الشاعر أحمد بخيت.. شاعر كل الأزمان صاحب الإرث الإبداعي

انتقل الشاعر أحمد بخيت في شعره من الشعر الكلاسيكي والتقليدي إلى الحداثة، وما بين التقليدية والحداثة الكثير من التحولات الشعرية وتحول استراتيجي كبير في أفكاره ونظرته للحياة فرسم بأشعاره حياته وأفكاره ونقلها للقارئ العربي، تعرف أكثر على مسيرته الإبداعية وأهم دواوينه في هذا المقال.

من هو أحمد بخيت؟

هو شاعر مصري ولد في مدينة أسيوط في محافظة أسيوط في 26 فبراير عام 1966 وعاش طفولته فيها ثم سافر إلى القاهرة وتلقى تعليمه الجامعي هناك.

يعد الشاعر بخيت من أبرز الشعراء العرب المعاصرين، فقد تميز من بداية حياته الأدبية منذ منتصف الثمانينات بإصدار العديد من الأعمال الشعرية والنثرية والتي أهلته للحصول على العديد من الجوائز.

تفرغ الشاعر بخيت للشعر والعمل الأدبي في منتصف التسعينيات وترك العمل الأكاديمي لأنه شعر أنه يسرق شاعريته وقدرته على الإبداع فكرس حياته للشعر والأدب وأصدر العديد من الأعمال الأدبية والدواوين التي وصل عددها إلى أكثر من 21 ديواناً.

في شعره تناول بخيت طفولته في أسيوط ثم انتقاله إلى القاهرة للدراسة والعلم وتأثير هذا التحول والتغير على حياته والذي أثّر بكل تأكيد على شعره وتجربته الشعرية فنجد تحولات شعرية بين التقليد والحداثة فجمع بينهما وصنع أسلوبًا شعريًا خاصًا به.

نشأته وتعليمه

ولد الشاعر أحمد بخيت في محافظة أسيوط وعاش فيها حتى المرحلة الثانوية ثم سافر إلى القاهرة ودرس في كلية دار العلوم وتخرج فيها عام 1989. عمل بعدها معيدًا في قسم النقد والبلاغة والأدب المقارن في كلية الدراسات العربية والإسلامية في جامعة القاهرة وفي جامعة الفيوم أيضًا.

بدأ بخيت مسيرته الأدبية عام 1985 وكتب عدد من الدواوين والأعمال الأدبية، إلا أنه في منتصف التسعينيات قرر ترك العمل الأكاديمي بشكل كامل للتفرغ للشعر ونشر أول مجموعة أدبية له عام 1998 بعنوان "وداعًا أيتها الصحراء".

من دواوين أحمد بخيت

عُرف الشاعر أحمد بخيت بغزارة إنتاجه الأدبي، فقد أصدر طوال مسيرته الأدبية منذ التسعينيات وحتى لآن أكثر من 21 ديوانًا شعريًا وأكثر من 10 آلاف بيت.

وفي عام 2020 تم إصدار 4 مجلدات شعرية للشاعر أحمد بخيت تضم 21 ديوانًا، كما أصدر بعدها 3 دواوين أخرى صدرت بشكل متتابع.

صدر الديوان الأول لأحمد بخيت عام 1998 بعنوان "وداعًا أيتها الصحراء"، وفي العام التالي أصدر ديوان "ليلى شهد العزلة"، ثم "صمت الكليم"، و"جزيرة مسك"، و"وطن بحجم عيوننا"، و"الأخير أولًا"، و"صغير كبير"، و"كبير صغير"، و"عيون العالك"، و"ظل ونور"، و"بردة الرسول"، و"ملحمة"، و"لارا"، و"المشكاة"، و"الفيلسوف الصغير"، و"عيون العالم"، و"ظل ونور"، و"مسرح في المنزل".

تحولت الكثير من قصائد أحمد بخيت إلى أغنيات تغنى بها كبار النجوم منهم وردة ومحمد الحلو وأسامة شريف وطارق فؤاد وماجدة الرومي، وقد تنوعت دواوينه بين العامية والفصحى، ولكن غلبت عليها الفصحى.

غنت وردة لبخيت أغنية "جالك يوم"، أما الفنان محمد الحلو غنى له قصيدة "ما اسمهاش ليلى"، والفنان أسامة شريف غنى له "عدي ع الأيام"، و"بدالة السنين"، و"وهو مين".

ترجمت أيضًا العديد من قصائده إلى لغات مختلفة، وذلك رغم صعوبة ترجمة الشعر العربي إلى لغات أخرى إلا أن قصائد مثل "العزلة"، وصمت الكليم" ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية، وترجمت قصائد أخرى له إلى الإيطالية والإسبانية والألمانية.

ديوان أحمد بخيت للأطفال

أصدر الشاعر أحمد بخيت عدة دواوين موجهة للأطفال ومنها "صغير كبير"، و"كبير صغير"، و"عيون العالم"، و"ظل ونور"، وعن هذه التجربة أوضح بخيت أنه كان يبحث عن طريقة وصيغة جديدة ومبتكرة للحوار مع الطفل، وخصوصًا أن هذا الجيل أصبحت قدراته على التخيل تنمو بشكل أسرع بسبب وسائل الإعلام.

وأوضح بخيت أنه أراد بهذه التجربة أن يطرح كتابًا شعريًا يقرأ الصغير والكبير ويمكنه أن يعيد العلاقة الاجتماعية بين الطفل وأهله لذا تحدث عن قضايا متنوعة تأتي في بال الأطفال ويخاف المجتمع من الإجابة عنها أو يتم الإجابة عنها بشكل خاطئ وسرعان ما يكتشف الطفل إنها إجابات ساذجة وغير صحيحة.

كتب أحمد بخيت

كان للكاتب أحمد بخيت عدد من الكتب النثرية منها كتاب "لو كان أبيض" وهي تجربة وصفها بالمغامرة المشوقة حيث كسر الحواجز بينه وبين الفنون الأدبية الأخرى غير الشعر، و"بالأحمر".

وتأتي تجربة كتاب "لو كان أبيض" على شكل 43 قطعة أدبية فقد تضافر النثر مع الشعر وأرفق العديد من النصوص الشعرية التي تلتزم بالقافية والوزن، وعن هذه التجربة يقول: "هي بالنهاية قصيدة شعرية طويلة وليست مطولة، لكنها تؤكد قدرة شعرنا العربي على تجاوز الأطر المعتادة للقصيدة العربية، دون إخلال بجمالياتها المعروفة".

خصائص شعر أحمد بخيت

دمج الشاعر أحمد بخيت بين الحداثة والتقليد في شعره وقد حرص بشكل كبير على استخدام التراث الديني في شعره فتجده يقتبس من النصوص الدينية بشكل مختصر أو يستخدم معانِ مستوحاة من القرآن الكريم في الكثير من قصائده.

اكتسب بخيت الكثير من ثقافته الإسلامية العميقة فاتحضر عددًا من الرموز الشعرية التي ربطت بين الماضي والحاضر واستشراق المستقبل، ومزج الأسطورة في شعره بشكل عبقري فأصبحت الأسطورة جزءًا أساسيًا من تجربته الشعرية، ولعل أبرز الأساطير التي تحدث عنها أسطورة العنقاء.

أما عن اللغة في شعر بخيت فقد امتازت البساطة، واعتمد على استخدام لغة الحياة اليومية ولغة الشعر الرومانسي، كما أنه وظف أسلوب الاستفهام في قصائده التي ارتبط بشكل بكير بحالته الذهنية والفكرية.

تجربة الشاعر بخيت، وإحساسه، ومرجعيته الثقافية كانت لها تأثير كبير في بناء واختيار موسيقى شعره. شهدت أشعاره تكثيفًا لبعض الحروف في مواضع محددة من القصيدة، مما أضاف لها بعدًا نفسيًا خاصًا يتفاعل المتلقي معه وينجذب إليه دون أن يجد تفسيرًا واضحًا لهذا التكثيف. كانت هناك بنية إيقاعية أخرى تتمثل في تكرار الألفاظ، مما ساهم في بناء الإيقاع الداخلي لنصوصه.

قصائد أحمد بخيت مكتوبة

من قصائده المكتوبة قصيدة "كهولة" ويقول فيها:

هل يشبه النَّاسُ الأَماكنَ؟ لم تكن

شوكًا لكي يرثَ المكانُ، خشونَتَكْ

الشَّايُ لا لونٌ ولا طعمٌ ولا..

ودُخَانُ تبغِك لا يبدِّدُ وَحشتَكْ

شيخوخةُ الوقتِ، المكانُ ،ونادلٌ

وتهامسٌ نذلٌ، يفسِّرُ شَردَتَك

أَخسرتَ حبًّا، أَم ربحتَ خيانةً

أَم صفقةٌ وهمٌ أَضاعتْ ثروتَكْ

من قصائده المميزة قصيدة "رام الله"، ويقول فيها:

خُذْ طلَّةً أخرى وهبنيَ طلةْ

كي لا أموتَ.. ولا أرى رامَ الله

قلبي كما قال المسيحُ لمريمٍ

وكما لمريمَ.. حَنَّ جذعُ النخلَةْ

فلاحُ هذي الأرضِ.. عمري حنطتي

وبَذرتُ أكثرهُ.. حصدتُ أقلَّهْ

ستون موتاً بي وبعدُ مراهقٌ

شَيِّبْ سِوايَ.. فها دموعيَ طفلةْ

أنا وابن جنبيْ شاعرانِ إذا بكى

فينا الشتاء.. أضلَّني.. وأضلَّهْ

مطرُ المجانينِ.. الصبايا .. ضحكةٌ

سكرى الدلالِ.. وخصلةٌ مُبْتلّةْ