الشيخ ياسر الدوسري أحد قراء القرآن الكريم في المملكة ومن أئمة المسجد الحرام صاحب الصوت الآسر والتلاوات العظيمة التي تبكي القلوب، عمل الدوسري إمامًا في عدة مساجد في الرياض منها عبد الله الخليفي والكوثر والإمام عبد الله بن سعود، وقد تتلمذ على يد كبار المشايخ منهم صالح الفوزان، وعبد الله بن جبرين وغيرهم، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته.
حياة الشيخ ياسر الدوسري ونشأته
ياسر بن راشد بن حسين الودعاني الدوسري هو إمام وخطيب المسجد الحرام وأحد أئمة الحرم المكي وقارئ قرآن سعودي، ولد في محافظة الخرج في المملكة العربية السعودية في 6 أغسطس عام 1980.
بدأ الدوسري تعلم علوم القرآن في سن الصغير، وقد حفظ القرآن الكريم بتشجيع من والديه، وكانت والدته تتابع الحفظ والمراجعة، وقد التحق بحلقات القرآن متأخرًا في الصف الرابع الابتدائي.
ألحقه بعدها والدها في مدرسة زيد بن ثابت لتحفيظ القرآن الكريم في محافظة الخرج، وهي مدرسة حكومية، وظل في المدرة عامًا واحدًا، وبعدها انتقل مع أسرته إلى مدينة الرياض التي استقر وأكمل دراسته فيها وتابع حفظ القرآن الكريم.
وفي الرياض ألحقه والده بأول حلقة تحفيظ للقرآن في الصف الرابع الابتدائي في جامعة الأمير بندر، وحفظ القرآن على يد الشيخ عبد الرحمن الدوسري الذي كان إمامًا وخطيبًا آنذاك.
التحق الشيخ الدوسري بمدرسة تحفيظ القرآن الكريم الأولى الابتدائية، وأتم حفظ القرآن الكريم كاملًا في عمر الخمس عشرة سنة، وذلك في الصف الثالث المتوسط عام 1995.
وفي المرحلة الثانوية أتم حفظ القرآن مرة أخرى، واستغرق الأمر تسع سنوات حسب الخطة الدراسة التي وضعتها المدارس في المملكة، وقد قرأ أول ختمة له على يد الشيخ فهد الطويل.
قرأ القرآن بعدها على يد عدد من القراء في الرياض، ومنهم الشيخ بكري الطرابيشي، ومحمود عمر سكر، وأحمد خليل شاهين، وسعد سنبل، وعبد الله الجار الله.
دراسته الجامعية
التحق الشيخ ياسر الدوسري بكلية الملك عبد العزيز الحربية عام 1999، ولكنه درس فيها سنة واحدة فقط، وقرر الخروج من الكلية العسكرية والتحق بكلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، وتخرج فيها عام 2002 وحصل على شهادة البكالوريوس في الفقه.
تابع الشيخ الدوسري دراسته العليا بعد انقطاع 7 سنوات، وحصل على درجة الماجستير في المعهد العالي للقضاء التابع لنفسه الجامعة، وعمل خلال هذه الفترة كأمين عام جمعية الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم.
حصل الشيخ الدوسري على درجة الماجستير بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف عام 2008 وكان عنوان رسالته "الضوابط الفقهية في السبق والجعالة".
تابع بعدها دراسة الدكتوراه وحصل عليها عام 2013 في الفقه المقارن من نفس المعهد، وكانت عنوان رسالته "الفروق الفقهية عند الحنفية في البيوع".
بعد حصوله على درجة الدكتوراه قدم الشيخ الدوسري العديد من البحوث والدراسات، ومنها "أحكام الشهيد" التي تُدرّس في بعض دورات وزارة الدفاع السعودية، و"مقصد الشفقة" وهي دراسة تطبيقية صدرت عام 2021 في مجلة جامعة أم القرى.
قدم الشيخ أيضًا دراسات فقهية في موضوعات مختلفة، منها أحكام بيع التقسيط، وعقد المقاولات، وعمليات التجميل، ورهن السيارات، وعقود المرابحة، والحقوق الملكية الفكرية، وغيرها.
في شهر يونيو عام 2022 حصل فضيلة الشيخ الدوسري على درجة الأستاذية في الفقه من جامعة أم القرى.
عمله في الإمامة
بدأ الشيخ ياسر الدوسري إمامة المساجد وعمره 16 عامًا عندما كان طالبًا في الصف الأول الثانوي، فبعدما أنُشئ أحد المساجد في حي الفاروق الذي يعيش فيه اقترح عليه شيخه فهد النغيمش أن يكون إمامًا ولكنه رفض في البداية حتى أصر وأقنع والده بهذا.
وكانت أول إمامة للشيخ الدوسري عام 1995 في مسجد الخليفي في حي الفاروق بعدما أجرى مقابلة مع وزارة الشؤون الإسلامية، وفي العام نفسه أصدر شريطًا للقرآن بصوته.
كانت قراءته للقرآن مميزة، فكان يقرأ الفاتحة بطريقة الشيخ محمد أيوب، أحد أئمة المسجد النبوي، وبعدها يكمل القراءة بطريقته.
انتقل الشيخ الدوسري بعدها إلى إمامة مسجد الكوثر في حي العريجاء عام 2000، وبعدها بعامين كان إمامًا في جامع الإمام عبد الله بن سعود في حي السويدي، وبعدها بعامين في جامع ابن باز واستمر فيها سنة، وقد توفي والده في العام نفسه.
تولى الشيخ بعدها إمامة جامع الدخيل عام 2005، وفيه حصل على شهرة حقيقية، وظل إمامًا لهذا المسجد لمدة 15 سنة، وكان خلالها يشرف على جميع أنشطة المسجد الدعوية والاجتماعية والعلمية كذلك.
أشرف الشيخ كذلك على دار الهمم النسائية التابعة للجامعة، وفي الوقت نفسه كان الشيخ يتولى إمام المصلين في صلاة التراويح في عدة دول منها الكويت وقطر الإمارات.
تعيينه إمامًا للحرم المكي
في 12 أكتوبر عام 2019 صدرت الموافقة على تعيين الشيخ ياسر الدوسري إمامًا للمسجد الحرام، بينما تم تعيين الشيخ الدكتور خالد بن سليمان المهنا والشيخ أحمد بن علي الحذيفي إمامين في المسجد النبوي، وفي أغسطس 2020 تم تعيينه عضوًا في الهيئة الاستشارية لرئاسة شؤون الحرمين.
في شهر ديسمبر عام 2022 أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود قرارًا بالموافقة على مشاركة الشيخ ياسر الدوسري مع شيوخ آخرين في الخطابة في الحرمين الشريفين.
إصداراته الصوتية
أمضى الشيخ ياسر الدوسري أكثر من 23 سنة في إمام المساجد و18 عامًا في الخطابة، وخلال هذه الفترة صدرت له العديد من الصوتيات بداية من عام 1995 منذ توليه إمامة مسجد الخليفي في الرياض، وقد بلغت عدد الإصدارات الصوتية إلى حوالي 49 إصدارًا.
ألقى الشيخ الدوسري دروسًا دينية ومحاضرات في المسجد الحرام والمسجد النبوي وعدد من الجهات الحكومية في المملكة، كما قام بجولات عدة في الدولة العربية والأوروبية بدعوات من المراكز الثقافية والإسلامية في هذه الدولة، ومنها تونس وإيطاليا وفرنسا وغيرها.
محاضراته وعمله الأكاديمي
شارك الشيخ ياسر الدوسري في العديد من المؤتمرات العلمية المحلية والعالمية، كما شارك في مسابقات القرآن الكريم، منها مسابقة الأمير نايف بن عبد العزيز، ومسابقة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود.
أشرف كذلك على عدد من الدورات الخاصة بالأمن الفكري في وزارة الدفاع السعودية، وأعد مناهج الثقافة الإسلامية، وألقى عدة محاضرات في الوزارة.
رأس الشيخ الدوسري عدد من اللجان والجمعيات، منها اللجنة التحكيمية في مسابقة أمير الرياض لحفظ القرآن، ومسابقة الوحيين للقرآن والسنة في ليفربول.
شغل الشيخ الدوسري عضوية عدد من الجمعيات، منها الجمعية العلمية الفقهية السعودية، والجمعية السعودية للدراسات الدعوية، والندوة العالمية للشباب الإسلامي.
عمل الشيخ الدوسري أمينًا سابقًا لجمعية الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود لتحفيظ القرآن في الدفاع الجوي لمدة 7 سنوات بداية من عام 2003.
أما عمله الأكاديمية فالشيخ الدوسري عضو سابق في هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية في كلية التربية بجامعة الملك سعود، وحاليًا يُدرّس في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى ويعمل مستشارًا لمدير الجامعة.
