واحد من أساطين الموسيقى في مصر والعالم العربي، إنه الموسيقار والممثل المصري محمد سلطان الذي قدم العديد من الألحان لكبار المطربين منهم ميادة الحناوي، ووردة الجزائرية، وفايزة أحمد تعرف على حياته ومسيرته الفنية في السطور التالية.
حياة محمد سلطان ونشأته
هو ملحن وممثل مصري ولد في مدينة الإسكندرية في 20 يوليو عام 1937، ودرس في كلية الحقوق وحصل على الليسانس فيها عام 1960.
ترك سلطان الدراسة في الكلية البحرية بعد سنة واحدة من الدراسة فيها، والتحق بكلية الحقوق في جامعة الإسكندرية، ثم اتجه إلى مجال التمثيل وبعدها أبدع كملحن واشتهر كثيرًا بعد زواجه من الفنانة الراحلة فايزة أحمد.
بدأ سلطان التلحين في عمر 8 سنوات، وقرر في عمر الـ15 عامًا أن يقتحم عالم الألحان بمساعدة محمد عبد الوهاب، حيث كان جاره في الإسكندرية، وقرر أن يقدم له بعض ألحانه، فتبنى عبد الوهاب موهبته، وقدمه للمطربين الكبار بعد ذلك.
لم يكن من السهل على سلطان دخول عالم الفن، إذ كان والده رافضًا في البداية أن ينغمس في الموسيقى، وبعد التحاق سلطان بكلية الحقوق رغب والده أن يعمل في النيابة العامة، وخاصة أنه كان متدينًا، ولكنه شجعه بعد ذلك بعدما رأى موهبته.
زواجه من فايزة أحمد
تعرف سلطان على الفنانة فايزة أحمد في بيت الراحل فريد الأطرش، واجتمعا أكثر من مرة، ولكن بداية قصة حبهما كانت في بيت عبد الوهاب، حيث استمعت فايزة لمعزوفة له، وآمنت بموهبته وقدم لها العديد من الألحان.
أول لحن قدمه سلطان لفايزة هو لحن أغنية "هاتوا الفل مع الياسمين" وكانت سعيدة جدًا، وبعدها بدأت قصة حبهما، وانتشرت عدة شائعات بينهما ليتزوجا في النهاية.
استمر زواجهما 17 عامًا ورزق منها بتوأم طارق وعمرو اللذين يعملان كطبيبي جراحة عامة وتجميل في فرنسا ويحملان الجنسية الفرنسية
انفصلا لمدة وعادا مجددًا بعد مرضها وتوفيت فايزة وهي متزوجة سلطان، وغنت له "أيوه تعبني هواك" وهي على فراش الموت، وهي أغنية لحنها لها سلطان.
تحدث سلطان عن شخصية فايزة، حيث قال إنها كانت طباخة ماهرة وسيدة بيت ناجحة، وكانت متدينة وحافظة للقرآن وتحب سماع القرآن من صوت الشيخ محمد رفعت.
ذكر سلطان كذلك أنها كانت تتعرض لحرب كبيرة من فنانين كبار، وقال إنها كانت إنسانة مسالمة وتحب الناس ولا تعرف الحقد.
بعد وفاة فايزة انتشرت شائعات زواجه من الفنانة ميادة الحناوي، ولكنه نفى ذلك وقال إنها مجرد صديقة ولحن لها العديد من الأغاني منها "رجعنا للبداية"، و"انتهينا زي أي كتاب"، و"حبيبتي يا بلدي" وغيرها.
محمد سلطان والسادات
كان هناك علاقة صداقة قوية بين سلطان والرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث كان السادات يحب موهبته كثيرًا وطلب رؤيته، وكانا يجتمعان دائمًا في مزرعة القناطر ويعزف سلطان له العود ويبدأ السادات بالغناء، حيث كان يمتلك صوتًا حلوًا، وحسًا فنيًا.
كان السادات يحب كل الأغاني التي أنتجها سلطان، وكانت هناك ذكريات كثيرة بينه وبين السادات، وذكر سلطان منها أنه حوّل بيته وهو فايزة أحمد إلى ثكنة عسكرية.
اجتمع في منزله عدة شعراء منهم صالح جودت، وقدموا العديد من أغاين النصر، ومنها "النصر لمصر"، و"صباح النصر يا مصريين"، و"تدفق تدفق من كل شبر ومن كل خندق".
بعد نصر أكتوبر عزمه السادات في منزله بقرية ميت أبي الكوم احتفالًا بالنصر، وقد تحدث سلطان عن شعوره بعد حادثة اغتيال السادات، حيث أصيب بانهيار عصبي، وعانى من وعكة صحية عنيفة، وبعد رحيله انقطعت علاقته بعائلة السادات.
مشواره الفني
بدأ الفنان محمد سلطان مشواره الفني كملحن عندما تبنى موهبته الفنان محمد عبد الوهاب وقدمه لكبار المطربين، وقد تقدم للإذاعة في الإسكندرية في سن الـ15 عامًا، ثم تقدم للإذاعة في القاهرة واعتمده الملحن محمد حسن الشجاعي.
تعاون سلطان مع عدد كبير من الفنانين، ومنها الفنانة وردة الجزائرية وقدم لها لحن وحيد وهي أغنية "شمس وبحر ونسمة شقية"، كما لحن للفنانة سعاد محمد أجمل أغانيها، ومنها "أوعدك" التي حققت نجاحًا كبيرًا وأصبحت ضمن أهم 500 أغنية في تاريخ الغناء العربي.
تعاون سلطان أيضًا مع الفنانة فايزة في العديد من الأغاني، ومنها أغنية "أحلى طريق في جنيتي"، و"أحبه كثيرًا"، و"أيوة تعبني هواك"، و"ياما أنت واحشني"، وغيرها، وقد تحدث سلطان بأن فايزة هي سبب شهرته الحقيقية.
تعاون كذلك مع الفنانة أصالة نصري في عدة أغانٍ منها "ولا تصدق"، و"مش معقول"، و"كل الناس"، و"زي الحلم"، و"سامحتك كتير"، تعاون أيضًا مع الفنان هاني شاكر في أغنيات "حكاية كل عاشق"، و"سيبوني أحب"، و"مشتريكي"، و"نسمة وشط".
قدم كذلك ألحان لسميرة سعيد منها "وبحب"، و"حكاية"، و"حبيبي بيحبني"، و"إياك تنسى"، و"الدنيا كده"، وقدم لحن أغنية "أحلام البنات" للفنانة غادة رجب"، كما لحن لمدحت صالح أغنيات "حد يقول لحبيبي"، و"زي ما قالوا عنيك"، و"حاولت أبعد" وغيرها.
اعتمد سلطان كذلك عددًا من المغنيين منهم الفنانة شيرين عبد الوهاب، حيث كان عضوًا بلجنة الاستماع في الإذاعة.
كان من المقرر أن يلحن سلطان أغنية "دارت الأيام" لأم كلثوم، ولكن لحنها محمد عبد الوهاب ولم يعترض، لأنه كان بمثابة والد له، كما كان من المفترض أن يغني عبد الحليم أغنية "أحلى طريق في دنيتي" من ألحانه ولكن غنتها فايزة.
ابتعد سلطان عن الساحة الفنية، حيث صرح بأن الأصوات التي يحب أن يلحن لها رحلت الآن ولكنه متواضع ولن يتردد أن يلحن لأحد إن طلبوا منه ذلك، كما ذكر أنه مستعد للتعاون مع أصالة، وهاني شاكر، ومحمد ثروت، وشيرين عبد الوهاب لو طلبوا منه.
مشواره في السينما
عندما كان محمد سلطان يدرس في كلية الحقوق اكتشفه المخرج يوسف شاهين، وخاصة عندما رآه يركب الخيل في ناي الفروسية، وآمن بموهبته، فقرر زيارة والده وأخبرهما بأن سلطان سيصبح نجمًا سينمائيًا.
شارك سلطان مع يوسف شاهين في فيلم "الناصر صلاح الدين"، كما شارك في بطولة فيلم "عائلة زيزي" مع سعاد حسني، ومن الأفلام الأخرى التي شارك فيها أفلام "دنيا البنات"، و"الباحثة عن الحب"، و"من غير ميعاد".
شارك سلطان كذلك في أفلام مدرس خصوصي"، و"جدعان حارتنا"، وكم أنت حزين أيها الحب"، ولكنه لم يكمل مسيرته في التمثيل على الرغم من احتضان يوسف شاهين لموهبته، حيث كان شغوفًا أكثر بعالم الموسيقى والألحان.
ولكن في الوقت نفسه لم تنقطع علاقته بالسينما والتلفزيون، حيث قدم الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام، ومنها فيلم "المطارد" من بطولة نور الشريف، وسهير رمزي، وفيلم "أنا وابنتي" من بطولة هند رستم عبد المنعم مدبولي، ومحمود ياسين.
قدم كذلك الموسيقى التصويرية لأفلام "يا عزيزي كلنا لصوص" لمحمود عبد العزيز وليلى علوي، وسعيد صالح، كذلك فيلم "ولاد الإيه" من بطولة أحمد زكي، وميرفت أمين وهالة صدقي، وصلاح ذو الفقار.
من الأفلام الأخرى التي قدم الموسيقى التصويرية لها فيلم "النمر والأنثى" من بطولة عادل إمام، وآثار الحكيم، وفيلم "الراقصة والسياسية" من بطولة نبيلة عبيد وصلاح قابيل، وفيلم "التوت والنبوت" من بطولة عزت العلايلي، وسمير صبري، وفيلم "سمارة الأميرة " من بطولة نبيلة عبيد.