعسكرية، فجده كان يحارب في الحرب العالمية الثانية، وخدم في فوج المشاة الخامس والستين، وشارك في عدة معارك، وقد حصل على وسام النجمة الحمراء، ووسام الحرب الوطنية من الدرجة الأولى والثانية.

أما والده، فاليري سيمينوفيتش دوروف، فهو حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم اللغوية، وقد شغل منصب رئيس قسم علم اللغة الكلاسيكي في جامعة سانت بطرسبرغ الحكومية، أما والدته فهي من أصول أوكرانية، ولديه العديد من الأقارب يعيشون في أوكرانيا.

ديانة بافيل دوروف

لم يعلن رجل الأعمال الروسي بافيل دوروف بشكل رسمي أو علني عن ديانته ومعتقداته الدينية.

زوجة بافيل دوروف

رجل الأعمال الروسي بافيل دوروف ليس متزوجًا وفقًا لمجلة فوربس.

لديه 100 طفل بيولوجي ويبحث عنهم!

فجّر رجل الأعمال الروسي بافيل دوروف مفاجأة من العيار الثقيل بأن لديه 100 طفل بيولوجي في 12 دولة من خلال تبرعه بالحيوانات المنوية، وقد كشف أنه فتح حمضه النووي، حيث يتمكن أطفاله البيولوجيون من تحديد هويتهم، ومعرفة والدهم البيولوجي إذا رغبوا في ذلك.

بدأ دوروف في التبرع بحيواناته المنوية لأول مرة قبل 15 عامًا، حينما طلب منه أحد أصدقائه التبرع من أجله؛ لأنه لا يمكن إنجاب الأطفال، فساعد بافيل صديقه، ثم واصل التبرع بالحيوانات المنوية منذ ذلك الوقت.

وقد برّر بافيل قراره هذا بأن رئيس العيادة الذي تبرع فيها بالحيوانات المنوية لأول مرة، أخبره بأن مادة التبرع عالية الجودة، ونادرة، ومن واجبه المدني أن يتبرع بالمزيد من الحيوانات المنوية لمساعدة المزيج من الأزواج بشكل مجهول.

وأكد دوروف أنه ساعد أكثر من 100 زوج في 12 دولة، كما كشف أن حيوانه المنوي لا يزال مخزنًا بصورة مجمدة بعد سنوات من توقفه عن التبرع، كما يخطط إعطاء أطفاله البيولوجيين الفرصة لمعرفة والدهم.

وأوضح دوروف أنه يرغب في إزالة وصمة العار عن مفهوم التبرع بالحيوانات المنوية، وتشجيع الرجال على الإقدام على هذه الخطوة، لمساعد الأسر التي تواجه صعوبة في إنجاب الأطفال.

تأسيس منصة VK

قرر بافيل دوروف تأسيس منصة تواصل اجتماعي روسية جديدة خلال سنوات دراسته الجامعية في جامعة سانت بطرسبرغ، وقد سبق أن أنشأ منتدى شهير اسمه spbgu.ru برفقة زميله في الجامعة فياتشيسلاف ميريلاشيفيلي.

في عام 2006، وبعد تأسيس فيسبوك، قرر دوروف تأسيس شبكة اجتماعية روسية جديدة، وتعاون مع عدد من الزملاء، بجانب شقيقه الأكبر نيكولاي، الذي فاز في العديد من المسابقات الدولية في الرياضيات والبرمجة، وساهم في تطوير الموقع برفقة بافيل.

في شهر سبتمبر من العام نفسه أطلق دوروف الموقع للاختبار التجريبي، وفي يناير عام 2007 تم إطلاق الموقع كشركة روسية خاصة محدودة، وبحلول يوليو عام 2007 أصبح عدد المستخدمين في روسيا مليون مستخدم، وفي عام 2008 وصل عدد المستخدمين 10 ملايين، لتصبح الشركة أكثر خدمة شبكات اجتماعية شعبية في روسيا، ونمت الشركة إلى قيمة 3 مليارات دولار.

معارضة الحكومة الروسية

ورغم نجاح هذا التطبيق، إلا أنه كان سبب معارضة بافيل دوروف وجهًا لوجه مع الحكومة الروسية، ففي عام 2011 رفض مطالب الحكومة بإزالة صفحات السياسيين المعارضين بعد انتخابات عام 2011، بل إنه سخر من الحكومة، حيث نشر صورة كلب يخرج لسانه في المنصة ردًا على مطالب الحكومة.

واصلت الحكومة الروسية الضغط على دوروف لتنفيذ طلباتها، إلا أنه استمر في رفضه، وفي عام 2012 نشر صورة له وهو يمد إصبعه الأوسط، واعتبر أن هذه الصورة ردًا رسميًا على الحكومة الروسية.

في عام 2013 قرر بيع 12% من حصة الشركة إلى رجل الأعمال الروسي إيفان تافرين، والذي بدوره باع هذه الأسهم إلى شركة United Capital Partners.

مغادرة شركة VK

في عام 2014، ومع بداية الحرب الروسية الأوكرانية، رفض بافيل دوروف علنًا تسليم البيانات الشخصية للمحتجين الأوكرانيين إلى الأجهزة الأمن الروسية، وبسبب ذلك تم فصله من منصبه كرئيس تنفيذي للشركة، كما صرّح بأن الشركة تم الاستيلاء عليها من حلفاء فلاديمير بوتين.

قرر دوروف بعدها مغادرة روسيا، وصرح بأنه لا يملك أي خطط للعودة مجددًا، وبعد مغادرة روسيا، حصل على جنسية دولة سانت كيتس ونيفيس، بعدما تبرع بمبلغ 250 ألف دولار لمؤسسة صناعية في البلاد، كما حصل على مبلغ 300 مليون دولار نقدًا من البنوك السويسرية، وقد ساعده هذا المبلغ في إنشاء شركته التالية تليجرام.

اقرأ أيضًا: مؤسس تطبيق تليجرام… بافيل دوروف يحصل على الجنسية الإماراتية

تأسيس تطبيق تلجرام

بدأ رجل الأعمال الروسي بافيل دوروف العمل على تطبيق تليجرام عام 2013، بالتعاون مع شقيقه نيكولاي دوروف، والذي قام بتطوير بروتوكول التشفير الخاص بالتطبيق، وقد تم إطلاق تيليجرام عام 2013 كتطبيق مراسلة فورية يركز على السرعة والأمان.

تميز التطبيق بتشفير قوي؛ مما يجعل الرسائل غير قابلة للاعتراض من قبل أطراف ثالثة، ويحتوي التطبيق على ميزة الدردشة السرية، التي توفر مستوى إضافي من الأمان، كما يوفر التطبيقات ميزات أخرى مبتكرة، مثل القنوات، والمجموعات الكبيرة، والروبوتات التفاعيلة.

نما تطبيق تليجرام بشكل سريع، وأصبح واحد من أكثر تطبيقات المراسلة شعبية في العالم مع مئات الملايين من المستخدمين شهريًا، وقد استخدم التطبيق بشكل واسع للاحتجاجات السياسية وأوقات الأزمات، بسبب مرونته وأمانه.

كان مقر مكتب تليجرام يقع في برلين، وانتقل لاحقًا إلى دبي، وفي عام 2018، أعلن دوروف أنه يحاول تحقيق الدخل من النجاح المتزايد لتليجرام، حيث تمكن من جمع ما يصل إلى 1.7 مليار دولار من المستخدمين.

في عام 2018 حاولت روسيا حظر تلجرام، وذلك بعد أن رفضت شركته التعاون مرة أخرى مع أجهزة الأمن الروسية، وقد تم رفع الحظر عن التطبيق في عام 2020، وقد أعلنت الحكومة أن سبب الحظر هو مكافحة الإرهاب والتطرف على المنصة.

في عام 202 أعلنت شركة تيليجرام أنها تدرس خيارات للاكتتاب العام وسط نموها الهائل عالميًا، ولا تزال الشركة تدرس هذا القرار حاليًا، حيث تفكر في تخصيص جزء من الأسهم للمستخدمين المخلصين في الاكتتاب العام المحتمل.

أصبح تطبيق تلجرام يضم نحو 900 مليون مستخدم، ويحقق عائدات تقدر بمئات الملايين من الدولارات، بعد تقديم ميزات جديدة، مثل الإعلانات، وخدمات الاشتراك المتميزة، وقد لفت دوروف أن الشركة حصلت على تقييم يزيد عن 30 مليار دولار من مستثمرين محتملين في عام 2024.

تيليجرام واجه تحديات من الحكومات المختلفة التي تحاول فرض رقابة على التطبيق أو حجبه بسبب مواقفه الصارمة حول الخصوصية ورفضه تقديم بيانات المستخدمين، واستمر دوروف في الدفاع عن حرية الإنترنت وخصوصية المستخدمين.

مؤسس تيليغرام: احذفوا واتس آب من هواتفكم لهذا السبب

ثروة بافيل دوروف

انضم بافيل دوروف إلى قائمة فوربس للمليارديرات للمرة الأولى عام 2018، حيث كانت ثروته تبلغ في ذلك الوقت 1.7 مليار دولار. في عام 2022 صنفت فوربس دوروف بين الأغنى بين المليارديرات السبعة المقيمين في الإمارات، وهو أصغر ملياردير في هذه القائمة، حيث يبلغ من العمر 37 عامًا.

في عام 2022 قدرت فوربس ثروته بحوالي 15.1 مليار دولار، ليصبح أغنى ملياردير مغترب في الشرق الأوسط، وثروته تفوق ثروة أغنى ملياردير عربي في العالم، وهو الملياردير المصري ناصف ساويرس. تجاوزت ثروة بافيل أيضًا ثروة الستة مليارديرات اللبنانية، والتي بلغت 12.6 مليار دولار.

باڤل دوروف هو أكثر من مجرد مؤسس لشركتين تكنولوجيتين ناجحتين. فهو أيضًا مفكر يؤمن بحرية التعبير وخصوصية البيانات. يسعى دوروف من خلال مشاريعه إلى بناء عالم رقمي أكثر أمانًا وحرية.