يعد الملحن راشد الخضر واحد من أشهر الملحنين في الكويت والخليج، وقد قدم ألحانه، التي لا تزال خالدة حتى الآن، إلى كبار الفنانين في الخليج مثل عبد الكريم عبد القادر وعبد الله الرويشد، وتمكن من ترك بصمة مميزة في تاريخ الأغنية الخليجية، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
من هو الملحن راشد الخضر؟
راشد خالد محمد الخضر هو ملحن كويتي ولد في عام 1956 في الكويت، ويعد من أشهر الملحنين الخلجيين وأبرز من تركوا بصمة في تاريخ الأغنية الخليجية. برز الخضر بشكل خاص في نهاية السبعينيات وخلال الثمانينات وقد تنوعت ألحانه بين الألحان الوطنية والعاطفية.
جاءت بدايات الخضر من خلال التحاقه بالمعهد العالي للفنون الموسيقية، وقد قدم أول عمل من ألحانه للفنان محمد البناي، ثم تعاون بعد مع عدة مغنيين منهم عبد الله الرويشد ونبيل شعيل. حقق الخضر شعبيته الكبيرة بعد تعاونه مع عبد الكريم عبد القادر.
ساهم الخضر في الانطلاقة الفنية لكبار النجوم في الخليج الآن، منهم نبيل والرويشد ونوال، وقد قدم خلال مسيرته الفنية أكثر من 400 أغنية وتنوعت أغنياته بين الأعمال الغنائية والمسرحية والإذاعة واتللفزيونة كذلك.
عشق الخضر الموسيقى منذ صغره، وقد تعلم العزف على العود قبل الالتحاق بمعهد الموسيقى، وقد حصل على شهادة البكالوريوس من المعهد العالي للفنون الموسيقية في الكويت عام 1981، واستمرت فترة دراسته في المعهد لمدة 8 سنوات.
واصل الخضر دراسته العليا بعد التخرج في المعهد، وقد عمل معيدًا في المعهد لتدريس مادة القانون لمدة عام، وتوقف بعدها لمدة عام ثم عاد إلى التلحين من خلال الفنان عبد الله الرويشد وأغنية "رحلتي".
حياته الشخصية
تزوج الخضر من سيدة من خارج الوسط الفني عام 1979 وأنجب شابين وثلاث بنات، وقد ورث ابنه الأكبر حمد موهبة التلحين وقدم عدة أغنيات رائعة، منها "مر يا حلو يا زين" لمحمد المسباح، وأغنية "خسرتيني" لعبد الله الرويشد وغيرها من الأغنيات.
في عام 1982 التحق الخضر بوزارة الدفاع برتبة ملازم، وقد شارك في حرب تحرير الكويت عام 1990، ومن هواياته كرة القدم.
بدايته الفنية
بدأ الملحن راشد الخضر مشواره الفني من خلال المعهد العالي للفنون الموسيقية، وخلال دراسته في المعهد قدم أول ألحانه وكلماته للفنان الكويتي محمد البناي عام 1979، ومن الأغنيات التي قدمها للبناي "يا ليل طول علينا".
في عام 1981 تخرج في المعهد العالي للفنون الموسيقية لتبدأ انطلاقته الفنية الحقيقية حينما قدم أول ألحانه للساحة الفنية من خلال أغنية "رحلتي" للفنان عبد الله الرويشد، ثم لحن أغنية "سكة سفر" للفنان نبيل شعيل.
في عام 1983 حصل الخضر على جائزة أفضل ملحن في استفتاء مجلة الفن عام 1983، وقد قدم بعدها ألحانه لكبار المطربين في الخليج، منهم عبد الكريم عبد القادر، ونوال الكويتية،ورباب، ونبيل شعيل.
تنوعت أعمال الخضر ما بين الأغنيات الوطنية والرياضية والعاطفية، ومن أبرز الأغنيات الرياضية التي قدمها "أوبريت خليجي 10" بمناسبة افتتاح كأس الخليج عام 1990 في الكويت، وقد غنى هذا الأوبريت الفنان عبد الكريم عبد القادر والفنان عبد الله الرويشد.
أشهر ألحان راشد الخضر
في فترة الثمانينات قدم الملحن راشد الخضر العديد من الألحان الخالدة، وقد شكل ثنائيات فنية مميزة منها تعاونه مع الشاعر عبد اللطف البناي الذين قدما معًا أغنيات ناجحة وجديدة.
رغم نجاح هذا الثنائي إلا أنهما تعرضا لانتقادات من البعض، حيث رأى بعض النقاد أنهما عملا على تشويه هوية الأغنية الكويتية بسبب التجديدات التي قدموا من خلال أغنياتهم، بينما دافع البعض الآخر عنهم كونهم يمثلون اتجاهاً شبابياً سريعاً ومميزاً ساعد على بروز الأغنية الكويتية على الساحة الخليجية.
قدم راشد الخضر ألحانه إلى مجموعة كبيرة من المغنيين، ومنهم الفنان عبد الكريم عبد القادر في أغنيات عدة مثل "للصبر آخر"، و"حبيبي يزعل"، و"بسك زعل" وغيرها. قدم كذلك ألحانه إلى الفنانة الراحلة رباب في أغنيات مثل "حاسب الوقت"، و"آه يا حالي"، و"الجرح الأول"، و"كيدي أعظم".
تعاون كذلك مع فنانين خليجيين منهم الفنان عبد المجيد عبد الله في أغنية "خلني بين الرموشي"، و"الفنان عبد الله الشحمان في أغنية "ياثر بحالي"، والفنان راشد الماجد في أغنيات "سرك معي"، و"الله لنا"، تعاون كذلك مع الفنانة لطيفة التونسية في ألبومها الخليجي.
وطوال مسيرته الفنية لحن راشد الخضر أكثر من 400 أغنية، ولكنه ابتعد عن التلحين لبعض الوقت لانشغاله بمرض ابنه، حيث رافقه للعلاج في الخارج، وقد ظهرت شائعات عن اعتزاله التلحين ولكنه عاد سريعًا وتألق في أغنيات ناجحة.
راشد الخضر والرويشد
يعد الملحن راشد الخضر من الأسماء الأساسية التي ساهمت في ظهور الفنان عبد الله الرويشد على الساحة الفنية، فقد كان الرويشد في بداياته يعمل كعازف درامز في فرقة رباعي الكويت وأعجب به الملحن الراحل راشد.
اختاره الخضر بعدها لتقديم أول أغنياته المنفردة وهي أغنية "رحلتي" من كلمات الشاعر عبد اللطيف البناي، لتشهد ولادة نجم جديد من نجوم الخليج خلال الثمانينات، وواحد من أهم المغنيين الخليجين في الساعة الفنية حاليًا.
وفاة الملحن راشد الخضر
توفي الملحن الكويتي راشد الخضر في السابع من يناير عام 1998 في شهر رمضان المبارك عن عمر 42 عامًا وذلك بعد أن مارس رياضة المشي مع صديقه الشاعر عبد اللطيف بناي، حيث تعرض إلى سكتة قلبية لدى عودته إلى المنزل، وقد شارك في جنازته العديد من النجوم والفنانين في الخليج.
وبعد وفاته سمي أحد المسارع في المعهد العالي للفنون الموسيقية باسمه تخليدًا لذكراه، وبعد وفاته تذكره العديد من النجوم الذين تعاونوا معه منهم الشاعر عبد اللطيف البناي، وأنور عبد الله ومحمد البلوشي ونوال الكويتية وعالية حسين وغيرهم من النجوم الذين ساهم الخضر في تشكيل شعبيتهم وجماهيريتهم في الخليج.