الغيرة المهنية وطرق للاستفادة منها

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الخميس، 02 ديسمبر 2021
الغيرة المهنية وطرق للاستفادة منها

ترتبط الغيرة بضعف الثقة بالنفس وتقدير إنجازات الآخرين دون القدرة على مجاراتهم، مع ذلك فهي شعور حقيقي نشعر به جميعاً ولا يمكننا السيطرة عليه.

لكن ليست هذه النهاية فالمشكلة تكمن بكيفية تعاملنا مع مشاعرنا وليس بمشاعرنا بحد ذاتها، أول ما عليك فعله هو الاعتراف بوجود هذه المشاعر وبعد ذلك امضِ في حياتك المهنية بكل قوة.

أي لا تدع المشاعر السلبية تتملكك، فعند نجاح شخص آخر لا يمكنك الاستياء وكأنك فشلت في حياتك المهنية، فبهذه الطريقة أنت تخسر كل شيء، عليك أن تفرح لنجاحهم لكي تجد من يفرح لفرحك عند تحقيق أهدافك.

ارم هذه السلبية خلف ظهرك وابدأ عملك بشغف النجاح.

طرق تساعدك في تخطي غيرتك من الزملاء في العمل والاختصاص المهني

كما قلنا سابقاً شعورك بالغيرة من إنجازات الآخرين شيء خارج نطاق إرادتك، كما أنه ليس من الخطأ جعل إنجازات الآخرين حافزاً لتطوير الذات.

رغم أن أفضل شخص عليك منافسته هو أنت فهذه أكثر الطرق فاعلية في تطوير الذات. قد تصادف أناساً أقل خبرة منك وأصغر سناً يحصلون على مناصب كنت تسعى لها طويلاً.

وقد يتملكك الشعور بأن أحد ما سرق شيئاً يخصك وأنه يقف هناك، يقوم بعملك ويعيش حلمك، لكن هذا لن يعزز لديك سوى الشعور بالنقص.

لا تقارن نفسك مع الآخرين واجعل العيرة المهنية فرصة للمنافسة البناءة

المنافسة في مجال العمل صعبة للغاية والحياة لا تقدم فرصاً متساوية للجميع، وإثبات الذات للآخرين يشكل هاجساً للكثير من الناس، وتلعب قلة إدراك الذات والثقة بالنفس دوراً رئيسياً في تولد مشاعر الغيرة.

ويعزز ذلك مقارنة ذاتك مع الآخرين إذ يعد ذلك من أكثر الأساليب الهدامة انتشاراً، لكن فكر بذلك، هل يهم إعجاب الناس بك؟ هل يفترض أن تكون مشهوراً؟

هل أنت مستعد للتسبب بفشل الآخرين في سبيل تحقيق ذلك؟ وهل هذه غايتك من هذه الحياة؟ تركيزك على الآخرين أكثر من نفسك يزيد من فشلك.

وبالتالي تفاقم مشكلة الغيرة، لأنه وبينما أنت مشغول في شؤون الناس هم كانوا مشغولين بتطوير أنفسهم، إعجابك بإنجازات أحدهم وسعيك للنجاح مثله وتحقيق ما حقق أمر طبيعي.

لكن لا تفكر حتى ولو مرة بأنك عاجز عن الوصول إلى ما وصل إليه.

فهم أسباب الغيرة المهنية أولى الخطوات في التخلص منها

عليك فهم الأسباب الجذرية للغيرة لتتمكن من التخلص منها، فبداية حل أي مشكلة هو الشعور بوجودها، وفقدان الثقة بالنفس ليس السبب الوحيد للغيرة.

فهناك الكثير من الناس الذين يثقون بأنفسهم ويدركون ذاتهم لكنهم مع ذلك أكثر الناس غيرةً ربما، يعود ذلك إلى أنهم لا يؤمنون بقيمة أنفسهم وتسيطر عليهم الأفكار السلبية، لذا عليك بمحاربة الأفكار السلبية ومحاولة التفكير بإيجابية.

لا تتخلَّ عن نفسك، فلديك كل ما يلزم لتكون إنساناً ناجحاً، يمكنك العمل وتشجيع نفسك على النجاح، من أجل تطوير نفسك ومساعدة زملائك في العمل بما يحقق الأهداف المرجوة من العمل.

كن من الأشخاص الذين يعرفون كيف يخسرون، أي يتقبلون الخسارة بشكل إيجابي يسمح لهم بمعرفة الأسباب ويحاولون إصلاحها، كما أنهم يعرفون كيف يفوزون، حيث لا يصيبهم الغرور ويفكرون في الخطوة التالية في حياتهم.

إليك بعض الطرق التي تساعدك على التخلص من غيرتك المهنية

  • دعك من الأفكار السلبية التي تراودك وحاول تجاهل أي مشاعر سلبية اتجاه الآخرين.
  • شجع نفسك، واعمل بجد لتحقيق أهدافك، شجع الآخرين حتى دون التأثر السلبي بنجاحاتهم، فالسعادة في الحياة تكمن في الفرح للآخرين.
  • اعترف لنفسك بأن فشل الآخرين لا يجلب السعادة ولا يعني نجاحك أبداً، وبأن كل هذا يضرك ويعرقل نجاحك أنت فقط.
  • توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين، فعندما تفعل ذلك أنت تقر ضمنياً بأنك لست جيداً بما فيه الكفاية.
  • لا تجعل نقدك للآخرين يتحول لمشاعر سلبية تستقر في قلبك، بل حاول معالجته منطقياً والاستفادة منه لتصحيح أخطائك.
  • أنت لست ما يقول الناس عنك، ولست خاضعاً لتقييمهم، أنت من تظن نفسك وتقييمك المنطقي لنفسك وحده من ينهض بقدراتك.
  • أنت لا تفكر بنفسك بقدر ما يفكر الآخرون بأنفسهم، لذا عليك التأكد من أنك تفكر بنفسك بالقدر الكافي فهو أمر مهم جداً.
  • لديك الكثير من الأمور الجيدة في داخلك، لذا أنت تستحق النجاح.
  • قيمتك وسعادتك لا تستمد من تقييم الآخرين لك وآرائهم حولك.
  • أنت لست ملزماً دائماً بتحقيق التوقعات، ولا حتى توقعاتك الخاصة، فتنمية القدرات مسألة وقت وقد تحتاج لفترة من الزمن حتى تحقق ما تريد.

كيف تتعامل مع غيرتك المهنية

تغيير القناعات أمر صعب جداً بما في ذلك التخلص من الغيرة، لذا عليك على أقل تقدير محاولة إدارة الغيرة، لا تتسبب بفشلك.

تتمحور فكرة الغيرة حول فكرة لماذا لديه وليس لدي، وبالتأكيد الشخص الآخر يملك ما لا تملك لكن هذا لا يعني استمرار الحال هكذا.

بالتأكيد يلعب الحظ دوراً في الكثير من الأحيان وهو أمر خارج عن إرادتك ولن تتمكن من تغييره، لكن برغم أهمية التفكير والتخطيط للمستقبل إلا أنه عليك ألا تفكر أكثر مما تعمل، ولو فعلت العكس لحققت الكثير بكل تأكيد.

الغيرة المهنية عدو للنجاح

كما تفقدك الغيرة متعة النجاح والإنجاز فأنت تتأثر بالآخرين كثيراً، إذا افترضنا أنك كاتب وحقق كتابك الأول شهرة واسعة وعائدات لا تقدر إلا أنه لم ينل أي جائزة في مجال الأدب.

فكل ما ستفعله هو الشعور بالفشل وأنك لم تحصل على جائزة بالرغم من كل الشهرة والمال اللذان حصلت عليهما، ولو حصل العكس لتمنيت الحصول على الجائزة فالغيرة غير خاضعة لتقييمات منطقية.

عندما تريد أن تكتب كتاباً عليك التركيز على أهدافك فيما تكتب ولماذا وما رسالتك التي تريد إيصالها وأي تغيير تنوي أن تحقق، وتبقى باقي الأمور ثانوية إن تحققت سيفرحك ذلك وإن لم تتحقق فهو أمر لم تكن تتوقع حدوثه أصلاً.

الانتقاد ليس إهانة لك.. تقبل النقد لتتطور

ينطبق ذلك على شتى المجالات في الحياة آمن بذاتك وغايتك في الحياة والرسالة التي تريد إيصالها من ذلك العمل، اشعر بالرضا ودعك من تقييم الناس.

فليس هناك إنسان محبوب من الجميع أو مقدر من الجميع، عش وفق قناعاتك المبنية على التفكير العقلاني والمقاييس الإنسانية والأخلاقية ودعك من الناس.

فغالباً هم لا يفكرون بك بالقدر الذي تعتقده، وإذا انتقدك أحدهم أو وجه لك نقداً فهو بالنسبة له كلام عابر.

أما بالنسبة لك فهو إهانة عليك ردها! وتحول مسار حياتك حتى تغير هذه القناعة التي تظن أنها لدى ذلك الشخص ولكنه بكل بساطة قد لا يتذكر أنه وجه ذلك الكلام حتى.

عش قناعاتك وتقبل قناعات الآخرين

لا تخسر نفسك من أجل أحكام الناس وتقييماتهم، ولا تحول مجرى حياتك لتثبت شيئاً لأحد، فحياتك لن تتكرر مرة أخرى وكل لحظة تضيع منك ستندم عليها لاحقاً.

عش لنفسك ووفق مبادئك وحاول مساعدة الآخرين وإسعادهم فليس بالضرورة أن من يقيمك أفضل منك وأكثر ما يثير السخرية أنه قد يكون أسوأ منك، هل ما زلت مكترثاً لرأي الناس؟

الآخرون ناجحون ولديهم الملايين أجل؛ ربما هذا صحيح، ومن منا لا يرغب بذلك؟ لكن حاول الوصول إلى هناك بطريقتك ووفق مبادئك وأفكارك ولا تستنسخ أحداً وتتقمص تلك الشخصية.

حوِّل غيرتك إلى إلهام لنجاحك

حول غيرتك إلى إلهام إبداعي وإنتاج لم يحققه أحد قبلك، إنه ليس إعلان لأحد المنتجات الاستهلاكية، بل هو واقع قد ينهض بحياتك إذا امتلكت الرغبة العارمة والإرادة الكافية.

يغار الناس من النجاح والسيرة المهنية المليئة بالنجاحات والأموال الطائلة التي جناها الآخرون، ويجب أن يشعر الناس بالغيرة.

ألا يناقض هذا الكلام محتوى المقال؟.. إطلاقاً عليك أن تغار من إدراكهم لذاتهم، ومعرفة إمكانياتهم، تخطيطهم للمستقبل والتزامهم بتحقيق ذلك.

استغلالهم لجهودهم ووقتهم وأموالهم لتحقيق المزيد وإرضاء أنفسهم فقط، وعدم اكتراثهم لكلام الناس، وهو أمر يمكن لأي كان تحقيقه بالإرادة والرغبة وتبقى بقية الأمور ثانوية.

فعندما تتحلى بهذه الصفات ستتمحور حياتك حول ما ستفعله ويصبح العمل سعادتك الحقيقية.

لا تحاول الهروب من الغيرة فستطاردك مدى الحياة؛ لذا قف وواجهها وكن أكثر إصراراً منها، وتذكر أن الجائزة هي سعادتك في الحياة لذا فالأمر يستحق المواجهة، إليك بعض الخطوات لتحقيق ذلك:

1. قلها بصوت عالٍ:

نعم بهذه البساطة أخبر ذلك الشخص بالحقيقة ولكن بطريقة إيجابية، فذلك سيشعره بالنجاح والذي بدوره يجب أن يشعرك بالسعادة وستتحول الغيرة إلى إعجاب، ربما قد يبادلك ذلك الشخص نفس الشعور، نعم قد تكون أحد أسباب شعوره بالغيرة أنت أيضاً.

2. دوِّن ما يزعجك:

أحياناً قد لا تتمكن من البوح بما في داخلك، وقد لا يكون الوضع مناسباً لذلك إطلاقاً، كل ما عليك فعله هو كتابة ذلك على ورقة واعتبرها رسالة مثلاً.

لكنك لن تقوم بإرسالها حيث تساهم الكتابة في التخلص من المشاعر السلبية وهو ما قد يفيدك لضبط انزعاجك. الآن أحضر ورقة أخرى لننتقل للخطوة التالية.

3. قائمة الإعجاب:

يجب أن تشتمل هذه القائمة على الأمور التي تجعلك تشعر بالغيرة من الآخرين، وبعدها قم بالركض في الصباح الباكر أو ممارسة اليوغا، هل فقدت شعورك بالغيرة؟

لا إذاً حاول ممارسة النشاطات التي تشعرك بذاتك، تخلص من غيرتك بأمور تكتسبها قد تشعر الآخرين بالغيرة، أي أوجد نمط الحياة الخاص بك واشعر بقيمة ذاتك.

4. انظر خلف الستار:

أنت تغار من إنجازات الآخرين وما وصلوا إليه، من لوحات فنان أو نجاحات رجل أعمال مشهور، لكنهم لم يولدوا على هذا الحال.

إنما نجاحهم عبارة عن ثمار جهد كبير بذلوه لمدة طويلة سمحت لهم بالوصول إلى هذا المكان الذي هم فيه اليوم، لذا تحلى بالصفات التي لديهم وحارب من أجل تحقيق أحلامك بدل النظر إلى أحلام الآخرين وتمني الفشل لهم.

5. ابحث عن الإلهام وتجنب التقليد:

عندما تستمع إلى أغنية تعجبك أو تشاهد فيلماً رائعاً تشعر بالغيرة والرغبة بتحقيق شيء مماثل، في هذا الحال لن تحقق أي شيء.

فكل ما تحاول فعله هو أن تكون نسخة لشيء موجود أصلاً ولا أحد يقدّر الأمور المكررة، لذا جرب أن تتميز، اطرح أفكارك، نمِّ مواهبك واشعر بذاتك، فالناس تبحث عما هو جديد، وحاول أن تقدم شيئاً جديداً تضيفه إلى النتاج الإنساني.

اختبار علمي لدرجة الغيرة المهنية لديك

قام موقع (Jennycrusie) بنشر اختبار معتمد علمياً لتحديد درجة الغيرة لديك، لذا عليك بورقة وقلم رصاص ولتجرب إلى أي مدى أنت غيور.

اقرأ الأسئلة، أجبها ولا تعط نفسك أي نقطة على كل سؤال كانت إجابته الإجابة الأولى، وأعط نفسك نقطة على كل سؤال كانت إجابتك عليه الإجابة الثانية، ونقطتين على كل إجابة كانت إجابتك الإجابة الثالثة.

1. صديقك فاز بمسابقة قمت بالمشاركة بها:

  • أنا سعيد بفوزك وأنت تعني ذلك.
  • أنا سعيد بفوزك وتظن أنك أفضل.
  • ليس لهذه الجوائز أي قيمة.

2. وقع صديقك عقد عمل مثلاً وأنت كنت من المتقدمين:

  • أنا سعيد بذلك وأنت تعني ذلك.
  • أنا سعيد بفوزك وتظن أنك أحق.
  • ليست الشركة ذات نجاح باهر ولكنها كانت بداية لا بأس بها بالنسبة لي.

3. نشر صديق أول كتاب له:

  • أنا سعيد بذلك وأنت تعني ذلك.
  • أنا سعيد بذلك وتظن أنك الأحق بذلك.
  • لم يجد دار النشر كتاباً منذ فترة لذا تم قبول الكتب بغض النظر عن جودتها، بالطبع لن أقبل بنشر كتابي هكذا.

4. حقق صديقك القائمة الأكثر بيعاً هذا الشهر:

  • أنا سعيد بذلك وأنت تعني ذلك.
  • أنا سعيد بذلك وتظن أنك أفضل.
  • لا تمثل هذه القائمة مبيعات حقيقة لذا ليس الأمر مهماً.

5. صديقك عانى من نكسة في عمله:

  • أنا آسف جداً لذلك وستمر هذه الفترة وأنت تعني ذلك.
  • أنا آسف جداً لذلك وستمر هذه الفترة لكنك تشعر بالارتياح.
  • حسناً يمكنك العودة إلى مهنتك السابقة لا بأس بها.

نتائج الاختبار:

  1. والآن إذا حصلت على 9-10 نقاط فأنت غيور جداً.
  2. وإذا حصلت على 6-8 نقاط فبإمكانك التغيير من نفسك.
  3. ومن 3-5 نقاط فأنت تكاد تتخلص من غيرتك.
  4. ومن 1-2 فأنت ربما تمر بفترة صعبة وتختبر بعض المشاعر السلبية.
  5. وإذا لم تحصل على أي درجة فأنت حتماً تكذب على نفسك.

أخيراً.. كما قلنا سابقاً الشعور بالغيرة أمر طبيعي لا يمكننا السيطرة عليه، لكن يمكننا ضبط انفعالاتنا بما يضمن تطوير أنفسنا للعيش بسعادة.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة