الصين ترفع الرسوم الجمركية على أمريكا إلى 125%

في خطوة تصعيدية جديدة، أعلنت بكين عن رفع كبير في الرسوم الجمركية الإضافية المفروضة على السلع الأمريكية المستوردة، لتصل إلى 125% اعتبارًا من 12 أبريل 2025.

القرار الذي أعلنت عنه لجنة التعرفة الجمركية التابعة لمجلس الدولة الصيني، يمثل ردًا مباشرًا على قرار دونالد ترامب وإدارته زيادة الرسوم المفروضة على المنتجات الصينية إلى 124%، وهي الزيادة التي وصفتها الحكومة الصينية "الخطوة الأحادية والاستفزازية".

الخطوة الصينية تأتي بعدما أعلنت الولايات المتحدة في 10 أبريل الجاري عن مضاعفة رسومها الجمركية المعروفة باسم "الرسوم المتكافئة"، لتل إلى نفس النسبة، وهو ما يعني أن كل طرف بات يفرض تعريفات مرتفعة للغاية على وارداته من الطرف الآخر، وسط غياب أفق واضح للتفاوض.

ورغم هذا التصعيد، أرسلت الصين إشارة واضحة أن هذا هو الحد الأقصى الذي ستصل إليه من حيث رفع الرسوم، ففي بيان رسمي، قالت بكين إن الظروف الحالية في السوق لا تسمح بتصريف المنتجات الأمريكية في الصين تحت هذا العبء من الرسوم الجمركية، وأن أي زيادات أمريكية جديدة في الرسوم لن تلقى اهتمامًا من الجانب الصيني، وهي إشارة على موقفها الرافض للاستمرار في هذه الدوامة التصعيدية.

اقرأ أيضًا:  ردا على بكين: ترامب يرفع الرسوم الجمركية على الصين إلى 125%

الأسهم الصينية تتحدى الأزمة وتحقق مكاسب

في مفارقة مثيرة، تمكنت الأسواق الصينية من تحقيق مكاسب ملموسة رغم التوترات، مدعومة بتوقعات متزايدة بأن بكين قد تقدم على خطوات تحفيزية لدعم الاقتصاد، بالإضافة إلى تفاؤل نسبي بإمكانية التوصل لاتفاق تجاري مستقبلاً مع واشنطن.

وسجل مؤشر الأسهم الصينية المدرجة في بورصة هونغ كونغ قفزة بنسبة 2.7% يوم الجمعة، بعد جلسة شهدت تقلبات بين المكاسب والخسائر، بينما أنهى مؤشر "شنغهاي شنزن 300" جلسة التداول مرتفعاً بنسبة 0.4%، متفوقاً على أداء غالبية المؤشرات في الأسواق الآسيوية الأخرى.

المستثمرون يبدون رهاناً متزايداً على أن القيادة الصينية ستعتمد تدابير اقتصادية جديدة لتعزيز النمو المحلي، وسط ترقب واسع لاجتماع مرتقب لقادة البلاد يوم الخميس، يُتوقع أن يناقش فيه المسؤولون حزمة تحفيزية جديدة تشمل السياسات النقدية والمالية.

اقرأ أيضًا:  شركة أبل تفقد 640 مليون دولار من قيمتها السوقية في أسبوع

بصيص أمل رغم تصاعد التوتر

ورغم حدة المواجهة التجارية، لا تزال بعض المؤشرات توحي بإمكانية احتواء الموقف. فقد لمح الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، إلى استعداده لإبداء بعض "المرونة" في ما يخص الاستثناءات الممنوحة لشركات أو دول من النظام الجمركي المشدد، وهو ما فتح باب التكهنات بشأن إمكانية إجراء مفاوضات خلف الكواليس في مرحلة لاحقة.

لكن هذه الآمال اصطدمت بتوضيح حازم من البيت الأبيض، جاء فيه أن إجمالي الرسوم المفروضة على الواردات الصينية قد وصل إلى مستوى 145% بعد آخر التعديلات، ما يفوق بكثير التقديرات السابقة التي حذّر فيها اقتصاديون من أن مستويات كهذه قد تؤدي إلى شلل شبه كامل في حركة التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم.