يعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رجل السلام الأول فقد حقق العديد من الإنجازات ولعل أهمها الإنجازات الإنسانية فاحتوى العديد من النزاعات وبث التسامح والأمل على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وبعد وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تمت مبايعته ليصبح الرئيس الثالث للإمارات العربية المتحدة، لذا سنلقي الضوء على حياة الشيخ وأهم إنجازاته قبل توليه الحكم.
محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان هو الرئيس الثالث للإمارات العربية المتحدة، وحاكم أبو ظبي السابع عشر والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي ولد في 11 مارس عام 1961.
هو الابن الثالث للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من زوجته الثالثة فاطمة بنت مبارك الكتبي، ولديه 18 أخًا وأختًا منهم الراحل الشيخ خليفة بن زايد الرئيس الثاني للإمارات العربية المتحدة.
تلقى الشيخ محمد بن زايد تعليمه النظامي في مسقط رأسه في منطقة العين وفي أبو ظبي، والتحق بعد ذلك بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية وتخرج فيها عام 1979، وفي أثناء دراسته الأكاديمية اجتاز العديد من الدورات منها مدرعات تأسيسية، وطيران تأسيسية، ومظلات، وتدريبات على الطائرات التعبوية والعمودية وغيرها.
تزوج الشيخ محمد بن زايد من سلامة بنت حمدان من محمد آل نهيان في عام 1981 وله منها أربعة أولاد وخمس بنات وهم: مريم، وخالد، وشمسة، وذياب، وحمدان، وفاطمة، وشما، وزايد، وحصة.
تربى الشيخ محمد بن زايد في كنف والده وأخوه وأخذ منهما الكثير من المهارات وتعلم منهما مسؤوليات القيادة وقبل توليه الرئاسة شغل العديد من المناصب السياسية والتشريعية والاقتصادية، وكانت له العديد من الإنجازات.
تولى الشيخ محمد أول منصب سياسي له في نوفمبر عام 2003 حينما عيّنه والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان نائبًا لولي عهد أبو ظبي، وبعد وفاة والده تولى ولاية عهد إمارة أبو ظبي في نوفمبر عام 2004.
وفي ديسمبر عام 2004 تولى منصب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي وأصبح المسؤول عن تطوير وتخطيط الإمارة، وكانت سياسته الخارجية حكيمة تقوم على نشر السلام وزيادة روابط الإمارات مع الدول خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن أهم إنجازاته في السياسة الخارجية التالي:
زيارته فرنسا
في عام 2018 زار الشيخ محمد بن زايد فرنسا بعد أن دعاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بهدف مناقشة استراتيجيات مكافحة التطرف، فضلًا عن تعزيز التعاون والتبادل بين البلدين فيما يخص قضايا مختلفة كالتعليم والتراث والاستثمارات والاقتصاد وغيرها.
زيارته للبابا فرنسيس
في عام 2016 زار الشيخ محمد بن زايد البابا فرنسيس، وفي عام 2019 رحّب بالبابا على أرض الإمارات لتعد أول زيارة له في شبه الجزيرة العربية، وفي الوقت نفسه عُقد المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية تحت رعايته، وتضمن المؤتمر المناقشة حول تعزيز التسامح والتفاهم ومنع الصراع والتطرف.
وبعد زيارة البابا فرنسيس للإمارات أقام أول قداس بابوي في شبه الجزيرة العربية حضره 180 ألف مصلٍ من 100 دولة، وسُمى هذا العام بعام التسامح، كما أطلق صندوق زايد العالمي للتعايش وهي مبادرة لتوضيح مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها شيخ الأزهر أحمد الطيب والبابا فرنسيس.
مساعدات مالية
بهدف تعزيز مكانة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد الدولي قدم الشيخ محمد بن زايد العديد من المساعدات المالية لعدة دول، منها إثيوبيا لمساعدتها في التغلب على نقص العملات الأجنبية، وللصومال خلال فترات الجفاف.
تعزيز التعاون مع الدول
في ولايته حضر ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد مراسم تبادل مذكرة شراكة بين سنغافورة في مجالات مختلفة مثل الاستثمار، والتنمية، والتعليم، وحماية البيئة.
زار أيضًا أفغانستان ووقع مذكرة للتعاون بين الدولتين في مجالات الطاقة والزراعة والرياضة والتعليم والتعدين والثقافة وغيرها.
كما مثل الإمارات العربية المتحدة في قمة الأمن النووي لعامي 2012، و2014 التي تم استضافتها في كوريا الجنوبية وفي هولندا.
عمل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على استكمال ما بدأه والده الشيخ زايد رحمه الله بتوفير الرفاهية للمواطن والعمل على إعلاء قيمة الوطن والمواطن، فتولى العديد من المناصب التي تشرف على المشروعات الاقتصادية والتنموية كما كانت له عدة مبادرات هامة.
التنمية الاقتصادية
رأس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مجلس التوازن الاقتصادي وعمل على زيادة التنوع الاقتصادي في إمارة أبو ظبي، وساهم في تحويل الاستثمارات المتعلقة بالدفاع إلى مشاريع مربحة لنفس الهدف وهو تنويع الاقتصاد.
كذلك تولى منصب رئيس مجلس إدارة شركة مبادلة للتنمية، وعمل على تعزيز المزايا الاجتماعية والاقتصادية طويلة الأمد للإمارات، كما أطلق مبادرة "شراكة" التي سعت لتعزيز القطاع الخاص وتسهيل إدارة الأعمال والاستثمار في أبو ظبي.
كذلك سعى إلى تنمية ريادة الأعمال، ففي عام 2018 وافق على حزمة من الحوافز الاقتصادية بقيمة 50 مليار درهم إماراتي لتسهيل المزايا الاقتصادية طويلة الأمد بين المستثمرين والإماراتيين.
أيضًا عمل على تحفيز التنمية الحضرية عن طريق مراجعة شاملة لأنظمة وقوانين البناء، ووافق كذلك على مجموعة من الحزم التحفيزية في مجال التكنولوجيا الزراعية بقيمة مليار درهم.
الحفاظ على البيئة
عمل الشيخ محمد بن زايد على حماية الطبيعة والبيئة في الإمارات، فترأس العديد من الجهود لحماية الصقور والحبارى البرية والمها العربي، كما تبرع بمليون دولار لمنع موت الطيور البرية بسبب خطوط الكهرباء.
كذلك أسس مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء التي تهدف إلى الحفاظ على تقليد الصقارة العريق والحفاظ عليه.
قدم تمويل قيمته 20 مليون دولار للحفاظ على الطيور الجارحة، وأنشأ وقفًا خيريًا بقيمة 25 مليون يورو يقدمها للمبادرات الفردية في مجال حفظ أنواع الكائنات الحية، كما قدم الدعم المالي للبعثات التي أدت إلى اكتشاف نوع يسمى سحلية الخشب وتم تسمية السحلية Enyalioides binzayedi تقديرًا لجهوده.
كذلك دفع مبلغ 15 مليار دولار لتطوير تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لحماية البيئة وتقليل آثار الطاقة غير المتجددة على الطقس، كما ساعد في تطوير برنامج تصنيع أشباه الموصلات.
تطوير التعليم والابتكار والاهتمام بالرياضة
اهتم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على رفع مستوى التعليم في الإمارات وفقًا للمعايير الدولية، فتولى منصب رئيس مجلس أبو ظبي للتعليم الذي تأسس عام 2005 الذي يهدف إلى تطوير التعليم في كل المراحل.
كذلك يرأس مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الذي يهدف إلى تعزيز المشاركة الأكاديمية، كما أسس العديد من المبادرات لتشجيع الابتكار مثل تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت، والمهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار.
تمكين المرأة
استكمل الشيخ محمد بن زايد ما بدأه والده الشيخ زايد وأخوه الشيخ خليفة في دعم ومناصرة المرأة، ففي عام 2019 رحب بوفد ضابطات من برنامج تدريب المرأة العربية على العمل العسكري وحفظ السلام.
كذلك شجع وجود المرأة في قطاع الخدمات الحكومية واستضاف أول دفعة من الإطفائيات الإماراتيات المعتمدات عام 2019.
وفي عام 2012 وجه بتقديم الرعاية الطبية الخاصة للناشطة الباكستانية ملالا يوسفزي بعد إصابتها من عناصر حركة طالبان، وتلقت رعاية طويلة الأمد في مستشفى الملكة إليزابيث.
دعم الفنون والسياحة
لتشجيع السياحة هدف محمد بن زايد إلى دعم الفنون عن طريق تأسيس المتاحف والاهتمام بمواقف التراث الثقافي، فأنشأ متحف اللوفر، ومتحف غوغنهايم، وافتتح معرض في فندق قصر الإمارات الذي ضم أعمالًا فنية تم شراؤها من أجل متحف اللوفر في أبو ظبي.
كذلك اهتم بالفنون الشفوية حيث عرف بحبه للشعر النبطي لذا فهو يشجع مسابقات الشعر المحلية ويستضيف العديد منها تحت رعايته.
حصل محمد بن زايد آل نهيان على العديد من الأوسمة والجوائز الدبلوماسية والعسكرية والإنسانية، ونرصد لك بعضها:
- وسام الاستحقاق الفيدرالي عام 2008 من وزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتاينماير.
- وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة عام 2008 من ملك إسبانيا خوان كارلوس.
- الوسام الذهبي لمؤسسة قرى الأطفال العالمية عام 2009.
- وسام الخدمة الممتازة عام 1992 من رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإماراتية.
- وسام الاستحقاق العسكري من الدرجة الممتازة عام 1994 من ملك المغرب الحسن الثاني.
- قلادة الحسين بن علي وهي أرفع وسام في المملكة الأردنية الهاشمية من الملك عبد الله الثاني بن حسين عام 2018 تقديرًا لجهوده في دعم علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين.
- ميدالية الشرف الذهبية عام 2007 من المنظمة العالمية للأغذية والزراعة.
- وسام القدس عام 2008 من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
- وسام النهضة من الدرجة الأولى عام 1996 من ملك الأردن الحسين بن طلال.
- وسام الكويت ذو الوشاح من الدرجة الممتازة عام 1995 من أمير الكويت جابر الأحمد الصباح.
- الوسام الأكبر للعلم الأصفر المتألق عام 1994 من رئيس وزراء جمهورية الصين الشعبية.
- وسام الاستحقاق عام 1991 من الجنرال نورمان شوارزكوف قائد القوات الأمريكي وقوات التحالف تقديرًا لدوره في حرب تحرير الكويت.
بعد وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في 13 مايو عام 2022 تمت مبايعة الشيخ محمد بن زايد رئيسًا للإمارات العربية المتحدة، حيث انتخبه المجلس الأعلى للاتحاد بالإجماع لتوليه رئاسة الدولة.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تغريدة على تويتر:
"انتخب المجلس الأعلى للاتحاد اليوم أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسا للدولة، محمد بن زايد هو ظل زايد وامتداده فينا ومؤسس مئوية دولتنا وحامي حمى اتحادنا نبارك له، ونبايعه، ويبايعه شعبنا وتنقاد له البلاد كلها ليأخذها في دروب العز والمجد والسؤدد بإذن الله".