نجاح العبد لله واحدة من أبرز نجمات سوريا، لم تخطط يوما أن تصبح ممثلة، أو تعلم أنها تمتلك كل تلك الموهبة، ولكن بمجرد أن خطت قدميها المسرح وقعت في عشق ذلك المكان، وأصبحت واحدة من أعلام المسرح في سوريا، إلى جانب تألقها في الدراما والسينما، مسيرتها الفنية وأبرز المعلومات عن حياتها في السطور التالية....
نشأة نجاح العبد لله وحياتها
ولدت نجاح العبد لله في محافظة إدلب بسوريا، يوم 1 أبريل عام 1939، شقيقتها الفنانة وفاء العبد لله، كانت طفولتها قاسية، وهي في الصف الرابع الابتدائي تركت المدرسة.
زوجتها العائلة وهي في الرابعة عشر من عمرها، وهي في الخامسة عشر وضعت ابنها الأول، وهي في السادسة عشر انفصلت عن زوجها، لتجد نفسها طفلة تحمل طفلا مسؤولة عنه وعن الإنفاق عليه.
بدأت تبحث عن فرصة عمل، ولأنها لم تكن تكمل دراستها، فعملت كعاملة في أحد المعامل بمدينة حماة، كانت "نجاح" تعيش مع أسرتها التي كانت دائمة التنقل بحكم طبيعة عمل والدها العسكري.
وانتقلت مع صغيرها وعائلتها بين عدة مدن سورية سواء طرطوس، الغاب، القنيطرة، ثم استقرت العائلة في دمشق، ومع التنقل من مكان لآخر كان "نجاح" تتنقل من العمل من مكان لآخر.
وفجأة وجدت زميلتها يتحدثون عن فتح باب التقديم للفرق المسرحية، وأصرت عليها إحدى زميلاتها للتقدم، ولم تكن تعلم لماذا تستجيب لنصيحتها، فوجدت نفسها تم قبولها، كما وقعت في حب المسرح.
ومع بداية السبعينات تم تأسيس المسرح العمالي، وأصبحت نجاح العبد لله واحدة من أبرز نجومه، تألقت في العديد من العروض المسرحية، وبدأت تحاول أن تعوض ما فاتها من نقص تعليم عن طريق القراءة، لكي تنمي موهبتها وتثقلها بالمعرفة، واستطاعت أن تترك بصمة كبيرة سواء في المسرح السوري أو المسرح الفلسطيني.
وقدمت مسيرة فنية كبيرة، وتألقت في العديد من الأعمال خاصة في الدراما، ومن أشهر الأعمال التي قدمتها في عام 1997 قدمت مسلسل العبابيد، وفي العام التالي تألقت في مسلسل الكواسر، ويعد مشاركتها في مسلسل الزير سالم من أهم الأدوار التي قدمتها، فجسدت فيه شخصية "ضباع" شقيقة الزير سالم.
أما عن وفاة نجاح العبد لله، فتوفيت في 13 يناير عام 2003، عن عمر يناهز 63 عاما.
مسيرتها الفنية
بدأت نجاح العبد لله مسيرتها في السينما بعد اقتراح من المخرج ريمون بطرس في عام 1985، وكان يعمل في ذلك الوقت مساعد مخرج مع المخرج السوري القدير محمد شاهين.
فوضع "بطرس" اسم نجاح ضمن قائمة ممثلين للاشتراك في فيلم الشمس في يوم غائم، فقابلها محمد شاهين داخل المؤسسة العامة للسينما، وأعجب بموهبتها، ومنحها دوراً صغيراً في الفيلم المأخوذ عن رواية الكاتب حنا مينه والتي تحمل نفس الاسم، واستطاعت "نجاح" أن تؤدي الدور ببراعة، وتصنع فارقاً كبيراً بوجودها داخل العمل، ولفتت أنظار المخرجين والمنتجين لميلاد نجمة.
في عام 1987 تألقت في فيلم الانتفاضة، وفي عام 1988 كانت أحد النجوم في الفيلم السوري ليالي ابن آوى مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما في سورية.
في عام 1991 قدمها المخرج ريمون بطرس الذي آمن بموهبتها من البداية في فيلم الطحالب، وهو الفيلم الذي تألقت فيه، بتجسيد شخصية الأخت الكبرى لإخوة رحل والديهم وبدأوا يتصارعون على الميراث، ويظل الصراع مستمراً حتى يتم قتل اثنين من أخواتها، ويجسد صوت نجاح كمية القهر الذي تتعرض له الأخت الكبرى والحسرة لحال أشقائها، ويعتبر واحد من روائع السينما السورية.
في عام 1996 قدمت نجاح آخر أعمالها في السينما في الفيلم الشهير الترحال، وجسدت دور أم عزمي، وكان دورها مشهدين لأم فلسطينية اضطرت بعد النكبة أن تنزح مع عائلتها إلى حماه، وكعادتها الدائمة كانت نجاح العبد لله واحدة من أهم أسباب نجاح الفيلم رغم صغر الدور الذي قدمته.
وكانت في كل عمل تقدمه نجاح، تزيد من جمهورها في الوطن العربي، وخلق مزيد من المحبة في القلوب، وكانت تشاهد ذلك كلما ذهبت لأحد المهرجانات في أي من الدول العربية.
أشهر مسلسلات نجاح العبد لله
بدأت نجاح العبد لله مسيرتها في الدراما السورية في عام 1984، من خلال دور صغير في مسلسل عريس الهنا، وفي عام 1985 تألقت في المسلسل السوري حصاد السنين.
في عام 1988 شارك في مسلسل الطبيبة، وفي عام 1989 قدمت مسلسل عيون ترقب الزمن، وفي عام 1990 تألقت في مسلسل وادي الغزلان، وفي العام التالي 1991 قدمت دور "أم صالح" في مسلسل هجرة القلوب إلى القلوب.
في عام 1992 تألقت في دور أم باجس في مسلسل الكف والمخرز، كما قدمت مسلسل الشريد، وفي عام 1994 قدمت مسلسل المهر الدامي، وفي عام 1994 تألقت في دور "وصال" بمسلسل حمام القيشاني الجزء الأول مع المخرج هاني الروماني، ومن تأليف دياب عيد، ويدور المسلسل حول تاريخ حارة في سوريا تسمى حمام القيشاني.
في عام 1995 تألقت في 3 مسلسلات وهي حوش المصاطب والذي قدمت فيه دور أم بركة، وفي نفس العام قدمت مسلسل الخطوات الصعبة، كما تألقت في نفس العام من خلال مسلسل سماح.
في عام 1996 تألقت في 3 مسلسلات وهي الراية والغيث، مسلسل خيمة على الطريق، ومسلسل القيد، وفي عام 1997 لعبت دور أم نرجس في مسلسل العبابيد، ودور الخالة مريم في مسلسل العوسج.
في عام 1998 قدمت 4 مسلسلات وهي البحر أيوب، الدرب الشائك، والجزء الثاني من مسلسل خان الحرير، وتألقت في دور عنيزة في مسلسل الكواسر مع النجوم أسعد فضة، رشيد عساف، سلوم حداد، عزيز إسكندر، سوزان نجم الدين، صبا مبارك، محمد حداقي، مها المصري، نادين سلامة، وديما بياعة.
في عام 1999 قدمت مسلسل رمح النار، ومسلسل أين الطريق، في عام 2000 تألقت في مسلسل الزير سالم ومسلسل سيرة آل الجلالي، وفي عام 2001 قدمت 5 مسلسلات وهي لشو الحكي، المسلوب، البحث عن المستحيل، أحلام لا تموت، ومسلسل مقامات بديع الزمن.
أما آخر أعمالها في الدراما فكانت في عام 2002 وقدمت 3 مسلسلات وهي الأرواح المهاجرة، آخر الفرسان، ومسلسل عمر الخيام.