يعد الفنان السوداني جعفر السقيد من أشهر مطربي الطنبور في السودان، فيشتهر بموهبته الكبيرة في العزف على آلة الطنبور فضلًا عن صوته المميز واختياراته المميزة لكلمات أغانيه، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
من هو الفنان جعفر السقيد؟
جعفر محمد علي السقيد هو نجم سوداني من أشهر مطربي الطنبور في السودان، ولد في منطقة القرير في الولاية الشمالية.
استطاع الفنان جعفر أن ينقل القضايا الاجتماعية الدائرة في بلده في أغنياته، وقد تغنى للكثير من الشعراء طوال مسيرته الفنية.
زوجة جعفر السقيد
تزوج الفنان السوداني جعفر من ضابطة سودانية اسمها إسراء، حيث تعمل ضابطة في المطار، وقد ظهرت في التلفزيون مع زوجها على قناة الخرطوم.
وقد حكى السقيد عن موقف مر به ولم تحبه زوجته خلال لقاء في التلفزيون، حيث كان يغني في إحدى الحفلات وانتهى الحفل الساعة الحادية عشر، فوقف أحد من الجمهور وطلب منه أن يغني نصف ساعة أخرى، فأوضح له السقيد أنه يحتاج إلى رخصة من القسم لتمديد فترة غنائه ويمكن أن يغني له لمدة ساعة بدون مقابل.
إلا أن الشخص أصر على أن يغني السقيد دون رخصة وقال له إنه ضابط وأنه سيغني ولا يهتم بالرخصة، فقال له السقيد: "أنا الضابط خليتها تغسل العدة في البيت" إشارة إلى زوجته الضابطة إسراء، وقد أوضح أن زوجته لم تحب هذا الموقف.
قصة اعتقاله بسبب أغنية
كشف الفنان جعفر السقيد عن تفاصيل اعتقاله بسبب أغنية "الرواسي" التي كانت من تأليفه وألحان الشاعر حاتم حسين الدابي، وذلك لأن الأغنية انتقدت الأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية في البلاد.
يُذكر أن الفنان جعفر تعرض للكثير من المضايقات من الحكومة بسبب الأغنيات التي يقدمها، حيث يتحدث عن أوضاع البلاد الاجتماعية في أغنياته وهو ما يضايق بعض أفراد ومسؤولي الحكومة.
وقد سبق أن صرح السقيد أنه خرج من البلاد عام 2010 وعاد إليها عام 2012 بسبب المضايقات التي تعرض لها من نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وأوضح أنه لا يزال حتى الآن يواجه بعض من هذه المضايقات. وخلال فترة ابتعاده قام بالعديد من الحفلات في دول الخليج ومصر.
وتتحدث أغنية الرواسية عن فساد نظام عمر البشير، ويقول فيها "يا ريس فك الدفة وادها غيرك" وعلى خلفية هذه الأغنية منعت كل أغنياته وألبوماته ومنع من تقديم الحفلات لسنوات، كما أن السلطة فرضت رقابة على أغانيه بعد خروجه من السجن.
وأوضح السقيد أن جهاز الأمن يسجل كل الأغنيات التي يغنيها في الحفلات، كما أنه أوضح أن جهاز الأمن طلب منه كتابة تعهد بعدم غناء الأغنية مرة أخرى إلا أنه رفض، وأوضح أن كل أغنية جديدة يصدرها يجب أن تمر أولًا على جهاز الأمن للموافقة عليها قبل إصدارها.
اغاني جعفر السقيد حزينة
اشتهر الفنان السوداني جعفر السقيد بأغنياته الحزينة، وذلك لأنه كثيرًا ما يعبر عن معاناة وطنه والأوضاع الاجتماعية في بلده من خلال هذه الأغنيات.
من الأغنيات الحزينة التي ألفها السقيد والتي عبرت عن أزمات الشارع السوداني أغنية "مرام" وهي أغنية صدرت بعد حدوث جريمة اغتصاب وقتل بشعة لطفلة اسمها مرام في السودان، وقد تم تسجيل الأغنية في القاهرة.
الأغنية من ألحان حاتم حسن الدابي، وقد أهدى الأغنية إلى أسرة الطفلة مرام بعد أن استأذن أسرتها لإصدار هذه الأغنية، ويقول جعفر في كلماتها.
من أغنياته الحزينة أيضًا أغنية "صرخة أمل"، وأغنية "منك لله أنا زول مسكين"، و"مخدوع"، و"قاسي الوداع"، و"يرثي عشوش"، و"ثواني الليل"، و"شتيلة ريد"، و"لسان الحال"، وغيرها من الأغنيات الحزينة.
من أغنيات جعفر السقيد جرح الريدة وهي أغنية حزينة كتبها جعفر ويقول فيها: "سافر يا جرح جواي فوق جناح السرعة، الموج يوم يضارب الشاطئ والريح لما تطفئ الشمعة، المحبوب وقت يجرحني لو ضمير يحس أو يوعى، جرح الريد كان يتعد من ضمن العجائب السبعة".
وقد تمكن جعفر من خلال أغنياته وخاصة أغنيات "مرام ما جات"، و"أم شوايل"، و"لسان الحال" أن يقدم للجمهور أغنية الطنبور بشكل جديد وحقق نجومية بفضل ذلك.
ناقشت أغنية "لسان الحال" حال السودانين المغتربين وكثرة الاغتراب بين الأهالي السودانية، وقد ناقشها من نقطة احتياج الأطفال للأب في مراحلهم العمرية، وصعوبة تربية الأبناء في حالة غياب الأب.
جميع كلمات اغاني جعفر السقيد
عندما يختار الفنان جعفر السقيد كلمات أغنياته فهو يركز على الموضوعية في النصوص المختارة، كما يحب أن يتحدث عن موضوعات الحكمة، وقد أوضح أن الجمهور السوداني يحب الحكمة في الأغاني.
وضرب الأمثلة على أغنياته التي تناولت الحكمة وحققت شهرة كبيرة منها أغنية "عليكم الله يا أحباب"، و"لسان الحال غلب"، و"العلم أتقدم".
وأوضح أنه لا يشترط أن يكون اسم الشاعر كبيرًا لكي يغني له، فيمكن أن يغني لأي شخص شرط أن يعجبه قصيدته، وأنه يمكن أن يجد طالبًا في الجامعة لديه قصيدة جيدة وقوية يغني له هذه الأغنية.
تعاون السقيد مع عدد كبير من الشعراء في السودان منهم عثمان الطيب الذي كتب له عدة أغنيات منها "شوفي الزمن يا يمه"، وغنى أيضًا لشاعر حاتم، وتعامل كذلك مع الفاتح ومحمد سفلة وخليفة عثمان خليفة.
جعفر السقيد وتطور فن الطمبور
يعد السقيد من أشهر نجوم الطنبور في الساحة الفنية، وقد تمكن بأغنياته التي لامست الواقع والأوجاع الاجتماعية أن يحقق جماهيرية كبيرة.
ورغم أن فن الطنبور له شعبية كبيرة إلا أن السقيد يرى أن الحكومة لا تهتم به كثيرًا، وخاصة أنه لم يتم اختيارها لتمثيل السودان في المهرجانات العربية والأوروبية والأفريقية كذلك، وأوضح أن هناك تجاهلًا لفن الطمبور من الحكومة بسبب عدم إعجاب النظام البائد لهذا الفن.
وقد أوضح السقيد أن المشاركة الوحيدة لفن الطنبور خارج البلاد كانت في الثمانينيات خارج فرنسا للفنان محمد جبارة، وأكد أن غياب نادي الطمبور أحد أسباب عدم اهتمام الجمهور بهذا الفن مثل بقية الفنون.