تميزت الممثلة زمردة بتقديم أدوار الفتاة الأرستقراطية في بداية حياتها الفنية، وما ساعدها على ذلك إتقان العديد من اللغات فضلًا عن ملامحها الجذابة، ورغم شهرتها بأدوار الشر في السينما وأصبح لقبها "شريرة السينما المصرية"، ولكنها في الحقيقة صاحبة قلب طيب، تعرف في السطور التالية على حياتها ومسيرتها الفنية.
حياة الممثلة زمردة ونشأتها
زمردة حقي هي ممثلة مصرية من أصول أرمينية ولدت في القاهرة في 15 فبراير عام 1926 اشتهرت بسبب جمالها وتخرجت من المدارس الفرنسية، ولهذا السبب كانت مؤهلة للقيام بدور الفتاة الأرستقراطية الثرية، ثم تميزت بعد ذلك بتقديم أدوار الشر.
اشتركت زمردة منذ طفولتها في العروض المسرحية ولما أصبحت شابة لفتت الانتباه لجمالها وثقافتها وتعدد اللغات التي تتحدثها وكان أول من انتبه لها هو الفنان يوسف وهبي الذي اختارها لفيلمه "الأفوكاتو مديحة".
تزوجت الفنانة زمردة من خارج الوسط الفني، وأنجبت ابنه وحيدة اسمها إنجي، وعرفت زمردة في الحقيقة بالطيبة.
على الرغم من أنها قدمت العديد من الأدوار التي كانت تدبر فيها المكائد للبطلات في الأفلام، ولكن في حياتها الحقيقية كانت عكس ذلك، فقد روت في مجلة "الكواكب" أنها كانت معتادة أن تعاون سيدة محتاجة بمرتب شهري وكانت تؤمن أن الله يرزقها من أجلها.
وفي أحد الأيام زارتها في الموعد المعتاد ولم يكن لديها الكثير من المال كما كانت في أشد الحاجة إلى المعونة لدفع التزاماتها، ولكنها قررت أن تعطي للسيدة نصف المال الذي لديها وأبقت النصف الآخر لها، وبعدها مباشرة تعاقدت على 3 أفلام.
علاقتها بالفنان عبد السلام النابلسي
كانت الفنانة زمردة على علاقة صداقة قوية بالفنان الراحل عبد السلام النابلسي، وبعد وفاته بأيام قليلة أعلنت سرًا يتعلق بمرضه، حيث أكدت أنه لم يعان من مرض بالمعدة، ولكن كان مريضًا بالقلب لمدة 10 سنوات وتعمد إخفاء الأمر حتى لا يتهرب منه المنتجون ويبعدون عن الأفلام.
وأضافت الممثلة زمردة أيضًا أنها عرفت مرضه بالصدفة عندما أرسل معها التقارير الطبية للطبيب العالمي جيبسون الذي كان يشرف على علاج فريد الأطرش، وهو من أخبرها بمرضه، وعقب عودتها صارحته بما عرفت فبكى أمامها وأمّنها على هذا السر وهو ما فعلته.
مشوارها الفني
بدأت الممثلة زمردة موشارها الفني عام 1950 حيث اكتشفها الفنان يوسف وهبي، حيث كانت وقتها في ميدان السباق في الإسكندرية مع زوجها الذي كان من هواة السباق، وبينما كانت غارقة في مشاهدة موضات الأزياء انتبه لها الفنان يوسف وهبي.
أقنعها وهبي بدخول عالم التمثيل فوافقت ووقعت معه في اليوم التالي على مبلغ 300 جنيه، واقترح عليها يوسف وهبي أن توقع باسم "زمردة" ومنها حصلت على اسمها الفني.
ذكرت بعض المصادر الفنية أن عميد المسرح العربي يوسف وهبي كان يبحث عن فتاة أرستقراطية الملاح لتؤدي دور امرأة ثرية تقع في حب الفلاح الفقير المتعلم محمد أفندي الذي جسده بنفسه في فيلم "الأفوكاتو مديحة" عام 1950.
وكان زمردة هي الخيار الأفضل، فهي صاحبة بشرة بيضاء وشعر أشقر وملامح أوروبية لكونها من أصول أرمينية، فتم اختيارها للتمثيل في هذا الفيلم الذي كان بمثابة بوابتها لولوج عالم الفن والشهرة.
غير أن معظم أعمالها الفنية التالية قدمت فيها دور الفتاة الشريرة التي تدبر المكائد للإيقاع بين البطل ومحبوبته أو من أجل الحصول على البطل.
في عام 1951 شاركت في فيلم "فرجت"، و"طيش الشباب"، و"خد الجميل"، و"جزيرة الأحلام"، و"تعالى سلم"، وفي العام التالي شاركت في فيلم "ناهد"، و"قليل البخت"، و"سلوا قلبي"، و"إديني عقلك".
في عام 1953 شاركت في فيلم "فاعل خير"، وفي العام التالي شاركت في فيلم "رسالة غرام"، و"خليك مع الله"، و"الحقوني بالمأذون"، وفي عام 1955 شاركت في فيلم "عصافير الجنة" وأدت فيه دور الأرملة الثرية درية هانم صاحبة مصانع درنجا للمرطبات الغازية.
في الفيلم حاولت درية إيقاع مدير الداعية والإعلان في شركتها في حبها، فتسببت في انفصاله عن زوجته أمينة وتشتت بناته الثلاث فيروز ونيللي وميرفت.
أما في فيلم "فاعل خير" عام 1951 أدت الممثلة زمردة دور صاحبة العقارات إلهام هانم التي تحاول غواية مصلح الدراجات الفقير خيري مدبولي، والذي قدم دوره الفنان محمد فوزي، وإبعاده عن حبيبته سهير التي قدمت دورها الفنانة صباح.
في فيلم "تعالى سلم" عام 1951 قدمت دور "بنانا" وهي صديقة الثري شريف الذي استخدماه للإيقاع بين الراقصة سكرة وحبيبها الفقير مشمش، الذي يقدم دوره الفنان فريد الأطرش، كي يفوز بها.
وفي فيلم "فرجت" الذي عرض عام 1956 شاركت مع الفنانة نعيمة عاكف وأدت دور نجمة استعراضية اسمها نرجس تبتز الرجل الثري عدنان بيه وتهدد بفضحه إذا لم يدفع 5 آلاف جنيه وتحاول في الوقت نفسه تحطيم الراقصة ست الكل أبو الخير التي قدمت دورها الفنانة نعيمة عاكف.
استمرت زمردة في تقديم الأدوار الشريرة في السينما، وسببت حيرة للجمهور ما بين عاشق لجمالها الفاتن وكاره لمكائدها على الشاشة، ومن الأدوار الشريرة الأخرى التي قدمتها فيلم "رسالة غرام" عام 1957 مع فريد الأطرش ومريم فخر الدين وكمال الشناوي، وقدمت فيه دور ميمي.
في عام 1952 شاركت في فيلم "ناهد" وقدمت فيه دور زوزو هانم صديقة راقية إبراهيم التي سببت في تخريب علاقة راقية بزوجها الطبيب حمدي، أما في فيلم "سلوا قلبي" عام 1952 فقد قدت دور الراقصة ابتسام صديقة البطل مراد، يحيى شاهين، التي تعامل الفتاة الراقية آمال بجافء وتفرق بينها وبين مراد.
وفي فيلم "قليل البخت" الذي عرض عام 1952 قدمت دور إلهام ابنة خالة البطلة شادية التي طمعت في حبيب ابنة خالتها الطالب الجامعي حسين الذي قدم دوره الفنان كمال الشناوي.
شاركت زمردة في 17 فيلمًا سينمائيًا ولم تحصل على أدوار البطولة إلا في فيلمين فقط، وهما فيلم "جزيرة الأحلام" عام 1951 مع كارم محمود وقدمت فيه دور أميرة الجزيرة التي يريد الكاهن الزواج منها قسرًا.
والفيلم الثاني التي قدمت دور البطولة فيه "إديني عقلك" عام 1952 مع إسماعيل ياسين وقدمت دور ابنة عم طبيب الأمراض النفسي الدكتور مجدي الذي يقع في حبها ويرغب في الزواج منها.
أما آخر أعمال الممثلة زمردة فيلم "أنت عمري" عام 1964 مع عبد السلام النابلسي ومجموعة من نجوم الفن في مصر وسوريا ولبنان، وبعدها اختفت عن الساحة الفنية وظهرت فقط بعد وفاة النابلسي لتتحدث عن حياته.