حقق الفنان السوداني ود البكري شهرة كبيرة في السودان بفضل صوته الندي وأغانيه المميزة، اشتهر بأغاني التي تتحدث عن الغربة لذا كان صوته رفيقًا للمغتربين السودانيين حول العالم، وله الكثير من الأعمال الفنية عن المدح النبوي، في السطور التالية تعرف أكثر على مسيرته الفنية وحياته.
من هو الفنان ود البكري؟
اسمه الحقيقي عبد الباقي محمد البكري واسم الشهر ود البكري هو مغني سوداني ولد في منطقة قريبة من كردفان، وقد تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة أم بندق والثانوية في تندلتي وتعليمه العالي كان في منطقة خور طقت.
بدأ الفنان ود البكري الغناء الشعبي بالجمعيات الأدبية، وقد كانت لنشأته تأثير كبير عليه، إذا كان والده صوفيًا لذا تربى على سماع الأناشيد الدينية وأغاني المدح.
في بدايته كان ود يقوم بتلحين أغاني المدرسة ويغنيها، ثم انتقل بعدها للغناء في المناسبات والأفراح، وكانت بدايته متواضعة للغاية، حيث لم يكن يغني باستخدام الميكروفون ولم يكن هناك وقتها كهرباء. برع الفنان ود في ألوان مختلفة من الغناء منها فن الدوبيت وفن الموال وفن الرميات وقد أبدع في كل هذه الألوان.
كان الفنان السوداني ود البكري صديقًا مقربًا مع الفنان الراحل عبد الرحمن عبد الله وقد غنوا معًا في الكثير من الحفلات حول السودان
لقب "فنان الولايات الأول"
حصل الفنان ود البكري على لقب "فنان الولايات الأول" وذلك بسبب كثرة تنقله بين الولايات السودانية والغناء فيها، وقد اشتهر بغناء ألوان فنية مختلفة مشهورة في السودان.
وعن سبب لقبه أوضح الفنان ود أنه يحب أن يغني أغاني يفهمها أي شخص في السودان كلها، فهو يحب البساطة، كما أنه مشهور بتواضعه ومجاملته للأعراس التي يقوم بالغناء فيها ويقبل أسعار بسيطة في الأعراس التي يغني فيها.
يغني الفنان ود في قرى بعيد ونائية في السودان ويقبل أن يغني في أي مكان حتى لو كان بعيدًا ونائيًا، حيث يسافر برفقة فرقته الموسيقية.
أشهر أغانيه
من أغنياته المشهورة أغنية "كردفان" وهي الأغنية التي ذكر أنها من أغانيه المفضلة وسبب حبه لها أنها صورت كردفان كأنها لوحة، والأغنية من كلمات الشاعر تيجاني التوم.
من أغنياته المشهورة أيضًا حاجة ولا السفر وأغنية "قلبي يا طيب" وهي من أشهر أغانيه وأكثر الأغاني التي يحبها الجمهور السوداني، وأغنية "داير أسافر".
من أغنياته الناجحة أيضًا "السمحة ما لمتك أنا"، و"لو جنيت أنا ما ملام من البلوم تبعو الحمام"، و"داير أسيبك وأرحل بعيد"، و"رجاي السمحة حنى"، و"رمية الكفرة وانجمينا"، "كان غرامي ليك غلطة".
كانت له أغنية وطنية ناجحة وهي أغنية رغم الماضي ورغم الكان سودانا الآن للخير عنوان" والأغنية من كلمات الشاعر مكاوي.
حفلاته داخل وخارج السودان
قبل أن يشتهر البكري في التلفزيون السوداني كان بالفعل لديه شعبية وشهرة كبيرة في كل ولايات السودان بسبب حفلاته وغنائه في الأعراس وسفره للغناء في كل قرية ومدينة فيها.
أما شهرته في التلفزيون السوداني كان عندما قام برحلة فنية مكونة من 30 حفلة موسيقية بداية من بورسودان حتى الجنينة، وقد نظمها له إبراهيم شلضم وغنى في شباك المسارح.
ووقتها غنى مع الكثير من نجوم السودان مثل طيب عبد الله وعبد العظيم حركة وسيد خليفة وغيرهم من كبار النجوم في السودان وكانت فرصة له للحصول على شهرة أكبر بفضل غنائه مع هؤلاء النجوم. أما أول حفلة جماهيرية له في العاصمة الخرطوم كانت في أحد الأعراس لعائلة ثرية.
رغم أنه يقدم حفلات في كل السودان ولكنه أوضح أن أفضل جمهور غنى له هو جمهور الشمال الذي يحبون الغناء ويتحمسون كثيرًا في حفلاته.
وقد قدم البكري الكثير من الحفلات خارج السودان وخاصة في مصر، حيث غنى في أسوان وقنا ومرسى علم وغنى للعبابدة والبشاريين الذين يحبون أغاني التراث.
ومن أطرف المواقف التي واجهها في حفلاته عندما تعرض للسرقة وهو على المسرح، حيث كان أحد الشباب من الجمهور منتشيا من غنائه واقترب منه ووضع يده في جيبه وسرق أمواله، وبعد انتهاء الحفل اكتشف أنه تعرض للسرقة.
أغاني المديح النبوي
اشتهر الفنان ود البكري بأغاني المديح النبوي وقدم طوال مسيرته الفنية 3 ألبومات مديح، ومن أغنياته في المديح "ما أحلى رسول الله"، ومدحة "اللهم صلي على النبي المعصوم"، و"نبي الله بريدو"، و"دمعو ما جف"، و"من مكة ليل سرى"، و"يا جناني صيح وهي في من جانا رؤوف رحيم".
من أغنياته أيضًا في المديح "رجاي السمحة"، و"الليلة قام ناوي الحرب للرسول شافع الأمم"، و"بلح المدينة"، و"النفس" وغيرها من الأغنيات.
طريقة اختياره لأغانيه
وخلال حلوله ضيفًا في أحد البرامج التلفزيونية أوضح الفنان ود البكري أنه يستعين بأبنائه في اختيار الأغنيات التي سيغنيها في الحفلات. حيث يعرض الأغنية على زوجته وأبنائه في البيت ويغنيها أكثر من مرة.
وإذا وجد إحدى هذه الأغاني تتردد على ألسنة أبنائهم خلال اليوم يعرف أنها الأغنية التي ستحقق نجاحًا في حفلاته فيقرر غناءها.
يُذكر أن الفنان بكري حرص على تعليم أبنائه الفنون، وأحد أبنائه واسمه طلال هو من أعضاء فرقته الموسيقية حيث يعزف على آلة الأورج.
سبب غيابه إعلاميًا
رغم شهرته وشعبيته الكبيرة عند السودان إلا أنه غايب إعلاميًا ولا يظهر في الكثير من البرامج التلفزيونية.
وعن سبب ذلك أوضح الفنان ود أن الانشغال وكثرة الحفلات التي يقوم بها لا تسمح له أن يظهر في التلفاز، حيث يحتاج التلفزيون للاتفاق مع على موعد مناسب قبل عدة أسابيع حتى يكون متاحًا للظهور في التلفزيون.
وقد أوضح أن الكثير من السودانيين يتسابقون للاتفاق معه للغناء في مناسباتهم، وفي كثير من الأحيان يتم حجز الحفلات قبل موعدها بأشهر.
شائعات وفاته
في شهر يناير عام 2022 تعرض الفنان ود البكري لحادث سيارة خطير على طريقة القطينة، حيث تحطمت سيارته بسبب الحادث.
وقد انتشرت شائعات وفاته بعد انتشار صور سيارته التي تحطمت إلا أنه نفى هذا الأمر عبر حساباته وكتب: "سلمت بحمد الله من حادث حركة بالقرب من مدينة القطينة بعد أن تحطمت العربة، وأسأل الله السلامة لكل المسلمين".