يعد الأمريكي باري شاربلس خامس عالم يفوز بجائزة نوبل للكيمياء مرتين، فقد حصل هذا العام على الجائزة مناصفة مع عالمين كيميائيين آخرين، إذ ابتكر هذا الثلاثي مجالين جديدة في الكيمياء المعاصر استحقا على إثر هذا الاكتشاف جائزة نوبل، تعرف على إنجازاته في السطور التالية.
حياة باري شاربلس ونشأته
كارل باري شاربلس هو كيميائي أمريكي حائز على جائزة نوبل في الكيمياء مرتين، ولد في 28 أبريل عام 1941 في مدينة فيلادلفيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
عاش باري في طفولته في كوخ عائلته المطل على نهر ماناسكوان في نيو جيرسي، وطور في هذه الفترة شغفه بصيد الأسماك، وهي الهواية التي استمرت طوال حياته، حيث كان يقضي الصيف يعمل على قوارب الصيد.
تخرج باري من المدرسة الثانوية عام 1959، وتابع دراسته في كلية دارتموث، وحصل عام 1963 بكالوريوس في الكيمياء، ثم خطط بعد ذلك للالتحاق بكلية الطب بعد حصوله على درجته الجامعية الأولى، ولكن أستاذه في الجامعة أقنعه باستمرار دراسته في الكيمياء.
حصل باري على الدكتوراه في الكيمياء العضوية من جامعة ستانفورد عام 1968 تحت قيادة الدكتور يوجين فان ناملين، وواصل عمله بعد الدكتوراه في الجامعة نفسه، انتقل بعد ذلك إلى جامعة هارفارد حتى عام 1970، حيث درس علم الإنزيمات في مختبر كونراد إي بلوخ.
تزوج باري من جان دويزر عام 1965 ولديه 3 أطفال.
وقد أصيب بالعمى في إحدى عينيه خلال حادث معمل عام 1970، حيث انفجر أنبوب الرنين المغناطيسي النووي في وجهه، وذلك خلال عمله في معهد مساشوستس للتكنلوجيا.
وبعد هذا الحادث ظل يشدد دومًا على أهمية ارتداء الباحث للنظارات في المعمل عندما يقوم بتجارب علمية في كل الأوقات، حيث كان يرتديها في المعلم بالفعل، وعندما خلعها في وقت لاحق تعرض لهذه الحادثة.
أدت الحادثة إلى إصابة إحدى عينيه بالعمى، ولكن لم تثبط هذه الحادثة من عزيمته، فظل يجري تجاربه حتى حصل على جائزة نوبل للمرة الأولى عام 2001، وللمرة الثانية عام 2022.
حياته المهنية
عمل شاربلس أستاذًا للكيمياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا حتى عام 1977، ثم عمل في جامعة ستانفورد حتى عام 1980، وأثناء وجوده في الجامعة اكتشف تفاعلا جديداً اسمه "تفاعل الإيبوكسدة الحاد".
طور شاربلس كذلك تفاعلات الأكسدة الانتقائية الفراغية، وأظهر أن تكوين مثبط بفاعلية فيمتومولار يمكن تحفيزه بواسطة إنزيم أستيل كولينستراز، بدءًا من أزيد وألكين.
بالإضافة إلى ذلك تمكن من اكتشاف المزيد من التفاعلات الكيميائية بما في ذلك تفاعل الهيدروكسيل الأميني، ثنائي هيدروكسيل، وإيبوكسيد شاربلس غير المتماثل.
في عام 2001 حصل على جائزة نوبل في الكيمياء مناصفة مع الكيميائي ويليام س نولز، وريوجي نويوري لعمله على تفاعلات الأكسدة المحفزة، والهدرة الانتقائية الفراغية.
صاغ تشاربلس كذلك مصطلح "كيمياء النقرات" عام 1998، وتم وصفه لأول مرة بشكل كامل بواسطته مع إم جي فين، وهارتموث كولب في معهد سكريبس للأبحاث عام 2001.
حصوله على جائزة نوبل في الكيمياء
أوضحت لجنة التحكيم أن الباحث الأمريكي باري شاربلس وزميله الدنماركي مورتن ميلدال البالغ من العمر 58 عامًا من جامعة كوبنهاغن حصلوا على جائزة لعملهم الرائد في "كيمياء النقر"، وهو شكل جديد من أشكال الاندماج الجزيئي.
تُستخدم "كيمياء النقر" بشكل أساسي لتطوير العلاجات الصيدلانية، أو تعيين الحمض النووي، أو إنشاء مواد جديدة.
بالإضافة إلى ذلك حصلت الأمريكية كارولين بيرتوزي، 55 عامًا، على جائزة نوبل للكيمياء أيضًا لاكتشافها الكيمياء الحيوية المتعامدة، وهي تفاعل كيميائي يبدأ في كائن حي، ولكن دون تعطيل أو تغيير خصائصه الكيميائية.
قال يوهان أكفيست، عضو لجنة نوبل للكيمياء "جائزة الكيمياء لهذا العام تتعلق بأشياء ليست معقدة للغاية، مفضلين استخدام السهولة والبساطة".
تسعى الكيمياء الحديثة إلى إنشاء جزيئات ذات تعقيد متزايد، لكن صنعها يستغرق أيضًا وقتًا أطول ويكون أكثر تكلفة.
يشرح أكفيست أنه من خلال كيمياء النقر والكيمياء الحيوية المتعامدة يمكن بناء الجزيئات الوظيفية من خلال اتخاذ مسارات محددة جيدًا.
كما أن اكتشافهم مكّن من تحقيق اختراقات في علم المواد، وعلم السطح، والكيمياء بشكل عام، وفي صناعة الأدوية من خلال "هندسة جزيئية جديدة".
يحصل الفائز بجائزة نوبل في الكيمياء، كما في الفئات الأخرى، في كل فئة على 10 ملايين كرونة سويدية (حوالي 920 ألف دولار أمريكي)، يتم توزيعها في حالة فوز أكثر من شخص واحد.