الضمور العضلي الشوكي عند الأطفال: تشخيصه وأعراضه وأسبابه

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 17 يوليو 2024
الضمور العضلي الشوكي عند الأطفال: تشخيصه وأعراضه وأسبابه

الضمور العضلي الشوكي (SMA) هو اضطراب وراثي نادر يصيب الأعصاب الحركية في الحبل الشوكي، مما يؤدي إلى ضعف العضلات وفقدان القدرة على الحركة. يظهر هذا المرض غالبًا في الطفولة المبكرة، ويتراوح في شدته من ضعف عضلي بسيط إلى حالات شديدة تؤدي إلى صعوبة في التنفس والبلع.

يعتبر SMA أحد أكثر الأمراض الوراثية شيوعًا التي تؤدي إلى وفاة الأطفال. ومع ذلك، فإن التقدم الطبي في السنوات الأخيرة قد أدى إلى تطوير علاجات جديدة تُحسّن من نوعية الحياة وتقدم الأمل للمرضى وعائلاتهم. يسعى العلماء والأطباء باستمرار إلى تحسين هذه العلاجات وتوفير الدعم اللازم للعائلات المتأثرة بهذا المرض.

ما هو الضمور العضلي الشوكي؟

الضمور العضلي الشوكي هو اضطراب وراثي يؤثر على الخلايا العصبية الحركية في النخاع الشوكي وجذع الدماغ. هذه الخلايا مسؤولة عن التحكم في حركات العضلات الإرادية.

عندما تتأثر العضلات بالضمور العضلي الشوكي، تضعف العضلات تدريجيًا وتنكمش، مما يؤدي إلى ضعف العضلات. يظهر المرض على شكل ضمور في عضلات الأطراف مع ارتخاء شديد في العضلات. هذا يعني أن الأشخاص المصابين بمرض الضمور العضلي الشوكي يعانون من مشاكل في المشي والبلع والتنفس.

هناك أنواع مختلفة من هذا المرض، بعضها قد يكون قاتلاً، في حين يمكن للأشخاص الذين يعانون من أنواع أخرى أن يعيشوا حياة طبيعية.

ما هي أسباب الإصابة بالضمور العضلي الشوكي؟

ضمور العضلات الشوكي (SMA) هو مرض وراثي ناتج عن خلل في الجينات المسؤولة عن إنتاج بروتين يسمى بروتين البقاء على قيد الحياة للموتون الحركية (SMN).

الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض الضمور العضلي الشوكي تشمل: 

  1. الوراثة:

SMA ينتج عن طفرات في جين SMN1. عندما يرث الطفل نسختين معيبتين من هذا الجين، واحدة من كل والد، فإن الجسم لا يتمكن من إنتاج كمية كافية من بروتين SMN الضروري لبقاء الخلايا العصبية الحركية.

  1. الطفرات الجينية:

تحدث بعض حالات SMA بسبب طفرات في جين SMN2، وهو جين بديل ينتج نوعاً أقل فعالية من بروتين SMN.

نتيجة لهذه الطفرات، تموت الخلايا العصبية الحركية في الحبل الشوكي، مما يؤدي إلى ضعف العضلات وفقدان التحكم في الحركة.

ما هي أبرز الأعراض التي تظهر عند مصابي الضمور العضلي؟

أبرز الأعراض التي تظهر عند الأطفال المصابين بالضمور العضلي الشوكي (SMA) تشمل: 

1. ضعف العضلات: يظهر ضعف في عضلات الأطراف والعضلات القريبة من الجذع.

2. صعوبة في الحركة: يجد الطفل صعوبة في الزحف، الجلوس، أو المشي بناءً على درجة الضمور.

3. ضعف في التنفس: قد يعاني الأطفال من صعوبات في التنفس؛ بسبب ضعف عضلات التنفس.

4. صعوبة في البلع: يظهر صعوبة في البلع والتغذية، مما قد يؤدي إلى مشاكل في النمو والتغذية.

5. تأخر في النمو الحركي: قد يكون هناك تأخر في تحقيق مراحل النمو الحركي المناسبة للعمر مثل الجلوس أو الوقوف.

جدير بالذكر أن حدة الأعراض تختلف بناءً على نوع وشدة المرض.

كيف يمكن تشخيص الضمور العضلي الشوكي؟

تشخيص الضمور العضلي الشوكي (SMA) يتضمن عدة خطوات واختبارات طبية تشمل: 

  1. التاريخ الطبي والفحص البدني:
  2.  يقوم الطبيب بأخذ التاريخ الطبي العائلي وإجراء فحص بدني لتحديد الأعراض والعلامات المرتبطة بضعف العضلات.
  3. اختبارات الدم:

تُستخدم لتحليل الحمض النووي للكشف عن الطفرات في جين SMN1. هذا هو الاختبار الأكثر شيوعًا لتشخيص SMA.

  1. دراسة توصيل الأعصاب (Nerve Conduction Studies):

تساعد في تقييم وظيفة الأعصاب ومدى تأثير المرض على الأعصاب الحركية.

  1. تخطيط كهربائية العضل (EMG):

يقيس النشاط الكهربائي في العضلات، ويمكن أن يكشف عن تدهور الخلايا العصبية الحركية.

  1. فحص السائل الشوكي:

في بعض الحالات، قد يُطلب تحليل السائل الشوكي للبحث عن مؤشرات أخرى للمرض.

  1. التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI):

يستخدم لتصوير العمود الفقري والدماغ للتحقق من وجود مشكلات أخرى قد تؤدي إلى ضعف العضلات.

يتم تأكيد التشخيص عادةً بالاعتماد على نتائج الفحص الجيني، الذي يحدد ما إذا كانت هناك طفرات في جين SMN1 المسؤول عن SMA.

ضمور

 ما هي أنواع الضمور العضلي الشوكي؟

الضمور العضلي الشوكي هو مجموعة من الاضطرابات الوراثية التي تؤثر على الخلايا العصبية في النخاع الشوكي وجذع الدماغ، مما يؤدي إلى صعوبة في التحكم بحركة العضلات.

نستعرض هنا بعض أنواع الضمور العضلي الشوكي: 

  • النوع الأول (الحاد):

يظهر عند الولادة أو خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الرضيع. يعاني المصابون من صعوبة في البلع والامتصاص، وقد يواجهون مشاكل في رفع رؤوسهم أو الجلوس.

  • النوع الثاني (المتوسط):

يظهر بين عمر 6 - 18 شهرًا. يستطيع المصابون الجلوس، لكنهم يواجهون مشاكل في المشي وهزل في عضلات اليدين والقدمين.

  • النوع الثالث (الخفيف):

يظهر بعد 18 شهرًا من عمر الطفل. يتضمن ضعفًا خفيفًا في العضلات وصعوبة في المشي.

  • النوع الرابع (للبالغين):

يظهر للبالغين ابتداءً من منتصف الثلاثينات. المصابون يستطيعون الحركة، ويعيشون حياة كاملة.

هل هناك علاجات متاحة للضمور العضلي الشوكي؟

هناك بعض العلاجات المستخدمة للتعامل مع ضمور العضلات الشوكي. دعوني أشارك معك بعض النقاط المهمة:

1. العلاج بالأدوية:

- نوزينيرسين (Nusinersen): يعمل على تحفيز إنتاج بروتينات تساعد في التحكم في حركة العضلات. يُحقن في السائل المحيط بالنخاع الشوكي.

- أوناسمنوجين أبيبارفوفك (Onasemnogene abeparvovec): يستهدف جين SMN1، ويُحقن مرة واحدة للأطفال دون سن الثانية.

- ريسديبلام (Risdiplam): يعمل على تعطيل إنتاج جين SMN2، ويؤخذ عن طريق الفم.

2. تركيب جهاز التنفس الصناعي:

- يساعد في توفير الهواء للأشخاص المصابين بضمور العضلات الشوكي.

3. تركيب أنبوب تغذية:

- يساعد في توفير التغذية للمرضى الذين يعانون من ضعف في عضلات الفم والحلق.

4. العلاج الطبيعي والفيزيائي:

- يستخدم لتقوية العضلات وحماية المفاصل.

5. الخضوع للعمليات الجراحية:

- يمكن أن يكون ضروريًا للتعامل مع انحناء في العمود الفقري.

رعاية المصابين بضمور العضلات الشوكي تتطلب تعاونًا بين الأطباء والمعالجين ومجموعات الدعم لتحسين نوعية حياتهم.

ما هي توصيات الرعاية والدعم للأطفال المصابين؟

دعوني أشارك معكم بعض التوصيات لرعاية ودعم الأطفال المصابين بضمور العضلات الشوكي: 

1. الرعاية الطبية المتخصصة:

- يجب أن يتلقى المرضى علاجًا متخصصًا يشمل الجهاز التنفسي والجهاز العصبي المركزي والجهاز العضلي الهيكلي.

- يجب أن يخضعوا للعلاج الطبيعي، ويتلقوا المشورة بشأن التغذية المناسبة من الأطباء المتخصصين.

2. الاستشارة الوراثية:

- يُفضل استشارة أخصائي الوراثة في الحالات التي ينتشر فيها المرض في الأسرة.

- يمكن أن يساعد في تقديم نصائح حول التخطيط لتكوين الأسرة في المستقبل.

3. التدخل المبكر:

- يجب البدء في العلاج والتدخل المبكر لتحسين نوعية حياة الأطفال المصابين.

- يمكن استخدام معدات مصممة خصيصًا لإعادة تأهيل الأجهزة العضلية المتضررة.

4. التواصل مع مجموعات الدعم:

- الانضمام إلى مجموعات دعم المرضى وأسرهم يمكن أن يكون مفيدًا للتبادل والتعلم من تجارب الآخرين.

5. التركيز على الجودة الحياتية:

- يجب توفير بيئة داعمة ومحفزة للأطفال المصابين.

- الاهتمام بالجوانب النفسية والاجتماعية والتعليمية لتحقيق أقصى قدر من الجودة الحياتية.

يجب أن يكون التعاون بين الأطباء والأهل والمعالجين مستمرًا لتحسين حياة الأطفال المصابين بضمور العضلات الشوكي.

هل يؤثر الضمور العضلي على ذكاء الطفل؟

يُعتقد أن الضمور العضلي الشوكي لا يؤثر على الذكاء أو قدرة الطفل على التعلم. يمكن للأطفال المصابين بهذا المرض أن يكونوا أذكياء وقادرين على تحقيق نجاحات في التعليم والتطور الشخصي.

هل هناك أبحاث جديدة في مجال العلاج؟

حتى الآن، لا يوجد علاج كامل لضمور العضلات الشوكي. ومع ذلك، هناك تطورات مهمة في مجال العلاج تساهم في تحسين نوعية حياة المرضى.

إليك بعض النقاط المهمة:

1. علاج استبدال الجينات:

- تم اكتشاف السبب الجيني للضمور العضلي الشوكي، مما أدى إلى تطوير خيارات العلاج.

- ثلاثة أدوية معتمدة لعلاج الحالة: نوزينيرسين، أوناسمنوجين أبيبارفوفك، وريسديبلام.

2. العلاج الطبيعي والفيزيائي:

- يساعد في تقوية العضلات وحماية المفاصل.

- يستخدم معدات مثل هياكل المشي والكراسي المتحركة.

3. تركيب جهاز التنفس الصناعي:

- يمكن أن يكون ضروريًا للمرضى الذين يعانون من مشاكل تنفسية.

4. تركيب أنبوب تغذية:

- يساعد في توفير التغذية للمرضى الذين يعانون من ضعف في عضلات الفم والحلق.

رعاية المصابين بضمور العضلات الشوكي تتطلب تعاونًا بين الأطباء والمعالجين ومجموعات الدعم لتحسين نوعية حياتهم.

ضمور

ما هي جهود زيادة الوعي بالضمور العضلي الشوكي؟

الضمور العضلي الشوكي هو اضطراب عصبي وراثي يؤثر على الخلايا العصبية الحركية في الحبل الشوكي، مما يؤدي إلى ضعف العضلات ومشاكل في الحركة والتنفس والبلع.

لزيادة الوعي حول مرض الضمور العضلي الشوكي، يمكن القيام بالآتي: 

1. التثقيف والتوعية:

- توفير معلومات دقيقة حول أعراض وأنواع الضمور العضلي الشوكي للجمهور والمجتمع الطبي.

- تنظيم حملات توعية وورش عمل للأهل والمربين والمهنيين الصحيين.

2. البحث والتطوير:

- دعم الأبحاث العلمية لفهم أفضل للمرض وتطوير علاجات جديدة.

- تشجيع الابتكار في مجال العلاج والتكنولوجيا الطبية.

3. الدعم النفسي والاجتماعي:

- إنشاء مجموعات دعم للمرضى وأسرهم لتبادل الخبرات والمشاعر.

- توفير موارد نفسية للمرضى للتعامل مع التحديات النفسية.

4. التشجيع على الاستشارة الوراثية:

- توجيه الأسر المصابة بالضمور العضلي الشوكي للاستشارة الوراثية للتخطيط للأسرة.

التوعية والتعليم يلعبان دورًا مهمًا في تحسين فهم المجتمع لهذا المرض ودعم المرضى وأسرهم.

ما هي أخطر أنواع ضمور العضلات؟

نستعرض معا هنا بعض أنواع ضمور العضلات ومعلومات عن كل نوع: 

1. الضمور العضلي الدوشيني (Duchenne Muscular Dystrophy):

- يعد من أكثر الأنواع شيوعًا.

- يظهر عند الذكور في مرحلة الطفولة المبكرة.

- يؤدي إلى تدهور سريع للعضلات، مما يؤثر على المشي والحركة.

- قد يحتاج المصابون إلى جهاز تنفس وكرسي متحرك.

2. الضمور العضلي بيكر (Becker Muscular Dystrophy):

- يظهر في مرحلة المراهقة.

- يصيب الذكور فقط.

- يؤثر على عضلات الفخذين والوركين والكتفين.

- قد يحتاج المصابون إلى كرسي متحرك أو عصا للمشي.

3. الضمور العضلي الوتري (Myotonic Muscular Dystrophy):

- يؤثر على النساء والرجال.

- يسبب ضعفًا في الأطراف واضطرابات في الجهاز الهضمي والعين والغدد الصماء.

4. الضمور العضلي الخلقي (Congenital Muscular Dystrophy):

- يصيب الذكور والإناث.

- قد يظهر عند الولادة أو قبل سن الثانية.

- يؤثر على المفاصل والتنفس والبلع والرؤية والكلام.

5. الضمور العضلي للأطراف (Limb-Girdle Muscular Dystrophy):

- يؤثر على عضلات الساقين والذراعين والوركين والكتفين.

- يبدأ في سنتين أو عند كبار السن.

- قد يحتاج المصابون إلى كرسي متحرك.

6. الضمور العضلي الوجهي العضدي (Facioscapulohumeral Muscular Dystrophy):

- يؤثر على عضلات الكتف والوجه والذراعين.

- يظهر قبل سن العشرين.

- قد يتطور حتى سن الأربعين.

7. الضمور العضلي البعيد (Distal Muscular Dystrophy):

- يؤثر على عضلات القدمين واليدين والساقين والذراعين.

- يظهر عند البالغين.

8. الضمور العضلي العيني البلعومي (Distal Muscular Dystrophy):

- يحدث عادةً بين سن الأربعين والسبعين.

- يؤثر على عضلات الحلق والجفن.

تشخيص الضمور العضلي يتطلب استشارة الطبيب وإجراء الفحوص اللازمة.

هل هناك حالات شفيت من الضمور الشوكي؟

حتى الآن، لا يوجد علاج كامل يؤدي إلى شفاء دائم من ضمور العضلات الشوكي. ومع ذلك، يمكن تحسين نوعية حياة المرضى من خلال العلاج المبكر والرعاية المتخصصة. يُفضل استشارة الطبيب لتقديم نصائح محددة لحالة الطفل المصاب.

في ختام تقريرنا، يظل الضمور العضلي الشوكي (SMA) تحديًا طبيًا وإنسانيًا كبيرًا، يتطلب جهودًا مستمرة من المجتمع العلمي والطبي لتطوير علاجات فعالة ودعم العائلات المتأثرة.

رغم التقدم الكبير في فهم هذا المرض وابتكار علاجات جديدة، فإن الوصول إلى هذه العلاجات وتوفير الرعاية اللازمة للأطفال المصابين يبقى هدفًا رئيسيًا يجب تحقيقه. إن تعزيز الوعي حول SMA وزيادة الدعم للأبحاث المتعلقة به يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين حياة هؤلاء الأطفال وتمكينهم من العيش بأقصى إمكاناتهم.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة