النسيان أسباب حدوثه وكيفية علاجه

كل شخص منّا قد يُعاني من النسيان من حين لآخر. يميل فقدان الذاكرة الخفيف إلى الزيادة مع تقدم العمر ولا يستدعي القلق بشكل عام. لكن فقدان الذاكرة التدريجي بسبب أمراض مثل مرض الزهايمر يمكن أن يكون خطيرًا. يجب استشارة الطبيب إذا بدأ الشخص يُعاني من فقدان الذاكرة الذي يؤثر على حياتك اليومية، أو إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى. يمكن علاج العديد من أسباب فقدان الذاكرة إذا تم تشخيصها مبكرًا. إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها، فستتطور بعض الأمراض وتجعل العلاج أكثر صعوبة. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على النسيان أسبابه وكيفية علاجه.

أسباب حدوث النسيان

هناك العديد من أسباب حدوث النسيان وفقدان الذاكرة المختلفة والمتنوعة والتي منها مثلًا ما يلي:

• فقدان الذاكرة والشيخوخة: مع تقدمك في العمر، قد تجد أن الذاكرة تقلّ لديك وتتعرض للتدهور من وقت لآخر. قد تنسى اسم شخص قابلته للتو، ربما تعتمد أكثر على القوائم والتقاويم لتذكر الأعمال والمواعيد. يمكن أن يكون النسيان جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة. مع تقدم الناس في السن، تحدث تغيرات في جميع أجزاء الجسم، بما في ذلك الدماغ. نتيجة لذلك، قد يلاحظ بعض الأشخاص أن الأمر يستغرق وقتًا أطول لتعلم أشياء جديدة، أو أنهم لا يتذكرون المعلومات كما كانوا سابقًا، أو يفقدون أشياء مثل نظاراتهم ولا يتذكرون أين وضعوها. عادة ما تكون هذه علامات على النسيان الخفيف، وليست مشاكل ذاكرة خطيرة، مثل مرض ألزهايمر.
• فقدان الذاكرة المرتبط بالحالات الطبية: يمكن أن تسبب بعض الحالات الطبية مشاكل خطيرة في الذاكرة. يجب أن تختفي هذه المشاكل بمجرد أن يتلقى الشخص العلاج. تشمل الحالات الطبية التي قد تسبب مشاكل في الذاكرة ما يلي: أورام أو جلطات دموية أو التهابات في الدماغ، بعض اضطرابات الغدة الدرقية والكلى والكبد، شرب الكثير من الكحول، إصابة في الرأس مثل ارتجاج في المخ نتيجة سقوط أو حادث، الآثار الجانبية للدواء. يجب على الطبيب أن يعالج مثل هذه الحالات الطبية الخطيرة في أسرع وقت ممكن.
• فقدان الذاكرة المرتبط بالمشاكل العاطفية: يمكن للمشاكل العاطفية، مثل التوتر أو القلق أو الاكتئاب، أن تجعل الشخص أكثر نسيانًا ويمكن أن يخطئ في تذكر الكثير من الأشياء. على سبيل المثال، قد يشعر الشخص الذي تقاعد مؤخرًا أو يتعامل مع وفاة زوج أو قريب أو صديق بالحزن أو الوحدة أو القلق أو الملل. محاولة التعامل مع هذه التغييرات الحياتية تجعل بعض الناس يشعرون بالارتباك أو النسيان. عادة ما يكون الارتباك والنسيان الناجم عن المشاعر مؤقتًا ويختفي عندما تتلاشى المشاعر. يمكن تخفيف المشاكل العاطفية عن طريق دعم الأصدقاء والعائلة، ولكن إذا استمرت هذه المشاعر لأكثر من أسبوعين، فمن المهم الحصول على مساعدة من طبيب أو مستشار. قد يشمل العلاج الاستشارة أو الأدوية أو كليهما. يمكن أن يساعد النشاط وتعلم مهارات جديدة الشخص على الشعور بالتحسن وتحسين ذاكرته.
• نقص فيتامين ب 12: يساعد فيتامين ب 12 في الحفاظ على صحة الخلايا العصبية وخلايا الدم الحمراء. يمكن أن يسبب نقص فيتامين ب 12 - الشائع عند كبار السن - مشاكل في الذاكرة.
• قصور الغدة الدرقية: يمكن أن يؤدي خمول الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية) إلى النسيان ومشاكل التفكير الأخرى.

علاج النسيان

يعتمد علاج فقدان الذاكرة على السبب. في كثير من الحالات، قد يكون الوضع قابلًا للتصحيح بالعلاج. على سبيل المثال، قد يتم حل فقدان الذاكرة الناتج عن تناول بعض الأدوية بتغيير الدواء. يمكن أن تكون المكملات الغذائية مفيدة ضد فقدان الذاكرة الناجم عن نقص التغذية. وقد يكون علاج الاكتئاب مفيدًا للذاكرة عندما يكون الاكتئاب عاملاً.

هناك اختبارات لتحديد درجة ضعف الذاكرة وتشخيص السبب. من المرجح أن يسألك طبيبك أسئلة. من الجيد أن يكون لديك أحد أفراد العائلة أو صديق للإجابة على بعض الأسئلة بناءً على الملاحظات. قد تشمل الأسئلة ما يلي: متى بدأت مشاكل الذاكرة الخاصة بك؟ ما الأدوية التي تتناولها، بما في ذلك الأدوية الموصوفة، والأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية والمكملات الغذائية، وبأي جرعات؟ هل بدأت مؤخرًا في تناول دواء جديد؟ ما المهام التي تجدها صعبة؟ ماذا فعلت للتغلب على مشاكل الذاكرة؟ هل تعرضت مؤخرًا لحادث أو سقطت أو جرحت رأسك؟ هل مرضت مؤخرا؟ هل تشعر بالحزن أو الاكتئاب أو القلق؟ هل تعرضت مؤخرًا لخسارة كبيرة أو تغيير كبير أو حدث مرهق في حياتك؟

في بعض الحالات، مثل متابعة السكتة الدماغية، قد يساعد العلاج الأشخاص على تذكر كيفية القيام بمهام معينة مثل المشي أو ربط الأحذية. في حالات أخرى، قد تتحسن الذاكرة بمرور الوقت.قد تكون العلاجات خاصة أيضًا بالظروف المتعلقة بفقدان الذاكرة. على سبيل المثال، تتوفر الأدوية لعلاج مشاكل الذاكرة المتعلقة بمرض الزهايمر، ويمكن أن تساعد الأدوية التي تساعد في خفض ضغط الدم في تقليل مخاطر تلف الدماغ الناتج عن الخرف المرتبط بارتفاع ضغط الدم.